من اسوأ الصفات انسان بطبيعته طماعٌ ، يحب أن يحوز على كل شئ، أياً كان هذا الشئ،
فهو كثير الشكوى والتذمر والسؤال، يتطلع دوماً نحو المزيد، وإلى حيازة الجديد،
دائماً ... لا يكون راضياً عن نفسه، ولا قنوعاً بما عنده، ولا مكتفياً بما حقق،
ولا يحمد الله على ما أعطاه، ولا يشكره على ما امتن به عليه،
وينسى ما حباه من النعم، وما تفضل عليه من العطايا، وما ميزه عن غيره من الخلق،
ينسى الصحة والعافية، ويتجاهل التوفيق والسداد، ويغمض العين عن النجاح والفلاح،
تضيق عينه بما عنده ولو كان كثيراً، ويتطلع إلى ما عند غيره ولو كان قليلاً،
ينسى ما عنده وما يملك، ويذكر ما يعتقد أنه ينقصه، ويرى أنه يحتاجه،
وفي سعيه بطمعٍ وشره، فإنه قد يخسر ما جمع وحوى، وقد يفقد ما ملك واشترى،
إنه الإنسان الجهول الذي لا يرضيه شئ، ولا يشبعه شئ، في الوقت الذي لا يأخذ معه إلى قبره شئ،
أفلا يكون عبداً لله شكوراً، وبنعمته عليه حامداً متحدثاً، إذ بالحمد والثناء تدوم النعم ....
هل الأنسان عند موته يأخذ شي من الدنيا ؟
فالأنسان عند موته يصحبه الى القبر ثلاثه ويبقى معه واحد ويرجع الباقي؛
يصحبه الأهل والمال والعمل؛ يرجع الأهل والمال ويبقى العمل
هل أخذ معه غير عمله سواء كان العمل صالح أو غير صالح.
لماذا الطمع يغير الطبع ؟ لماذا الفلوس تغير النفوس؟ لماذا الجار يهجر جاره بسبب أمتار من أرض لا تسوى سواء مجموعة من الأخشاب التي يربط بينها ورطة متهالكة ؟ لماذا يتنافس ويتخاصم أناس كانوا من عقود وهم على قلب رجل واحد على مدخل رزق بسيط فيه أحدهم أحق من الآخر؟
الطمع المحمود الطمع في الجنة
تقسيم العبادة بحسب عقلية العباد والدافع وراء
امتثالهم للواجبات واداء فروض الطاعات الى ثلاثة اقسام :
الأول : عبادة العبيد وهي العبادة التي يؤديها العبد خوفاً مما توعد الله تعالى
العصاة والمردة واشفاقاً على النفس من سوء العاقبة والمنقلب
الثاني : عبادة التجار وهي العبادة التي يؤديها العبد طمعاً في نيل ما وعد الله
عباده من نعيم ازلي وسعادة ابدية في جنان الخلد
الثالث : عبادة الأحرار وهي ان يعبد الله لأنه لا إله غيره يليق بالعبادة ولا
يستحق اظهار صور الطاعة والانقياد له الا هو لكونه الاله الواحد الأحد الفرد
الصمد الخالق البارئ المصور بأمره قامت السموات والأرضون خلق الخلائق بقدرته
وصورها ببديع صنعه وحكمته وتفضل عليها بسجال كرمه ومنه وجوده .
والعبادة بأي قصد يأتي بها العبد عبادة مقبولة ومثاب عليها ومأجور فاعلها إلا
أن الدرجة الأخيرة اعلاها وافضلها وأكثرها درجة ومثوبة وهي درجة المؤمنين
العارفين والصديقين والحواريين التي اشار اليها أمير المؤمنين عليه السلام في
قوله : ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك وانما وجدتك أهلا للعبادة
فعبدتك .
اقوال عن الطمع:
- الشافعي : " العبدُ حرٌّ إن قَنَعْ والحرُّ عبدٌ إن طمع ...فاقنعْ ولا تطمعْ فلاَ شيءٌ يشينُ سوى الطمع"
- فريدريك كيونغ: "نحن نميل إلى نسيان حقيقة أن السعادة لا تأتي نتيجة حصولنا على ما لا نملك، وإنما بإدراك وتقدير ما نملك."
- أوسكار وايلد: "يوجد الكثير من الأغراض التي سنرغب برميها بعيداً لو لم نكن نخشى أن يأخذها ويستفيد منها الآخرون."
- ماهاتما غاندي: "تقدم الارض ما يكفي لتلبية حاجات كافة البشر، ولكن ليس بما يكفي لتلبية جشع كافة البشر."
- ستيفين كينغ: "الوحوش حقيقية، والأشباح كذلك الأمر. إنها تعيش بداخلنا وتنتصر أحياناً."
- بهاغافاد جيتا: "للجحيم ثلاث بوابات، الشهوة والغضب والجشع."
- أبو حامد الغزالي : " النفس إذا لم تُمنع بعض المباحات طمعت في المحظورات."
- حورس: "الجشع دائما ما يريد المزيد."
- بوبليليوس سايروس: "الفقر يريد الكثير، لكن الجشع يريد كل شيء."
- سينيكا: "بالنسبة للجشع، فالطبيعة بأكملها لا تكفي."
- عمرو خالد : " ما نبتت أغصان الذل إلا علي بذر الطمع."
- مالكولم اكس: "أرني شخصاً رأسمالياً، أريك مصاص دماء."
- جيمي كارتر: "الدافع وراء الحرب هو الغرور أو الغطرسة، الرغبة بالسيطرة على الثروة النفطية، الرغبة بغرس برامجنا."
- بوذا: "لا يوجد نار كالعاطفة، ولا شرارة كالفتنة، ولا شرك كالحماقة، ولا وابل كالجشع."
- إبراهيم بن أدهم : " قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تكثر الهم والجزع."
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء “.
فلا تغرك الحياة الدنيا , انها مليئه بالفتن والمغريات , تظنها ثقيله ذات قيمه لكنها لا تزن عند الله جناح بعوضه !
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وجعل الجنة هي دارنا وقرارنا
[/read]
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
08-02-2017
