عدد الضغطات : 9,160عدد الضغطات : 6,665عدد الضغطات : 6,383عدد الضغطات : 5,596
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :عميد القوم)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :السموه)       :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :محمد الجابر)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 01-07-2021   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ



﴿, آمَنُوا, لَهُمْ, أَنَّ, الصَّالِحَاتِ, الَّذِينَ, تعالى:, تفسير, وَبَشِّرِ, وَعَمِلُوا, قومه

﴿, آمَنُوا, لَهُمْ, أَنَّ, الصَّالِحَاتِ, الَّذِينَ, تعالى:, تفسير, وَبَشِّرِ, وَعَمِلُوا, قومه

تفسير قوله تعالى:

﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ


قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25].

ذكر عز وجل وعيد الكافرين المكذِّبين للقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أَتْبع ذلك بالبشارة للمؤمنين الذين عملوا الصالحات، ببيان ما لهم من الجنات، وما لهم فيها من ألوان النعيم، والعيش المقيم، على طريقة القرآن الكريم في الجمع بين الترغيب والترهيب؛ ليجمع الإنسان في طريقه إلى الله بين الرغبة والرهبة، والخوف والرجاء.

قوله: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ الخطابُ للرسول صلى الله عليه وسلم ولكلِّ مَن يصلح له الخطاب؛ أي: وبشِّرْ أيها الرسول، ومن قام مقامك.

والتبشير والبشارة: الإخبار بما يسُرُّ، مأخوذ من البَشَرة؛ لأن الإنسان إذا أُخبر بما يسُرُّه استنار وجهه واتسعَت بشَرَتُه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهُه حتى كأنه قطعة قمر[1]، كما قال كعب بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل.

والتبشير سمة ظاهرة من سمات الدين الإسلامي الحنيف، فقد قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى رضي الله عنهما لما بعثهما إلى اليمن: ((بشِّرا ولا تنفِّرا، ويسِّرا ولا تعسِّرا)).

وينبغي أن يَستلهم هذا المعنى الدعاةُ والمصلحون والمربُّون، وأن يكونوا مبشِّرين لا منفِّرين، فإن رحمة الله سبقَتْ غضَبَه، وقد قال الله عز وجل لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا؛ أي: الذين صدَّقوا بقلوبهم وألسنتهم بكل ما يجب الإيمان به من أركان الإيمان الستة وغيرها.

﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ؛ أي: وعملوا الأعمال الصالحات بجوارحهم؛ أي: وصدَّقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة؛ لأن الإيمان اعتقادٌ وقول وعمل، وفي هذا ردٌّ على المرجئة الذين يقولون: يكفي مجرد الإيمان بلا عمل.

وفي حذف الموصوف وهي "الأعمال"، والاكتفاء بالصفة وهي "الصالحات": تنبيهٌ إلى أن المهم في الأعمال كونها صالحة.

والعمل إنما يكون صالحًا إذا توفر فيه شرطان: الأول: الإخلاص لله عز وجل؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشِّرك، مَن عمل عملًا أشرَكَ معي فيه غيري ترَكتُه وشِركَه))[2].

والشرط الثاني: متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرُنا، فهو ردٌّ))[3].

وفي لفظ: ((من أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))[4].

ويجمع الشرطين قولُ الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ [النساء: 125].

أي: ومن أحسن دينًا ممن أخلص العمل لله، وهو متَّبِع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ [لقمان: 22].

وسميت الأعمال الصالحة بهذا الاسم؛ لأن بها صلاحَ أمر الإنسان في دينه ودنياه وأخراه، وبها يكون صالحًا لجوار الرحمن في جنات النعيم[5].

﴿ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ﴾؛ أي: بأن لهم جنات، وهذا وما بعده هو المبشَّرُ به.

أي: فإن لهم عند الله جناتٍ، و"جنات" جمع "جنة"، وهي في اللغة البستان كثير الأشجار والثمار، سمي بذلك لأنه يجُنُّ ويستر مَن بداخله بأشجاره الكثيرة الملتفِّ بعضُها على بعض، كما قال تعالى: ﴿ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾ [النبأ: 16]، والمراد بالجنات المساكن والمنازل التي أعدَّها لأوليائه المتقين وحزبه المفلحين، فيها من ألوان النعيم ما لا يعلمه إلا الله، كما قال تعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطَرَ على قلب بشر))[6].

قال ابن القيم من قصيدة له طويلة في وصف الجنة ومدح نعيمها[7]:
فللهِ ما في حشوِها مِن مسرَّةٍ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وأصنافِ لذَّاتٍ بها يُتنعَّمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وللهِ بَرْدُ العيشِ بين خيامِها تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وروضاتِها والثغرُ في الروضِ يَبسِمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وللهِ واديها الذي هو موعدُ ال تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
مزيدِ لوفدِ الحُبِّ لو كنتَ منهمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
بذيَّالك الوادي يهيمُ صَبابةً تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
محبٌّ يَرى أن الصبابة مغنمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وللهِ أفراحُ المحبِّينَ عندما تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
يُخاطِبُهم مِن فوقِهم ويُسلِّمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وللهِ أبصارٌ ترى اللهَ جهرةً تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
فلا الضيمُ يغشاها ولا هي تَسأمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وللهِ كم مِن خيرةٍ إنْ تبسَّمتْ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
أضاءَ لها نورٌ مِن الفجرِ أعظمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنها تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
منازلُك الأولى وفيها المخيَّمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وحيَّ على السوق الذي فيه يَلتقي ال تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
محبونَ ذاك السوقُ للقومِ مَعلَمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وحيَّ على يوم المزيد الذي به تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
زيارةُ ربِّ العرشِ فاليوم موسمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وحيَّ على وادٍ هنالك أفيحٍ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وتُربتُه مِن أذفرِ المِسكِ أعظمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
منابرُ مِن نورٍ هناك وفضةٌ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
ومِن خالصِ العِقيانِ لا يتقصمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
وكثبانُ مِسكٍ قد جُعِلْنَ مقاعدًا تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
لِمَن دون أصحابِ المنابرِ تُعلَمُ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ


﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [البقرة: 25] صفة لـ"جنات"؛ أي: تجري وتسيح من تحت أشجارها وقصورها وغرفها الأنهار، كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [العنكبوت: 58]، وقال تعالى: ﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [الزمر: 20].

وهذه الأنهار تجري بغير أخدود يصرفونها كيف شاؤوا، قال ابن القيم[8]:
أنهارُها في غير أخدودٍ جرَتْ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
سبحانَ مُمسِكِها عن الفيضانِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
مِن تحتِهم تجري كما شاؤوا مفجـ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ
ـرة وما للنهرِ مِن نُقصانِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ


يشربون منها، ويغتسلون فيها، ويتمتعون برؤيتها، وهي كما قال الله تعالى: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ﴾ [محمد: 15].

قوله: ﴿ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ﴾ [البقرة: 25].

بعدما ذكَرَ طِيبَ المسكن، وهي الجنات التي تجري من تحتها الأنهار، أَتْبع ذلك بذِكر ما لهم فيها من النعيم، وبدأ بذِكر ما لهم فيها من أنواع الثمرات والمأكل، فقال: ﴿ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا ﴾ "كلما" ظرف زمان، وفيه إشارة إلى أن رزقهم في هذه الجنات على الدوام، وهذه مقالتهم على الدوام، والمعنى: كلما أُعطُوا من الجنات ﴿ مِنْ ثَمَرَةٍ ﴾؛ أي: من أيِّ ثمرة ﴿ قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ﴾؛ أي: هذا الذي أُعطينا من قبلُ؛ أي: شبيهه ونظيره لا عينه؛ لأنه يشبه ما سبقه في الشكل والحجم واللون ونحو ذلك؛ ولهذا قال: ﴿ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ﴾، وهذا كالتعليل والسببِ لقولهم: ﴿ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ﴾.

و﴿ مُتَشَابِهًا ﴾ حال؛ أي: أُعطُوه وجيء إليهم به حال كونه متشابهًا؛ أي: يشبه بعضه بعضًا في الحُسن واللذة والفكاهة وكونه خيارًا كله، أو في المظهر والشكل والحجم واللون ونحو ذلك، مع الاختلاف العظيم، والفرق الشاسع، والبون الواسع في المخبر والطعم واللذة والنكهة ونحو ذلك.

قال ابن القيم[9]: "ومعناه يشبه بعضه بعضًا، ليس أوله خيرًا من آخره، ولا هو مما يعرض له ما يعرض لثمار الدنيا عند تقادُمِ الشجر وكِبَرِها من نقصان حملها، وصِغَرِ ثمارها، وغير ذلك، بل أوله مثل آخره، وآخره مثل أوله، وهو خيار كلُّه يشبه بعضه بعضًا".

وقيل: معنى قولهم: ﴿ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ﴾؛ أي: في الدنيا.

والأول أصح وأظهر وأقوى في المعنى؛ لأن التشابه بين ثمار الجنة أعظمُ من التشابه بينها وبين ثمار الدنيا؛ ولهذا قالوا من شدة التشابه هذا القولَ.

وأيضًا ليس كل ما في الجنة - بل ولا أكثر ما فيها من الثمار - مما رُزِقَه أو مثيلَه أهلُ الدنيا.

وأيضًا فإن ما في الجنة من الثمار لا تقاس به ثمار الدنيا؛ فما في الجنة أعظمُ وأعظم، بل نِعَمُ الدنيا كلها لا تساوي شيئًا بالنسبة لنعيم الجنة، فيبعد أن يكون المعنى أن أهل الجنة كلما رُزِقوا من ثمارها قالوا: هذا الذي رُزِقنا في الدنيا، وقد أحسن القائل:
ألم تَرَ أن السيف ينقُصُ قدرُه *** إذا قيل: إن السيف أمضى من العصا[10]

ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: "لا يشبه شيء مما في الجنة ما في الدنيا إلا الأسماء"، وفي رواية: "ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماءُ"[11].

﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ:
ذكر ما لأهل الجنة من التنعم في المأكل بأنواع الثمار المتشابهة في الظاهر، المختلفة في الباطن، في الطعوم واللذة ونحو ذلك، ثم أتْبعَ ذلك بذكر ما لهم فيها من التنعم بالأزواج والفُرُش.

أي: ولهم في الجنات أزواج مطهَّرة، و"أزواج" جمع زوج، والزوج في اللغة: الشفع، ضد الوتر، ويطلق الزوج في الفصحى على الذكر والأنثى، يقال: زوج هند، ويقال: زوج محمد، وهي لغة قريش، وبها نزل القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿ يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ [البقرة: 35]، وقال تعالى في حق زكريا: ﴿ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ﴾ [الأنبياء: 90]، وقال تعالى: ﴿ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ ﴾ [النساء: 12].

ويقال للمرأة: "زوجة" في لغة تميم، انتحلها الفرضيون، فيقولون: هلك هالك عن زوجة، إذا كان المتوفى الرجل، ويقولون: هلك هالك عن زوج، إذا كان المتوفى المرأة.

وقد جاءت في السُّنة وفي كلام العرب؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ذكر نعيم أهل الجنة: ((ولكل واحد منهم زوجتان))[12].

وقال الفرزدق[13]:
وإن الذي يَسعى يُحرِّشُ زوجتي *** كساعٍ إلى أُسْدِ الـشَّرى يَستبيلُها

وقال الآخر:
فبكى بناتي شَجْوَهنَّ وزوجتي *** والظاعنونَ إليَّ ثم تَصدَّعُوا[14]

﴿ مُطَهَّرَةٌ ﴾ طهارة مطلقة خِلْقية وخُلُقية، من جميع النجاسات الحسية؛ كالغائط والبول، والحيض والنفاس، والمخاط والبصاق، وغير ذلك من الأذى والأقذار، ومن جميع الأنجاس المعنوية؛ كالغِلِّ والحقد، والحسد والغيرة، والكراهية والبغضاء، وغيرها من أمراض القلوب، ومن الإثم والفواحش، وسوء العشرة، والأخلاق السيئة، والصفات الذميمة، ونحو ذلك، وإذا كنَّ مطهَّراتٍ طهارةً مطلقة، فهنَّ كاملات الخَلْق والخُلُق.

﴿ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ لما ذكر ما لهم من النعيم في الجنات مسكنًا ومأكلًا وأزواجًا، طَمْأَنَهم على دوام ذلك، وعدم انقطاعه عنهم؛ لأن من أعظم ما ينِّغص النِّعمَ في الدنيا توقُّعَ انقطاعها، كما قال المتنبي[15]:
أشدُّ الغمِّ عندي في سرورٍ *** تَحقَّقَ عنه صاحبُه انتقالَا

﴿ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾؛ أي: وهم في هذه الجنات مقيمون إقامة أبدية لا تحُول ولا تزول؛ فلا هي تزول، ولا هم يزولون عنها؛ ولهذا أكد خلودهم فيها بكون الجملة اسمية.

ولا خلاف بين أهل العلم في أبدية الجنة، وأنها لا تَفنى ولا يفنى أهلُها ولا نعيمها، وعليه توافرت الأدلة من الكتاب والسنة، كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾ [النساء: 57].

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه يؤتى بالموت فيُضجَع فيذبح ذبحًا على السور الذي بين الجنة والنار، ثم يقال: ((يا أهل الجنة، خلود لا موت، ويا أهل النار، خلود ولا موت))[16].

قال ابن القيم[17]: "وجمَعَ سبحانه في هذه البشارة بين نعيم البدن بالجنات، وما فيها من الأنهار والثمار، ونعيم النفس بالأزواج المطهَّرة، ونعيم القلب وقرة العين بمعرفة دوام هذا العيش أبد الآباد وعدم انقطاعه".

الفوائد والأحكام:
1) تصدير الخطاب بالنداء للتنبيه والعناية والاهتمام؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ [البقرة: 21].

2) عموم رسالته صلى الله عليه وسلم لجميع الناس؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾.

3) وجوب عبادة الله تعالى وحده، فهي حق الله على العباد؛ لقوله تعالى: ﴿ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ [البقرة: 21].

4) إثبات ربوبية الله العامَّةِ بجميع الخلق؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ [البقرة: 21].

5) أن الإقرار بتوحيد الربوبية مستلزمٌ وموجب لتوحيد الألوهية؛ لقوله تعالى: ﴿ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 21، 22].

6) إثبات أن الله عز وجل هو الخالق وحده، خلَقَ الأولينَ والآخرين، وخلق كلَّ شيء؛ لقوله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ [البقرة: 21]، وهذا من معاني ربوبيته عز وجل.

7) في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ [البقرة: 21] قطعٌ لحبل التقليد للآباء واتباعهم فيما كانوا عليه من الشرك والعادات السيئة؛ لأن ربَّ الجميع وخالقهم هو الله وحده لا معبود بحقٍّ سواه.

8) أن الله عز وجل خلَق الخلْق؛ لأجل أن يَتَّقُوهُ بفعل أوامره واجتناب نواهيه؛ لقوله تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

9) أن من أعظم نعم ربوبية الله عز وجل على الناس: أنْ خلَقَهم، وجعل الأرض لهم فراشًا ممهدة لعيشهم عليها، وجعل السماء بناء وسقفًا للمخلوقات، وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقًا لهم؛ لقوله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾، وقوله: ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴾ [البقرة: 22].

10) فضلُ الله عز وجل العظيمُ، وقدرته التامة في خلق الخلق، وفي خلق الأرض وجعلها فِراشًا، وفي خلق السماء وجعلِها بناء، وفي إنزال المطر من السماء وإخراج النبات والثمرات رزقًا للعباد.

11) حكمة الله عز وجل في جعل المطر ينزل من السماء ليعُمَّ جميع الأرض، ما علا منها وارتفع، وما سفل منها وانخفض.

12) إثبات الأسباب، وأنها لا تكون مؤثِّرة إلا بأمر الله وإرادته؛ لقوله تعالى: ﴿ فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴾ [البقرة: 22].

13) أن الرزق من الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴾ [البقرة: 22].

14) في إحياء الأرض بالنبات وإخراجِ الثمرات منها دليلٌ على قدرته عز وجل على البعث.

15) تحريم اتخاذ الأنداد والشركاء مع الله؛ لقوله تعالى: ﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 22].

