عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ.لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ.إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ.وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ(1)
بعد أن تحدث الله عن المنافقين الذين تخلفوا في غزوة تبوك عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم عتاباً رقيقاً لأنه أذن للمنافقين بالتخلف عن الجهاد حين طلبوا منه ذلك دون أن يتبين أحوالهم فقال (عفا الله عنك )
المفردات :
(عفا الله عنك ) العفو يطلق عن التجاوز عن الذنب أو التقصير في الفعل المكلف به كما يطلق على ترك المؤاخذة علي عدم فعل الأولى و الأفضل وهو المراد هنا . إذاً المراد بالعفو يطلق علي ترك المؤاخذة علي عدم فعل الأولى و الأفضل
(يترددون ) المراد بالتردد التحير فالمتردد لا يستقر في مكان و لا يثبت علي حال (2)
التفسير :
(عفا الله عنك لما أذنت لهم ) أي لأي سبب أذنت لهؤلاء الحالفين المتخلفين بالتخلف عن الجهاد معك حين استأذنوا فيه معتذرين بأعذار كاذبة بعدم الاستطاعة وهذا عتاب لطيف من اللطيف الخبير سبحانه لحبيبة صلى الله علية وسلم وكان الأولى بك أن تتريث وتتأنى في السماح لهم بالتخلف وانجلاء الأمر وانكشاف الحال المشار إليه بقوله سبحانه (حتى يتبين لك الذين صدقوا ) أي فيما أخبروا به عند الاعتذار لعدم الاستطاعة وقد كانوا قليلا منهم كاذبين في معاذيرهم (وتعلم الكاذبين ) في ذلك الأمر( 3) لأنهم كانوا مصرين عن القعود عن الجهاد حتى ولو لم تأذن لهم به .
وعن قتادة في قوله تعالي (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ) عاتبه كما تسمعون ثم أنزل الله التي في سورة النور فرخص له في أن يأذن لهم إن شاء فقال (فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ)(4 ) الآية 62 فجعله الله رخصة في ذلك من ذلك (5)
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك