الأكبر, الفارغون, ضجيجا
الأكبر, الفارغون, ضجيجا
الفارغون أكثر ضجيجاً
إذا مرََّ القطار
وسمعت جلبة ﻹحدى عرباته فاعلم أنها فارغة..
وإذا سمعت تاجراً
يحرّج على بضاعته وينادي عليها
فاعلم أنها كاسدة!
فكل فارغ من البشر واﻷشياء
له جلبة وصوت وصراخ !
أما العاملون المثابرون
فهم في سكون ووقار؛
ﻷنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح .
إن سنبلة القمح الممتلئة
خاشعة ساكنة ثقيلة
أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها
وفي الناس أناس فارغون مفلسون
أصفار رسبوا في مدرسة الحياة!!
وأخفقوا في حقول المعرفة واﻹبداع واﻹنتاج
فاشتغلوا بتشويه أعمال الناجحين
فهم كالطفل اﻷرعن الذي أتى إلى لوحة رسّام هائمة بالحسن
ناطقة بالجمال فشطب محاسنها وأذهب روعتها
وهؤﻻء اﻷغبياء الكسالى التافهون مشاريعهم كﻼم !
وحججهم صراخ
وأدلتهم هذيان !
ﻻ تستطيع أن تطلق على أحدهم لقباً مميّزاً وﻻ وصفاً جميﻼً
فليس بأديب وﻻ خطيب وﻻ كاتب
وﻻ مهندس وﻻ تاجر
وﻻ يُذكر مع الموظفين الرواد
وﻻ مع العلماء اﻷفذاذ
وﻻ مع الصالحين اﻷبرار
وﻻ مع الكرماء اﻷجواد
بل هو صفر على يسار الرقم
يعيش بﻼ هدف
ويمضي بﻼ تخطيط، ويسير بﻼ همة
ليس له أعمال تُنقد
فهو جالس على اﻷرض
والجالس على اﻷرض ﻻ يسقط !!
ﻻ يُمدح بشيء
ﻷنه خال من الفضائل
وﻻ يُسب ﻷنه ليس له حسّاد!!
وفي كتب اﻷدب ..
أن شاباً خامﻼً فاشﻼً قال ﻷبيه:
يا أبي أنا ﻻ يمدحني أحد وﻻ يسبني أحد مثل فﻼن
فما السبب؟ فقال أبوه:
ﻷنك ثور في مسﻼخ إنسان
إن الفارغ البليد
يجد لذة في تحطيم أعمال الناس
ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرّواد
ﻷنه عجز عن مجاراتهم
ففرح بتهميش إبداعهم
ولهذا تجد العامل المثابر النشيط
منغمساً في إتقان عمله وتجويد إنتاجه
ليس عنده وقت لتشريح جثث اﻵخرين وﻻ بعثرة قبورهم
فهو منهمك في بناء مجده ونسج ثياب فضله
إن النخلة باسقة الطول دائمة الخضرة حلوة الطلع كثيرة المنافع
ولهذا إذا رماها سفيه بحجر عادت عليه تمراً
أما الحنظلة فإنها عقيمة الثمر
مشؤومة الطلع، مرة الطعم
ﻻ منظر بهيجاً وﻻ ثمر نضيجاً
إن السيف يقص العظام وهو صامت
والطبل يمﻸ الفضاء وهو أجوف
***
إن علينا أن نصلح أنفسنا ونتقن أعمالنا
وليس علينا حساب الناس
والرقابة على أفكارهم والحكم على ضمائرهم
الله يحاسبهم والله وحده يعلم سرّهم وعﻼنيتهم
ولو كنا راشدين بدرجة كافية
لما أصبح عندنا فراغ في الوقت
نذهبه في كسر عظام الناس
ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم!!
التافهون وحدهم
هم المنشغلون بالناس
كالذباب يبحث عن الجرح..
أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة
أشغلتهم عن توافه اﻷمور
كالنحل مشغول برحيق الزهر
يحوّله عسﻼً فيه شفاء للناس
إن الخيول المضمرة عند السباق
ﻻ تنصت ﻷصوات الجمهور
ﻷنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها!!
اعمل واجتهد وأتقن وﻻ تصغ لمثبّط أو حاسد أو فارغ.
هبطت بعوضة على نخلة
فلما أرادت أن تطير قالت للنخلة:
تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير
فقالت النخلة للبعوضة:
والله ما شعرت بك يوم وقعت ِ
فكيف أشعر بك إذا طرتِ؟!
اﻷسد ﻻ يأكل الميتة
والنمر ﻻ يهجم على المرأة
لعزة النفس وكمال الهمة
أما الصراصير والجعﻼن فعملها في القمامة
وإبداعها في
الزبالة .
مما قرأت للدكتور
عائض القرني و أعجبني
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
hgthvy,k hgH;ev q[d[h hgH;fv hgthvy,k q[d[h
hgthvy,k hgH;ev q[d[h hgH;fv hgthvy,k q[d[h hgthvy,k hgH;ev q[d[h hgH;fv hgthvy,k q[d[h