مولده
ولد رحمه الله لأربع وعشرين ليله خلت من شهر رمضان سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة وألف بقرية السلام الواقعة شرق مدينة المضايا حاضرة قبيلة الحكامية التي ينتسب إليها الشيخ حافظ 0
انتقل منها وهو صغير رفقة أبيه أحمد بن علي الحكمي إلي قرية الجاضع التي بها كثير من مصالح والده من أرضي زراعية وغيرها , فنشأ بها فى كنف والديه فربياه على الطهر والعفاف و التقي , ولما اشتد عوده قليلا بدأ يشارك أخاه الأكبر محمد الحكمي فى رعى غنم والده و لكنه كان متميزا عن أقرانه إذ كان كثير الحياء قليل المزاح يعتزل بغنمه
نسبه
هو الإمام العلامة الجليل المحدث الحافظ المحقق في شتى العلوم حافظ ابن أحمد بن على بن أحمد بن ميين بن على بن مهدي بن أحمد ابن الحسين بن على بن صغير بن على بن محمد بن على بن عبده بن عبد الهادي بن صديق بن الطاهر بن أبي القاسم بن على بن أبي بكر الحكمي الأصغر بن محمد بن على بن عمر بن عثمان بن محمد بن أبي بكر ابن عبدالله بن عبدالواحد بن الشيخ محمد العواجي بن أبي بكر الحكمي الأكبر والحكمي نسبة الحكم بن سعد العشيرة بن مذحج – أشهر وأعظم قبيلة من شعب كهلان – بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان0
وأسرة الحكمى عريقة بالمخلاف اشتهر عدد من أفرادها بالعلم والصلاح ففى القرن السابع الهجري بنى جدهم عريشا بمدينة أبو عريش للتعليم ونسبت المدينة إليها
لقاءه بشيخه القرعاوي
لما استعار الشيخ محمد الحكمي من فقيه أبو حجر رسائل فى التوحيد أرشده إلى عالم فى سامطة يدعي عبدالله القرعاوي , وأخبره أنه قد بنى مدرسة ووضع بها خزانة وفى يوم الاثنين (سوق سامطة ) كان الشيخ عبدالله يلقى المواعظ فى مسجد السوق فعاد أهل قرية الجاضع يذكرون حٌسْن تلك المواعظ وسعة علم الواعظ , فتأكد لدى الشيخ محمد مادله عليه فقيه أبى حجر فأخبره أخاه حافظ بذلك وعزما كعادتهما على استعارة بعض الكتب وخاصة كتب التوحيد , فكتب الشيخ حافظ إلى الشيخ عبدالله كتابا يطلب فيه كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وفي نفس الوقت يطلب قدوم الشيخ مع بعض طلابه إلىالجاضع فصدر الخط بالبيتين التاليين
إن الذى رقم الكتاب بكفه *** يقرى السلام على الذى يقراه
وعلى الذى يقراه ألف تحية***مقرونه بالمسك حين يراه
وقد أشار الشيخ عبدالله إلى هذا الخط فى حوادث عام 1359هـ
حيث قال :( وفيها أتانا محمد بن أحمد الحكمى أخو حافظ برساله من أخيه يطلب كتابا فى التوحيد ويعتذر من عدم قدومه باشتغاله فى خدمة أبويه فى رعى الغنم , ويطلب منا وصولنا للقرية التى هم بها فأجبت حالا إلى ذلك ومعى جملة من الطلبة فكان ولله الحمد لا ألقى درسا إلا ويحفظه ويفهمه , فأقيمت بقرية الجاضع أياما وكنت اتيهم مرة ويأتينى أخرى لطلب الافادة من التعليم والتعلم إلخ
وبعد إنأعطا الشيخ محمد الخط للشيخ عبدالله القرعاوي فستقام وقرأه وعجب من جودة الخط فسألني عن كاتبه فأخبرته أنه أخي حافظ , فسألني عن مكانه وعمله فأخبرته أنه راعى غنم أبويه بقرية الجاضع ولايمكنه الحضور للمدرسة فأخذ الشيخ الخط وشرع يعرضه على طلابه ويقول : هذا خط راعى غنم 0 وبعد انقضاء صلاة الظهر اجتمع الشيخ بطلابه وعرض عليهم الخط فاشتاقوا جميعاَ لرؤية كاتبه فأخبر حامله بأنه عازم مع طلابه على زيارة الجاضع يوم الخميس الموافق11/8/1359هـ
عاد الشيخ محمد إلى أخيه حافظ وقص عليه الخبر وأخذ يفكر أين ينزل الشيخ عبدالله وطلابه ؟ اذ لا يستطيع ضيافتهم فى بيته لفقر أبويه فأرسل بعض أعمامه إلى شيخ القرية مديش بن على بجوى وأخبره أنه طلب حضور الشيخ عبدالله إلي الجاضع بناءاَ على رغبة الشيخ مديش , فاستعد لاستقبالهم وبعد صلاة العصر من يوم الخميس اتجه الشيخ وكبار طلابه إلى الجاضع ونزل فى ضيافة شيخها وصلى بهم المغرب وألقى موعظة فى التوحيد والصلاة وبعد صلاة العشاء كان على موعد بلقاء تلميذ حافظ فلما وصل الشيخ حافظ استقبله الشيخ عبدالله وطلب منه ان يسمعه بعض آيات القرآن الكريم فقرأ من حفظه وبكى الشيخ عبدالله وبعد أن انتهي من القراءة أخذ بيده وأجلسه عن يمينه وأجلس أخاه محمد عن حامل الخط عن يساره وأخذ يسألهما فى بعض مسائل التوحيد والفقه والفرائض وهما يجيبان فازداد اعجاب الشيخ بحافظ وقرر المبيت فى الجاضع وفى صباح الجمعة تولى الخطبة في المسجد الجامع وأعلن بعد ذالك عن افتتاح المدرسة من يوم السبت13/8/1359هـ فى الجامع بقرية الجاضع 0
استمر الشيخ حافظ في الدراسة على شيخه عبدالله القرعاوى فى قرية الجاضع فقرأ القرآن وأشبع الشيخ نهمته حيث أحضر بعض المتون فى التجويد والحديث والفقة والفرائض , وبدأ الشيخ فى نقل بعض هذه المتون بخطه فنقل تحفة الأطفال فى التجويد وحفظها , ودرس على الشيخ الأربعين النووية وشرحها , وبلوغ المرام , والرحبية , وبعض مبادئ الفقه , وبعض مبادئ الحساب , وكان اليوم الدراسي من بعدصلاة الفجر إلى صلاة العشاء يتخلله بعض أوقات الراحة
واستمرت الدراسه في الجاضع إلى نهاية شهر شعبان عام1359هـ وبعد ذلك اشتكى كبار طلاب الشيخ إلى شيخهم المشقة التى يلاقونها من الحضور إلى الجاضع وطلبوا إعادة المدرسة إلى سامطة لتوسطها فوافق الشيخ على ذلك بعد أن وافق الشيخ حافظ وأخوه محمد وابن حسين بن عبدالله الحمكى وموسى بن حاسر سهلى على الدراسة فى سامطة , وفى شهر رمضان من نفس العام 1359هـ وصلوا الدراسة فى سامطة وهنا وجد الشيخ حافظ مايشبع بعض نهمته حيث سلمه الشيخ عبدالله خزانة كتب فيها الصحيحان وسنن النسائي وأبي داود وغيرها من أمهات الكتب , فأكب حافظ على قراءتها , وواظب على حضور دروس الشيخ عبدالله , وكان إذا تأخر فى خدمة أبويه أتاه الشيخ بنفسه فى الجاضع وأملى عليه ما فاته من الدروس , واستمر الحال على هذا حتى عام1360 * حيث تفرغ الشيخ حافظ للدراسة وسكن سامطة فى المدرسة أغلب الأوقات
طلبه للعلم
تعلم الشيخ حافظ القراءة والكتابه فى الجاضع إن أخاه الأكبر محمد كان قد عرف مبادئ القراءة والكتابة , فقد حدثني أنه دخل كتاب القرية فعرف الحروف الهجائية بحركاتها و سكناتها فى يوم واحد حيث وصل إلى أبجدهوز,وفى اليوم سمع بالفاتحة , وعندما وصل إلى سورة الفجر عرف القراءة والكتابة , وبعد أن تمكن من ذلك علم أخاه حافظ فعرف القراءة والكتابة فى أيام يسيرة ولم يشعر به إلا وهو يفتح المصحف ويقرأ بنفسه وهنا استبشر أخوه خيراَ , فأخذ يدرس فى الكتاب فإذا عاد رجع مع أخيه مادرس حتى وصلا سورة التحريم وبعدها انقطع الشيخ محمد عن الكتابة وأخذ يقرأ مع أخيه فى بيتهما بالجاضع حتى ختما المصحف فى وقت يسير حيث انتهيا من ذلك عام تسعة وأربعين و ثلاثمائة وألف من الهجرة وعمر الشيخ حافظ لم يتجاوز السابعة استمر الأخوان في طلب العلم واجتهد الشيخ محمد فى جلب الكتب إذ كان كلما سمع بفقيه فى قرية ذهب إليه واستعار منه بعض الكتب الموجودة
