كل إنسان تراه معك في حيِّز هذه الأرض، هو إنسان له مشاعر وأحاسيس، يستنشق هواء سعادته من خلال كلمة، ويبني مستقبله في لحظات كثيرة بكلمة، وتكتب عليه أحزان الزمن وملمَّات الدهر وكواهل الحياة كلمة؛ ذلك أنه إنسان.
,,,
وتظل هذه الكلمةُ في أحيان كثيرةٍ في حياة إنسان، هي وراء كل عوالم الخير والتوفيق الذي تراه في جوانب حياته، وهي ذاتها في أثر الحرمان والمعاناة التي يعيشها إنسانٌ آخر
,,,
إنَّ ديننا من الجمال بالدرجة التي يُعنى فيها بالكلمة، ويحرص على أن تكونَ أنيقة في أذن سامعها؛ يقول الله تعالى في هذا المعنى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء: 53]،ولم يأمرهم بالحسن، وإنما أمرهم بما هو أرفع وأعلى وأجلُّ وأكبر أثرًا؛ بالكلام الأحسن، وهذه الإشارة من كتاب الله تعالى تحتاج إلى صفحات متينة تعرض فيها كلّ معانيها التي أشار إليها القرآنُ الكريم.
,,,
إن الإنسانَ وهو يتحدث قد يجد مترادفات تؤدِّي نفس المعنى، لكن قد يكون منها ما هو أبلغ أثرًا، وأعمق في النفس، وحين يعرف المتكلِّم الكلمة الأحسن منَ الكلمة الحسنة، فهو مأمور من الله تعالى بالكلمة الأحسن؛ لأنها الأعمق أثرًا في نفْس سامعها، وهي مقصود دينك أولاً.
ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - يدعونا للكلمة الطيبة بطريقة رائعة، حين يغرينا بها في صورة صدقة؛ فيقول - صلى الله عليه وسلم -: ((والكلمةُ الطيبة صدقة))
,,,
وهو بذلك يعطينا درسًا رائعًا في أثَر الكلمة الطيبة للدرجة التي تعجبه - صلى الله عليه وسلم - فيأنس بها، ويُسَرُّ مِن أجلِها.
,,,
إن الداعية معنيٌّ باختيار كلماته التي يُوجِّهها إلى عامة الناس؛ لأن كلمته تلبس لباس الشرع؛ ولذلك وجب أن تكون فائقة في المعنى؛ حتى تكون رائقة في الآذان،
,,,
وكلَّما كان الإنسانُ أنيقًا في اختيار عباراته، كان أكثر قبولاً في أوساط الناس، وأعظم تأثيرًا في حياتهم، وحسبك بذلك غنيمة، وقبل ذلك وبعده أودُّ أن أقول لك: يكفي هذا المعنى، وغيره ما لا يمكن حصره في مكان كهذا، يدل دلالة عميقة على أناقة هذا الدين وجماله وروعته، ليس في الكلمة فحسب، وإنما في كل شيء، وإنما قربت لك هذا الجمال بالكلمة.
ــــــــــــــــ
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
18-12-2013
