كان أبو موسى الأشعري واليا في عهده علي العراق ... فعاقب رجلا وقصّ شعره -حلق شعر الرجل- ربما لا يمثل هذا شيئا بالنسبة لما نرى في ديار المسلمين من إجراءات غير أدمية إهانة وتعذيب حتى الموت ...
لكن الرجل الذي عاش أجواء الحرية وأجواء العدالة .. فهو في العراق حمل شعره في صَره ... وذهب بها إلي عمر ابن الخطاب في المدينة ...
وقال لعمر : خذ وانظر ماذا يفعل بنا ولاتك هناك يحلقون شعورنا في عقوبات لمسائل نحن بها أبرياء
فيقول عمر ابن الخطاب- المعجب بالرجولة والمغرم بالشجاعة- يقول : [COLOR="rgb(139, 0, 0)"]والله ما فرحت بفتح فارس والروم كفرح بشجاعة هذا الرجل .. وأرسل كتابا إلي أبي موسى ... لم يؤجل المسالة حتى تهدا الأمور .. وبعث فورا- فكتب عمر إلي أبي موسي في العراق قال : إذا جاءك كتابي .. فإن كنت فعلت بالرجل ما فعلت بالملأ بين الناس ... فدعه يقص شعرك بملأ من الناس ... وان كنت فعلت ما فعلت به بينك وبينه ... فدعه يقص شعرك بينه وبينك .
******
إنّ أمير المؤمنين ابن الخطاب اختلف مع أبي ابن كعب في مسالة ...
فقال له ا جعل بيني وبينك رجلا - أي اجعل بيني وبينك القضاء -
فالقضاء في الإسلام لم يكن يستثني الخلفاء يا سادة فضلا علي أتباعهم, لا, والكل أمام القضاء سواء ..
فالخليفة قال : اجعل بيني وبينك رجلا نحتكم عنده ...
فقال : [COLOR="rgb(139, 0, 0)"]بيني وبينك زيد ابن ثابت[/COLOR] - احد كتبة القرآن أو الذين كلفهم سيدنا أبو بكر الصديق بجمع القرآن وهو من الأنصار - قال بيني وبينك زيد ابن ثابت ..
فلما ذهب إلي زيد ليحتكم عنده ... دخل بيت زيد في حركة لا إرادية طبيعية جدا قام زيد من مجلسه .. ووسع لعمر ابن الخطاب ...
و قال : [COLOR="rgb(139, 0, 0)"]ها هنا يا أمير المؤمنين[/COLOR] ...
فقال عمر ابن الخطاب : هذا أول جور جرت في حكمك يا زيد ... هذا أول ظلم وقعت فيه انك قمت لي ووسعت مجلسك لي ... وكان عليك أن تجلسني مع خصمي علي سواء ... ساوي بين الناس في عدلك ومجلسك ووجهك ...
ثم جلس ... فادعى أبي ابن كعب علي عمر ابن الخطاب ... عمر أنكر .. فماذا يلزم علي عمر الآن ... اليمين ..
، فقال زيد- متوجهأً الي ابي ابن كعب - وقال له يا أبي : اعف أمير المؤمنين من اليمين ... والله ما سألتها ولن اسألها لأحد غيره ...
لكن عمر ابن الخطاب لم يرض بهذه الشفاعة ... واقسم اليمين الذي لزمه ...
ثم اقسم يمينا آخر ليعلم زيدا فقال ( [COLOR="rgb(139, 0, 0)"]فو الله الذي لا اله إلا هو .. لن يبلغ زيد درجة القضاء[/COLOR] )
عدالة أنشئت حضارة ... عدالة قادت إلي انتصارات ....
العدل أساس الملك .. ورحم الله علمائنا وهم يقولون .. إنّ الملك يدوم مع العدل ولو كان كافرا ... ولا يدوم مع الظلم ... ولو كان صاحبه مسلما ، الظلم لا دين له ... لماذا لا يبقي الله علي المسلم الظالم لماذا؟ لان الله لا يحابي أحدا .. فهو أعدل العادلين
فعندما أقرئ هذه القصص في العدل فكأنني أقرئ في كتب الأساطير والخرافات التى لا يصدقها عقل[/COLOR]
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك