المثل الشعبي القائل "هذا بلا أبوك يا عقاب" من الأمثال التي لها حضور في الاستخدام، ذلك لأنه يتناسب مع الكثير من المواقف.
وهذه المواقف تحتاج إلى تبرير، والمثل أساسه تبرير ما يشعر به الإنسان أثناء فرح أو حزن أو مشكلة.
ولعل المثل منشؤه بين نمر بن عدوان وابنه عقاب، وتبرير نمر بن عدوان لحزنه على زوجته بعد فقدها، وما كانت تتصف به.
ويضرب المثل لكل موقف يقول فيه الشخص: لا تلوموني فيما أنا فيه والتمسوا لي عذراً، وأيدوني فيما أفعل، فالموقف المفروض عليه من هم أو حزن أو غيره يكون مشابهاً لموقف نمر، الذي خاطب حوله ابنه عقاب.
فإن كان في مكان فسيح جميل يبعث في النفوس الأنس والارتياح، ثم قالوا له: نراك تزور هذا المكان الجميل دائماً، ما أعذب ماءه وهواءه وما أجمل منظره، فيقول هو: هذا بلا أبوك يا عقاب، ويعني أنه لولا ذلك الجمال ما بقيت فيه.
وإن كان موقفاً مؤلماً وقيل له، ما أقسى هذه الظروف ولا حيلة لأحد فيها، فإنه يقول: هذا بلا أبوك يا عقاب، أي لا حيلة لنا ولا تدبير نفعله.
يقول الشاعر عبدالله الطلحي:
هذي السنة شرابة البن غيَّاب
أملا دلالي وآتقهوى لحالي
ساعات كني سامعٍ دق في الباب
وإليا فتحت الباب ولياه خالي
صد وجفا وغياب مجهول الأسباب
بالرخص باعوني وأنا كنت غالي
دار الزمن وأثره كما قيل دولاب
طالع ونازل بين ميل وعدالي
يبدا القمر بحساب ويغيب بحساب
بيض الليالي بين سود الليالي
العام كنا فيه خلان وأحباب
نتقاسم اللقمة ونص الريالي
واليوم صرنا نلتقي مثل الأغراب
رد السلام ولا نشد كيف حالي
يا قلب لو أبديت له لوم وعتاب
ما له مع الحي المقفي مجالي
وإن قلت له: (هذا بلا أبوك يا عقاب)
لا حاسبك مكسب ولا راس مالي.
*أعجبني فأحببت نقله
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك