تعريف الأخلاق اصطلاحاً :
ذهب الجاحظ إلى أن :( الخُلُق هو حال النفس ، بها يفعل الإنسان أفعاله بلا روية ولا اختيار ، والخلق قد يكون في بعض الناس غريزة وطبعاً ، وفي بعضهم لا يكون إلا بالرياضة والاجتهاد ، كالسخاء قد يوجد في كثير من الناس من غير رياضة ولا تعمل ، وكالشجاعة والحلم والعفة والعدل وغير ذلك من الأخلاق المحمودة )( ) اهـ .
وقال الماوردي :( الأخلاق: غرائز كامنة ، تظهر بالاختيار ، وتقهر بالاضطرار )( ) .
وقد فصل القول في معناه الغزالي فقال :( .. فالخُلُق عبارة عن هيئته في النفس راسخة ، عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية ، فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة عقلاً وشرعاً ، سميت تلك الهيئة خلقاً حسناً ، وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة ، سميت الهيئة التي هي المصدر خلقاً سيئاً ، وإنما قلنا إنها هيئة راسخة ، لأن من يصدر منه بذل المال على الندور لحاجة عارضة ، لا يقال خلُقه السخاء ما لم يثبت ذلك في نفسه ثبوت رسوخ . وإنما اشترطنا أن تصدر منه الأفعال بسهولة من غير روية ، لأن من تكلف بذل المال أو السكوت عند الغضب بجهد وروية ، لا يقال خلقه السخاء والحلم )( ) اهـ . وكذا قال الجرجاني وربما نقله عن الغزالي( ) .
وقال ابن القيم :( قال صاحب "المنازل" : الخلق: ما يرجع إليه المتكلف من نعته )( ) اهـ . وقال في موضع آخر :[ الخلق هيئة مركبة من علوم صادقة ، وإرادات زاكية وأعمال ظاهرة وباطنة ، موافقة للعدل والحكمة والمصلح، وأقوال مطابقة للحق ، والأعمال عن تلك العلوم والإرادات، فتكتسب النفس بها أخلاقاً ، هي أزكى الأخلاقوأشرفها وأفضلها ]( ) اهـ .
وقال ابن عاشور :( الخلق : السجية المتمكنة في النفس ، باعثة على عمل يناسبها من خير أو شر ، وتشمل طبائع الخير وطبائع الشر ، ولذلك لا يعرف أحد النوعين من اللفظ إلا بقيد يضم إليه ، فيقال: خلق حسن ، وفي ضدّه : خلق قبيح ، فإذا أطلق عن التقييد انصرف إلى الخلُق الحسن )( ) اهـ .
وعرفه بعض المعاصرين بأنه :( مجموعة المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني التي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان وتحديد علاقته بغيره على نحو تحقيق الغاية من وجوده في هذا العالم على أكمل وجه )( ) .
وعرفه بعضهم بأنه : علم التعرف على الحقوق والواجبات( ) .
ومن خلال ما سبق يمكن القول بأن المنهج الأخلاقي في الإسلام هو :( مجموعة الصفات والقواعد الواردة في النصوص الشرعية ، التي تنظم حياة الإنسان من حيث علاقته بغيره ) .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك