الراجح عند الدارس للمسألة دراسة دقيقة متجردا عن كل شيء أنه يجب على المرأة أن تغطي وجهها، لكن بعيدا عن ذلك، الذي جرى العمل به في ديار المسلمين - عند القائلين بوجوب تغطية الوجه أو بجواز كشفه - هو الستر، وكلهم يرون هذا من الأدب، ولذلك يقول بعض العلماء: وإن كنا نقول بجواز كشف الوجه، إلا أنّا نأمر نساءنا بتغطية الوجه، هذا لما كان النساء يخرجن وهنّ في شدة الحياء كان العمل على تغطية الوجه - حتى عند القائلين بالجواز - الأدب السائر، فكيف الشأن اليوم والمرأة -في الغالب- إذا خرجت من بيتها تتجمل بأنواع المجملات ما لا تضعه في بيتها، إذا كانت تنتظر زوجها تنتظره برائحة البصل، وبالوجه المتعب المرهق، وإذا أرادت أن تخرج من البيت غسلت الوجه، ووضعت الماكياج، وحمّرت الشفتين، ووضعت العطور!! أقول: لم يختلف العلماء أن مثل هذه يجب عليها أن تغطي وجهها؛ فإن العلماء لا يجيزون للمرأة أن تتبرج بزينة، حتى من قال بجواز كشف الوجه، لا أتردد أن قواعدهم تقتضي أنهم يقولون بحرمة أن تخرج هذه المرأة كاشفة وجهها؛ لأنه يجب عليها أن تستر هذه الزينة التي وضعتها فوق وجهها، فينبغي علينا أن نفقه ديننا، وأن نعمل بعمل الفضلاء.
📚 هداية السالك ٣٥٤/١
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك