إن معرفة أمور الاسلام وأحكامه وشرائعة واجب على كل مسلم، وأن ماتحياه الأمة الآن من تقصير في التمسك بالإسلام يرجع إلى الجهل بأحكام الإسلام وقواعده، كذلك انتشار الإلحاد ومظاهرة المتعددة في الدول الإسلامية، وتعدد الشبهات والشهوات والفتن.
وأضاف فضيلته خلال لقاءه على شاشة قناة الجزيرة الفضائية، أن هذا التقصير الواضح يدفعنا لتوظيف التقنيات الحديثة والتطور الهائل في وسائل الاعلام لخدمة الدين وتبصير الناس بدينهم والحفاظ على هويتهم الاسلامية، بحيث يكونوا مبدعين، مع الحفاظ على هويتهم وسمتهم الديني، كذلك معالجة بعض جوانب القصور العقدي والاخلاقي لديهم، اضافة إلى تعريف غير المسلمين بأخلاق الاسلام وعدالته وسماحته، وأننا أمة تحب الخير لكل العالم وتتمنى السعادة لكل البشر، لذا أرشدنا الله لبذل الغال والنفيس في سبيل نشر هذا الدين، فالدين مسئولية عظيمة سنسأل عنها يوم القيامة. الدعوة الى الله مسئولية كل مسلم
كما أشار أستاذ الفقه المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود إلى أن الدعوة إلى الله ليست حكرا على الدعاة فقط، بل هي واجب على كل مسلم، مصداقا لقوله تعالى}قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ{ ( يوسف : 108)، فالدعوة لم تكن مقصورة على نبي الله صلى الله عليه وسلم فقط، بل لكل من تبعه عليه الصلاة والسلام، كما شرط الله تعالى خيرية الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو لب الدعوة إلى الله عز وجل، كما جاء في قوله سبحانه }كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ{ (ال عمران : 110)، لذا كان لزاما علينا أن نكون أرحم الناس بالبشر من خلال تبصيرهم بأمور دينهم. وسائل الإعلام والدعوة
أما فيما يتعلق بدور وسائل الإعلام في نشر الدعوة إلى الله، أشار المشرف العام على شبكة قنوات ومواقع ومنتديات رسالة الإسلام، أن الله قد يسر لنا من وسائل التقنية والإعلام ما يسمح أن نخاطب كافة شعوب العالم، مشيرا أن الجهاد الأعظم، هو جهاد الإعلام، وتعزيز أواصر التواصل الحضاري، والتقريب بين وجهات النظر، والتعارف بين مختلف أنواع البشر، وتابع فضيلته (مصيبتنا أن عدونا يغزونا في عقر دارنا ويدمر أخلاقنا لإدراكه أن أعظم وسيلة لهزيمتنا هي من الداخل ...والكثير من الغيورين على أمور دينهم أكثر مايفعلونه أنهم يبدؤون بالتحسر والحزن دون التحرك خطوة واحدة لمواجهة هذا الغزو بنفس الأساليب المستخدمة لاسيما وأننا نملك بين أيدينا تلك الوسائل التقنية والإعلامية).
وأضاف الشيخ الفوزان أن من أهداف توظيف الإعلام لخدمة الدعوة أيضا، حماية الأقليات الإسلامية في مختلف دول العالم، وتغيير الصورة السلبية التي روجها أعداء الإسلام عن ديننا الشريف، مشيرا أن هناك محاولات ضئيلة لمواجهة هذا الغزو لكنها غير كافية، فلابد أن تكون هناك قناة واذاعة ومواقع الكترونية بكل لغة من لغات العالم ، لمخاطبة شعوب العالم بلغة مقنعة وراقية، حتى نكون أرحم الخلق لكل الخلق وأرحم البشر لكل البشر، كما جاء على لسان ربعي بن عامر حين سأله رستم قائد جيوش الفرس من أنتم ؟ فأجاب ( نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام...).
كما أكد عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان أن مايقرب من ثلثي غير المسلمين في مختلف دول العالم لايعرفون شيئا عن الإسلام لعدم وجود مايعرفهم عن هذا الدين الحنيف، مشيرا أنه ومن خلال تجاربه – حفظه الله - في دول الغرب اكتشف أن أغلب غير المسلمين لم يصلهم شيئ عن الإسلام وسماحته، وما وصلهم مؤخرا عقب أحداث 11سبتمبر ومابعدها من داعش وغيرها كان تشويها متعمدا وممنهجا للإسلام، مؤكدا على ضرورة التحرك الفوري لمواجهة هذا التشويه المضلل وتقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام للعالم أجمع. تجربة شبكة رسالة الإسلام
واختتم فضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن فوزان الفوزان المشرف العام على شبكة قنوات ومواقع ومنتديات رسالة الإسلام، لقاءه على قناة الجزيرة الفضائية بالحديث عن تجربة شبكة " رسالة الإسلام" كأحد أبرز التجارب الإعلامية الرائدة في مجال الإعلام الإسلامي، منوها أن للشبكة مايقرب من 13 موقعا إلكترونيا بسبع لغات، فضلا عن أكثر من مائة منتدى بعدة لغات، إضافة إلى الدور العظيم الذي لعبته قناة " سمسم" في تعريف الأطفال بأمور دينهم بأسلوب سهل وبسيط، وهو ماتجسد في حصولها على المركز الأول بين القنوات الإسلامية الأكثر مشاهدة من قبل الأطفال كما أشارت إحدى رسائل الدكتوراه التي نوقشت مؤخرا بجامعة عين شمس بمصر.
ثم عرج فضيلة الشيخ بالحديث عن قناة " قرطبة" العالمية باللغة الأسبانية، وكيف أنها حققت حضورا جماهيريا كبيرا، وكان لها تأثيرا قويا في تعريف الآخرين بالاسلام، فضلا عن دورها الرائد في اعتناق الكثيرين للإسلام من خلال المضمون المقدم عبر شاشتها المباركة، كذلك مالعبته من دور محوري في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسلمين في أمريكا اللاتينية والشمالية وأسبانيا وهو ما أكدته التقارير والإحصائيات المختلفة، مضيفا أن خير تجسيد لدور القناة في تعزيز التعارف والتواصل بين المسلمين وغير المسلمين حصولها على جائزة الإكليل الذهبي، وهي جائزة رفيعة المستوى في أسبانيا، تمنح لأصحاب الدور البارز في تعميق روح التواصل والتعارف الإنساني والفكري بين شعوب العالم.
كما عبر فضيلة الشيخ الفوزان عن خالص شكره وتقديره للحكومة الأسبانية لإتاحتها الفرصة للتعريف بالإسلام، ومساعدة المسلمين في معرفة أمور دينهم، وتصحيح الصورة الخاطئة التي روج لها البعض عن الإسلام، وتعزيز أواصر المعرفة والتواصل بين شعوب العالم، منوها أن هناك توجهات قريبا بخصوص إنشاء بعض القنوات الأخرى بلغات مختلفة ذات جماهيرية عالية في محاولة للوصول إلى كل الناس في مختلف دول العالم، فالمجال مفتوح والمسئولية عظيمة سائلا الله أن يوفق الجميع إلى مافيه الخير.
فضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن فوزان الفوزان
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
14-11-2015
