الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين
و بعد..
فرمضان روضة المحبين و بستان العاشقين و ساحة المجاهدين..
كم انتظره العابدون, وتهيأ له المؤمنون ليغتنموا الفرصة و ليفوزوا بالهدايا و الأجور العظام..
انتظروا, و طال انتظارهم, يريدون المزيد..
و كم انتظر المذنبون العائدون..
يريدون الوقوف فى الساحة ليسمعوا الإذن بالدخول و يشموا الروائح الزكية..وهذا موعود رب البرية..
يطلبون العون منه سبحانه أملا فى عطاياه و منحه العظيمة التى ذكرها نبيه ومصطفاه
قال صلى الله عليه وسلم: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، - وقال ابن خزيمة : الشياطين : مردة الجن . بغير واو – وغلقت أبواب النار ، فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة
الراوي:أبو هريرةالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم:998 خلاصة حكم المحدث:حسن
نعم يستمعون و يشعرون بل و يشمون تلك النفحات..
فتهيأوا لها واستعدوا..
و لكن هناك من غفل عن هذه المنن العظيمة و هذه الفرص الكريمة و منّى نفسه الأمانى الكاذبة..
و ترك نفسه لعبة فى أيدى الشياطين من الإنس والجن..
و آخر جهل الطريق يريد الخير و يسأل عن الطريق للوصول الى ما وصل إليه الأولون
إلى كل هؤلاء
أحبائى
أربع خطوات من الطاعات لمن أراد القطف الداني من بستان رمضان...
الخطوة الاولى :
إتقان العمل و إن قلّ...
يقول سيد الخلق علية الصلاة و السلام
« ياأباذر.. أحكم السفينة فإن البحر عميق »
أى سفينة و أى بحر هذا
اسمع الى قول على بن أبى طالب
إنّ لله عبادا فطنا طلّقوا الدنيا و خافوا الفتنا
نظروا فيها فعلموا أنها ليست لحى وطنا
جعلوها لجة و اتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا
فإتقان العمل من الأعمال التى يحبها الله عز وجل..
و لذلك كان النبى صلى الله عليه وسلم يوصى دوما بإتقان العمل و مثال ذلك:
يوم جاء رجل وصلى, ثم سلم و جلس..
فقال النبى« ارجع فصلّ فإنك لم تصل »
و أرشده النبى الى العمل الصواب و كان من ضمن هذا الإرشاد
« اركع حتى تطمئن راكعا »
أنظر الى أهمية الإتقان..
نعم, و لذلك كان يقول عليه الصلاة و السلام
« صلوا كما رأيتمونى أصلى »
و كان اذا مرّ بآيه فيها تسبيح سبح الله, و اذا مر بأية فيها سؤال سأل..
و اذا مر بآية فيها عذاب استعاذ بالله من العذاب
الله الله اتقانا للعمل لكى يضمن الأجر
يقول الله تعالى(إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا }الكهف 30
يا ذا الذى ما كفاه الذنب فى رجب حتى عصى ربه فى شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما فلاتصيّره أيضا شهر عصيان
و اتل و سبح فيه مجتهدا فإنه شهر تسبيح و قرآن
كم كنت تعرف ممن صام فى سلف من بيت أهل وجيران و إخوان
أفناهم الموت و استبقاك بعدهمو حيّا فما أقرب القاصى من الدانى
فبعد الإتقان تأتى الخطوة الثانية ألا و هى:
الإكثار من الأعمال الصالحة...
و فيها قال الحبيب صلى الله عليه وسلم:
« و استكثر الزاد فإن السفر طويل »
نعم لهو سفر ما أطول هذا السفر ظلمات بعدها ظلمات نعم نعم
ظلمة عند الموت و ظلمة فى القبر و ظلمة يوم الحشر و ظلمة على الصراط
إنه حقا سفر طويل يحتاج الانسان فيه الى الزاد و حين تنقضى الايام
سنشعر بالأسى و الندم على ما ضيعنا فيها...
يقول بن مسعود رضى الله عنه
( ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه و نقص فيه أجلى و لم يزد فيه عملى )
نعم أخيا اغتنم الفرصة
مضى أمسك الماضى شهيدا معدلا و أتبعه يوم عليك شهيد
فإن تك بالأمس اقترفت إساءة فبادر بإحسان و انت حميد
و لا تبق فعل الصالحات إلى غد لعل غدا يأتى و أنت فقيد
إذا المنايا أخطأتك و صادفت حميمك فاعلم أنها ستعود
و أما الثالثة فهى..
إرضاء الله فى أداء الحقوق إلى أهلها...
و هى أيسر ما تكون فى شهر رمضان
لأن الأنسان يزداد إيمانا بالطاعات..
فيسهل عليه أخراج الحقوق و لو كانت كثير
و قد أوصى الحبيب أبا ذر بقوله عليه الصلاة والسلام
« و خفف ظهرك فإن العقبة كؤود »
نعم و ما أكثر الأحمال يوم القيامة فى يوم استوفى الله غضبه لأن الناس يأتون يوم القيامة.. بكل ما عملوا..
أما العبد الموفق لطاعة ربه هو الذى استغل الفرصه فى هذا الموسم و أدى الحقوق. فخرج من رمضان بالعفو عما سلف و كان0
و أما الأخيره فهى:
قرة عين المحبين ألا و هو:
الإخلاص لرب العالمين... و قد قال فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أخلِص دينَكَ ، يَكْفِكَ القليلُ منَ العَملِ
والله أسأل أن يجعلنى و إياكم ممن أعتقت رقابهم من النار و أن يغفر لنا ما قدمنا و ما أخرنا إن الله على مايشاء قدير
(سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين)
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك