!!, مخالصة, البيع, اهل, عنهم, والأخذ
!!, مخالصة, البيع, اهل, عنهم, والأخذ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من الأصول العلمية التي انتهجها سلفنا الصالح في باب التلقي والسلوك,
مجانبة مجالس أهل البدع والأخذ عنهم,
وتعلم العلم منهم .
وجاءت الأخبار تلو الأخبار في تجلية هذا الأصل،
وإبراز ذلك النهج القويم، بل وإذاعة هذا الهدي المستقيم .
وذلك مراعاة لما فطرت عليه النفس البشرية,
وحرصاً على صيانتها, وديمومة سلامتها من آفات الشبهات,
وأمراض الشكوك, ومقاتل الهوى,
قال تعالى
[وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ
وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ]
هذا خطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم ومقصودٌ به الأمة جميعا
فإذا كان النبي وهو الذي أرسله الله وهو الذي عصمه الله
وهو الذي تسلح بالعلم
وهو الذي يقينا لا يمكن أن تؤثر عليه شبهة
أو أن ينقدح في قلبه ضلالة ..
أمره الله أن يتجنب مجالس وأماكن أولئك القوم ،
فأمته من بآب أولى والمتأخرون من أمته
الذين ظهروا في القرون الأخيرة كأمثالنا من بآب أولى وأولى
ولهذآ لا خيار للمسلم في تجنب مجالس هؤلاء وسماع كلامهم
لأنه من أسباب انحراف الناس عن العقيدة الصحيحة
ان تتبعهم لهؤلاء المنحرفين في قنواتهم ونواديهم وتجمعاتهم
كل هذآ يجمعه الخوض في آيات الله
فنحن ربما استمعنا إلى شبه فانقدحت في أذهاننا
فما استطعنا التخلص منها
فكانت سببا في ضلالنا وانحرافنا
وكم حصل من القصص قديما وحديثا
وضل أناس بسبب سماع أهل البدع والجلوس إليهم
بدون التسلح بالعلم
* * *
- الجهم ابن صفوان رأس التعطيل رأس الضلال
الذي لازالت الأمة تتحسى ضلاله إلى يومنا هذا
من أعظم أساب انحرافه وخروجه إلى الناس بهذه الضلالات
انه ناظر طآئفة من طوائف ملاحدة الهند يقال لهم السمنية
طرحوا عليه بعض الشبه فوقعت في نفسه
فأحتار واعتزل الناس أربعين ليلة
وهو من ابتدع القول بخلق القرآن وتعطيل الله عن صفاته،
-عمران بن حطان رأس من رؤوس الخوارج
وقد كآن على مذهب أهل السنة والجماعة
كانت له ابنه عم على مذهب الخوارج فتزوجها رغبة في هدايتها
فطرحت عليه بعض الشبه في نفسه
فضل وانحرف وصار رأس من رؤوس الخوارج
- صغير في زمن عمر رضي الله عنه
لما كان يمشي بين الناس بالمتشابه
عاقبه عمر وأخذ على يديه وأوجعه ضربا
- كذلك الرجل الذي جاء من المبتدعة إلى الشافعي رحمه الله
وأرآد أن يكلمه ويناظره ويناقشه
فمنعه الشافعي
فأشار إليه ولو كلمة ؛
قال الشافعي ولا نصف كلمة .
- وذُكر أن هناك شاب في العقد الثاني من عمره
وكآن رجل صاحب فطرة سليمة
لكنه ابتلي بالدخول في بعض المنتديات الإلحادية
فتوسع معهم في الأخذ والعطاء
وقراءة ما يطرحونه من الشبه
إلى أن وصل الأمر به إلى الالحاد والعياذ بالله
* * *
وبعد أحبتي هذا غيض من فيض،
فأئمة السلف في هذآ الباب حذروا أشد التحذير
بعدم غشيان مجالس أهل الأهواء والبدع,
والسلامة لا يعدلها شيء
نسأل الله أن لا يزغ قلوبنا بعد إذ هدآنـا
ويثبتنا على المحجة البيضاء حتى نلقاه
وصلَّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.