جانب من أعمال المائدة المستديرة التي نظمتها الجامعة العربية (عدسة/ طارق شريف)
القاهرة - سباعي إبراهيم
أكدت صفاء حجازي رئيسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب أن النهوض بالإعلام العربي وأدائه في مواجهة التحديات الراهنة لا يزال مرهونا بتوافر الإرادة الحقيقية، داعية في الوقت ذاته إلى التفريق بين الإعلام الرسمي وقيوده وانفلات للإعلام الخاص.
ودعت حجازي في مداخلتها أمس أمام أعمال المائدة المستديرة التي نظمتها الجامعة العربية بعنوان رؤية مستقبلية للإعلام العربي «التحديات والفرص»، وذلك في إطار الاحتفال بيوم الإعلام العربي وبالتزامن مع الدورة الـ47 لمجلس وزراء الإعلام العرب، وبمشاركة إعلاميين ومختصين بالعمل الإعلامي العربي، إلى توافر إرادة حقيقية من كافة الدول العربية لمواجهة التحديات الخطيرة الراهنة وما يعتريها من مخاطر، معتبرة أن الجامعة العربية ما هي إلا انعكاس لإرادة دولها الأعضاء.
ومن جهتها، دعت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة إلى تعزيز الدور الريادي والأساسي الذي تقوم به وسائل الإعلام بأشكالها المتعددة في مواجهة العنف والإرهاب، وخدمة العدالة والسلام وحقوق الإنسان بالتركيز على ما يجمع البشر لا ما يفرقهم وأن يكون الإعلام عامل ألفة وسلام بين الناس.
وأكدت أن وسائل الإعلام هي حقل خصب للتواصل والحوار بين الحضارات المختلفة، وتسهم في استتباب العدل والسلام واحترام حقوق الإنسان، مشددة على المسؤوليات التي تقع على عاتق الإعلام في النهوض بالمجتمع وإنسانه، التي تجعل من العلاقة بين الإعلام والتنمية أكثر تقاربا خاصة في الدول النامية.
ولفتت إلى أن وسائل الإعلام تقوم بدور فعال في صياغة الرأي العام وتشكيله إزاء كل القضايا التنموية المطروحة، ويلاحظ أن الإعلام في هذه الدول يتبنى نظريات ووجهات النظر الغربية في كيفية استغلال وسائل الإعلام في تحقيق التنمية المستدامة.
وحذرت أبو غزالة من خطورة تشويه صورة العرب والمسلمين وإلصاق تهمة الإرهاب بهم، موضحة أن ما ساهم في زيادة الصورة السلبية عن العالم العربي هو ما تبثه وسائل الإعلام من مشاهد مرعبة للإرهاب في المنطقة العربية التي تقوم به عصابة «داعش» وغيرها من المنظمات الإرهابية والتي تعتمد على الإعلام بشكل كبير للتسويق لها، فالإرهاب لا يعيش بدون إعلام، فهو يهدف بالدرجة الأولى إلى خلق جو عام من الخوف والرعب والتهديد باستخدام العنف ضد الأفراد والممتلكات، حيث تلعب وسائل الإعلام في العالم الآن دورا مهما في تشكيل المواقف والآراء، والصور الحالية التي تؤثر على إدراك الشارع، بحيث يصبح هذا التصور كأنه الواقع مما يسبب مشكلة كبيرة في التفاهم والصراع الحضاري.
السفيرة أبو غزالة: تعزيز التعاون الإعلامي ضروري لمواجهة الإرهاب وحملات التشويه
وقالت إن الجامعة العربية تسعى بشكل حثيث إلى تنسيق الجهود لتطوير أداء الإعلام العربي، سواء على المستوى العربي من خلال مجلس وزراء الإعلام العرب الذي تبنى ميثاق الشرف الإعلامي، والإستراتيجية الإعلامية العربية، والإستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب ووضع الخطة المرحلية لتنفيذها، أو على المستوى الدولي من خلال المنتديات الإعلامية التي ينظمها في الخارج بالتنسيق مع مجالس السفراء العرب في العواصم الغربية.
وتابعت «لكي ينجح الإعلام العربي في لعب دور إيجابي في نشر ودعم ثقافة السلام، لابد من العمل على ترسيخ أخلاقيات وأدبيات المهنة الإعلامية بما يتطابق مع المبادئ المتعارف عليها دوليا وتفعيل مواثيق الشرف الإعلامية العربية، والعمل على تطوير الخطاب الإعلامي بحيث يصبح أكثر احتضانا لقيم التسامح ومكافحة التطرف وتقبل الآخر».
ومن ناحيته، انتقد د.سامي عبدالعزيز العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة الأداء الراهن لمنظومة الإعلام العربي، لافتا إلى أنه على الرغم من الثورات التي شهدتها المنطقة العربية والمتغيرات الجوهرية إلا أن الإعلام لم يواكب تلك المتغيرات ولم يشهد تطورا ملحوظا على الرغم من تشابه التحديات التي تواجه كافة دول المنطقة العربية وفي صدارتها آفة الإرهاب.
وتتناول المائدة محورين، الأول حول التحديات والإشكالات التي تواجه الإعلام العربي، والثاني يتعلق بالفرص المتاحة لتطوير المنظومة الإعلامية، ومن المتوقع أن يخرج المشاركون بتوصيات تساهم في تطوير المنظومة الإعلامية، يتم رفعها إلى الدورة العادية الـ 47 لمجلس وزراء الإعلام اليوم الأربعاء.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك