الحياة لا تعاش مرتين

مرتين, الحياة, تعاش

الحياة لا تعاش مرتين

مرتين, الحياة, تعاش

الحياة لا تعاش مرتين

مرتين , الحياة , تعاش

الحياة لا تعاش مرتين ..!

كنت أتحدث إليها عبر الهاتف، كانت قريبة جداً،
صوتها وتلك النبرة المليئة بالأسى والتداعيات التي تسترسل في سردها،
برغم آلاف الأميال التي تفصلنا، فهي في أحد مشافي مدينة ألمانية
وأنا هنا في بيتي.

كانت تعيش أيام نقاهة صعبة، بعد فترة مرض وعمليات قاسية،
ذلك يبدو أمراً اعتيادياً في عمومه ربما، فالجميع يمرون بهكذا ظرف.
لكن الذي ظل حافراً أثراً في قلبي، إحساس الأسى الذي كانت تتحدث به،
ربما لا يكون أسى، بل كان خوفاً أو ندماً أو شيئاً في منتصف المسافة
بين الشعورين.

كانت الجملة الأخيرة التي أنهت المحادثة “
لن أعيد ارتكاب تلك الحماقات كما لن أكرر أخطائي،
سأعيش حياتي كما يجب، لماذا علينا أن نخسر
الحياة في سبيل لا شيء؟”.

عادة ما نعيد حياتنا بحذافيرها إذا امتلكنا فرصة
“الحياة بنظام الإعادة”،
وبطبيعتنا الإنسانية، فعادة ما نقع في الندم حين لا نملك
قرار الخطوة الأخيرة للوراء، فلا نحن استمتعنا بذلك الطريق
الذي قادنا إلى هنا، ولا نحن نملك قرار البداية من جديد.

تلك اللحظة الفارقة الفاصلة بين كل شيء،
والتي تأتي مثل النقطة الأخيرة في السطر الأخير من الرواية،
تلك النقطة حين لا تعجبنا فإن ألف طريقة وألف أمنية
ليس بإمكانها أن تزحزحها من مكانها لتفتح الجملة مجدداً لأسطر
أخرى تعيد إنتاج نهاية أخرى تروق لنا، الحياة-
حياتنا وحياة كثيرين ممن حولنا- تشبه تلك النقطة،
وذلك السطر وتلك الرواية للأسف.

ليس اعتراضاً على الأقدار، وليس دخولاً في المحظور الديني،
لكن البعض إذ يندم في اللحظة الأخيرة ويبكي عند تلك النقطة
الكبيرة السوداء التي لا يمكن أن تتغير أو تتزحزح،
في الحقيقة هو لا يفعل شيئا سوى مضاعفة آلامه
حين يستعيدها ويستعرضها كل لحظة،
ذلك أن الندم هو اجترار لا إرادي لما فات دون القدرة
على القبض عليه أو تغييره، كما أن النظر
في قاع الجرح أصعب من الألم.

الذين يعيشون الحياة بمنطق العناد، الإهمال، التأجيل،
مرور الكرام واللامبالاة، يعلمون أنهم كذلك،
ومع ذلك يصرون ظناً منهم أن التراجع يعني المساس بكبريائهم العظيم،
لكنهم إذ يتأرجحون في المسافة بين الحياة والموت،
بين الغربة والوطن، بين الفقد ورائحة الأحبة،
بين الحنين وأصوات الأصحاب، بين الذاكرة وتفاصيلها،
ينهار الجدار الفاصل العازل ويبدو جلياً
أن ذاك الكبرياء لم يكن سوى كومة هائلة من الضعف
والهشاشة لا أكثر، وأن المصاب بالهشاشة
سرعان ما ينكسر كالزجاج الرقيق عند أول سقطة.

قالت لي: حين سأعود سأعوض كل الذي فاتني،
لقاء الصديقات، الأحلام المؤجلة، البيت الذي حلمت ببنائه،
الرجل الذي أحبني وأشحت عنه طيلة الوقت، الأسفار، الضحك..
لكن هل صحيح أننا نستطيع أن نحيا حياتين؟
هل تنتظرنا الحياة لنعمل منها نسخة أخرى مجددة ومنقحة
ومصححة وكما نحب؟
هل تنتظرنا الأحلام وقصص العشق التي تعالينا عليها؟
هل بإمكاننا أن نضحك في كل المحطات وكل الأوقات،
وأن نسافر كالشعر الغجري المجنون إلى كل الدنيا؟.

طوبى للذين يعيشون حياتهم مرة واحدة بوعي البصيرة وإصرار الحياة،
مرة واحدة صحيحة، وكما يريدون منذ الصفحة الأولى وحتى نقطة الرحيل.

صباحكم حياة أخرى مليئة
بالأمل والتفاؤل وأهازيج السعادة
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

ابو يحيى معجب بهذا

الموضوع الأصلي: الحياة لا تعاش مرتين || الكاتب: خديج || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها

المصدر: منتديات الحقلة - من قسم: المنتدى العام

---

hgpdhm gh juha lvjdk hgpdhm

المصدر: منتديات الحقلة - من قسم: المنتدى العام

---

hgpdhm gh juha lvjdk hgpdhm hgpdhm gh juha lvjdk hgpdhm

طرحتِ فابدعتِ

دمتِ ودام عطائكِ

ودائما بأنتظار جديدكِ الشيق

موضوع رائع

سلمت لنا يمناك على كل حرف خطته,,,
,,,,,,على كل كلمة رسمتها
عذرا,, لتقبل عباراتي المتواضعة,,,
فلم اجد الحروف التي تليق بسمو قلمك ,,
,,,,التي قد تلملم ردا يناسب روعة ما قدمتيه
لك ودي وجل تقديري,,

يعطيكم الف عافيه
وجزاكم الله خير الجزاء علي روعة مروركم