يحتل (( جاليليو جاليلي )) مكان الصدارة بين رواد العلم الحديث جميعا , فقد كان ذا فضل كبير في اثراء المعرفة الانسانية و توسيع مدارك الانسان ...
وُلد (( جاليليو )) في بلدة (( بيزا )) الايطالية في 15 فبراير 1564 م , لأب كان يعمل موسيقيا و لكنه جمع بين الفن و التجارة بسبب قله موارده من الفن . دخل (( جاليليو )) في صباه ديرا حيث تعلم مبادئ المنطق و لكنه لم يستمر , و التحق و هو في السادسة عشر من عمره بجامعة بيزا بقسم الفنون الحرة حيث اراد له والده أن يدرس الطب , ولكنه لم يبد اي اهتمام بالدراسة فعاد مره اخري ل (( فلورانسا )) في عام 1585 م , دون اتمام دراسته و لم يحصل من الجامعة علي درجة علمية في الطب او غيره , أقبل بعد ذلك علي دراسه الرياضيات وذلك بعد درس اتفق له ان يسمعه في الهندسة , غير ان ظروفه المالية حالت بينه و بين مواصلة الدراسة الجامعية .
انطلق بعدها (( جاليليو )) في كتابة الكتب و اهمها كتاب (( الحوار )) و أظهر فييه موهبة فذة و اتسع وقته لاختراع ميزان الحرارة الرائد الذي عمل بالغاز لقياس حرارة الهواء , اما التلسكوب فلم يكن من ابتكاره بل انه سمع عن اختراعه في هولندا فما كان منه الا انه اعاد تصميمه و حسنه في يوم واحد , ثم وجهه الي السماء لمراقبة أجرامها فكان اول فلكي راقب النجوم و الكواكب بمنظار , وكان أول من رأي أقمار و حلقات الكوكب (( زحل )) , و لاحظ تحركات بقع الشمس فوجد في تحركاتها دليلا علي صحة نظرية (( كوبر نيكوس )) المبنية علي ان الشمس هي مركز الكون و ان الارض تدور حولها .
شعر (( جاليليو )) بحماسة شديدة لنشر تلكالحقيقة , و لكنه أحجم عن ذلك لأنها تناقض و تتعارض مع تعاليم الكنيسة , وفضّّّل عدم الكتابة فيها قبل ترخيص البابا بذلك و الا اضطهد و اتهم بالهرطقة .
بالفعل اهتزت الدنيا و أركانها عندما أعلن (( جاليليو )) عام 1633 م - أن الأرض تدور حول الشمس , و انعقدت محكمة التفتيش في الفاتيكان لادانه (( جاليليو )) بالالحاد و الزندقة .
تعرض (( جاليليو )) للتهديد بالتعذيب فأنكر أمام محكمة التفتيش في 22 يناير 1633 م نظريته عن دوران الأرض و أن الشمس مركز الكون , و حُكم عليه بالسجن لأجل غير محدد بتهمة الاشتباه القوي في الحاده , ثم جري تخفيف الحكم الي تحديد اقامته في المنزل و أمضي السنوات الثمانية الاخيرة من حياته و هو سجين في منزله , و لم يتوقف (( جاليليو )) عن الكتابة في فترة سجنه بل انه الّف فيها العديد من كتبه , و كانت أحسن ما كتب و أبدع و توفي سنة 1642 م , عن عمر يناهز 78 سنة .
رُد اعتبار (( جاليليو )) بعد 350 سنة من وفاته و ذلك عندما أعلن البابا عام 1979 م أن عصر
(( جاليليو )) كان عصراً ساده سوء فهم خطير متبادل بين العلم و الايمان ,
وأن (( جاليليو )) برئ مما اتهم به و أن الحكم الذي صدر بحقه .. كان جائزا .. ذلك أن
الارض تدور كما قال (( جاليليو )) و سوف تظل تدوور ...........
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك