[ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار](متفق عليه عن أنس).
إن للإيمان حلاوة ولليقين لذة، وحلاوة الإيمان هي الثمرة اليانعة التي يجنيها المؤمن من تمسكه بدينه، وطاعة ربه، وعلى هذا فحلاوة الإيمان يجب أن تحل في قلب كل مسلم، ليتذوق طعم السعادة الروحية، وليشعر بنعمة القناعة والرضا، ولتظهر آثار الإيمان على جوارحه وأعماله.
ولحلاوة الإيمان تأثير قوي في حياة الإنسان، فهي التي تبعث في نفسه روح الشجاعة والإقدام، والجرأة الأدبية في قول الحق، وتربي فيه ملكة التقوى، وتنير له سبيل الحق والهدى.
وحلاوة الإيمان تجعل المسلم راضيا عن ربه غير ساخط، مستسلما لحكمه غير معترض، قانعا برزقه غير شره ولا حريص؛ ذلك أن من وجد حلاوة الإيمان، وتذوق طعم اليقين، ولذة الطاعة يرى أن جميع ما يصيبه صادر عن الله عز وجل، فهو يتقبله بقبول حسن، ويصبر عليه الصبر الجميل ، فإذا مات ولده، أو فقد عزيزا عليه، علم أن الله هو واهب الحياة وقابضها، وهو الذي أعطى ثم أخذ. وإذا افتقر بعد غنى أو مرض بعد صحة، علم أن الله عز وجل هو الرزاق، وبيده مفاتيح الخزائن وعنه صدر الداء والدواء، ومنه أتى المرض والشفاء، فهو في حالاته كلها صابر محتسب، راض بقضاء الله وقدره، فلا يتبرم بالحياة، ولا يستاء من تصرفات الأقدار، ولا يجزع لمصيبة تنزل به، بل يتلقى ابتلاء ربه بصدر رحب وأناة وحلم، وتصبر وحكمة واتزان.
فحلاوة الإيمان تظهر عند الابتلاء، فكلما اشتد البلاء على المؤمن زاد إيمانه وقوة تسليمه، وصبر وتجلد، إذ الابتلاء محك الإيمان، وقد قال الحسن البصري رحمه الله: "استوى الناس في العافية، فإذا نزل البلاء تباينوا".
ولا خير في إيمان لا يجد الإنسان له حلاوة في قلبه، وتأثرا في نفسه، ولا يشعر ببرده وسلامه عند المصيبة والبلاء.
والإيمان المجرد عن هذا، إيمان أجوف لا يقام له عند الله وزن؛ فترى صاحبه إذا ما اعترضته فتنة في ماله أو جسمه أو أهله، أصابه الهلع والجزع، وتسرب إليه اليأس والقنوط، وشك في عدالة ربه، وكره الحياة وتمنى الموت؛ فيكون بهذا قد دلل على ضعف إيمانه،
وبعد فحلاوة الإيمان نور يقذفه الله عز وجل في قلب العبد، ثوابا له على حسن طاعته وتقواه.
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم حلاوة الإيمان.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك