(( من لعب بالنرد فكأنّما غمس يديه في لحم خنزير ودمه ))
[ ابن حبان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه] الوقت ثمين جدًّا ، يقول لك ماذا فعلنا ؟ ما لعبنا وما كذبنا ولا شربنا خمرًا ، إنَّما نحن نتسلّى ، إذا طالب عنده فحص الساعة الثامنة ، وجلس ورتَّب مكتبته ، ونزَّل الكتب كلّها على الأرض ، وصفَّها حسب الطول ، ثمّ ضبّطها أكثر ، ولمَّعها ماذا عمل هذا ؟ رتَّب مكتبته ، هل هذا وقت ترتيب المكتبة ؟ أنت جالس بزمن محدود ، الله عز وجل خلقك في الدنيا لمهمّة كبيرة جدًّا ، وأعطاك إمكانات لا نهائيّة لمعرفة الله ، فَمِنَ الغباء أن تستخدم هذه الإمكانات ، وأن تستهلك هذا الوقت ، أن تستخدم هذا الفكر البشري ، وأن تستخدم هذا الوقت في أشياء لا تمدّ إلى سعادتك الأبديّة بِصِلَة ، خُلِقْت في الدنيا لعُمْرٍ محدود ، وأعطيت إمكانات غير محدودة لمعرفة الحقائق ، وحلّ المشكلات ، فمِنَ السخف والغباء أن تستخدم إمكاناتك في أشياء سخيفة، وأن تستهلك وقتك في ما لا علاقة له بالآخرة ، لذلك ما من مؤمن يأتيه ملك الموت إلا ويُحِسّ بالنَّدَم ، على ماذا ؟ دخل الجنّة ، يندم على ساعةٍ مضَت في الدنيا لم يذكر الله فيها ، لذلك لا إسراف في الخير ، ولا خير في الإسراف ، قرأت قرآناً الصبح ، والساعة عشرة عندك وقت فراغ، اقرأ سورة ثانية وافهمها ، فهمتَ هذه الآية زارك ضيف ، ما هي أسعار الذهب ؟ غالٍ هذه الأيام! لا ، تكلّم عن هذه الآية فهي تُفرحُ القلب ، أما هذه فتزعجه ، احْك له عن موضوع يتعلّق بآخرته ، لا يوجد خبر سارّ ، قال عليه الصلاة والسلام : " ما من يوم إلا والذي بعده أشر حتى تقوم الساعة " فلا أحد يتوقَّع أنّ هناك شيئاً أحسن ممَّا مضى ، و لكنه يتوقع أنَّ الله سيُكْرمهُ إكرامًا شديدًا ، والخير بيد الله فقط وليس بيد الأشخاص .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك