من الطبيعي جداً بل من الفطري أن ترغب في كسب المال وتحقيق الثراء. إن المال قوة توفر لك ولأسرتك العيش الكريم لتتمكن من الاستمتاع بالحياة على أفضل صورة. ولاشك أن الجميع يعرف المثل القائل « لي ما عنده فلوس كلامه مسوس ».
حين تعرض أحد الدعاة للانتقاد بسبب حثه للناس على كسب المال، رد قائلا: » إن حب المال غريزة في النفس البشرية ومخطأ من يظن عكس ذلك، فالمال هو ما يمكننا من طباعة الكتب الدينية، وبناء المساجد ومساعدة الفقراء والمعوزين. إننا نستخدم المال لندفع رواتب الفقهاء والدعاة، ولولا وجوده لما استقامت لهم الحياة ».
إن الشخص الذي يقول إنه يريد أن يعيش فقيراً يعاني إما من عقدة الذنب أو شعور حاد بالنقص أو أنه لازال في « دار غفلون ». إنه مثل ذلك التلميذ الذي يعجز عن الحصول على المعدلات العالية أو الانضمام لفريق الحي لكرة القدم فيتعلل بأنه غير مهتم لا بتحقيق المعدلات العالية ولا بلعب الكرة من الأساس. تماما كالقط الذي يرى قطعة اللحم ولا يجد لها سبيلا فيقول أنها متعفنة والمثل معروف. المال نعمة من عند الله عز وجل، وهو إذن هدف مشروع، لكن الغريب في الأمر هو أن الناس الساعين لجني المال دائما ما يتبعون أسلوبا معكوسا لفعل ذلك، فكل يوم نرى أشخاصا يركزون على المال أولاً، ومع ذلك فهم لا يملكون إلا القدر القليل منه. لماذا؟ الجواب بكل بساطة، هو أن الذين يركزون على الحصول على المال أولاً يصيرون مهتمين بالمال بشدة لدرجة تجعلهم ينسون أنه لكي ينجحوا في ذلك، يجب عليهم أولاً أن يغرسوا بذوره.
وبذور المال هي الخدمات. ولهذا السبب سيؤدي تركيزك على تقديم الخدمة أولاً إلى جني المال. ركز على الخدمة أولاً، وسيأتي المال بعد ذلك.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
28-10-2015
