السَّنة شجرةٌ، والشَّهور فروعُها، والأيامُ أَغصانُها، والساعاتُ أوراقُها،والأَنفاسُ ثمرُها؛ فمن كانت أنفاسُه في طاعةٍ: فثمرة شجرتِه طيبةٌ، ومن كانت في معصيةٍ فثمرتُه حنظلٌ، وإنما يكون الجَدَادُ يوم المعاد، فعند الجداد( قطف الثمار) يتبين حلو الثمار من مُرُها. والإخلاصُ والتوحيدُ شجرةٌ في القلب؛ فروعها الأعمالُ، وثمرُها طيبُ الحياةِ في الدنيا ،والنعيم المقيم في الآخرة. وكما أن ثمارَ الجنةِ لا مقطوعةٌ ولا ممنوعةٌ،فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك. والشركُ والكذبُ والرياءُ شجرةٌ في القلبِ ثمرُها في الدنيا والخوف والهمُ والغمُ وضيق الصدرِ وظلمةُ القلبِ، وثمرها في الآخرة الزقومُ والعذابُ المقيمُ.
وقد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ
منقول للفائده
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك