[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ]

المُـغْـرِضِيـنَ, الـتَّوْحِـيـدِ, دَعْــوَةُ, سِـلْـسِلَـــةُ, وَسِـهَـامُ

[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ]

المُـغْـرِضِيـنَ, الـتَّوْحِـيـدِ, دَعْــوَةُ, سِـلْـسِلَـــةُ, وَسِـهَـامُ

[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ]

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 1 ]*
*------------------------------------*
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَىٰ آلِـهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

*الــعُــنْــوَانُ كَـمَـا سَـمِــعْـــتُــمْ:*
*[ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـــامُ المُـغْـرِضِيـنَ ]*

*الـتَّوْحِـيـدُ: هُـوَ إِفْــرادُ اللهِ - جَـلَّ وَعَـلَا - بِـالـعِـبَــادَةِ، بِـأَنْ يُجْـعَـلَ الـمَـعْـبُـودُ وَاحِـدًا، هَـذَا هُـوَ الـتَّـوْحِـيـدُ، وَحَّـدَهُ تَـوْحِـيـدًا، أَي: جَعَلَ المَعْبُودَ وَاحِدًا، وَلِـهَـذَا لَمَّـا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِأَهْـلِ مَـكَّــةَ:«قُولُوا لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللهُ، قَـالُـوا: أَجَعَلَ ٱلۡـَٔالِهَةَ إِلَـٰهࣰا وَاحِدًا؟»* [ التِّرمِذِيّ: 8\361-362 ].

وَهَـذَا هُـوَ الَّـذِي خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ مِنْ أَجْلِهِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ۝ مَاۤ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقࣲ وَمَاۤ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ۝ إِنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ۝﴾ *فَالحِكْمَةُ مِنْ خَلْقِهِ سُبْحَانَهُ لِلْخَلْقِ - لِلْجِنِّ وَالإِنْسِ - لِيَأْمُـرَهُـمْ بِـعِـبَـادَتِـهِ:﴿إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ أَي: إِلَّا لِآمُـرَهُـمْ بِـعِـبَـادَتِـي.*

*وَمَصْلَحَةُ ذَلِكَ رَاجِعَةٌ إِلَيْهِمْ، فَـإِنَّهُمْ إِذَا عَـبَــدُوا اللهَ وَحْـدَهُ، فَـإِنَّ ذَلِكَ يُنْجِيهِمْ مِنْ عَـذَابِ اللهِ، وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ، وَيُـدِرُّ عَلَيْهِمُ الخَيْرَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.*

*فَمَصْلَحَةُ العِبَادَةِ لَيْسَت رَاجِـعَـة إِلَى اللهِ؛ لِأَنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْهُمْ وَعَنْ عِبَادَتِهِمْ، وَلَوْ كَفَرُوا جَمِيعًا مَا نَقَصُوا مِنْ مُلْكِـهِ شَيْئًا، وَلَوْ أَطَاعُوا جَمِيعًا لَمْ يَزِيدُوا فِي مُلْكِـهِ شَيْئًا، قَالَ مُوسَىٰ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ:﴿إِن تَكۡفُرُوۤا۟ أَنتُمۡ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعࣰا فَإِنَّ ٱللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ۝﴾.*

وَقَالَ اللهُ - جَـلَّ وَعَـلَا - فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ:«يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَىٰ أَتْقَىٰ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَىٰ أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا» [ مسلم: 2577 ].

*فَـإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنَّا وَعَنْ عِبَادَتِنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ المُحْتَاجُونَ إِلَىٰ عِبَادَةِ اللهِ،...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 7 - 8 ]*
*---------------------------------------
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

الموضوع الأصلي: [ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] || الكاتب: ابو يحيى || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها

المصدر: منتديات الحقلة - من قسم: المنتدى الاسلامي العام

---

F sAJgXJsAgQJJJmE ]QuXJJ,QmE hgJjQ~,XpAJdJ]A ,QsAJiQJhlE hglEJyXJvAqAdJkQ D hgJjQ~,XpAJdJ]A ]QuXJJ,QmE sAJgXJsAgQJJJmE

المصدر: منتديات الحقلة - من قسم: المنتدى الاسلامي العام

---

F sAJgXJsAgQJJJmE ]QuXJJ,QmE hgJjQ~,XpAJdJ]A ,QsAJiQJhlE hglEJyXJvAqAdJkQ D hgJjQ~,XpAJdJ]A ]QuXJJ,QmE sAJgXJsAgQJJJmE F sAJgXJsAgQJJJmE ]QuXJJ,QmE hgJjQ~,XpAJdJ]A ,QsAJiQJhlE hglEJyXJvAqAdJkQ D hgJjQ~,XpAJdJ]A ]QuXJJ,QmE sAJgXJsAgQJJJmE

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 2 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*فَـإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنَّا وَعَنْ عِبَادَتِنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ المُحْتَاجُونَ إِلَىٰ عِبَادَةِ اللهِ، لِتُقَرِّبَنَا إِلَيْهِ؛ وَلِأَجْلِ أَنْ تَصِلَنَا بِرَبِّنَا عَـزَّ وَجَـلَّ وَتُعَرِّفَنَا بِهِ، فَنَحْصُلُ عَلَى السَّعَـادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.*

وَاللهُ - جَـلَّ وَعَـلَا - أَمَـرَنَـا بِعِبَادَتِهِ لِمَصْلَحَتِنَا، وَلِـدَفْـعِ المَضَرَّةِ عَنَّا، هَـذِهِ هِيَ الحِكْـمَـةُ مِنَ الأَمْـرِ بِعِبَادَتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، وَضِـدُّ الـتَّوْحِـيـدِ: هُـوَ الشِّـركُ بِاللـهِ عَـزَّ وَجَـلَّ.

وَالـشِّـركُ: هُـوَ عِـبَـادَةُ غَيْرِ اللهِ مَـعَ اللهِ، بَـأَنْ يُـجْـعَـلَ شَيْءٌ مِنْ أَنْـوَاعِ الـعِـبَـادَةِ لِـغَـيْـرِ اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ، كَالـذَّبْحِ وَالنَّـذْرِ وَالـدُّعَاءِ وَالِاسْتِغَاثَةِ وَالخَوْفِ وَالخَشْيَةِ وَالرَّغْـبَةِ وَالـرَّجَاءِ... وَغَيْرِ ذَلِكَ.

*فَـإِذَا جُعِلَ شَيْءٌ مِنْ أَنْـوَاعِ الـعِـبَـادَةِ لِـغَـيْـرِ اللهِ، فَهَذَا هُوَ الشِّركُ؛ لِأَنَّكَ جَعَلْتَ لِلهِ شَرِيكًا فِي عِبَادَتِهِ.*

وَأَوَّلُ مَا حَـدَثَ الشِّركُ فِي الأَرضِ فِي قَوْمِ نُوحٍ حِينَمَا غَلَوْا فِي الصَّالِحِينَ.

*كَـانَ النَّاسُ فِي الأَوَّلِ عَلَى التَّوْحِيدِ مِنْ عَهْدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَىٰ قَوْمِ نُـوحٍ كَـانُـوا عَلَى التَّوْحِيدِ، وَكَـانَ فِي قَـوْمٍ نُـوحٍ رِجَـالٌ صَالِحُونَ عُلَمَاءُ عُبَّادٌ، يُحِبُّونَهُمْ حُبًّا شَدِيدًا، فَمَاتُوا فِي عَـامٍ وَاحِـدٍ، فَحَزِنَ عَلَيْهِمْ قَوْمُهُمْ، فَجَاءَ الشَّيْطَانُ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: صَـوِّرُوا صُوَرَهُمْ، وَانْصِبُوهَا عَلَىٰ مَجَالِسِهِمْ؛ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَتَذَكَّـرُوا العِبَادَةَ إِذَا رَأَيْتُمْ صُورَهُمْ.*

جَاءَهُمْ مِنْ طَرِيقِ النَّصِيحَةِ وَالتَّشْجِيعِ عَلَى الخَيْرِ، وَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى العَوَاقِبِ، وَلَمْ يَفْـطنُـوا لِـكَـيْـدِ عَـدُوِّهِـمْ، فَـأَطَـاعُـوهُ.

فَكَـانَ ظَاهِرُ هَـذَا الأَمْـرِ أَنَّهُ خَيْرٌ؛ لِأَنَّ المَقْصُودَ مِنْـهُ هُوَ نَشَاطُهُمْ عَلَى العِبَادَةِ، بَعْدَ ذَلِكَ لَمْ يَحْدُثِ الشِّركُ فِي أَوَّلِ نَصْبِ هَـذِهِ الصُّوَرِ؛ لِأَنَّ فِيهِمْ عُلَمَاءُ، وَلَمْ يَتَجَاسَرِ الشَّيْطَانُ عَلَىٰ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: إِنَّ هَـذِهِ الصُّوَر تَنْفَـعُ وَتَضُرُّ؛ لِأَنَّ العُلَمَاءَ يُنْكِـرُونَ هَـذَا.

*فَلَمَّا مَـرَّتْ مُـدَّةٌ، وَمَـاتَ العُلَمَاءُ فِي قَوْم نُوحٍ، فَلَمْ يَبْقَ فِيهِمْ عُلَمَاءُ، وَنُسِخَ العِلْمُ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا جَهَلَةٌ، فَجَاءَ الشَّيْطَانُ إِلَيْهِمْ فَقَالَ:..*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 8 - 9 ]*
*---------------------------------------*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 3 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

فَلَمَّا مَـرَّتْ مُـدَّةٌ، وَمَـاتَ العُلَمَاءُ فِي قَوْم نُوحٍ، فَلَمْ يَبْقَ فِيهِمْ عُلَمَاءُ، وَنُسِخَ العِلْمُ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا جَهَلَـةٌ، فَجَاءَ الشَّيْطَانُ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنَّ آبَاءَكُمْ مَا نَصَبُوا هَـذِهِ الصُّوَرَ إِلَّا لِيَعْبُدُوهَا، وبِهَا كَانُوا يُسْقَـونَ المَـطَــر.

فَدَخَلَ ذَلِكَ فِي عُقُولِهِمْ لِجَهْلِهِمْ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مِنَ العُلَمَاءِ مَنْ يَـرُدُّ هَـذِهِ الشُّبْهَةَ، وَهَـذَا الشِّـركَ، فَهَذَا أَوَّلُ سِهَامِ المُغْرِضِينَ عَلَى التَّوْحِيدِ فَعَبَدُوهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ - أَي: هَـذِهِ الـصُّـوَر. [ انظر: صحيح الإمام البخاري: 4920، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ].

فَبَعَثَ اللهُ نُـوحًـا - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِيهِمْ، يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَتَركِ عِبَادَةِ هَـذِهِ الأَصْنَامِ، لِيَرُدَّهُمْ إِلَى الأَصْلِ الَّـذِي خُلِقُوا مِنْ أَجْلِهِ، وَهَـذَا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ بِعِبَادِهِ، أَنَّهُ لَا يَترُكُهُمْ بِأَيْدِي عَـدُوِّهِـمْ؛ بَـلْ يُرسِلُ إِلَيْهِمْ مَنْ يُنَبِّهُهُمْ، وَيَنْقُضُ الشُّبُهَاتِ الَّتِي تَـرُوجُ بَيْنَهُمْ.

*هَـذَا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ بِعِبَادِهِ أَنَّهُ يُـرسِلُ الـرُّسُلُ، وَيُنْزِلُ الكُتُبَ، لِبَيَانِ الطَّرِيقِ الصَّحِيحِ المُوَصِّلِ إِلَى اللهِ - جَـلَّ وَعَـلَا - وَالَّـذِي يُبَيِّنُ الشِّركَ وَطُرُقَهَ وَوَسَائِلَهُ، فَلَمْ يَترُكْ عِبَادَهُ هَمَلًا، وَلَمْ يَترُكْهُمْ لِلشَّيْطَانِ.*

وَلِـذَلِـكَ أَرسَـلَ اللهُ نُـوحًـا - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ، وَيَرُدَّهُمْ إِلَى الأَصْلِ الَّـذِي هُـوَ التَّوْحِيدُ الَّـذِي خُلِقُوا مِنْ أَجْلِهِ، فَلَبِثْ فِيهِمْ كَمَا قَالَ اللهُ جَـلَّ وَعَـلَا:﴿أَلۡفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمۡسِينَ عَامࣰا﴾.

*انْـظُـرْ إِلَى الشَّرِّ إِذَا دَخَلَ فِي القُلُوبِ صَعُبَ إِخْرَاجُهُ، وَالشُّبَهُ إِذَا تَغَلْغَلَتْ صَعُبَ مُقَاوَمَتُهَا، أَلۡفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمۡسِينَ عَامًا، وَنَبِيُّ اللهِ وَرَسُولُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يُعَانِي مِنْ هَـذِهِ المُشْكِلَـةِ وَيُعَالِجُهَا، وَيَدْعُو إِلَى اللهِ، كَمَا ذَكَـرَ اللهُ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ.*

وَمِـنْ ذَلِـكَ: مَا ذَكَـرَهُ فِي سُـورَةِ نُـوحٍ، سُـورَةٌ كَـامِلَـةٌ فِي قِـصَّـةِ نُـوحٍ مَـعَ قَـوْمِـهِ،...

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 9 - 10 ]*
*---------------------------------------*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 4 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

وَمِـنْ ذَلِـكَ: مَا ذَكَـرَهُ فِي سُـورَةِ نُـوحٍ كَـامِلَـةً فِي قِصَّةِ نُـوحٍ مَـعَ قَـوْمِـهِ، قَـالَ تَعَالَىٰ:﴿إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦۤ أَنۡ أَنذِرۡ قَوۡمَكَ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمࣱ۝ قَالَ يَـٰقَوۡمِ إِنِّي لَكُمۡ نَذِيرࣱ مُّبِينٌ۝ أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ۝ يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُؤَخِّرۡكُمۡ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمًّىۚ إِنَّ أَجَلَ ٱللهِ إِذَا جَاۤءَ لَا يُؤَخَّرُۚ لَوۡ كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ۝﴾ هَـكَـذَا كَانَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ بِالحُجَجِ وَالبَرَاهِينِ، وَبِالمُلَاطَفَةِ وَاللِّينِ وَالمَوْعِظَةِ؛ لَعَلَّهُمْ يَسْتَجِيبُـونَ.

ثُمَّ إِِنَّهُمْ زَادَ شَرُّهُمْ:﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلࣰا وَنَهَارࣰا۝ فَلَمۡ يَزِدۡهُمۡ دُعَاۤءِيۤ إِلَّا فِرَارࣰا۝ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ جَعَلُوۤا۟ أَصَـٰبِعَهُمۡ فِيۤ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡا۟ ثِيَابَهُمۡ وَأَصَرُّوا۟ وَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ ٱسۡتِكۡبَارࣰا۝﴾ لَا يُحِبُّونَ أَنْ يَسْمَعُوا صَوْتَ رَسُولِ اللهِ ﴿وَٱسۡتَغۡشَوۡا۟ ثِيَابَهُمۡ﴾ تَلَفَّعُوا بِثِيَابِهِمْ لِئَلَّا يَـرَوْا نَبِيَّ اللهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - كَأَنَّهُ عَـدُوٌّ لَهُمْ:﴿وَأَصَرُّوا۟ وَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ ٱسۡتِكۡبَارࣰا۝﴾ اسْتَكْبَرُوا عَنْ دَعْـوَةِ الحَقِّ فَلَمْ يَقْبَلُوهَا.

ثُمَّ إِنِّي دَعَوۡتُهُمۡ جِهَارࣰا۝ ثُمَّ إِنِّيۤ أَعۡلَنتُ لَهُمۡ وَأَسۡرَرۡتُ لَهُمۡ إِسۡرَارࣰا۝ فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارࣰا۝ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارࣰا۝ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَ ٰلࣲ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتࣲ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَـٰرࣰا۝﴾

*انْظُـرْ إِلَى الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ:﴿مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلهِ وَقَارࣰا۝﴾ مَا لَكُمۡ لَا تُعَـظِّمُونَ اللهَ عَـزَّ وَجَـلَّ وَتُوَقِّرُونَهُ؛ لِأَنَّ الشِّركَ تَنَقُّـصٌ للهِ عَـزَّ وَجَـلَّ؛ حَيْثُ سَوَّيْتُمْ بِهِ مَنْ لَا يُسَاوِيهِ، وَعَبَدتُمْ مَعَهُ مِنْ خَلْقِهِ مَنْ هُوَ مِثْلُكُمْ؛ بَلْ أَنْتُمْ أَقْـدَرُ مِنَ الأَمْـوَاتِ، أَنْتُمْ تَمْشُونَ وَتَكْتَسِبُونَ، وَهُمْ أَمْـوَاتٌ فِي القُـبُـورِ.*

﴿مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلهِ وَقَارࣰا۝ وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارًا۝ أَلَمۡ تَرَوۡا۟ كَيۡفَ خَلَقَ ٱللهُ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰتࣲ طِبَاقࣰا۝ وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِيهِنَّ نُورࣰا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجࣰا۝ وَٱللهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتࣰا۝ ثُمَّ يُعِيدُكُمۡ فِيهَا وَيُخۡرِجُكُمۡ إِخۡرَاجࣰا۝ وَٱللهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ بِسَاطࣰا۝﴾.

*ذَكَّـرَهُـمْ بِآيَاتِ اللهِ الكَوْنِيَّةِ، وَنِعَمِهِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، أَمَّا هَـؤُلَاءِ الأَمْـوَات مَـاذَا قَدَّمُوا لَكُمْ، خَلَقُوا السَّمَـٰوَاتِ؟...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 10 - 12 ]*
*---------------------------------------*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 5 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

أَمَّا هَـؤُلَاءِ الأَمْـوَات مَـاذَا قَدَّمُوا لَكُمْ، خَلَقُوا الأَرضَ؟ أَدَرُّوا عَلَيْكُمُ الأَرزَاقَ؟ أَنْـزَلُـوا عَلَيْكُمُ المَطَرَ؟ بِـأَيِّ شَيْءٍ تَتَعَلَّقُونَ بِهِمْ؟ ﴿وَٱللهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتࣰا۝ ثُمَّ يُعِيدُكُمۡ فِيهَا وَيُخۡرِجُكُمۡ إِخۡرَاجࣰا۝ وَٱللهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ بِسَاطࣰا۝﴾.

وَلَمَّا لَمْ يُؤَثِّرْ فِيهِمْ هَـذَا كُلّه:﴿قَالَ نُوحࣱ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُوا۟ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥۤ إِلَّا خَسَارࣰا۝﴾

تَرَكُوا رَسُولَ اللهِ، وَاتَّبَعُوا دُعَـاةَ الشِّركِ، وَسِهَامَ المُغْرِضِينَ:﴿وَٱتَّبَعُوا۟ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥۤ إِلَّا خَسَارࣰا۝ وَمَكَرُوا۟ مَكۡرࣰا كُبَّارࣰا۝ وَقَالُوا۟ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدࣰّا وَلَا سُوَاعࣰا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسۡرࣰا۝﴾ هَـؤُلَاءِ هُـمُ الرِّجَالُ الصَّالِحُونَ الَّـذِينَ مَاتُوا، وَصَوَّرُوا صُوَرَهُمْ، وَهَـذِهِ هِيَ أَسْمَاؤُهُمْ.

*تَوَاصَوْا بِأَنْ يَبْقَوْا عَلَىٰ عِبَادَةِ الأَصْنَامِ، وَأَنْ يَرفُضُوا دَعْـوَةَ التَّوْحِيدِ، وَأَنْ يُطِيعُوا دُعَـاةَ الضَّلَالِ، وَيَرفُضُوا دَعْـوَةَ التَّوْحِيدِ، وَدُعَـاةَ التَّوْحِيدِ، وَتَوَاصَوْا بِهَذَا،* وَهَـذِهِ كَلِمَةٌ يَقُولُهَا الكُفَّارُ وَالمُشْرِكُونَ فِي وَجْـهِ دَعْـوَةِ الأَنْبِيَاءِ عَلَىٰ مَـدَارِ التَّارِيخِ، يَقُولُونَ - كَمَا قَالَ قَوْمُ نُـوحٍ - :﴿أَئِـنَّا لَتَارِكُوۤا۟ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرࣲ مَّجۡنُونِۭ۝﴾
﴿أَجَعَلَ ٱلۡـَٔالِهَةَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰحِدًاۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابࣱ۝﴾ يَعنِي: الشِّركُ لَيْسَ عُجَابًا وَالتَّوْحِيدُ عُجَابࣱ؟! ﴿مَا سَمِعۡنَا بِهَـٰذَا فِي ٱلۡمِلَّةِ ٱلۡـَٔاخِرَةِ﴾ يَعنِي: فِي مِلَّـةِ آبَـائِـنَا ﴿إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا ٱخۡتِلَـٰقٌ۝﴾ أَي : كَـذِبٌ، *فَالَّـذِي يَدْعُو إِلَى الشِّركِ هُوَ الصَّادِقُ، وَالرَّسُولُ الَّـذِي يَدْعُو للتَّوْحِيدِ كَـاذِبٌ؟! هَـكَـذَا العُقُولُ إِذَا مَرَجَتْ تَتَصَوَّرُ الحَقَّ بَاطِلًا، وَالبَاطِلَ حَقًّا، وَالعِيَاذُ بِاللهِ،...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 12 - 13 ]*
*---------------------------------------

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 6 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*فَالَّـذِي يَدْعُو إِلَى الشِّركِ هُوَ الصَّادِقُ، وَالرَّسُولُ الَّـذِي يَدْعُو لِلتَّوْحِيدِ كَـاذِبٌ؟! هَـكَـذَا العُقُولُ إِذَا مَرَجَتْ تَتَصَوَّرُ الحَقَّ بَاطِلًا، وَالبَاطِلَ حَقًّا، وَالعِيَاذُ بِاللهِ، يَجْعَلُونَ الرَّسُولَ كَاذِبًا وَهُوَ أَنْصَحُ الخَلْقِ، وَأَعْلَمُ الخَلْقِ، يَجْعَلُونَهُ كَاذِبًا، وَيَجْعَلُونَ دُعَـاةَ الضَّلَالِ وَدُعَـاةَ الشِّركِ صَادِقِينَ وَنَاصِحِينَ، هَـكَـذَا إِذَا أَعْمَى اللهُ البَصِيرَةَ، فَـإِنَّ هَـذَا مَا يَصْدُرُ عَنْهَا، وَتَوَاصَوْا بِـهَـذَا فِـي مُـخْـتَـلَـفِ الأُمَـمِ:﴿أَجِئۡتَنَا لِنَعۡبُدَ ٱللهَ وَحۡدَهُۥ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَاۤ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ۝﴾ دَعَـاهُـمْ لِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، فَقَالُوا: مُسْتَحِيل أَنْ نَـترُكَ عِبَادَةَ الأَصْنَامِ، وَهَكَـذَا الشَّـرُّ، وَهَكَـذَا الأَفْكَـارُ الخَبِيثَة إِذَا عَشْعَشَتْ فِي الـرُّءُوسِ، وَتَأَصَّلَتْ فِي القُلُوبِ، فَإِنَّهُ يَصْعُبُ اقْتِلَاعُهَا خُصُوصًا مَنْ تَمَرَّسَ فِي الشَّرِّ، وَتَمَكَّنَ مِنْهُ الشَّـرُّ، فَإِنَّهُ صَعْبٌ عِـلَاجُهُ.*

أَمَّا مَنْ كَانَ فِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ حِيَاةٍ أَوْ فِطْرَةٍ، وَأَتَى الأُمُـورَ عَنْ جَهْلٍ، فَإِنَّهُ يُرجَىٰ إِذَا بُيِّنَ لَـهُ الحَقُّ أَنْ يَتَقَبَّلَهُ، لَكِـنْ مَـنْ تَمَادَىٰ فِي الضَّلَالِ فَإِنَّهُ لَا يَتَرَاجَعُ أَبَدًا؛ وَلَكِنْ هَذَا لَا يَعْنِي أَنْ نَترُكَ الـدَّعْـوَةَ؛ بَلْ نَدْعُوهُ إِلَى اللهِ وَإِنْ تَمَادَىٰ، لِأَجْلِ إِقَامَةِ الحُجَّةِ عَلَيْهِ، وَلِأَجْلِ إِبْطَالِ شُبْهَتِهِ، وَلِأَجْلِ أَلَّا يَغْتَرَّ بِـهِ الآخَـرُون.

*فَنَحْنُ لَا نَترُكُ بَيَانَ الحَقِّ، وَإِنْ كَانَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ لَا يَقْبَلُونَهُ؛ بَلْ نُبَيِّنُ الحَقَّ، فَمَنْ قَبِلَهُ؛ فَالحَمْدُ للهِ، وَهَذَا هُوَ المَطْلُوبُ، وَمَنْ لَمْ يَقْبَلَهُ؛ فَإِنَّنَا نُقِيمُ الحُجَّةَ عَلَيْهِ، وَنُبْـرِئُ ذِمَّتَنَا، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوۡمًا ٱللهُ مُهۡلِكُهُمۡ أَوۡ مُعَذِّبُهُمۡ عَذَابࣰا شَدِيدࣰاۖ قَالُوا۟ مَعۡذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ۝﴾.*

فَطَرِيقَةُ المُشْرِكِينَ أَنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَ أَنْ يَتَزَحْزَحُوا عَنْ شِركِهِمْ،...

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 13 - 14 ]*
*--------------------------------------

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 7 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

فَطَرِيقَةُ المُشْرِكِينَ أَنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَ أَنْ يَتَزَحْزَحُوا عَنْ شِركِهِمْ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿أَجِئۡتَنَا لِتَلۡفِتَنَا عَمَّا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَاۤءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلۡكِبۡرِيَاۤءُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا نَحۡنُ لَكُمَا بِمُؤۡمِنِينَ۝﴾.

قَالُوا ذَلِكَ لِمُوسَىٰ وَهَارُونَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ -، قَالُوا: أَنْتَ جِئۡتَ لِتَلۡفِتَنَا عَنْ آلِهَتِنَا، فَأَنْتَ تُرِيدُ الكِبْرِيَاءَ وَالرِّئَاسَةَ عَلَيْنَا:﴿مَا هَـٰذَاۤ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيۡكُمۡ﴾ هَكَـذَا يَتَّهِمُونَ الرُّسُلَ - عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -.

*فَلَا تَسْتَغْرِبُوا إِذَا اتُّهِمَ الدُّعَاةُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا، فَقَدِ اتُّهِمَ الرُّسُلُ - عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - :﴿وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلۡكِبۡرِيَاۤءُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا نَحۡنُ لَكُمَا بِمُؤۡمِنِينَ۝﴾.

بَـلْ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ قَالَ:﴿ذَرُونِيۤ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥۤۖ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ۝﴾ *انْظُرْ جَاءَهُمْ عَنْ طَرِيقِ النَّصِيحَةِ، وَأَنَّ مُوسَىٰ سَيُبَدِّلُ دِينَهُمْ! وَيُظۡهِرُ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ! الشِّركُ يُسَمُّونَهُ (دِينًا) مَعَ أَنَّ الدِّينَ الصَّحِيحَ هُوَ التَّوْحِيدُ؛ لَكِنْ سَمَّوا الشِّركَ دِينًا، وَهُوَ دِينٌ بَاطِلٌ، وَدِينُ الحَقِّ هُوَ التَّوْحِيدُ الَّـذِي خُلِقَ الخَلْقُ مِنْ أَجْلِهِ.*

*وَقَـالَ قَوۡمُ فِـرۡعَـوۡنَ:﴿أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوۡمَهُۥ لِيُفۡسِدُوا۟ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَۚ﴾ فَوَصَفُوهُمْ أَنَّهُمْ يُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ، فَوَصَفُوا الأَنْبِيَاءَ وَالعُلَمَاءَ وَالصَّالِحِينَ، بِأَنَّهُمْ يُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ﴿وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَۚ﴾.*

هَـكَـذَا جُلَسَاءُ السُّـوءِ، وَهَـكَـذَا بِطَانَةُ الشَّـرِّ يُشِيرُونَ عَلَى المَلِكِ، أَوِ الرَّئِيسِ، أَوْ عَلَىٰ وَلِيِّ الأَمْـرِ بِأَنْ يُـعْـرِضَ عَنْ دَعْـوَةِ الحَقِّ، وَأَنْ يُبْعِـدَ دُعَـاةَ الحَقِّ؛...

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 14 - 15 ]*
*---------------------------------------

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 8 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

هَـكَـذَا جُلَسَاءُ السُّـوءِ، وَهَـكَـذَا بِطَانَةُ الشَّرِّ يُشِيرُونَ عَلَى المَلِكِ، أَوِ الرَّئِيسِ، أَوْ عَلَىٰ وَلِيِّ الأَمْـرِ بِأَنْ يُـعْـرِضَ عَنْ دَعْـوَةِ الحَقِّ، وَأَنْ يُبْعِـدَ دُعَـاةَ الحَقِّ؛ لِأَنَّهُمْ كَمَا زَعَمُوا - مُفْسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ، فَيُسَمُّونَهُمْ مُفْسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ؛ لِأَنَّ فِطَرَهُمْ فَاسِدَةٌ، أَوْ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ صَرفَ النَّاسِ عَنْ دَعْـوَةِ المُصْلِحِينَ، فَيَصِفُونَ المُصْلِحِينَ بِالمُفْسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ، فَهَذَا فِي كُـلِّ زَمَـانٍ وَمَـكَـانٍ، وَهَـذِهِ مِنْ سِـهَـامِ المُـغْـرِضِيـنَ ضِـدَّ دَعْــوَةِ الـتَّوْحِـيـدِ فِي كُـلِّ زَمَـانٍ وَمَـكَـانٍ.

المُشْرِكُونَ الَّـذِينَ يَعْبُدُونَ الأَصْنَامَ مَا كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّهَا تَخْلُقُ، أَوْ تَرْزُقُ، أَوْ تُحْيِي، أَوْ تُمِيتُ؛ لِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهَا لَا تَقْدِرُ عَلَىٰ ذَلِكَ، وَأَنَّ هَذَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا اللهُ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللهُۖ﴾ وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللهُۖ﴾ وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللهُۚ﴾ فَهُمْ يَعْتَرِفُونَ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ مِنَ الخَلْقِ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ أَصْنَامَهُمْ لَا تَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، إِذَنْ لِمَاذَا عَبَدتُمُوهُمْ؟ قَالُوا:﴿شُفَعَـٰۤؤُنَا عِندَ ٱللهِۚ﴾ لَمْ نَعْبُدْهُمْ لِأَنَّهُمْ يَخْلُقُونَ وَيَرْزُقُونَ أَوْ يُدَبِّرُونَ؛ لَكِنْ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ، وُسَطَاءُ عِنْدَ اللهِ يَتَوَسَّطُونَ لَنَا عِنْدَ اللهِ، هَـلِ اللهُ أَغْلَقَ بَابَهُ عَنْ دُعَائِهِ وَعَنْ عِبَادِهِ حَتَّىٰ يَحْتَاجُ إِلَىٰ وُسَطَاءَ؟ فَاللهُ فَتَحَ بَابَهُ لِلسَّائِلِينَ، وَيُجِيبُ دَعْـوَةَ الـدَّاعِي إِذَا دَعَـاهُ، وَيُجِيبُ المُضْطَـرَّ، وَيُعْـطِي السَّائِلَ.
وَيَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ:«هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْـفِـرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟» [ البخاري: 1145 ].

فَهَلْ هَـذَا يَحْتَاجُ إِلَىٰ أَنْ تَجْعَـلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَسَائِطَ؟...

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 15 - 16 ]*
*---------------------------------------*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 9 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

فَهَلْ هَـذَا يَحْتَاجُ إِلَىٰ أَنْ تَجْعَـلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَسَائِطَ؟ وَإِنَّمَا تَمُدُّ يَدَيْكَ لَـهُ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ، وَتَطْلُبُ مِنْهُ مَا تَشَاءُ، فَاطْلُبْ مِنْهُ الدُّنْيَا وَالآخِرَة؛ لِأَنَّهُ غَنِيٌّ كَرِيمٌ، فَلَا حَاجَةَ لِأَنْ تَجْعَلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَسَائِطَ.

أَمَّا مُلُوكُ الدُّنْيَا فلا تَتَوَصَّل إِلَيْهِمْ إلَّا بِوَاسِطَةٍ وَشُفَعَاءَ، *أمَّا اللهُ - جَـلَّ وَعَـلَا - فَهُوَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ قَرِيبٌ، يُجِيبُ مَنْ دَعَـاهُ ليلًا ونهارًا، بَـابُـهُ مَفْـتُـوحٌ، يَسْمَـعُ وَيَـرَىٰ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، لَيْسَ هُنَاكَ حَاجَة لِأَنْ تَجْعَلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ شَفِيعًا.*

قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَـٰۤؤُلَاۤءِ شُفَعَـٰۤؤُنَا عِندَ ٱللهِۚ﴾ أي: يَشْفَعُونَ لَنَا عِنْدَ اللهِ:﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِيَاۤءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَاۤ إِلَى ٱللهِ زُلۡفَىٰۤ﴾ إِذَنْ لِمَاذَا أَنْتَ لَا تَتَقَرَّب إِلَى ٱللهِ زُلۡفَىٰۤ!
هَـلِ اللهُ بَـعِـيدٌ عَنْكَ لا يَسْمَعُكَ وَلَا يَرَاكَ؟!
هَـلِ اللهُ لَا يُعْـطِيكَ إِذَا طَلَبْتَ مِنْـهُ؟!
هَـلِ اللهُ أَغْلَقَ بَـابَـهُ عَـنْـكَ؟!.

*هَـذَا مِنْ شُبُهَاتِ الشَّيطَانِ الَّتِي يُلْقِيها فِي قُلُوبِ النَّاسِ، وَإِذَا تَمَكَّنَتِ الشُّبْهَةُ مِنَ القَلْبِ صَعُبَ اقْتِلَاعُهَا.*

وَفِي زَمَانِنَا هَـذَا عُبَّادُ القُبُورِ مِثْلُ مُشْرِكِي الجَاهِلِيَّةِ سَـوَاءً بِسَوَاءٍ،...

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 16 - 17 ]*
*---------------------------------------*
*خِــدْمَــةُ الـسَّـلَاسِــلِ الْـعِـلْـمِـــيَّـــةِ:*
*لِـلِاشْــتِــرَاكِ: +966553178173*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 10 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

وَفِي زَمَانِنَا هَـذَا عُبَّادُ القُبُورِ مِثْلُ مُشْرِكِي الجَاهِلِيَّةِ سَـوَاءً بِسَوَاءٍ، إِلَّا أنَّ مُشْركِي الجاهليَّةِ أحْذَقُ وأَذْكَىٰ مِنْهُمْ؛ لِأَنَّ الرَّسُولَ ﷺ لَمَّا قَالَ لَهُمْ: قُـولُـوا: لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللهُ، قَالُوا:﴿أَجَعَلَ ٱلۡـَٔالِهَةَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰحِدًاۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابࣱ۝ وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُوا۟ وَٱصۡبِرُوا۟ عَلَىٰۤ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيۡءࣱ يُرَادُ۝﴾.

فَهُمْ عَلِمُوا مَعنَىٰ: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ أنَّ مَعْنَاهَا: أَنْ تُتْرَك عِبَادَةُ غَيْرِ اللهِ، وَأَنْ يُفْرِدُوا اللهَ بِالعِبَادَةِ، وهم لا يُريدُونَ ذلك؛ بَـلْ يُرِيدُونَ أنْ يعبُدُوا مَعَهُ غَيْرَهُ مِمَّنْ يَزْعُمُونَ أنَّهُمْ شُفَعَاءُ، وأنَّهُم يُقَرِّبُونَهُمْ إِلَى اللهِ زُلْفَىٰ.

*أَمَّا عُبَّادُ القبورِ اليوم فَفِيهِمْ غَبَاوَةٌ؛ لِأنَّهُمْ يَقُولُونَ: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ ويَعْبُدُونَ غَيْرَهُ، أمَّا المُشرِكونَ فَأَبَوْا أنْ يقولُوهَا لِئَلَّا يَتَنَاقَضُوا بِـأْنْ يَقولُوا: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ وَيَدْعُوا غَيْرَهُ، هَذَا تَنَاقُضٌ، وَهُمْ لا يُرِيدُونَ أنْ يَتَنَاقَضُوا فَصَمَدُوا على الشِّركِ خَشْيَةَ التَّنَاقُضِ.*

*أمَّا البُلَهَاءُ والمُغَفَّلُونَ في هَـذَا الزَّمَانِ، فَيَعْبُدُونَ الأَمْـوَاتِ وَالأَضْرِحَةَ، وَهُمْ يَقُولُونَ: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ، وَيَدْعُونَ اللهَ بِأَْنْـوَاعٍ مِنَ الـذِّكْـرِ بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ، ويقولونَ يَا عَلِيّ، يا حُسين، يا عبد القَادِر، يا نَقْشَبَنْدِيّ، يا فُـلان أَغِثْنِي أَعْطِنِي، وَهُمْ يَقُولُونَ: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ، هَـذَا تَنَاقُضٌ!!*

*كَيْفَ تَقُولُ: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ، وَتَدْعُو غَيْرَ اللهِ؟! تَذْبَحُ لِغَيْرِ اللهِ، تَنْذُرُ لِغَيْرِ اللهِ، هَـذَا تَنَاقُضٌ!!...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 17 - 18 ]*
*---------------------------------------*
*خِــدْمَــةُ الـسَّـلَاسِــلِ الْـعِـلْـمِـــيَّـــةِ:*
*لِـلِاشْــتِــرَاكِ: +966553178173*