[read]*🍁استغاثات إلهية تعجل بالشفاء وأن يصلح الشأن كله🍁*
عن أنس بن مالك قال :
كان النبي ﷺ إذا كربَهُ أمر قال: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث . (رواه الترمذي)
شرح :
كان النبي ﷺ شديد الصلة بربه في السراء والضراء، وكانت له أذكار معينة في المُلِمَّاتِ والشَّدائدِ، وقد نقلها لنا الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ومن ذلك قول أنس بن مالك في هذا الحديث :
(كان النبي ﷺ إذا كربَهُ أمر) : أصابه الكرب والهم من أمر واشتد عليه شأنه .
(يا حي يا قيوم) : [يا حي] : دائم البقاء وحده، ويفنى كل شيء غيره . [يا قيوم] : القائم بذاته، الذي يقوم بتدبير شؤون غيره ... والحي والقيوم هما على أكثر الأقوال الاسْمُ الأعظَمُ لله سبحانه وتعالى .
(برحمتك أستغيث) : برحمتك التي وسعت كل شيء أطلب الإغاثة وأسأل الإعانة منك يا الله .. أَي أستعين وأستنصر .
وحياة القلب تكون بتَخلُّصِه ممَّا سِوى الله تعالى، والكربُ يُنافي ذلك ويَشغَلُ القلبِ، لذا توسل النبي ﷺ إلى الله باسمه -الحي- لإزالة ما يُضادُّ حياةَ قلبِه، -القيوم- لإقامة القلب على نهج الفلاح ... وفي الحديث التوسل بأسماء الله وصفاته، لرفع الكرب .
* (قال المناوي) : في تأثير هذا الدعاء في دفع هذا الهم والغم مناسبة بديعة ، فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها ، وصفة القيمومية متضمنة لجميع صفات الأفعال ، ولهذا قيل إن اسمه الأعظم هو الحي القيوم والحياة التامة تضاد جميع الآلام والأجسام الجسمانية والروحانية ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة لم يلحقهم هم ولا غم ونقصان الحياة يضر بالأفعال وينافي القيمومية فكمال القيمومية بكمال الحياة فالحي المطلق التام الحياة لا يفوته صفة كمال البتة والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البتة فالتوصل بصفة الحياة والقيمومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة وتغير الأفعال فاستبان أن لاسم الحي القيوم تأثيرا خاصا في كشف الكرب وإجابة الرب . انتهى
* (قال العلامة عبد الرحمن البراك) : [يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث] : التوسل إلى الله باسمه الحي القيوم، بل قيل إن هذا هو اسم الله الأعظم . [برحمتك أستغيث] : هذا توسل حق، توسل إلى الله برحمته ... فما ذكر هو من أحسن الأدعية وأنفعها، وهو موافق لقوله سبحانه وتعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} . انتهى
*🎗كنوز إسلامية🎗*[/read]
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك