الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيّ
المصطفى
أما بعد
أخي الفاضل وأختي الفاضلة
تفضلوا وعلى بركة الله تعالى للاطلاع على النفحات المباركة في التأمل في ما ذكره ربنا سبحانه وتعالى
في محكم كتابه في سر الروح وكيف وقف العلم عاجزا عن إدراك ما هيتها وكذلك عجز عن معرفة سر الحياة وتفضلوا وعلى بركة الله تعالى مع البحث المبارك الذي أعده لنا الأستاذ الفاضل الباحث عبد الدائم الكحيل وفقه الله تعالى لكل خير وحشره ووالديه وأهله جميعا تحت لواء سيد الأولين والآخرين سيدنا محّمد صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم آمين
العلماء يعترفون بعجزهم أمام الروح!
وأخيراً اعترف العلماء أن تجاربهم باءت بالفشل بعد سنوات طويلة من البحث،
وحتى التكنولوجيا المتطورة وقفت عاجزة أمام معرفة سر الحياة... لنقرأ.....
بتاريخ 26 فبراير 2008م نشرت جريدة الديلي ميل مقالاً – أرسله لي أحد الإخوة جزاهم الله خيراً، عنوانه Life'sStillOneBigSecret وملخص هذا المقال هو أن علماء من جامعة أدنبرة البريطانية قاموا ببناء كمبيوتر عملاق كلفهم أكثر من 20 مليون دولار، وكانوا يهدفون من خلاله إلى معرفة سر الحياة أو ما نسميه (الروح). لقد بلغت سرعة هذا الجهاز المسمى "سوبر كمبيوتر" تريليون عملية حسابية في الثانية!!
(التريليون=1000000000000 )
وقاموا بتجارب استمرت 8 سنوات حول الخلية والحياة والكونلمعرفة سبب نشوء الحياة على الأرض، وما هي احتمالات أن تكون الحياة قد نشأت بالمصادفة! لقد قاموا بإدخالبلايينالمعلومات والبيانات والقوانينالفيزيائيةالتي تحكم الكون، وقاموا بوضع مخططات لهذه الدراسة بهدف معرفة كيف بدأت الحياة، طبعاً ليس بهدف العبرة والموعظة والوصول إلى الحقيقة للإيمان بالله تعالى، بل محاولة منهم لتقليد نموذج الحياة على الأرض!
السوبر كمبيوتر التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وهو جهاز عملاق يبلغ وزنه أكثر من مئة طن، ويقوم بأكثر من
تريليون( 1000000000000 )
عملية حسابية في الثانية، وهو يشغل مساحة مبنى كامل. هذا الجهاز يستوعب بلايين المعلومات والبياناتتتم معالجتها فيه بسرعة فائقة بهدف معرفة أسرار الكون والحياة.
لقد حاول العلماء إدخال بيانات حول الكون والقوانين الفيزيائية ليعرفوا أسرار الكون، ولكن الكمبيوتر وقف عاجزاً أمام معرفة سر الحياة وكيف تكونت ؟ ومن الذي أنشأها ؟.
لقد حاولوا معرفة أسرار الخلايا، وكيف تعمل بنظام شديد التعقيد، واكتشفوا أن كل خلية من خلايا الدماغ تعمل بكفاءة تتفوق على أي جهاز كمبيوتر، وطرحوا الأسئلة: كيف تعمل هذه الخلايا؟ من الذي يدفعها للقيام بهذه المهام المعقدة؟ ومن الذي ينظم عملها؟ ولكن لا توجد إجابة لديهم !!!.
حاولوا كذلك معرفة أسرار الدماغ وكيف يعمل، وما هو سر وجود تريليون خلية فيه (أي 1000000000000 خلية) ومن الذي ينظم عملها ؟ ومن الذي يوجهها ويحافظ على استقرارها ؟ ومن الذي يجعلها تعمل بتناسق مبهر فيما بينها ؟ ومن ومن ....
كذلك حاولوا من خلال أبحاثهم معرفة أسرارالقلب! كيف يعمل بلا توقف ؟، وكيف يقوم بضخ الدم بشكل يتفوق على أفضل مضخة في العالم ؟ وكيف يعمل بلا أخطاء ولا تعب ولا ملل ؟، بل يعمل بطاقة مجانية لا نحس بها!! إن الإجابة لا تزال غامضة بالنسبة لهم.
حاولوا إطالة عمر الإنسان من خلال اختراع القلب الصناعي، ولكن العلماء حديثاً اعترفوا بفشل هذا القلب، بل هناك جمعيات علمية اعترفت بأن هذا القلب الصناعي هو مجرد ضحك على المريض لأنه لا يقدم له شيئاً سوى إطالة عمره ليعيش أشهراً من التعاسة والألم وعدم الراحة والاستقرار!
هذا رسم لجزيءDNA وهو جزيء مهم أودع الله فيه أسرار الحياة، وعلى الرغم من آلاف التجارب لمعرفة آلية عمل هذا الجزيء وكيف يتحكم بسلوك الإنسان ونشوئه وتطوره وإعطائه الصفات الوراثية، كيف يشرف هذا الجزيء على تكاثر الخلايا وعلى تبادل المعلومات بينها وغير ذلك من العمليات المعقدة. لقد حاولوا تقليد هذا الجزيء في طريقة عمله ففشلوا فشلاً ذريعاً.!!!
حتى هذه النحلةالصغيرة التي نظنها لا تساوي شيئاً، في دماغها ملايين الخلايا العصبيةالمعقدة التي تعمل بكفاءة تتفوق على هذا السوبر كمبيوتر! حتى هذه اللحظة لم يتمكنوا من الإجابة على سؤال بسيط: من الذي يدفع هذه النحلة للقيام بما تقوم به ؟
حتى أبسط العمليات التي يقوم بها الإنسان مثل النوم: وقفوا عاجزين أمام معرفة أسرار النوم وما الذي يجعل الإنسان ينام ؟ وكيف ينام الإنسان ويبقى دماغه في حالة عمل ونشاط ؟ حتى هذه اللحظة فشلوا في معرفة أسرار الذاكرة وكيف يخزن الإنسان المعلومات في دماغه ؟؟... هناك عجز كبير في كل شيء تقريباً.
مجموعة من النطف تسبح في الظلام، في هذه النطفة التي لا ترى إلا بالمكبرات يكمن سر الحياة، من الذي يوجه هذه النطفة لتسير باتجاه البويضة دائماً ؟، ومن الذي يلهمها أن تدخل إلى البويضة وتندمج معها وتبدأ رحلة الحياة ؟ إنها أسئلة لا إجابة عنها كما يقولون !!.
من الذي يعتني بهذا الجنين في بطن أمه؟ وما هي القوة التي تجعل من خلية واحدة خلال تسعة أشهر تتحول إلى مئة تريليون خلية ؟!!!
أي ( 100000000000000 )
وكيف يعلم جسم الأم أنه يجب عليه أن يغذي هذا الجنين ويؤمن له الغذاء والهواء والشراب؟ أسئلة تعد بالمئات لا إجابة عنها حتى الآن!
إن بعض الملحدين تحدى الله تعالى وقال( إننا تطورنا علمياً في كل المجالات وسنعرف أسرار كل شيء، وسوف نقلد الحياة على الأرض ونخلق كائنات حية!) وقال آخر: (أخيراً سوف نتمكن من خلق إنسان كامل، ولا داعي بعد الآن للحديث عن وجود الله!)
ولكن ومن عظمة الله تعالى، وبعد جهود كبيرة اعترفوا من خلال هذه المقالة وغيرها بعجزهم وفشل تجاربهم حول سر الحياة. وقال الفيزيائيون في جامعة أدنبرة: كنا نحاول استكشاف ما يسمى
StandardModelTheory
أي نظريةالنموذجالقياسي، لمعرفة سلوك المادة والطاقة. ولكن هذا النموذج لم يتفق مع قانون الجاذبية وبالتالي فإن مهمة الكمبيوتر قد باءت بالفشل!!!!!!!
إن هذه النتيجة حدثنا عنها القرآن قبل أربعة عشر قرناً! يقول تعالى مؤكداً أنه لا يمكن لأحد أن يعلم سر الحياة لأنها من علم الله تعالى وأن علم البشر قليل: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِالرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85]. وسبحان الله! لو أن علماء الغرب اطلعوا على هذه الآية ووفروا على أنفسهم عناء البحث والتكلفة والوقت والجهد.فالقرآن أعطاناً جدوى البحث في أي موضوع مسبقاً وقبل أن نبحث فيه.
إن القرآن يأمرنا أن نسير في الأرض لنكشف بداية الحياة فقط، أي أنه يمكن لنا أن نتعرف على بداية نشوء الحياة، وهذا بالفعل ما وجده العلماء. فقد بدؤوا رحلة البحث عن نشوء الكون ووصلوا إلى نتائج مبهرة.
ولكن جميع المحاولات التي تهدف إلى صنعخلية حية أو تقليد الحياة أو محاكاتها، فإنها باءت وستبوء بالفشل، تماماً مثل الأبحاث التي تهدف إلى إطالة عمر الإنسان. فقد خرج العلماء أخيراً بنتيجة مهمة ألا وهي أن الموت هو النهاية الطبيعية للأحياء، وأن كل محاولة لإطالة عمر الإنسان تسير عكس الطبيعة، وأن المرض الوحيد الذي لا يمكن علاجه هوالهرم! وهنا نتساءل: أليس هذا ما حدثنا عنه الحبيب الأعظم صلّ يارب عليه وآله وبارك وسلّم كما تحبه وترضاه آمين بقوله: (ما وضع الله من داء إلا وضع له الشفاء إلا داءً واحداًالهرم) [رواه أحمد].
هذا هو قرآننا وهذا هو نبينا عليه الصلاة والسلام وهذا هو ديننا الحنيف، إنه دين العلم والحقائق العلمية. لنتأمل هذه الآيات الرائعة التي تحدثنا عن أهمية التفكر في خلق الله والبحث عن أسرار بداية الخلق وإعادته، وأن هؤلاء <B><FONT face="Simplified Arabic">الملحدين لم يكونوا ليعجزوا الله سبحانه وتعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ * وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك