الحمد لله ربِّ العالمين.. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد أيها المسلمون، اتقوا الله حق التقوى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ في الآية الكريمة أخبرنا سبحانه وتعالى أنه جل وعلا وملائكته يصلون على النبي وأمرنا بالصلاة والسلام عليه.
في صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((... مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) فيا لها من تجارة رابحة، فبكل صلاة منك على الحبيب صلى الله عليه وسلم، تحصل على عشر صلوات من الحي القيوم رب الأرض والسماوات... الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار للمؤمنين وقيل الصلاة من الله على العبد هي إشاعة الذكر الجميل له في عباده والثناء عليه. ولما يصلي علينا الرحمن الرحيم، يخبرنا بذلك جل جلاله بقوله: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً﴾.
أي: من رحمته بالمؤمنين ولطفه بهم، أن جعل من صلاته عليهم، وثنائه، وصلاة ملائكته ودعائهم، ما يخرجهم من ظلمات الذنوب والجهل، إلى نور الإيمان، والتوفيق، والعلم، والعمل فهذه أعظم نعمة، أنعم بها على العباد الطائعين، تستدعي منهم شكرها، والإكثار من ذكر الله، الذي لطف بهم ورحمهم، وجعل حملة عرشه، أفضل الملائكة، ومن حوله، يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا.
أيها المسلمون: إلى كل من يرجو شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم يجعل الولدان شيبا، نقول له هلم فقد بين لك صلى الله عليه وسلم الطريق إلى ذلك عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ".
عباد الله: إلى كل من تكاثرت عليه هموم الدنيا وأسرف على نفسه بالذنوب والخطايا ننقل إليك هذا الحوار النبوي الكريم لنهتدي به في حياتنا وما نواجه فيها.
وفقنا الله إياكم للعمل بكتابه والعمل بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد:
عباد الله...
إن من أفضل الأيام التي حثكم فيها نبيكم صلى الله عليه وسلم أن تكثروا فيها من الصلاة والسلام عليه يوم الجمعة.
هذا وصلوا على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك