أذكر أن الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله- قال: (رئيس النادي مثل زوجة الأعمى تتزيّن وتتكحّل وتتأنق وتعمل وهو ما يشوف شيء!) أو كما قال، وقد كان -رحمه الله- خفيف دم حاضر بديهة ذا جواب مسكت!
قلت: وقديماً ضربوا المثل بزوجة الأعمى لكل من يعمل ويتعب ولا يجد من يقدره أو يشكره فضلاً عن أن يكافئه على حسن عمله.. ولكن المثل ليس في محله فإن أكثر المكفوفين عوضهم الله قوة الحس ورهافة الإحساس ورقة الذوق حتى إنّ كثيراً من زوجات المكفوفين كانت حياتهن سعيدة جداً كزوجة طه حسين
والمشكلة أن كثيراً من الأزواج عميان وما هم بعميان فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، فالواحد من هؤلاء مهما تتأنق زوجته وتلبس وتتألق وتتجدد، لا يرى ولا يحس ولا يهتم، ولا ينبس بكلمة إعجاب ولا يهمس بحرف حب، فهو أعمى قلب!
وبعض الأنام كبعض الشجرْ
جميل القوام شحيح الثمر
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر
وبعض الوعود كبعض الغيوم
قوي الرعود شحيح المطر
وفرز النفوس كفرز الصخور
ففيها النفيس وفيها الحجر
وكم من كفيف بصير الفؤاد
وكم من فؤاد كفيف البصر
وكان الباعة قديماً -باعة الفواكه والخضار - إذا بقي لديهم سقط المتاع من البضاعة التي لا تُرغب ولا تباع يهتف بعضهم بصوت مسموع: (يالله بمفتح العينين أعمى القلب)!
قلت: ولاشيء يقتل المرأة كالإهمال! شاكلها وشاجرها ولكن لا تهملها! شعار المرأة : (اقتلني ولا تهملني)!
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك