اعتادت جماهير نادي أرسنال الإنجليزي على الهدوء خلال سوق الانتقالات الصيفية قبل بدء الموسم الجديد خصوصا في الموسمين الأخيرين، وأصبح من الصعب على أنصار الجانرز التصديق بأن النادي اللندني يمكنه مقارعة الأندية الأوروبية الكبرى في هذه الناحية.
ورغم أن أرسنال كان أول الناشطين في بورصة اللاعبين هذا الصيف من خلال الحصول على خدمات لاعب الوسط السويسري جرانيت تشاكا، إلا أن الهدوء سيطر مجددا في وقت تحرك فيه منافسوه لتعزيز صفوفهم بلاعبين من العيار الثقيل.
الكل في أرسنال قلق.. ماعدا رجل واحد، فبالنسبة للمدرب الفرنسي الخبير آرسين فينجر، يملك الفريق مجموعة من اللاعبين القادرين على فك النحس الملازم لتطلعات الفوز بأول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 2004.
ولا يمكن للنقاد أيضا استبعاد حظوظ أرسنال في المنافسة مهما كانت الظروف والمعطيات، لأن الفريق الذي يملك تاريخا عريقا ويضم في صفوفه نجوما أمثال أليكسيس سانشيز ومسعود أوزيل، يمكنه قلب الموازين في صالحه.
حل أرسنال في المركز الثاني بالدوري الموسم الماضي، وهو موقع خيب آمال محبي النادي الذين تمنوا استقرار النتائج الجيدة بمنتصف الموسم في ظل انخفاض مستوى الفرق المنافسة الآخرين أمثال مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي، وهو الأمر الذي ساهم بكتابة ملحمة كروية تاريخية في المسابقة تصدر ليستر سيتي عنوانها.
وحتى احتلال الوصافة لم يكن بالأمر الهين، نظرا لتألق الجار والعدو اللدود توتنهام هوتسبير حتى الأيام الأخيرة من البطولة، لدرجة تركت نتائج أرسنال الجيدة في المراحل المتأخرة أمرا يمر دون مديح.
المدرب
يقترب فينجر من إكمال عامه العشرين مع أرسنال في البريمييرليج"، ما يمنحه أفضلية على غيره من حيث الخبرة والقدرة على التعامل مع المشاكل، لكن الألقاب الثلاثة التي فاز بها مع الفريق لم ترو ظمأ عشاق الجماهير التي تنتظر دون فائدة لقبا رابعا مع فينجر منذ 12 عاما.
ولأول مرة في مسيرته مع أرسنال، انقلبت فئة من الجمهور على فينجر، وطالب البعض من مدرجات ستاد "الإمارات" بإقالته خلال الموسم الماضي، لكن مدرب موناكو السابق حافظ على هدوئه واستطاع الحد من تأثير الانتقادات الموجهة إليه.
المعروف في أرسنال أن فينجر هو "الكل في الكل".. المدرب والمدير والمسؤول عن التعاقدات والمشرف على تطور الفئات العمرية، وهذه ميزة طالما حسده مدربو الفرق الأخرى عليها، وفي ظل تمتعه بصلاحيات واسعة، فإن حجم المسؤولية التي يتحملها عند الفشل كبير أيضا.
هذا الموسم سيقف فينجر صامدا في وجه خصومه، وسيتحتم عليه الابتعاد عن لحظات عصبية نادرة، خصوصا أمام مدربين "مستفزين" على شاكلة جوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي وآلان باردو، سيكون الهدوء مفتاحه خلال المباريات المهمة، أما خبرته فهي عامل أساسي في مضي الفريق قدما.
النجم
مضى موسمان على قدوم أليكسيس سانشيز إلى أرسنال من برشلونة الإسباني، وحان الوقت لكي يبعث إشارات مهمة للخصوم تفيد بأنه أحد ألمع نجوم الدوري الممتاز.
الموسم الأول لسانشيز في إنجلترا تميز بعروض ممتعة وغزارة تهديفية، سجل 16 هدفا في الدوري واختير أفضل لاعب بالفريق، لكن الإصابة حدت من عطائه في الموسم الماضي ليكتفي بـ13 هدفا.
تألق سانشيز ربما يتوقف أيضا على قدرة زملائه على تفريغ المساحات له، خصوصا رأس الحربة، كما أن ظهور صانع الألعاب "المزاجي" مسعود أوزيل بأفضل مستوياته، يساعد الدولي التشيلي على تلقي الكرات "المقشرة" أمام المرمى.
الصفقة الأبرز
يواصل أرسنال البحث عن رأس حربة يمكنه تشكيل خطورة على موقع أوليفيه جيرو الأساسي بالتشكيلة، أو انتزاعه منه، وحتى تحقيق ذلك، يظل لاعب الوسط السويسري جرانيت تشاكا الصفقة الأبرز للجانرز هذا الصيف.
لعب تشاكا (24 عاما) 4 مواسم في صفوف بوروسيا مونشنجلادباخ بالدوري الألماني، وبرع في دور لاعب الوسط المدافع الذي يميل لاستلام الكرة للمساهمة في بناء الهجمات.
لعب تشاكا 44 مباراة دولية مع منتخب بلاده، وبرز في كأس أمم أوروبا 2016 في فرنسا، وجاء التعاقد معه بناء على رغبة فينجر الذي أراد تعويض انتهاء عقود 3 لاعبين هم التشيكي توماس روزيسكي والفرنسي ماثيو فلاميني والإسباني ميكيل أرتيتا الذي انتقل بدوره للعمل بالجهاز التدريبي المساعد لمواطنه جوسيب جوارديولا في مانشستر سيتي.
نقاط القوة
منح الحارس التشيكي الأمين بيتر تشيك أرسنال الطمأنينة التي كان يسعى إليها منذ انتقاله إليه الصيف الماضي قادما من الغريم اللندني تشيلسي. خبرته ومهاراته في التصدي لمختلف أنواع الكرات تجعله واحدا من أهم حراس الدوري رغم بلوغه الرابعة والثلاثين من عمره.
ويبقى خط الوسط أبرز نقاط القوة في أرسنال، خصوصا بعد انضمام تشاكا إلى أسماء لامعة مثل أوزيل والإسباني سانتي كازورلا والإنجليزي جاك ويلشير والمصري محمد النني، إضافة إلى الويلزي أرون رامزي، أحد نجوم كأس أوروبا الأخيرة.
نقاط الضعف
يدرك فينجر جيدا أنه إذا ما أراد لمواطنه لوران كوسيلني أن يلعب دورا قياديا في الخط الخلفي، فإن عليه إيجاد الشريك المناسب له، خصوصا وأن تجربة الاستعانة بالمصاب حاليا بير مرتيساكر والبرازيلي جابرييل باوليستا لم تؤت ثمارها.
كما يصعب على أرسنال الاعتماد بشكل كلي على أوليفييه جيرو في قلب الهجوم، فتارة نجد المهاجم الفرنسي في حالة فنية مميزة أمام المرمى، وتارة أخرى نجد بطيئا ومشتتا وعاجزا عن تشكيل الخطورة المطلوبة، رغم وجود أجنحة قادرة على إمداده بالتمريرات المتقنة مثل سانشيز والنيجيري أيكس أيوبي والكوستاريكي جويل كامبل والإنجليزي الطامح لاستعادة عافيته قريبا داني ويلبيك.
بطاقة أرسنال
الكنية: "جانرز"، وتعني المدفعجية
سنة التأسيس: 1886
الملعب: الإمارات (60 ألف متفرج)
رئيس النادي: تشيبس كيسويك
المدرب: آرسين فينجر
الألوان الأساسية: القميص الأحمر والسروال الأبيض والجوارب الحمراء
الألقاب:
الدوري الإنجليزي: 13 لقبا
كأس إنجلترا: 12 لقبا
كأس رابطة المحترفين: لقبان
الدرع الخيرية: 12 لقبا
بطولة الأندية الأوروبية أبطال الكأس: لقب واحد
الدوري الأوروبي (كأس المعارض سابقا): لقب واحد
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك