- قد يتمكن البعض من قراءة جزء واحد بالتدبر في نصف ساعة ... وقد يعجز البعض عن قراءة جزء واحد بالتدبر في ساعة واحدة .
- وقد أستطيع أنا وأنت من القراءة حسب الوقت المحدد ... وقد لانستطيع ... والفيصل : التجربة .
ومن لم يجرب ليس يعرف قدره *** فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه
أوقات مناسبة للقراءة :
1- بين الأذان والإقامة .
2- قبل الأذان لمن بكّر إلى الصلاة . ( ويمكن أن نسأل أنفسنا متى آخر مرة دخلنا فيها إلى المسجد قبل المؤذن ؟! ) .
3- بعد الصلاة المفروضة ... ( ولو حددنا خمس أو عشر دقائق بعد كل صلاة ... لوجدنا في ذلك خيرا كثيرا ) .
4- الجلوس بعد صلاة الفجر .
5- التبكير إلى المسجد قبل صلاة التراويح .
6- المكث في المسجد بعد صلاة التراويح ... لحين أن يخف الزحام ... ولو زدنا قليلا ... فهو خير .
7- التبكير إلى صلاة القيام والتهجد ، والدخول قبل الوقت بساعة أو تزيد ... وسنجد أثر ذلك في صلاتنا.
8- قبل دخول الخطيب ... يوم الجمعة .
9- بعد انتهاء صلاة الجمعة ... وانصراف الناس ، وخلو المسجد .
10- بين صلاتي المغرب والعشاء .
11- عصر يوم الجمعة .
12- قبل النوم .
13- أوقات الانتظار في بيتك . ( انتظار الإفطار ، الغداء ، العشاء ) .
14- ضع المصحف في طبلون السيارة ... واقرأ كلما تيسر لك ( أوقات الوقوف ، والزحام الشديد ، انتظار أولادك ... ونحو ذلك ).
15- أوقات الانتظار في الأماكن العامة . ( المستشفى ، دائرة حكومية ، ونحوها ) .
16- كلما أقبلت على الشبكة العنكبوتية ... فاقرأ قبل تشغيل الجهاز ... ولو لوقت يسير .
17- قبل النزول من السيارة إلى بيتك ( ولو صفحة واحدة ) .
18- المرأة في مطبخها ... في أوقات انتظار نضج الطعم ، أو احتماء الزيت ، أو غلي الشاي أو القهوة .
19- أوقات ترى مناسبتها .
20- القراءة عن ظهر قلب ... في كل زمان ، وفي كل مكان ... ترا مناسبتهما ... قال الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله :
" ويُمثل الحافظ وغير الحافظ ، الحافظ بمن زاده التمر ، التمر إذا كان معك كيس فيه تمر ، وأنت مسافر تأكل منه على أي حال ، تمد يدك وتأخذ وتأكل منه وأنت في طريقك ماشي ، لا يعوقك هذا ، لكن إذا كان زادك البر وأنت مسافر تحتاج إلى أن تنـزل وتحتاج إلى أن تطحن هذا البر ليكون دقيقاً ، ثم بعد ذلك تعجنه بالماء ، ثم بعد ذلك تقطعه وتطبخه ، يأخذ منك وقت طويل ، وهذا التمر نظير من يحفظ ، ما يحتاج إلى الجهد ولا يحتاج إلى عناء ".
الحرمان لا نهاية له
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
((شيبتني هود وأخواتها)) لمن ألقى السمع ، وقرأ بتدبر ، وقرأ القرآن كما أمر ، والقرآن كله كما قال شيخ الإسلام - رحمه الله - من قرأه على الوجه المأمور به أورثه من الإيمان والعلم ما لا يدركه من لم يفعل مثل فعله ، ما يمكن أن يدرك العلم إلا بهذه الطريقة .
ونحن مع الأسف من يقرأ القرآن منا يقرأه على وجهٍ لا يدري كيف قرأ ؟ بحيث لو تحرك عنده شيء ما يدري أين وقف ؟ وهذا الواقع .
نعم أُثر عن السلف أنهم يقرؤون القرآن كثيرٌ منهم في سبع ، وبعضهم في ثلاث ، ووجد من يقرأ القرآن في يوم ، لكن قد يُقرأ القرآن في يوم لكن مع حضور القلب والتدبر ، ومع المران يُدرك ذلك .
أما حديث : (( لن يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث )) فهذا في عموم الناس الذين تلهيهم الأعمال ، وتشغلهم عن قراءة القرآن ، لكن من جلس واعتنى بالقرآن ، وجلس ليقرأ القرآن الوقت الطويل ؛ كل وقته في قراءة القرآن ، فالمسألة وقت .
إذا افترضنا أن الشخص يقرأ القرآن في سبع وخصص كل يوم ساعة ، ما الفرق بينه وبين الذي يقرأ القرآن في يوم يخصص سبع ساعات ؟ ما في فرق ، صح عن عثمان أنه يقرأ القرآن في ليلة ، صح عن الشافعي كذلك وأبو حنيفة ، ولا ينكر ذلك إلا من لم يدرك حقيقة هذا الأمر بالفعل .
ولا شك أن القرآن في بداية الأمر يحتاج إلى معاناة يحتاج إلى شيء من التعب ، يحتاج إلى مجاوزة امتحان ، وأعرف شخص اعتكف ليقرأ القرآن في يوم فجلس يوم وليلة ما استطاع أن يقرأ إلا عشرين ، ثم اعتكف بعد سنوات فقرأه في يوم وهو مرتاح ، والآن يقرأ القرآن في يوم بدون اعتكاف .
والخلاف بين أهل العلم معروف في المفاضلة بين الهذِّ والترتيل ، فالجمهور على أن الترتيل أفضل ، والشافعي -رحمه الله- يرى أن كثرة الحروف مع الهذ أفضل ، وليست المسألة مفترضة فيمن يقرأ جزء ترتيل أو هذّ ، لا هذا لا يختلف فيه أحد ، لكن المسألة مفترضة فيمن يجلس ساعة يقرأ جزئين أو أربعة ؟ هذا محل الخلاف .
وفي ترجمة واحد من أهل العلم كان يقرأ القرآن في ثلاث الدهر كله ، وله ختمة تدبر مكث فيها عشرين سنة - رحمه الله - .
فتدبر القرآن إن رمتَ الهدى *** فالعلم تحت تدبر القرآنِ
القرآن فيه العجائب ، لكن من يعتني بالقرآن وللأسف ، كثيرٌ من طلبة العلم لا يعرفون القرآن إلا في رمضان ، يعني إن تيسر له يحضر قبل الصلاة خمس دقائق ، أو عشر دقائق فتح القرآن ، وإلا إذا سلم خرج ، لا ، ليست هذه حالة من يريد الدار الآخرة ، القرآن كلام الله ، فضله على سائر الكلام كفضل الله .
هو الكتاب الذي من قام يقرأه *** كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ
عهدنا شيوخنا وهم يقرؤون سورة هود لهم وضعٌ آخر ، المساجد تمتلئ وهم لا يسمعون الصوت ، بدون مكبرات ، لكن يسمعون البكاء والتأثر ، والله المستعان .
على كل حال الحديث في هذا الباب يطول ، فعلينا أن نعتني بكتاب الله ، وأن نقرأه للتعلم والتدبر ، إضافة إلى كسب الأجر العظيم ، فلا يوجد في الوجود كلام متعبد بتلاوته فقط غير كلام الله - سبحانه وتعالى - .
الحرف عشر حسنات ، هذا الأقل عشر حسنات ، يعني الختمة الواحدة ثلاثة ملايين حسنة ، ثلاثة ملايين حسنة ، يعني الذي يقرأ القرآن في سبع ما يكلفه شيء ، يجلس بعد صلاة الصبح ساعة وينتهي الإشكال ، حتى تطلع الشمس ، ولا يحتاج إلى غيرها ، لكن الحرمان ما له نهاية ، الحرمان لا نهاية له .
إذا جاء لائحة أو نظام من أنظمة البشر تجد مدير الدائرة والوكلاء ورؤساء الأقسام وغيرهم يحتجبون عن الناس حتى يقرؤوا هذه اللائحة بفهم وتدبر ، ويش تحتمل ؟ إلى أن تأتي اللوائح التفسيرية ، ما هم بصابرين ، والله - سبحانه وتعالى - يقول : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ } [(24) سورة محمد] .
والله المستعان .
ابن القيم يقول : " أهل القرآن هم العالمون به ، العاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب - ، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم " .
هذا الموضوع يحتاج إلى بسط ، يحتاج إلى وقفة طويلة ، ويحتاج إلى مزيد من العناية ؛ لأنه يلاحظ على كثير من طلاب العلم هجر القرآن .
هجرَ القرآن كثيرٌ من الإخوان ؛ نعم ، قد تجده حافظ ؛ حرص في أول عمره على حفظ القرآن ثم ضمن الحفظ وترك القرآن يكفي هذا ؟ لا يكفي .
وتجد بعض الإخوان - مع الأسف الشديد - عوام المسلمين أفضل منه بالنسبة لكتاب الله ، بعض الناس لا يفتح المصحف إلا إذا قُدر أنه حضر قبل الإقامة بدقائق بدل ما يضيِّع الوقت يقرأ القرآن ، فالقرآن كأنه عنده فضلة على الفرغة ، وبعض الناس من رمضان إلى رمضان .
لكن الإنسان إذا التزم ورداً معيناً لا يفرط فيه سفراً ولا حضراً ، وقد عرفنا من الناس وهو مسافر في طريقه من بلد إلى بلد إذا جاء وقت الورد* على جنب يقرأ حزبه ، وإذا انتهى واصل سفره .
الدنيا ملحوق عليها يا أخي ، ما هناك أمر يفوت ، المسألة أنفاس معدودة تتوقف مثلما انتهت* ، وخير ما تصرف فيه الأعمار كتاب الله -جل وعلا- .
هو الكتاب الذي من قام يقرأه *** كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ
كتاب عظيم لا تنقضي عجائبه ، فيه حلول لجميع المشاكل ، فيه عصمة من الفتن ، والناس أحوج ما يكونون في هذه الظروف إلى الرجوع إلى كتاب الله -جل وعلا- .
على كل حال بعض الناس يشق عليه جداً أن يرتل وتعود الهذّ ، هذا يهذ ؛ ما في بأس ؛ لكن على ألا يهمل التدبر ، لا أقول : مع الهذ لأن هذا ما يصل إليه إلا بعد مراحل ؛ لأنا عرفنا أناس يقرؤون القرآن في يوم ويبكون من قراءته ، هؤلاء تجاوزوا مراحل .
هذا الشخص اللي في البداية ويقول : الترتيل صعب عليه..؛ لأن بعض الناس إذا عرف النتيجة والمحصلة التي قرأها في هذا اليوم خمسة أجزاء ، ستة ، عشرة ، نشط ؛ لكن إذا رتل وتدبر في النهاية جزء هذا يكسل ، نقول : هذا لا بأس هذّ ، وحصّل أجر الحروف ، وخلي لك ختمت تدبر ، ولو كانت في السنة مرة ، اقرأ في هذا اليوم ورقة واحدة بالتدبر ، وامش على طريقك .
الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- ترجم لشخص يقرأ القرآن في ثلاث ، ديدنه عمره كله ، وله ختمة تدبر أمضى فيها عشرين سنة ، وبقي عليه أقل من جزء من القرآن ، توفي ولما يكملها ، فلا هذا ولا ذاك .
يعني المسألة تحصيل الحروف والنشاط لقراءة القرآن يحصل بالهذ بلا شك ، لاسيما من تعود عليه ، والتدبر يجعل له وقت ولو يقرأ في كل يوم ورقة واحدة بالترتيل والتدبر والتفكر والاستنباط ، ويتفهم كلام الله ، ويراجع على هذه الورقة ما يعينه على فهم كتاب الله -جل وعلا- .
نعم في حديث : (( لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث )) حمله أهل العلم على من كان ديدنه ذلك ، وأما من استغل الأوقات الفاضلة ، والأماكن الفاضلة في أوقات المضاعفات مثل هذا لا يتناوله مثل هذا الحديث ، على أن الناس يتفاوتون في هذا ، يعني إذا وجه هذا الكلام لعموم المسلمين نعم لعموم المسلمين لا يفقهون إذا قرؤوا ، لكن شخص متفرغ لقراءة القرآن ، يقول : أنا عندي استعداد أجلس بعد صلاة الصبح وأقرأ خمسة أجزاء ، وأجلس بعد صلاة الظهر واقرأ خمسة ، وأجلس بعد صلاة العصر وأقرأ خمسة نعم من غير مشقة بحيث يختم في يومين ، نقول : لا يا أخي أنت خالفت الحديث لا تقرأ الظهر ، اترك القراءة على شان تختم في ثلاثة أيام ، هذا حل ؟! ، هل هذا مراد النبي -عليه الصلاة والسلام - من هذا الحديث ؟ نعم ، نعم يحل المسألة لو قيل له : اقرأ القرآن ، اقرأ بدل خمسة بعد صلاة الصبح ثلاثة ، بس على الوجه المأمور به ، بعد صلاة الظهر بدل خمسة اقرأ ثلاثة ، أما أن يقال له : اترك القراءة في وقت من هذه الأوقات لتقرأ القرآن في ثلاث ما هو بهذا المراد قطعاً ، نعم .
أما الذي يستطيع أن يقرأ القرآن على الوجه المأمور به ويكون ديدنه ، قراءة ترتيل وتدبر ولو قلّت قراءته ؛ هذا أفضل ، هذا أفضل واختيار أكثر أهل العلم ؛ لكن بعض الناس ما يستطيع يقرأ بالترتيل ، الذي تعود على الهذ ما يستطيع يقرأ بالترتيل ، لا بأس يقرؤه في شهر ، إيش المانع ؟ ، يقرأ على الوجه المأمور به كل يوم جزء أنفع له بكثير ، أنفع لقلبه ؛ لأن هذه الطريقة هي المحصلة للإيمان واليقين كما قال شيخ الإسلام ، وهذا هو الذي.. ، أُنزل القرآن من أجل هذا ؛ لكن من فضل الله -جل وعلا- أنه رتّب الأجر على مجرد النطق بالحروف ، إذا فاته طريقة أدرك طرائق - إن شاء الله تعالى - ، وهو على خير على كل حال .
---
(*) لعل العبارة : ( إذا جاء وقت الورد ( وقف ) على جنب يقرأ حزبه ) .
(*) لعل العبارة : ( المسألة أنفاس معدودة تتوقف متى ما انتهت ) .
---
قال الشيخ المبارك الدكتور / خالد السبت وفقه الله تعالى :
23 - موقفنا مع القرآن ... موقف مؤسف !! ...
لنسأل أنفسنا ... كم نختم القرآن في رمضان ؟! ... وكم نختمه في باقي أيام السنة ؟! ...
ثم ذكر - وفقه الله - قصة أحد الأثرياء ... وقال : لو ذكرتُ اسمه لعرفتموه ... وهو ممن لا يظهر عليه سيما الصلاح ... ومع هذا .. يختم القرآن في كل يومين ختمة !!.... وهو من الأثرياء !!.
24- بعضنا لا يقرأ القرآن إلا إذا ذهب إلى المسجد !!... فقراءة كتاب الله عنده ليس لها وقت محدد ... وللأسف .
25- لو اقتطعت ساعة واحدة فقط ... في اليوم ... فإذا قلنا أن الجزء الواحد يستغرق ( 20 ) دقيقة ... فتستطيع في هذه الساعة أن تقرأ ثلاثة أجزاء ... وعليه ستختم القرآن في ( 10 ) أيام .
26- وإذا كان الطريق إلى المسجد يستغرق ( 3 ) دقائق ذهابا ... و ( 3 ) دقائق إيابا ... أي ( 6 ) دقائق في الفرض الواحد ... في ( 5 ) فروض ... يكون إجمالي الوقت ( 30 ) دقيقة في اليوم ... أي تستطيع في فترة الذهاب والإياب أن تقرأ ( جزء ونصف ) يوميا .... وعليه تختم القرآن في ( 20 ) يوما .
27- قال أحد الإخوة عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : أنه صلى الفجر في أول يوم من رمضان ثم دخل إلى مسجد الجمعة ( المسجد قسم إلى قسمين ) ... وقرأ ( 10 ) أجزاء ... وهو يمشي ... حتى يطرد النوم ...
( 10 ) أجزاء في أول يوم ... وعليه يختم في كل ( 3 ) أيام ختمة .... هذا مع كثرة أعماله - رحمه الله - واتصالاته ، وفتاويه ، والتزاماته ... ومع هذا في كل ( 3 ) أيام ختمة .
28- الشيخ محمد بن قاسم رحمه الله تعالى يختم في رمضان .... في كل ( 3 ) أيام ختمه ... وفي آخر عمره ... يختم في كل يوم ختمه .
29- لا يمكن أن تسكن الجوارح ... إذا شبع البطن .. كما قال الإمام أحمد .
30- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى نقلا : الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة ... وكذلك القلوب ...لا تُدْخلها الملائكة المعاني الطيبة .. انتهى بمعناه .
فوائد من محاضرة ( طالب العلم ومواسم العبادات )
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
رد: أفكار ومقترحات ... لـ ( قراءة كتاب الله تعالى )
ألف شكر لكَ على هذا الموضوع المميز و المعلومات القيمة
إنـجاز أكثر رائــــــع
لكن أرجو منكَ عدم التوقف عند هذا الحد
مـنتظرين ابداعتــــــك
دمتـ ودام تألقـك
تحياتــي