16) توبيخ المشركين الذين أشركوا مع الله غيرَه، وهم يعلمون أنه ربُّهم الذي خَلَقهم وخلَق الأرض والسماء، وأنزل المطر من السماء، وأخرج به الثمرات رزقًا لهم؛ مما يوجب إفرادَه وحده بالعبادة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾؛ لأن توحيد الربوبية يستلزم توحيدَ الألوهية، كما سبق بيانه.

17) أن التحريم والتوبيخ بالنسبة للعالِم أشدُّ؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾، بل إن الجاهل قد يُعذَر في بعض الأحوال.

18) تحدِّي المشركين المكذِّبين للقرآن، الشاكِّين في كونه من عند الله، بالإتيان بسورة واحدة من مثله، ودعاء شهدائهم من دون الله للاستعانة بهم وإشهادهم على ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 23].

19) دفاع الله عز وجل عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وإثبات صدقه فيما جاء به.

20) إثبات إعجاز القرآن الكريم، وأنه معجز بأقصرِ سورةٍ منه؛ لقوله تعالى: ﴿ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ﴾ [البقرة: 23]، معجزٌ بألفاظه ومعانيه، وأخباره وأحكامه، وغير ذلك.

21) إثبات علوِّ الله عز وجل على خلقه؛ لقوله تعالى: ﴿ نَزَّلْنَا ﴾، والتنزيل يكون من أعلى إلى أسفل.

22) تعظيم القرآن الكريم، وإثبات أنه كلام الله تعالى منزَّل غير مخلوق؛ لقوله تعالى: ﴿ مِمَّا نَزَّلْنَا ﴾ [البقرة: 23].

23) تشريف النبي صلى الله عليه وسلم وتكريمه بوصفه بالعبودية؛ لقوله تعالى: ﴿ عَلَى عَبْدِنَا ﴾ [البقرة: 23]؛ لأن العبودية لله تعالى أفضل ما يوصَف به البشر.

24) إثبات عدم قدرة المشركين ولا غيرهم على الإتيان بسورة من مثل القرآن، ونفي إمكانية أن يفعلوا ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾ [البقرة: 24].

25) الوعيد والتهديد بالنار لمن كذَّب الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من القرآن؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾ [البقرة: 24].

26) أن وَقود النار - نسأل الله العافية - الناسُ والحجارة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [البقرة: 24]، مما يوجب الحذر منها، والبعد عن أسباب دخولها.

27) في جعل الحجارة والأصنام التي عُبِدتْ من دون الله وقودًا للنار إذلالٌ لها، وإهانةٌ لمن عبَدوها، وزيادة في ندمهم، حيث عبَدوا ما لا ينفع ولا يضر، بل ما لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وهذا على أحد القولين في المراد بالحجارة، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ [الأنبياء: 98، 99].

28) أن النار موجودة الآن؛ لقوله تعالى: ﴿ أُعِدَّتْ ﴾.

29) أن النار أُعِدَّت للكافرين، دارًا ومقرًّا لهم ومأوى ومصيرًا؛ لقوله تعالى: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 24].

30) أن غير الكافرين من العصاة ونحوهم ليست النار لهم بدارٍ؛ لأنهم لا يخلدون فيها، بل ربما يعفو الله عنهم ولا يدخلونها إلا تَحِلَّةَ القسَم، وفي هذا ردٌّ على من يقول بتخليد أصحاب الكبائر في النار كالخوارج ونحوهم.

31) جمَعَ القرآن بين الوعد والوعيد؛ ليجمع الإنسان في طريقه إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء؛ لقوله تعالى بعد وعيد الكافرين بالنار: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ الآية [البقرة: 25].

32) البشارة للذين آمنوا وعملوا الصالحات بما أعَدَّ الله لهم من الجنات وألوان النعيم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ الآية [البقرة: 25].

33) عناية الإسلام بالبشارة والتبشير؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى حين بعثهما إلى اليمن: ((بشِّرا ولا تنفِّرا))[18].

34) لا بد من الجمع بين الإيمان والعمل الصالح؛ لقوله تعالى: ﴿ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾، وفي هذا الرد على المرجئة الذين يقولون: يكفي مجرد الإيمان.

35) أن المهم في الأعمال أن تكون صالحة؛ لهذا حذف الموصوف في قوله: ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾، واكتفى بالصفة وهي "الصالحات".

36) عِظَمُ ما أعَدَّ الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات من الجنات المتعددة، وما فيها من الأنهار والرزق، والثمرات المتشابهة، والأزواج المطهَّرة؛ ومن أعظم ذلك الأمن من انقطاع هذا النعيم؛ لقوله تعالى: ﴿ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25].

37) أن الجنة لا تفنى ولا يفنى نعيمُها ولا أهلها؛ لقوله تعالى: ﴿ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾.

[1] أخرجه البخاري في المناقب (3556)، ومسلم في التوبة (2769).

[2] أخرجه مسلم في الزهد - تحريم الرياء (2985)، وابن ماجه في الزهد (4202)- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[3] أخرجه مسلم في الأقضية - نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور (1718)- من حديث عائشة رضي الله عنها.

[4] أخرجه البخاري في الصلح - إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود (2697)، ومسلم في الأقضية، نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور (1718)، وأبو داود في السنة (4606)، وابن ماجه في المقدمة (14)- من حديث عائشة رضي الله عنها.

[5] انظر "تيسير الكريم الرحمن" (1/ 62).

[6] أخرجه البخاري في بدء الخلق (3244)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (2824)، والترمذي في التفسير (3197)، وابن ماجه في الزهد (4328)- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[7] "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" ص (29- 32)، "إغاثة اللهفان" (1/ 71)، "طريق الهجرتين" ص (101).

[8] في "نونيته" ص (229).

[9] انظر "بدائع التفسير" (1/ 295).

[10] البيت للكميت. انظر: "مجاني الأدب" 3/65 .

[11] أخرجهما الطبري في "جامع البيان" (1/ 416) تحقيق التركي، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/ 66).

[12] أخرجه البخاري في بدء الخلق (3245)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2834) والترمذي في صفة الجنة (2537) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[13] انظر "ديوانه" ص (605)، "لسان العرب" مادة "زوج".

[14] البيت لعبدة الطبيب انظر "ديوانه" ص (50)، "لسان العرب" مادة "زوج".

[15] انظر: "ديوانه" ص140 .

[16] أخرجه الترمذي في صفة الجنة (2557)، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

[17] انظر "بدائع التفسير" (1/ 296).

[18] أخرجه البخاري في الجهاد والسير (3038)، ومسلم في الأشربة (1733)، وأبو داود في الأشربة (3684)، والنسائي في الأشربة (5595)، وابن ماجه في الأشربة (3391)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه.



الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ,QfQa~AvA hg~Q`AdkQ NlQkE,h ,QuQlAgE,h hgw~QhgApQhjA HQk~Q gQiElX NlQkE,h gQiElX HQk~Q hgw~QhgApQhjA hg~Q`AdkQ juhgn: jtsdv ,QfQa~AvA ,QuQlAgE,h




jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ,QfQa~AvA hg~Q`AdkQ NlQkE,h ,QuQlAgE,h hgw~QhgApQhjA HQk~Q gQiElX NlQkE,h gQiElX HQk~Q hgw~QhgApQhjA hg~Q`AdkQ juhgn: jtsdv ,QfQa~AvA ,QuQlAgE,h jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ,QfQa~AvA hg~Q`AdkQ NlQkE,h ,QuQlAgE,h hgw~QhgApQhjA HQk~Q gQiElX NlQkE,h gQiElX HQk~Q hgw~QhgApQhjA hg~Q`AdkQ juhgn: jtsdv ,QfQa~AvA ,QuQlAgE,h



 

قديم 03-07-2021   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَ



بارك الله فيك وفي علمك



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
﴿, آمَنُوا, لَهُمْ, أَنَّ, الصَّالِحَاتِ, الَّذِينَ, تعالى:, تفسير, وَبَشِّرِ, وَعَمِلُوا, قومه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير:وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْ مصراوي منتدى القرآن الكريم والتفسير 5 17-09-2017 02:33 AM
وقفة مع قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا .. ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 6 10-07-2016 12:36 PM
تفسير قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 13 14-12-2015 12:45 PM
تفسير قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 4 11-10-2015 11:24 AM
وقفة مع قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا .. ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 4 08-08-2015 04:18 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:17 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant