شرح الأبيات:
في باب البسملة (إذا فصلت السورتين) بحيث انتهيت من قراءة سورة، ثم توقفت وظهر لك قراءة سورة أخرى، فهنا (حُقَّ أن) تأتي (ببسملة) في مذهب الإمام ورش وجوبًا، و(لزامًا) باعتبارها (فيصلا)؛ أي: فاصلًا بين السورتين، فالبسملة هنا فصلت بين السورتين، وهذا هو الوجه الأول عند ورش.
والوجه الثاني هو (إذا) ما (سكت) سكتةً خفيفةً (بغيرمانفسجرى)؛ أي: بدون تنفُّس؛ إذ مقدار هذا السكوت حركتان بدون تنفُّس، فهنا لا تأتي بالبسملة.
والوجه الثالث: (أو) قرأت (بالوصال)؛ أي: وصلت بينهما مرة واحدة من غير سكت؛ كأن السورتين سورة واحدة (فدعهناكتبسملا)، فهنا أيضًا لا تأتي بالبسملة.
(واستبعدنها)؛ أي: البسملة (عندبدء) سورة التوبة؛ وهي المسماة (براءة)، فلا تستفتحها بالبسملة (إذلفظهافيه)؛ أي: في بدء سورة التوبة ممتنع عند جميع القُرَّاء (اتِّفاقًا)؛ لذلك (أهمل).
خلاصة باب الفصل بين السورتين:
مذهب الإمام ورش في الفصل بين السورتين فيه ثلاثة أوجه:
الأول: البسملة عند الفصل بين السورتين، إلا بين سورتي الأنفال والتوبة، فلا بسملة.
الثاني: الوصل بين السورتين بدون بسملة (والوصل هو قراءة السورتين كأنهما سورة واحدة).
الثالث: السكت بدون بسملة (والسكت هو عبارة عن سكتة لطيفة بدون نفس بين نهاية السورة وأول السورة التي بعدها) وهو المختار عند ورش.
قال شيخنا أبو الفرح سيد لاشين رحمه الله في شرحه نظم الشاطبية (تقريب المعاني في شرح حرز الأماني في القراءات السبع): (الأوجه الثلاثة الواردة عن ابن عامر وورش وأبي عمرو لم يرد بها نصٌّ صريحٌ عنهم؛ وإنما هي اختيار أهل الأداء عنهم، واستحباب من شيوخ الإقراء عنهم)؛ انتهى.
الألوكة
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك