و لكن إذا أحكمت قبضتك على العلاقة رغبة في
التملك فإن العلاقة ستأخذ في التلاشي إلى
أن تفقدها نهائياً..
عندما تصاب بأي جرح عاطفي يبدأ الجسم
في القيام بعملية طبيعية كالتي يقوم بها لعلاج
الجرح البدني ...فدع العملية تحدث وثِق أن
الله سبحانه و تعالى سيشفيك مما أصابك وثِق
أن الألم سيزول
و عندما يزول ستكون أقوى و أسعد و أكثر إدراكاً
ووعياً
بعد فترة ..ستدرك الفارق الدقيق بين
الإمساك بيد و تقييد الروح ..
وستدرك أن الحب لا يعني مجرد الميل
والصحبة لا تعني الأمان
و الكلمات ليست عقوداً
و الهدايا ليست وعوداً
ستبدأ في تقبل هزائمك برأس مرفوعه و عينين
مفتوحتين و صلابة تليق بالكباروليس بحزن الأطفال..ستعرف كيف تنشئ كل طرقك بناءً
على أرضية اليوم لأن أرضيةالغد غير مستقرة
تماماً لبناء خططك عليها..
ستعرف بعد فترة أنه حتى أشعةالشمس قد
تحرق إذا تعرضت لها طويلاً ..ولذلك عليك
بزرع حديقتك و تزيين روحك بدلاً من أن تنتظر
من شخصٍ آخر أن يأتي إليك بالورود ..
وستعرف أنه بإمكانك حقاًأن تتحمل وأنك
بحق أقوى وأنك بحق شخص ذو قيمة ..
ســ تعرف و تعرف وتعرف ...
فـ مع كل وداع ستتعلم ،،الحب الحقيقي لغيرنا
يعني أن لا نشترط فيه أية شروط كما أنه يعني
القبول الكامل بل و الإحتفاءبشخصيته كما هي ..
البعض يدخلون حياتنا و يخرجون منها سريعاً
و البعض الآخريعايشنا لفترة تاركاً بصماته في
قلوبنافالناس جميعاً لم و لن يكونوا شيئاًواحداً
أبداً..
إذا قضيت و قتك في الحكم على أفعال الناس
فلن تجد وقتاًلتحبهم و تعرفهميتطلب الأمر
الكثير من الفهم و الوقت و الثقة حتى نبني
صداقةحقيقية مع الآخرين..
بعد هذا قد تقول هناك من يئِستُ من التعامل معهم ولن يُجدي معهم لا شد وجذب ولا لين،
ذلك مقام آخر
ولكِ أن تتعامل معهم بطريقتك،
إلا إذا إخترت تجاهل هؤلاء الناس ومقاطعتهم لأسبابك المقتنعة بها!!
ولك أختصرعليكِ الطريق، هناك طريقتان فقط للتعامل مع الناس:
-إما بالشدة -أو باللين
ولمن أراد النجاح والمضي قُدمــاً في الحياة عليه أن يحيا بين بين
فهو أسلوبأ كثر فطنة وكياسة ورزانة ورصانة
وهو ما نحن بصدده الآن وهوالوسطيه في مجابهة الأمـــور
كمـا قال تبارك وتعالــى :” و كذلك جعلناكم أمــة وسطا “
وقد قال معاوية عندما سأله أحد الأعراب: “كيف حكمت أربعين عاما، ولم تحدث فتنة
واحدة بالشام بينما الدنيا تغلي؟”. فأجابه: “لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما أنقطعت، كانوا
إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها“. ويعني أنه لا يستخدم القوة في كل أحواله ولا
اللين في كل أحواله إن بينه وبين الناس شعرة، إذا أرخوها شد وإذا شدواأرخى
فهذه الشعرة جعلته يحكم لعشرات السنين لأنها كانت هي سر بقائه في الحكم تلك السنوات الطويلة
فبها ثبتت جذور دولته وصولته وجولته رغم ما مر في ذلك العصر من فتن ومشاكل ....
فإن جذب الناس إرخ، وإن رخوا اجذب،حتى تستقيم الأمـــور
فالشدة الدائمة تولد الخوف
واللين الدائم: يولد قلة الاحترام فتذوب معها شخصيتك
عليك الأخذ من هذه وتلك وإلا انقطعت تلك الشعرة
وانقطعت معها أواصر الحب والوداد
فخصم اليوم قد يكون صديق الغــد
وصديق اليوم قد يصير خصم الغـد
قد يفعل الناس بك هكذا ولكن لاتبالي كن ممسكا بزمام الامور معتدلا بحكمك متوزان بتفكيرك