عنده فقد استعارمن الفقيه حسن المعجمي فى قرية الدغارير كتاب الرحبية فى الفرائض , وقام الشيخ حافظ بنسخه فى وخفظاه فى ثلاثة ليالي ، واستعار من قرية مجعر الأصول الثلاثة وكشف الشبهات وقرأه أخيه حافظ حتى أتقنا النسختين0
واستعار من قرية أبى حجر الأسفل مجموع الرسائل النجدية من الفقيه اليمني عبدالله بن علي , وهنا استنارت لهما التوحيد وزالت بعض الشبه التى يحوكها الجهال حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب (رحمه الله ) إذ كان من الشائع في المنطقة أن النجديين لايصلون على النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان الشيخ محمد يقرأ فى هذا الكتاب على أهل الجاضع بعد الصلوات ويشرح لهم عقيدة التوحيد ويزيل مايعلق بأذهانهم 0
استمر الشيخ حافظ فى طلب العلم بهذه الطريقة واطلع فى هذه الفترة على تفسير الجلالين , وكتاب التجريد الصريح مع شرح مبسط عليه , وبعض مبادئ التجويد , وحفظ بعض المتون , ومنهالامية الافعال لابن مالك حيث خفظها وهو راع من غير أن يفقه معناها وإنما حفظها ليعاى بها الرعاة الذين كانوا يعرضون كلمات تتكون من حروف متقاربة فى المخرج فحفظ الشيخ حافظ هذه المنظومة وكان يعرضها عليهم فيحارون فى تكرارها كما حفظ الجزرية والأجرومية وغيرها مرت السنون والشيخ حافظ على هذه الحالة يقرأ كلما ظفر به , وربما ظفر ببعض الكتب التى لا تصلح قراءتها ككتب الموالد التى تقرأ عند وفاة الميت وفى الفترة لم يشتغل فحسب بل اجتهد فى تجويد خطه فقد يسر الله له مصحفا مخطوطا بخط بي النسخ الكوفي , وكان علي قراءة نافع فاجتهد فى تقليد خطه الجميل حيث كان يكتب فى لوحة أكثر من ست مرات كل يوم حتى صار خطه قمة فى الجمال كما سيأتي عرض نماذج منه 0
وفي نفس الوقت اجتهد فى حفظ كتاب الله تعالى وتجويده إذ كان يصطحب مصحفه معه إلى المراعى فاذا حان وقت الصلاة توضأ ودعى الرعاة للصلاة معه
أخوه محمد بن أحمد بن علي الحكمى هو شيخنا العلامة محمد بن أحمد بن على الحكمى وهو شقيق الشيخ حافظ رحمه الله ولد في الجاضع عام1373هـ وبعد أن بلغ حوالىسبع سنواتدخل كتاب القرية ودرس عللى معلم يدعى محمد بن اليمني وآخر يدعى عبدالله بانافع. والشيخ محمد مشهور بالذكاء والحفظ إذعرف الحروف الهجائية بحركاتهاوسكناتها في يوم واحد ولم يصل الظهر إلا وقد وصل إلى أبجد هوز وفي اليوم الثاني حفظ الفاتحة وبعد أن أحسن القراءة والكتابةاجتهد في جلب الكتب لهولأخيه حافظ حافظ من القرى المجاورة فتحصل على كشف الشبهات ,ومجموع الرسائل النجدية وكتاب التوحيد والتجويد الصريح وتفسير الجلآلين ,والرحبيه وغيرها من الكتب .ويعد شيخالأخيه حافظ حيث أنه أول من علمه القراءة والكتابه وبعد ذلك عد من أقرانه درس مع أخيه حافظ على الشيخ عبدالله القرعاوى حتى عام 1363هـ حيث ارسله الشيخ عبدالله إلى قرية العقدة حيث عين إماما بها ومدرسا من قبل الشيخ عبدالله القرعاوى وصار نائبا الشيخ في الإشراف على مدارس وسط تهامة ثم نقله الشيخ إلى بيش حوالى عام 1366هـ واستمر فيها وولى بعد ذلك رئاسة هيئتهابعد انتقال الشيخ حافظ منها عام1327هـ واستمر فيهاحتى نهاية عام 1347هـحيث عين من1/1/1357هـ مدرسا بمعهد سامطة العلمى وفى 26/12/1377هـ أسندت إليه إدارة المعهد واستمر فيها إلى عام 1401هـحيث حول مدر سا بالمعهد وبعد ذلك بعام أى فى 1/7/1402هـ أحيل على التعاقد فتعاقد مع مكتب الدعوة بجيزان لاكمال رسالته الدعوية .
2-الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوى:
سماحة الشيخ الفاضل والعالم الفذ والداعية المخلص المجاهد عبدالله بن محمد بن حمد بن عثمان بن نجيد فهو النجيدى , والقرعاوى لقب لجد جده حيث باع أملاكه بعنيزة واشترى بها أملاكا في القرعاء فنسب إليها . ولد رحمه الله بعنيزة حاضرة منطقة القصيم مع بريدة في نجد في 11ذي الحجه عام خمسة عشر وثلاثمائة وألف من الهجرة . وتوفي والده قبل ولادته بشهرين فنشأ فى كفالة أمه ورعاية عمه عبدالعزيز ابن حمد القرعاوي ... ولما اشتد عوده مارس التجارة مع عمة , ثم تركها وتفرغ لطلب العلم , فرحل إلى البحرين و عمان وقطر و العراق و الشام و مصر , وفي عام 1344هـ رحل إلى الهند و التحق بالمدرسة الرحمانية بدلهى فدرس بها عشرة أشهر وبعدها جاءته رسالة منأمه فودع مشايخة وسافر إليها , ووصل عنيزة وقد توفيت أمه قبل قدومه بثمانية أيام .حضر دروس سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ واختصه بغرفة في مكتبة دخنه بالرياض واستمر يدرس ويدرس حتى عام 1355هـ حيث رحل رحلته الأخيرة إلى دلهى وعاود الالتحاق بالمدرسة الرحمانية حتى تخرج منها في شعبان عام 1357هـ ,حيث أجازه شيخها أحمد الله القرشى بإجازة مطوله جاء فيها: أما بعد فإنه قد ورد إلينا فى بلدة دلهى الطالب النجيب الأمجد و الصالح الأرشد العالم الجليل والفاضل النبيل عبدالله بن محمد القرعاوى النجدى من أهل عنيزة غفر الله له وقرأ على بلوغ المرام والمشكاة والمنتقى .شيئا من التفسير وشيئا من العربية في مجيئه الأول وبعد مجيئه الثاني قرأ على وسمع من الصحاح الست والموطأ والبيضاوي وطلب مني بعد الفراغ والسماع الإجازة في ذلك ووصل سنده بسند أهل الجد والاتباع فأسعدته بذلك تحقيقا لظنه ومطلوبه لأنه أهل لذلك ... إلخ . وجاء في ختامها أنه منحه الإجازة في يوم الاحد وقد مضت ثلاثة عشر من شهر شعبان سنة ألف وثلاثمائة وسبع وخمسين من هجرة الأبر الشافع في يوم المحشر , وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . حفظ القرآن الكريم وتضلع في العلوم وخاصة العلوم الشرعية كان قوى البنية قوى الإيمان أمراَبالمعروف ناهيا عن المنكر , اشتغل منذ شبابه بتعليم الناس أمر دينهم حيث فتح مدرسة في بلدة عنيزة عام 1344هـ كما سلف .عرضت عليه وظائف عدة منها إدارة مدرسة المجمعة وإدارة مدرسة بريدة والتعليم بعنيزة ، ودار الحديث بمكة المكرمة القضاء في عدة مدن بالمملكة فأبى ذلك . حضر مجلسا لشيخه محمد بت إبراهيم آل الشيخ فسمع عن الجهل المنتشر في منطقة جازان فاستشار شيخه في السفر إليها للدعوة والتعليم ،فأشار عليه بذلك ودعى له وأوصاه بتقوى الله تعالى في نهاية عام 1357هـ وفي 20 صفر عام 1358هـ وصل إلأى جازان فاشترى بضاعة ونزل مدينة سامطة فى21 ربيع الأولحيث أستاجر دكانا واتخذه مدرسه ولما كثر طلابهبنى لهم مدرسة وفى نهاية عام 1358هـ سافر لنجد لزيارة اولاده وعاد فىعام 1359هـ فافتتح المدرسة السلفية بسامطه وأخذ في التوسع فيها حتى تفرع عنها مدارس شتى فى القرى والهجر بمنطقة جازان ولما علمت الدولة السعوديه ـــ أيدها الله ـــ بجوهوده أمدته بالمعونه المادية والمعنويهفانتشرت مدارسه فى كل مكان وجاوزة منطقة جازان إلى أبها ونجران وغامد وزهران والباحةوالقنفذة والليث حتى أزال الله على يده دياجير الجهل والبدع وحلت العقيدة الصافية محل الجهل والبدع وفي 30/12/1379هـ أغلقت مدارسه فتفرغ للقرب وبخدمة طلابه وتعينهم فى وظائف القضاء والتدريس والدعوة ولإرشاد وغير ذلك وكان له مال سخره في بناء المساجد وحفر الآبار للمحتاجين وفي قرب وفاته اشتاق إلى زيارة مشايخه بدلهى فزارهم رفقة ابنه عبد الرحمن ثم عاد عام 1388هـ وفي العام التالى أصيب بمرض فى جازان نقل على أثره إلى المستشفى المركزى بالرياض وتوفى يوم الثلاثاء الثامن من شهر جماد الاولى عام1389هـ رحمه الله رحمة واسعة جزاء ماقدم للإسلام والمسلمين .ويعتبر الشيخ عبدالله القرعاوى هو الشيخ الوحيد لتلميذه حافظ إذيعود إليه الفضل ــ بعد الله. تعالى ــ في اكتشفه ورعايته وتدريسه مذهب السلف وتوفير الكتب له من كل مكان بل سكن الشيخ معه فى بداية الطلب مايقارب أربع سنوات حتى ذكر عنه أنه غدا عالما يشار إليه بالبنان بل اعترف تواضعا أن تلميذه حافظ فاقه فى العلم والنشاط ويتضح ذلك من رسالة كتبها الشيخ لولى العهد سعود بن عبدالعزيز رحمه الله حوالى عام 1371هـ أثنى فيها ثناءا عطرا على تلميذه حافظ. .
3-الشيخ محمد عبدالرازق حمزة
هو الشيخ العلامه محمد بن عبدالرازق حمزة - ولد بقرية كفر عامر بالقيلوبية بمصر سنة 1311هـ وقيل سنة 13909هـ درس في قريتة ثم انتقل إلى الازهر ودرس به , وصل إلى مكة سنة 1344هـ وأسندت إليه أمامة المسجدوخطابة المسجد النبوي بالمدينة المنورة سنة 1347هـ ثم أنتقل إلى الحرم المكي عام 1348هـ مدرسا للحديث و التفسير , وفي عام 1370هـ تولى إدارة دار الحديث المكية , وفي عام 1372هـ عمل مدرسا بالمعهد العلم في الرياض ثم عاد إلي مكة مدرسا وخطيبابالحرم المكي , له مؤلفات منها ((ظلمات أبى رية )) ((والشواهدوالنصوص)) في الرد على كتاب ((الاغلال)) لعبدالله القصيمى و((المقابلة بين الهدى والضلال )) و((كتاب الصلاة)) وغيرها من الرسائل توفى رحمه الله بمكة المكرمة سنة اثنين وتسعين وثلاثمائة وألف من الهجرة . درس عليه الشيخ حافظ فترات متقطعه أكثرها بعد الحج وفى أول عام1367هـ بقي الشيخ حافظ في مكة أكثر من أربعة أشهر وكان له درسان على الشيخ محمد عبدالرازق أولهما وقت الضحى وفي هذه الفترة تكون القراة في الأمهات الست يقرأ أحد الطلاب والشيخ يشرح لهم والفترة الثانية وهى خاصة بالشيخ حافظ رحمه الله حيث يدرس غلى الشيخ محمد عبدالرازق في علوم اللغة وخاصة البلاغة . وقد استمر في الدراسه غلى شيخه محمد عبد الرازق كلما تيسر له ذلك .
هو الشيخ العلامة عبدالرحمن المعلمى ولد في أول سنة 1313هـ بقرية المحاقرة برازح فى اليمن . قرأ القران وهو صغير ثم التحق بمدرسة حكومية فى الحجرية فتعلم فيها القران والتجويد والحساب واللغة التركية , ولم يقرا النحو فقراه على أخيه محمد ابن يحيى وغيره, ثم ارتحل فى أنحاء اليمن لاستزادة من العلم , وبعد ذلك ارتحل إلى حيدر أباد ودرس فى الحديث وأجازة الشيخ عبدالقادر ابن محمد الصديقي القادري في الأمهات الست , وفي عام 1329هـ ارتحل إلى جازان فولاه الإدريسي رئاسة القضاء بالمنطقة , ولقب بشيخ الاسلام , وبقي مع الإدريسي حتي توفي سنة 1341هـ , فارتحل إلى عدن وبقي بها سنة يدرس , وبعد ذلك رحل إلي الهند وعين فى دائرة المعرف العثمانية بحدير أباد مصححا لكتب الحديث وغيرها , وبقي بها مدة ثم سافر إلى مكة عام 1371هـ وعين في عام 1372هـ أمينا لمكتبة الحرم المكى الشريف وبقي بها يعمل ويؤلف حتي توفي رحمة الله فى يوم الخميس السادس من شهر صفر عام عام1386هـ بعد أن أدى صلاة الفجر في المسجد الحرام , له مؤلفات أغلبها فى الرد على المبتدعينن ومنها ((طليعة التنكيل بما فى تأنيب الكوثري من الابطيل )) وهو مقدمة كتابته (( التنكيل بما في تانيب الكوثري من الابطيل في مجلدين , وحق الكثير من الكتب منها تذكرة الحفاظ للذهبي والجراح والتعديل لابن أبي حاتم والفوائد المجموعة في الاحاديث الموضوعة للشوكاني 0درس عليه الشيخ حافظ رحمه الله فى مكة وخاصة فى العلوم الحديث وكان يزوره فى المكتبة وقد أعجب الشيخ حافظ بالمعلمى وأعجب هو بالشيخ حافظ وكان صديقا له يدفع إليه من مؤلفاته المخطوطه مالايدفعه إلى غيره حدثنيالشيخ محمد الحكمى أنه أدى عمرة مع أخيه الشيخ حافظ والشيخ عبدالله القرعاوى عام 1376هـ تقريبا وبعد أن أدى مناسك العمرة قال الشيخ حافظ لاخيه محمد : تعالى أدلك على رجل يعد من بقية علماء الحديث في العصر الحاضر فدله على الشيخ المعلمى ووجد عنده دفترا صغيرا قد كتب فيه فوائد في علوم الحديث فطلبه الشيخ حافظ من شيخه فدفعه إليه وقال:لو طلبه غيرك ماأعطيتهورجع به إلى مقر سكنه فى مكه مع شيخه عبدالله القرعاوى فأخذه الشيخ عبدالله وقرآه وهو واقف حتى أتمه وقد أطلع الشيخ المعلمى على كثير من كتب الشيخ حافظ وأشرف على تصحيح كتاب ((دليل أرباب الفلاح )) وكتب فيه :-
عرض على هذا الكتاب النافع أثناء طبعه وكان قد بقي منه نحو ثلاث ملازم قمت بتصحيحها وساعدت على ترتيب جدول الخطأ والصواب لما كان قد طبع وأسال الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب ويوجه قلوب المسلمين إلىهذه العلوم النافعة ويوفقنا لما يرضيه عنا بفضله وكرمه.
خادم العلم.
عبدالرحمن بن يحيى المعلمى .
هؤلاء أشهر مشائخه وقد قرأعلى غيرهم في الحرم المكى وفي سامطه حيث كان يفد الكثير من علماء اليمن .
وفـــــاتـــــــه
ألمت بالشيخ وعكة زكام في أيام التشريق بمنى , وتعجل رحمه الله تعالى , ولما نزل في مقرالشيخ عبدالله القرعاوى في جرول اشتد به المرض فنقل إلى مستشفي الزاهر بمكة المكرمة وبقي به حتي توفي ضحي يوم السبت الثامن عشر من ذو الحجه عام سبعة وسبعين وثلاثمائه وألف من الهجرة حوالى الساعة الثالث والنصف صباحا بالتوقيت الغروبي أىمايقارب العاشرة صباحا التوقيت الزوالي , وقد أخرج من المستشفي وجهز وصلي عليه في يومه بالمسجد الحرام وأم الناس في الصلاة عليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز ودفن من يومه بمقبرة العدل بمكة رحمه الله تعالي
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
ابو ركاااااااااااااان
موضوعك في قمة الروووووووووووووووووووعه بل لا يقل عن روعتك أنت
أنت معلم ننهل من معين علمك فبمثل هذه المواضيع يرقى منتدانا
تقبل و مروري و دعواتي
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
29-05-2011
سيرة الشيخ العلامه حافظ الحكمي رحمه الله
