تجد الشاب يطيل السهر في مقاطع إباحية، وربما في غفلة، أو في معصية، يتنقل من موقعٍ إلكتروني لآخر، ومن مقطع فاحشٍ لآخر، ثم ينام عن غلبة آخر الليل، وتضيع عليه لذاذة التهجد وتفوته صلاة الفجر في المسجد، وربما صلاها منفردًا، وربما في آخر الوقت، وربما بعد طلوع الشمس!..
فيختم يومه غافلًا أو عاصيًا، ويستفتح يومه غافلًا أو عاصيًا، ثم يرجو أن يكون ما بينهما مباركًا له فيه، وأنى له ذلك!.
بل الواقع الغالب أن البركة قد غابت عنه، وعن ماله وبيته، وعلمه وعمله وعبادته، وإن أرضى نفسه بزعم غير ذلك..
إنَّ السلف كانوا لا يضيعون ثلاث ساعاتٍ ذاتَ بركة إلا عن غلبة: الساعة التي تسبق الفجر، والساعة التي بعده إلى شروق الشمس، والدقائق التي تسبق دخول وقت المغرب، وهذا من جملة موجبات البركة لهم في حياتهم وختامهم، ولسنا في قانونٍ جديد، فإذا أردت البركة والخير والتوفيق والسعادة والإنجاز والرشاد فالزم ما لزم السلف، ودعك من العادات السيئة التي توافق عليها كثيرٌ من أهل هذا الزمان، ولا يكن شيءٌ أهمَّ إليك من نفسك ودينك وقلبك، والله يتولاك ويرعاك.