رمضان زمان

ليلٌ حالك السواد





ليلٌ حالك السواد لا يبدده إلا أنوار مساجد فتحت لاستقبال المصلين، وسكون يقطعه صوت طبول وأناشيد المسحراتي قبل آذان الفجر بقليل وأنا يا محمد من غرامك ما بنام الليل .. ساعة بصلي وساعة بمدحك يا زين " ، ويظل ينادي حتى يصحو الناس يبصر أنوار بيوتهم فيطمئن قلبه ويستمر سائراص في جوف الليلي هذي بأناشيده ومأثوراته الرمضانية ابتغاء مرضاة الله ونيل الأجر والثواب الرباني إضافة إلى الأجر المادي في آخر ليالي رمضان فتعينه على توفير احتياجات العيد لأسرته المكلومة بفقرها وضيق حالها. محمود أو كما يحب أن يلقب بأبو كريم من مخيم الشاطئغرب مدينة غزة، ما إن هل شهر الصوم حتى عمد لأول مرة في حياته مع مجموعة من الشباب للخروج للقيام بمهمة المسحراتي التي تدر عليهم دخلاً جيداً لمدة شهر واحد من شهورالسنة، محمود يخرج وبقلبه يخفق أمل بالحصول على المال في نهاية رمضان عوضاً عن الأجر والثواب الرباني لحثه الناس على اتباع سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في السحور، يقول الشاب في منتصف عشرينيات عمره أنه يعمل في إحدى مصانع الخياطة إلاأنه منذ فترة لا يعمل إلا ما قل ونذر كما هو حال غالبية مصانع غزة المحلية، عندالثانية بعد منتصف الليل يقصد محمود منطقة الرمال وشارع فلسطين كما يحدد له تصريحه مروره، ويبدأ بقرع طبول السحور بخفة وتناغم بينما يقوم جاره وصهره محمود بمهمةالغناء والمناداة على الناس فهو يمتلك حسن الصوت ، ويقول محمود :" أحياناً نعمد إلىمناداة بعض الناس بأسمائهم كنوع من المديح أملاً في الحصول لاحقاً على نقود تمكننا من مساعدة أسرنا في رمضان وأيام العيد " ، يقول :"أحياناً يعطونا الناس نقودا منفئة العشرين أو الخمسين شيكل تمثل لنا مورد رزق جيد كثيراً ما نفتقده في أيامالحصار العجاف ".



كثرة أفرزتهاالبطالة





مع ارتفاع حجم البطالة في الوطن الفلسطيني كنتيجة مننتائج الحصار المطبق على القطاع منذ تشكيل حركة حماس الحكومة في يناير 2006 إثرفوزها الساحق في انتخابات التشريعي آنذاك، لم يكن بوسع المسئولون إلا الموافقة علىزيادة عدد المسحراتية في غزة حيث تجاوزا الأربعين شخصاً منحوا تصاريح مقابل رسومرمزية.



طالب جامعي

ينادون المواطنين باسمائهم

واحد من هؤلاء كان الشاب دياب كريزم وهو طالب جامعي في العشرينيات من عمره بداً من تحدي فقره وعدم قدرته على تلبيه احتياجات دراسته الجامعية إلا بالعمل حتى لو كان يدر دخلاً بسيطاً أو موسمياً، يقول :" لم أكن يوماً مسحراتي ولم ينتهج المهنة أحداً من أسرتي لكنها كانت بمثابة طوق النجاة لي هذاالعام لأتمكن من استكمال مصاريفي الجامعية من كتب ومراجع أحتاجها " ، ويضيف :" أخرج في ساعة مبكرة قبل الفجر أوقظ الناس ليتناولوا طعام السحور أنادي عليهم بأسمائهموأتجول بين أزقة بيوتهم بطبلتي الصغيرة " ، ويتابع :"بعضهم يطل إليّ من شرفة منزله وقد غلبه النعاس يبادرني بالتحية "، مشيراً أن أحداً من المسحراتية لا يستطيع المناداة والتجول بين ازقة البيوت الفقيرة في غزة إلا وقد امتلك تصريحاً من القوةالتنفيذية يؤهله التجول في منطقة معينة خاصة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في الشارع الفلسطيني. أما علاء النجار فيجوب شوارع غزة معلقاً في صدره طبلته بينما يركنها إلىوسطه بيده اليسرى ويطرق عليها بيده اليمنى عازفاً ألحاناً مردداً أناشيد السحور أماعينيه إحداهما معلقة في السماء والأخرى تبصر الطريق وسط ظلام الليل الحالك،ما زالفي ربيع عمره السادس والعشرين يطوف المنازل بحذر في حي الصحابة حيث بيوت الفلسطينيين الفقيرة والشوارع الرملية والضيقة التي تحتاج إلى المزيد من التأني والحذر لقطعها، يقول الرجل:" لا أغادر المنطقة حتى أبصر أنوار المنازل فأطمئن لصحوالناس لتناول طعام السحور ". ويتابع :"توفر لي مهنة المسحراتي دخلاً جيداً غير أنه موسمياً في شهر رمضان فقط أستطيع من خلاله تلبية بعض احتياجاتي الملحة ولا سيما مساعدة أسرتي الفقيرة "، لافتاً أن تزايد حجم البطالة وانعدام فرص العمل كانت أسباب حقيقية وراء امتهانه هذه المهنة .

المسحراااااااااااااااتي في الدول العربيه

المسحراتي في الكويت

اصح يا نايم وحّد الدايم، وقول نويت بكره أن حييت، الشهر صايم والفجر قايم.

اصح يا نايم وحد الرزاق. اصح يا نايم، السعي للصوم خير من النوم. اصحَ يا نايم!»

ليس للمسحراتي طلقة نار يطلقها كمدفع الإفطار، أو فورة خطيب المنبر، أو شجن المطربين، لكنه يوقظنا ويشد انتباهنا كل ليلة على تكرار ما يفعله دون أن يبعث فينا الملل. ما زال المسحراتي من أهم المظاهر الرمضانية ولعلّها الاحب الى القلب، يتحدّى تطور الوسائل التكنولوجية والإبتكارات العصرية ويؤدي واجبه في شتى الظروف. فالموبايل أو المنبه اذا استطاعا أيقاظك من النوم، بالقطع لا يستطيعان إسماعك نغمة «يا صائم قوم اتسحر» مثلما يرندحها المسحراتي. هل المسحراتي عادة الى أفول وما مدى تمسّك المسلمين به؟

ارتبطت مهنة «بوطبيلة»، المعروف في الدول العربية بـ«المسحراتي»، بشهر رمضان الكريم، فهو شخصية محببة تُدخل البهجة والسرور الى نفوس الصائمين. ما زالت هذ الشخصية موجودة، ويحرص عليها بعض الدول العربية، مثل مصر والبحرين وقطر. إلا أنها، للأسف، اندثرت محلياً.

.

كانت لشهر رمضان الكريم مجموعة من العادات والتقاليد، لكنها للأسف اندثرت وتغيرت ملامحها، كان «بوطبيلة»، الملقب في الدول العربية وفي مصر بـ {المسحراتي» يقوم بإيقاظ الصائمين كي يتناولوا وجبة السحور قبل إقامة صلاة الفجر، وهو يمر على «الفرجان»

المسحراتي في السعودية

أما في السعودية فيوقظ المسحراتي النائمين بقوله " ربي قدرنا على الصيام واحفظ إيماننا بين القوم ، وفي المغرب العربي يقوم المسحراتي بدق الباب بعصاه ليوقظ النائمين.

ففي مكة المكرمة :

يسمى المسحراتي (الزمزمى)—وكان يحمل قنديلان يطوف بهما ،بحيث يتسنى من لا يسمع صوته أن يرى الضوء ويبدأ بالسحور أو الإمساك

المسحراتي في العراق

اما فرقة المسحراتي( اوكما يسمى في العراق ابو الطبل )فتبدا جولتها آخر الليل وعند موعد السحور بين البيوت لتعزف أناشيدها الدينية
والمسحراتي في العراق من التراث الرمضاني في هذا الشهر الفضيل

المسحراتي في الاردن

تدق المسامع في شهر رمضان طبلة المسحراتي وخصوصا في الاحياء الشعبية العريقة بالتراث ...وللمسحراتي في الأردن شكل آخر، فهو رجل من أفاضل الناس في حيه أو مدينته، يقوم بهذا العمل بدافع شخصي، وبشكل تطوعي، يحمل كل ليلة طبلته المصنوعة من الفخار وجِلْد الغنم يسير فجرا بين الأزقة والحواري ويردد بعض الأطفال من خلفه:
لا إله إلا الله..
اصحى يا نايم.. وحد الدايم..
وفي الأيام الأخيرة لرمضان، يردد المسحراتي بعض الأهازيج الخاصة بتوديع الشهر الكريم:
الوداع الوداع يا رمضان..
يا شهر الصيام عليك السلام..
رمضان كريم أبو الخيرات..
رمضان كريم أبو الطاعات..ولوداع رمضان طقوس خاصة في الأردن قديما أيضا، فمع انقضاء النصف الأول من شهر رمضان أو ثلثيه، يبدأ المؤذنون في المساجد بما يسمى بـ"التوحيش" وهو نداء يقول فيه المؤذن:
لا أوحش الله منك يا رمضان..
لا أوحش الله منك يا شهر الخير..
لا أوحش الله منك يا شهر التسابيح..
لا أوحش الله منك يا شهر المصابيح..
عليك السلام يا شهر الصيام

المسحراتي في لبنان(1)

ومما يتعلق بتناول السحور عند أهل الشام ولبنان شخصية ( المسحراتي ) وهو رجل من أهل الحي أو غيره يتولى إيقاظ الناس وتنبيههم من نومهم لتناول طعام السحور، يبدأ بجولته تلك قبل أذان الفجر بساعتين تقريبًا كي يتمكن من إيقاظ أكبر عدد من أهل الحي، ويستعمل ( الطبلة ) يقرع عليها بعصاة صغيرة، ويردد أثناء ذلك عبارة ( يا نايم وحد الدايم )
وقد كان المسحراتي في فترة من الفترات يشكل عنصرًا حيويًا في شهر رمضان، ويعتمد عليه كثير من الناس في استيقاظهم للسحور، حتى إنه كان يوجد نقابة خاصة بمن يمارس هذه المهنة تتولى تنظيم العمل بين أفرادها، وتوزيع المناطق التي يتناوبون عليها.

المسحراتي في سوريا

الإعلان عن السحورالمسحراتي

من عادات وتقاليد الشعب السوري أن المسحر(المسحراتي) هو الذي يقوم بإيقاظ النائم للسحور وهي ظاهرة عامة منذ العصر الأموى بواسطة الضرب على الطبلة وهو ينادي على الناس قوم يا صائم وحد الدائم يا أبو احمد وحد الله وغيره والمسحر من المنطقة ويعرف كل الناس . اما العادة الثانية فهي إطلاق مدفع السحور أول وهناك بعدها بمدة قصيرة مدفع ثانٍ حتى يتم إستيقاظ الجميع لتناول طعام السحور.

المسحراتي في اليمن

المسحراتي أيضا ما زال متواجدا في محافظة حضرموت, وفي بعض قرى وادي حضرموت يكون التنبيه من خلال معلم المسجد, إذ قبل ذهابه للمسجد يقوم بالتجوال على البيوت؛ للتنبيه بوقت السحور, إلا أن ذلك حاليا يتم بواسطة مكبرات الصوت في المساجد في بعض القرى.

هناك نوع من الخشونة في السحور حيث يقوم رجل من القرية وينادى بصوت عالي----قوموا----كلو---)

المسحراتي في الامارات

لازال المسحراتي في الامارات شأنه مثل اي دوله باقية تراث شعبي اصيل يمثل حلقة الوصل بين الاجيال بصوته الرخيم في دعوة الناس الي التسحر والبركه في السحور

الخير باقٍ.........في الإمارات

و في الإمارات تبقى المحافظة على العلاقات الأخوية والإنسانية كما هي لم تتغير –أثناء رمضان-

رغم التطور الحضاري يتمثل ذلك في الزيارات واللقاءات وتبادل الدعوات حول موائد رمضان الإماراتية..

التي لازال من أهم وأشهر أكلاتها متمثلا في (الهريس)و(الفريد)و(البثيث)و(المتشبوس)و(العصيدة)

إضافة إلى وجبة أخرى بعد صلاة العشاء تسمى ( الفوالة ) وهي الوجبة الأم بالنسبة لهم..

المسحراتي في تونس

ومن المظاهر المميزة لرمضان في تونس أيضا "بوطبيلة" أو المسحراتي
الذي يجوب الحارات ليلا ضاربا الطبل ومناديا على النائمين
"قوموا تسحروا.. قوموا تسحروا".
وفي نهاية رمضان تكافئ العائلات التونسية "بوطبيلة"
بمنحه أموالا وهدايا مقابل الخدمات التي قدمها طيلة الشهر.

وينتهز عدد من الشباب التونسي الراغب في الزواج شهر رمضان
لخطبة زوجة المستقبل. ويقدم الخاطب في ليلة 27 "الموسم" أي الهدايا
التي جرت العادة على تقديمها في مثل هذه المناسبات إلى الخطيبة.
كما دأبت الأسر التونسية منذ القدم على ختان الاطفال في ليلة 27
بتنظيم سهرات دينية تحييها فرق" السلامية" للانشاد الديني
التي تردد أناشيداً على ضربات الدف تمجد الرسول الكريم والاولياء الصالحين