بروكسل، أمستردام - وكالات الأنباء
قال آرنو فيست مدير مطار بروكسل إن المطار سيظل مغلقا اليوم بعد الهجومين المتزامنين اللذين شهدهما الثلاثاء وأسفرا عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل.
وكان المطار مغلقاً يوم امس.
وخضع مطار بروكسل لإجراءات أمنية مشددة امس بعد يوم من تفجيرات أسفرت عن مقتل 30 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 200.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات التي جاءت بعد أربعة أيام من القبض على صلاح عبد السلام (26 عاماً) المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر.
وشنت شرطة بروكسل عملية في شمال المدينة وعثرت على قنبلة أخرى وعلم لداعش ومواد كيميائية تستخدم في صنع القنابل في شقة سكنية بحي سكاربيك.
وقال محققون إنهم يركزون على رجل يرتدي قبعة ظهر في كاميرا مراقبة وهو يدفع عربة أمتعة في المطار مع اثنين آخرين يعتقدون أنهم مهاجمان. وعُثر على عبوة ناسفة فيما بعد في المطار وشوهد رجل وهو يجري بعيدا عن المطار بعد الهجمات.
ويعتقد خبراء أمنيون أن التفجيرات ربما جرى الإعداد لها قبل اعتقال عبد السلام. ولم يتضح ما إذا كان عبد السلام على علم بالهجوم الجديد أو ما إذا كان شركاؤه ربما خشوا من تشديد الشرطة إجراءات الأمن فنفذوها.
الحياة مستمرة
قال سائق المترو ان "الحياة مستمرة! هيا، فلنمض"، ثم اغلق باب قمرته وأنطلق. فغداة الاعتداءات التي استهدفت العاصمة البلجيكية، حرص سكان بروكسل على استعادة وتيرة حياتهم اليومية، على رغم المرارة التي يشعرون بها.
وبعد توقف شامل استمر طوال الثلاثاء، استأنف المترو رحلاته بصورة جزئية امس. والقسم الذي يضم محطة مالبيك حيث انفجرت عربة صباح الثلاثاء، بقي مقفلاً، واستبدلت به رحلات بالحافلات.
ولم تستأنف كل المحطات رحلاتها. وعلى مداخل المحطات الاحدى عشرة تحت الارض التي اعيد فتحها، من اصل ستين محطة بالاجمال، اخضعت الحقائب لتفتيش منهجي.
وفي مترو شومان، المحطة الرئيسية للمؤسسات الاوروبية الواقعة في محطة مالبيك، لم تكن صفوف الانتظار كثيفة كما هي العادة.
"الى اين يذهب هذا القطار؟" يتساءل الركاب ويدققون في لوحة مواعيد الانطلاق والوصول ويصعدون الى عربة ثم يترجلون منها.. فما يقلقهم على ما يبدو هو ان يجدوا المترو الملائم.
لكن دومينيك سالازار (18 عاما) الطالبة في علم الاجتماع، تقول انها "تشعر بشيء من الخوف"، لانها ترافق الى المدرسة شقيقيها الصغيرين" اللذين يبلغان الثالثة والسادسة من العمر. واضافت "لا تتوافر لدينا خيارات اخرى للتنقل".
واوضح بيار باردون، الموظف في مركز للنشاط الاجتماعي، لدى توجهه الى عمله "لم استوعب بعد كثيرا ما حصل، ما زلت اتابع حياتي اليومية، وهذا افضل على الارجح".
ولا يخفي هو ايضا بعض القلق والتوجس اللذين يعتريانه. وقال هذا الرجل الذي يرتدي بزته، يوم عيد ميلاده الثالث والاربعين، "تبلغنا ان نجل زميلة لزوجتي كان في العربة قد توفي خلال الليل. وانا قبل حوالى 20 دقيقة كنت في مالبيك. يجب ان اؤمن بأن ساعتي لم تحن بعد".
فريسة الخوف
وقالت فاليري (40 عاما) السكرتيرة في حضانة للاطفال انها "ترددت في طلب يوم اجازة، لأن اعباء العمل كثيرة".
هل ستتخذ مزيدا من تدابير الحذر؟ ابتسمت وقالت "لا يتوافر لدي الوقت الكافي، انا حريصة جداً على ان اتعرف الى طريقة عمل المترو، والى اين تتوجه القطارات، وما هي المحطات المفتوحة..".
وقالت "الأهم هو اني لا اريد ان اقع فريسة الخوف. فثمة من يسهر على امننا"، مشيرة الى ثلاثة جنود يقومون بدورية حاملين بنادقهم الرشاشة على صدورهم.
واوضحت هيلين (27 عاما) "من الطبيعي اننا نحرص على الا نصل متأخرين. اما اليوم، فالأمر يختلف قليلا. انا اعمل مرشدة في مركز مدرسي، ولا استطيع ان اقوم بعملي عن بعد". واكدت هيلين التي كانت تتدثر بمعطفها وقد احمر وجهها من جراء البرد، "ولا اريد ان اغير حياتي لان ثلاثة موتورين قرروا انهم يريدون تغيير العالم".
وذكر الشرطي جان-كلود ديبيكر (61 عاما) الذي لا يشعر "بالرعب" ان "الاعتداء فاجأني وآلمني قليلا". واضاف "اذا كان مقدراً ان يحصل فسيحصل".
وفوق الارض، كانت اعداد الدراجات الهوائية على رغم الامطار، اكثر من المعتاد في شوارع بروكسل، المعروفة انها لا تولي كثيرا سلامة الارصفة المخصصة للدراجات، الاهتمام الكافي.
ولاحظ فاسكو الموظف في محطة انجيان للقطار التي تبعد ثلاثين كيلومترا عن بروكسل ان "الناس لا يشعرون بالطمأنينة الكافية". واضاف "لكنهم ما زالوا قادرين على الابتسام، رأيت اشخاصاً يلقون طرائف عن أحداث الثلاثاء. معنويات بلجيكا ما زالت كبيرة".
جنود يفتشون الاشخاص الداخلين الى محطة مترو في بروكسل (رويترز)
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك