سبق- الخبر: أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الأورام السعودية واستشاري ورئيس قسم العلاج الإشعاعي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، الدكتور عدنان بن صالح الحبشي، أن مدينة الملك فهد الطبية اقتنت جهازاً جديداً للعلاج الإشعاعي يطلق عليه "جهاز البروتون للعلاج الإشعاعي".
وأوضح أن الجهاز يصيب الورم مباشرة دون تجاوز الورم، وفي نفس الوقت قليل التأثير على الأنسجة السليمة التي يمر من خلالها ليصل إلى منطقة العلاج مما يرفع نسبة الشفاء ويقلل المضاعفات ولا يصيب مناطق أخرى سليمة من الجسم، مقدراً تكلفته بـ750 مليون ريال فيما يحتاج مساحة ملعب كرة قدم للجهاز والمنشأة التي سيعمل فيها حيث يبلغ وزن الجزء الرئيسي من الجهاز أو ما يسمى (بالسيكلوترون) ٢٠٠ طن.
ويستطيع الجهاز، بحسب الحبشي، علاج خمسة أشخاص في وقت متقارب عبر الطيف الإشعاعي البروتوني الذي يمر على الغرف الخمسة المخصصة للعلاج بالتوالي ويوفر هَذَا الجهاز العلاج لمرضى السرطان كافة والأورام الحميدة التي يعجز مبضع الجراح الوصول إليها لخطورتها وذلك مثل علاج أورام قاع الجمجمة (الحميدة والخبيثة) وسرطان المخ وخاصة الأورام التي تصيب الأطفال، معتبراً ذلك الجهاز هو الأول في منطقة الشرق الأوسط.
ورجح الحبشي، خلال ديوانية الأطباء في اللقاء السادس عشر بمنزل الشيخ عبدالعزيز التركي بالخبر مساء أول من أمس، وسط حضور من الأطباء والمتخصصين والإعلاميين، الانتهاء من بناء مقر للجهاز عام ٢٠١٧م بحسب المعلومات المتوفرة لديه، في الوقت الذي يوجد جهاز آخر وزن السيكلوترون فيه ٢٠ طن ويوفر نفس الطيف الإشعاعي، ولكنه مخصص لعلاج مريض واحد (غرفة علاج واحدة)، فيما تسعى بعض المستشفيات التخصصية في المملكة من اقتنائه حيث يحتاج مساحة أرض تقدر ٤٥٠ متراً مربعاً.
وألمح الدكتور عدنان الحبشي إلى أن الدراسات العلمية في علاج الأورام بالبروتون تعيش هذه الأيام ثورة في الدوريات العلمية المتخصصة في هذا المجال، مبيناً أنه سيكون للسعودية دور بارز في مثل هذه الدراسات في المستقبل القريب بإذن الله ليس في مجال علاج الأورام فقط ولكن في علم الفيزياء الطبية التي تعمل في خط متوازي في تخصص العلاج الإشعاعي .
ونوه الحبشي إلى أن أطباء الأورام قادرون الآن بعد الله بما توفره الدولة من علاج إشعاعي (بروتوني وأشعة إكس وأشعة جاما) بالإضافة إلى العلاج الكيماوي علاج أكثر من ٥٠٪ من الأورام السرطانية لمرضى السرطان، متمنياً تطور العلاج الإشعاعي وتوسعه في جميع مناطق المملكة.
وبين أن مزيداً من الأبحاث من أطباء الأورام بشكل خاص ومن جميع العاملين في علاج الأورام من جراحين وفيزيائيين وغيرهم سيزيدون من هذه النسبة بإذن الله بل وسيقللون من الأضرار المصاحبة والناتجة من العلاج.
وأوضح في سياق متصل أن جمعية الأورام العلمية السعودية التابعة للهيئة السعودية للتخصصات الصحية قامت بعمل الأدلة الإرشادية المبنية على البراهين لبروتوكلات العلاج لمرضى سرطان الثدي وسرطان الجهاز الهضمي وسرطان الرئتين وسرطان المسالك البولية وهذه الإرشادات وطرق العلاج نشرت في المجلات العلمية المتخصصة وستوفرها الجمعية السعودية للأورام لجميع أطباء الأورام في المملكة عبر موقعها الإلكتروني في القريب العاجل مما يجعل المرضى في جميع مناطق المملكة ينعمون بنفس العلاج وهذا بدوره سيحد من سفر هؤلاء المرضى للعلاج فقط في المدن الرئيسية وبتالي سيقلل من مدد الانتظار للمرضى وفرصة اكبر لعلاجهم في أوقات مناسبة وتوفير أموال وهذا ما تسعى له وزارة الصحة.
وتتجه الجمعية بحسب الحبشي لإنشاء دليل إرشادي لأورام الرأس والرقبة وسيشرف عليها الدكتور ناصر محمد الراجحي من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض بالتعاون مع الجمعية السعودية للأورام بعمل هذه الأدلة ومن المتوقع الانتهاء منها في ٢٠١٦م.
وزاد أن الجمعية تقوم كذلك بتقييم شهادات المتقدمين من الأطباء على الهيئة السعودية للتخصصّات الصحية من ناحية التأهيل العلمي ليقوم بعلاج المرضى، لاسيما أن الدولة وفرت العلاج والمراكز وخطط العلاج وهَذَا كله من أجل صحة المواطن.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك