عدد الضغطات : 9,160عدد الضغطات : 6,665عدد الضغطات : 6,383عدد الضغطات : 5,596
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :عميد القوم)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :السموه)       :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :محمد الجابر)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 24-02-2019   #1


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
 اوسمتي
المسابقه الرمضانيه المشرفة المميزة ملكة التميز عضوة متميزة النشاط 
لوني المفضل : Cadetblue
فقه الاذكار .. منصة زادى



.., منصة, الاذكار, زايد, فقه

.., منصة, الاذكار, زايد, فقه








الاذكار منصة زادى   الاذكار منصة زادى الاذكار منصة


الدرس الأول من الوحدة الأولى: معنى الذكر وحكمه.

• الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
• أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.
• هذا هو: الدرس الأول من الوحدة الأولى: (معنى الذكر وحكمه).
عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من ثلاثة عناصر:
• الأول: معنى الذكر.
• الثاني: حكم ذكر اللّه تعالى.
• الثالث: العلاقة بين الذكر والدعاء.
• العنصر الأول: معنى الذكر:
الذِّكْرُ يأتي في اللغة لمعانٍ‏: ‏
الأوّل‏: الشّيء يجري على اللّسان، أي ما ينطق به، يقال‏: ذكرت الشّيء أذكره ذكراً وذكرًا إذا نطقت باسمه أو تحدّثت عنه، ومنه قوله تعالى‏: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} [مريم: 2]‏
والثّاني‏: استحضار الشّيء في القلب، ضدّ النّسيان‏.‏ قال تعالى حكايةً عن فتى موسى‏: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} [الكهف: 63].‏
ومن الذّكر بالقلب واللّسان معاً قوله تعالى‏: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}[البقرة: 200] ‏
أمّا في الاصطلاح: فيستعمل الذّكر بمعنى ذكر العبد لربّه عزّ وجلّ، سواء بالإخبار المجرّد عن ذاته، أو صفاته، أو أفعاله، أو أحكامه، أو بتلاوة كتابه، أو بمسألته ودعائه، أو بإنشاء الثّناء عليه بتقديسه، وتمجيده، وتوحيده، وحمده، وشكره وتعظيمه‏.‏
ويستعمل الذّكر اصطلاحا بمعنىً أخصّ كقوله تعالى‏: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45]
وأطلق الذّكر في القرآن على عدّة أمورٍ:
فأطلق على القرآن العظيم نفسه في مثل قوله تعالى‏: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ} [الأنبياء: 50] وقال‏: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 58].‏
وأطلق على التّوراة في قوله تعالى‏: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[الأنبياء: 105] ‏
وأطلق على كتب الأنبياء المتقدّمين‏.‏ قال الرّاغب‏: قوله تعالى‏: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} [النحل: 43] أي الكتب المتقدّمة‏.‏
وأطلق الذّكر على النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى‏: {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا} [الطلاق: 10، 11].‏ فقد قيل‏: إنّ الذّكر هنا وصف للرّسول صلى الله عليه وسلم.
وأطلق الذّكر الشّرف، وقد فسّر بهما قوله تعالى‏: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} [الأنبياء: 10] وقوله‏: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44] ‏‏.‏
وأطلق الذّكر بمعنى الاتّعاظ وما يحصل به الوعظ، وقد فسّر بذلك قوله تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17].
• العنصر الثاني: حكم ذكر الله تعالى:
الذكر قد يكون في بعض أحوال مستحباً، وقد يكون واجباً، وقد يكون محرما.
أولاً: يكون مستحبا: وهو الأصل فيه فهو محبوب مطلوب من كلّ أحدٍ مرغّب فيه في جميع الأحوال، إلاّ في حالٍ ورد الشّرع باستثنائها، كحال الجلوس على قضاء الحاجة، وحال سماع الخطبة.
ودليل استحبابه أنّ اللّه أمر به في آياتٍ كثيرةٍ، ونهى عن ضدّه من الغفلة والنّسيان، وعلّق الفلاح باستدامته وكثرته، وأثنى على أهله وجعلهم أهل الانتفاع بآياته، وأنّهم أولو الألباب، وأخبر عن خسران من لها وانشغل عن الذّكر بغيره، وجعل ذكره تعالى لأهله جزاء ذكرهم له، ويزداد استحباب الذّكر في مواضع.‏
ثانياً: يكون واجباً، في أحوال مثل:
 بعض أذكار الصّلاة كتكبيرة الإحرام وقراءة القرآن‏.‏
 ومن الذّكر الواجب الأذان والإقامة على القول بأنّهما يجبان على الكفاية.
 وردّ السّلام.
 والتّسمية على الذّبيحة‏.‏
ثالثاً: يكون حراما، في أحوال مثل:
 وذلك كأن يتضمّن شركًا كتلبية أهل الجاهليّة.
 أو يتضمّن نقصاً، مثل ما كانوا يقولونه في أوّل الإسلام‏: السّلام على اللّه من عباده، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم‏: ((لاَ تَقُولُوا السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ‏.‏‏.‏‏.‏))[رواه البخاري، ومسلم].
 وقد يحرم الذّكر في أحوالٍ خاصّةٍ كالذّكر في حال خطبة الجمعة‏.‏ [الموسوعة الفقهية الكويتية]
• العنصر الثالث: العلاقة بين الذكر والدعاء:
الذكر والدعاء يجتمعان في أنهما فيهما إظهار الفقر والذِّلة والانكسار والانطراح بين يدي الله -عز وجل-، فيه إظهار للفقر لله -عز وجل- سواء الذكر أو الدعاء، لكن بينهما عموم وخصوص.
فالذكر أعم من الدعاء أعم من الدعاء، والدعاء لا يخفى علينا نوعين:
- إما دعاء مسألة.
- أو دعاء عبادة.
إذا كان دعاء عبادة فهو يتوافق مع الذكر فهو نوع من الذكر، أما دعاء المسألة فهو أخص من الذكر، والذكر أعم من دعاء المسألة، فهذا ما يجمع بين الذكر والدعاء، لكن يجمعهما أن في الذكر وفي الدعاء إظهار الفقر والحاجة إلى الله -عز وجل-، لكن عندما يطلق الذكر يطلق الذكر والمقصود به ذكر الله -عز وجل- الثناء على الله والتحميد والتكبير والتسبيح وغير ذلك من الأمور وقضاء.
والدعاء المقصود به هو الطلب، الطلب من الله -عز وجل-، دعاء المسألة الذي نطلب الله -عز وجل- وندعو الله -عز وجل- بأسمائه وصفاته ونطلب ما يحتاج إليه من أمور ديننا ودنيانا.
هذا ما يتعلق بالفرق بين الذكر والدعاء في هذا الدرس، الذي يكون فيه هذه المعاني العظيمة الجليلة في باب الذِّكر، وبهذا نختم هذا الدرس.
وبهذا نختم هذا الدرس، ونلقاكم في درس قادم إن شاء الله













ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك


الموضوع الأصلي: فقه الاذكار .. منصة زادى || الكاتب: هدوء الليل || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





tri hgh`;hv >> lkwm .h]n lkwm hgh`;hv .hd]




tri hgh`;hv >> lkwm .h]n lkwm hgh`;hv .hd] tri hgh`;hv >> lkwm .h]n lkwm hgh`;hv .hd]



 

قديم 24-02-2019   #2


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: فقه الاذكار .. منصة زادى















الدرس الثاني من الوحدة الأولى: فضل الذكر وفوائده.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.
هذا هو: الدرس الثاني من الوحدة الأولى: (فضل الذكر وفوائده).
عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:
• الأول: فضل الذكر.
• الثاني: فوائد الذكر.
• العنصر الأول: فضل الذكر:
لا يخفى على مسلم أهمية الذكر، والذكر هو الغنيمة الباردة، الذكر عظيم جدًّا؛ ولهذا أمر الله -عز وجل- في كتابه الكريم أمر ليس فقط الذكر وإنما الاستزادة من الذكر.
يقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 41]، ويقول تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191]، ويقول تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35].
والسُّنّةُ مليئةٌ بالأحاديث الدّالة على فضل الذِّكر، ورفيع قدره، وعلوِّ مكانته، وكثرةِ عوائده وفوائده على الذّاكرين الله كثيرًا والذّاكرات.
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى)). [أخرج الترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني]
كذلك (جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يا رسول الله إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنَا، فَبَابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جَامِعٌ؟ قَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»). هذا الحديث وهذه الآيات تدل وغيرها كثير على عظمة الذِّكر، الذي هو من أيسر العبادات وهو الغنيمة الباردة لمن وفق من يكلف جهدًا ولا مالًا ولا عملًا، وإنما يحتاج فقط الإنسان أن يحرك اللسان في أوقات الفراغ، ليغنم هذه الغنائم العظيمة التي تنفع وترفعه عند ربه ومولاه. هذا ما يتعلق بالعنصر الأول وهو في فضل الذكر.
• العنصر الثاني: فوائد الذكر:
ومن أحسن من تكلَّم في هذا الموضوع وجمع أطرَافَه، ولمَّ شَتاتَه الإمامُ العلاّمةُ ابن القيِّم رحمه الله في كتابه العظيم (الوابل الصيِّب من الكَلِمِ الطيِّب)، قال رحمه الله: وفي الذِّكر أكثرُ من مائة فائدة...، فمن ذلك:
[1] أنّه يطردُ الشيطان ويقمعُه ويكسِرُه. قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36] فكثرة الذِّكر تطرد الشيطان، كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس). أي أن الشيطان يعمل ويوسوس ويغوي الإنسان إذا غفل عن ذكر الله.
[2] أنّه يجلُبُ السرورَ والرَّاحةَ، والطُّمأنينةَ. قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]. فهو راحة وسعادة وطمأنينة وأُنس بالله إذا كان الإنسان من الذاكرين الله كثيرًا.
[3] أنّه يورثُه ذكرَ الله له، كما قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]. وفي الحديث القدسي ((من ذكرَني في نفسِه ذكرتُه في نفسي، ومن ذكرني في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٍ منهم)). [أخرجه البخاري ومسلم]
[4] أنّه يحطُّ الخطايا ويُذهبُها، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عمل آدميٌّ عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله تعالى)). [أخرجه أحمد في مسنده وصححه الألباني]
[5] أنّه غِراسُ الجنَّة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ))، [قال الترمذي: حديث حسنٌ غريبٌ من حديث ابن مسعود، وحسنه الألباني].
وعن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: ((مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، نَبَتَ لَهُ غَرْسٌ فِي الْجَنَّةِ)) [رواه الإمامُ أحمد قال شعيب الأرناؤوط: حسن لغيره]
[6] أنّ كثرةَ ذكره عز وجل أمانٌ من النِّفاق، فإنّ المنافقين قليلو الذِّكر لله عز وجل، قال الله تعالى في المنافقين: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142] قال كعب رضي الله عنه: "من أكثر ذكرَ الله عز وجل برئ من النِّفاق".
وبهذا ننتهي من هذا الدرس ونلقاكم في الدروس القادمة














 

قديم 24-02-2019   #3


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: فقه الاذكار .. منصة زادى














الدرس الثالث من الوحدة الأولى: أنواع الذكر وأقسامه.

· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الثالث من الوحدة الأولى: (أنواع الذكر وأقسامه).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:

· الأول: أنواع الذكر.

· الثاني: أقسام الذكر.

· العنصر الأول: أنواع الذكر:

ينقسم الذكر إلى نوعين:

النوع الأول: إما أن يكون ذكر الله -عز وجل- بأسمائه وصفاته، بأن نثني على الله -عز وجل- بهذه الأسماء وهذه الصفات، وأن نجعلها على ألسنتنا دائمًا.

أو بالذكر الذي جاء على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- وجاءت به السنة كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، الذي جاء في كلام نبينا وحبيبنا محمد -صلوات ربي وسلامه عليه-.

النوع الثاني من الذكر: هو ما يتعلق بأمر الله -عز وجل- ونهيه. وهو إما أن يكون بذكر هذه الأوامر والنواهي، أو بالتقيُّد لهذه الأوامر والنواهي بفعل الأوامر واجتناب النواهي، هذا يكون داخلًا في باب الذكر.

وهو أيضًا الإنسان يكون محقِّقًا للذكر إذا امتثل للأمر واجتنب النهي، فإنه يكون -بإذن الله- ممَّن يذكر الله -عز وجل- في هذه الأوامر وفي هذه النواهي.

هناك أمر لا بد من معرفته وهو أن الذكر يكون بالقلب، ويكون باللسان، ويكون أيضًا بالقلب واللسان، وأعلاها ما كان باللسان مع القلب، يعني بأن يتواطأ القلب مع اللسان، الإنسان يذكر الله -عز وجل- والقلب يستحضر هذه المعاني؛ أدنى منه أن يذكر الإنسان الله -عز وجل- بلسانه لكن لا يكون القلب حاضرًا، هذه الدرجة أقل من الدرجة الأولى، أن يتواطأ القلب مع اللسان بذكر الله -عز وجل- هذه هي الدرجة الأعلى والأعظم.

· العنصر الثاني: أقسام الذكر:

النوع الأول: الذكر المطلق هو الذي لا يتقيد بعددٍ ولا يتقيد بزمن، وإنما هو مُطلَق، يقول الإنسان مثلًا أستغفر الله أستغفر الله، لا يتقيد بعدد ولا يتقيد بزمن، وإنما يقوله الإنسان متى شاء.

النوع الثاني: الذكر المقيد، المقيد إما بعدد أو بزمن.

إما بعددٍ مثلًا مَن قال (لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة)، هنا عدد حدده النبي -صلى الله عليه وسلم- ترتب عليه الفضل الذي سيأتي معنا -إن شاء الله- فيما بعد.

فهذا عدد أيضًا التسبيح بعد الصلاة ثلاثًا وثلاثين والتحميد ثلاثًا وثلاثين والتكبير ثلاثًا وثلاثين، وأن يقول تمام المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) هذا عدد.

أيضًا التحديد بالزمن إما في أذكار الصباح والمساء أو في أدبار الصلوات أو بعد الأذان أو بعد الوضوء هذا محدد بزمن.

فهذا الفرق بين الذكر المطلق والذكر المقيد، والإنسان يكون مُتَّبِعًا في الذكر المطلق وفي الذكر المقيد، بمعنى ألا يبتدع أعدادًا من عنده لم تَرِد بالسنة، بأن يجعل هناك أعدادًا معينة ويرى أن فيها فضل أو فيها مزية عن غيرها؛ هنا يدخل الإنسان في البدعة، أو يحدد زمنًا لم يحدده النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويرى أن في هذا الوقت مزية عن غيره دون نص معصومٍ من النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فالإنسان لا ينبغي له أن يتجرأ على مثل هذه الأمور، وإنما يكون مُتَّبِعًا. لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة فما قيده النبي -صلى الله عليه وسلم- نعمله مقيدًا، وما أطلقه النبي -صلى الله عليه وسلم- نعمله ونذكره ونقوله مطلقًا. هذا هو الاتباع الحقيقي في هذه الأذكار.

وباب الأذكار واسع سواء المطلقة أو المقيدة، بابها واسع وعظيم جدًّا، والإنسان لا يستطيع أن يحصي هذه الأذكار من كثرتها، لكن يجتهد ويضرب في كل ذكر بسهم لعل الله -عز وجل- أن يتقبل منه وأن يبارك له في عمله؛ في اتباعه أولًا لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي تقيده بهذه النصوص العظيمة التي جاءت على لسان نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد -صلوات ربي وسلامه عليه-.

وبهذا ننتهي من هذا الدرس ونلقاكم في الدروس القادمة















 

قديم 24-02-2019   #4


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: فقه الاذكار .. منصة زادى
















الدرس الرابع من الوحدة الأولى: آداب الذكر.

· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الرابع من الوحدة الأولى: (آداب الذكر).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من آداب الذكر:

هذا الدرس يتعلَّق ببعض الآداب التي هي يَحسُن بالإنسان وينبغي على المسلم الذي يذكر الله -عز وجل- أن يتقيد ببعض هذه الآداب أو بما جاء في ذِكر هذه الآداب التي جاءت إما في كتاب الله أو في على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ ليكون بإذن الله متأدبًا في ذكره لله -عز في علاه-.

[1] من آداب الذكر: أن يكون الذاكر مخلصاً لله، لا يذكره لا رياءًا ولا سمعة ولا حبًّا في الظهور أو الشهرة أو ثناء الناس ومديحهم، وإنما يذكر الله -عَزَّ وجل- ابتغاء الأجر من الله.

أما أن يكون ذاكرًا لله أمام الناس وبعيدًا عن الناس يكون من الغافلين لا شك أن هذا ليس من الأدب مع الله -عز وجل-، فالإنسان يتأدب مع الله -عز وجل- ويُعظِّمه في كل أحواله في وجود الناس وفي غيابهم، بل الإنسان يحرص حتى يتمحض الإخلاص عنده أن يكون ذكره لله -عز وجل- في الخفاء أكثر من العلن؛ ليتحقق الاخلاص في قلبه بإذن الله.

[2] ومن آدابه: أن يذكر الله تضرعاً وخفية، أيضًا من الآداب التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها ما جاء في قول الله -عز وجل- في آية عظيمة {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}.

هنا ذكر الله -عز وجل- عدة آداب: فقوله: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ}: يعني اجعل أكثر الذِّكر أن يكون بينك وبين نفسك، بعيدًا عن الناس، يحرص الإنسان على الذكر أن يذكر الله كثيرًا لوحده وهذا يتمحض فيه الإخلاص.

فقوله: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا}: أي استكانة وخوفًا وانطراحًا بين يدي الله وحبًّا في الأجر ورغبة فيما عند الله -عز وجل-. {تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}: أيضًا يعني تَذْكُر الله -عز وجل- خوفًا من عقاب الله -عز وجل- ورغبةً فيما عند الله من الأجر والثواب.

فقوله: {تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ}: وهنا يأتي أدب عظيم أيضًا أن الإنسان لا يرفع صوته كثيرًا إلا في المواضع التي جاء فيها الذكر كما سيأتي معنا مثلًا في الحج، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أَفْضَلُ الْحَجِّ الْعَجُّ وَالثَّجُّ)). والعج هو رفع الصوت بالتلبية، أما الأصل فإن الإنسان يكون متوسطًا لا يرفع صوته بحيث أنه يزعج الآخرين ولا يخفي صوته بحيث أنه لا يحرك هذا اللسان، وإنما كما قال الله -عَزَّ وجل-: {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}.

فقوله: {وَدُونَ الْجَهْرِ}: يعني يحرص الإنسان حتى يبتعد عن الرياء ويبتعد عن السمعة ويبتعد عن الشهرة، ألا يكون مثلًا في المجالس يعني يرفع صوته بالتسبيح والتهليل والتحميد ليُذكر ويقال فلان من الذاكرين الله كثيرًا، وإنما يحرص الإنسان على أن يخفي عمله بقدر المستطاع.

ولهذا لما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله قال -عليه الصلاة والسلام-: (ورجل ذكر الله خاليًا). [أخرجه البخاري ومسلم] هذا أعظم وأكبر وأجل، (ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)، فكان هذا الأمر اليسير كان سببًا في أن يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

فقوله: {بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}: يعني في أناء الليل وأطراف النهار يحرص الإنسان على أن يكون من الذاكرين الله كثيرًا، ودائمًا في الصباح، في المساء، في كل وقت ممن يذكر الله -عز وجل-.

وقوله: {وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}: لا تكن من أهل الغفلة الذين لا يذكرون الله إلا قليلًا، وهذه صفة من صفات المنافقين -كما مَرَّ معنا سابقًا-. فالإنسان يذكر الله ولا يكن من أهل الغفلة الذين لا يذكرون الله إلا قليلًا.

[3] ومن آدابه: أن يسأل الله دائمًا أن يعينه على الذكر، ((اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)) كما جاء في حديث معاذ -رضي الله عنه- عندما قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يَا مُعَاذُ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ". فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ وَأَنَا أُحِبُّكَ. قَالَ: " أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)) [أخرجه الإمام أحمد وإسناده صحيح] فنحن نطلب العون من الله أن يعيننا على مداومة الذكر، ومداومة أن يكون هذا اللسان رطبًا بذكره -عَزَّ في علاه-.

وبهذا ننتهي من هذا الدرس ونلقاكم في الدروس القادمة














 

قديم 24-02-2019   #5


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: فقه الاذكار .. منصة زادى














الدرس الخامس من الوحدة الأولى: أحوال السلف في ذكر الله.

· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الخامس من الوحدة الأولى: (أحوال السلف في ذكر الله).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من نماذج لأحوال السلف في ذكر الله:

هذه العبادة العظيمة الجليلة التي كان السلف الصالح بدءًا من الصحابة إلى يومنا هذا يمتثلون ويتبعون ويقتدون بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يذكر الله -عز وجل- على كل أحواله، كما تقول عائشة -رضي الله عنها وأرضاها-، وكانوا يمتثلون قول الله -عز وجل-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. يقول ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره عن هذه الآية يقول: "هذه الآية أصلٌ عظيمٌ في التأسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأعماله وأحواله، هي أصل عظيم في التأسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأعماله وأحواله".

[1]: أن الله يباهي بالذاكرين الملائكة، ولهذا كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يقتدون بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يرونه يُكثِر من ذكر الله؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ، قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: «آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟» قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي، أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ)) [رواه مسلمٌ في صحيحه]

يباهي بهؤلاء الصحابة الذين هم جلوس يذكرون الله يباهي بهم الملائكة، فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعرف ماذا يعملون ليصلوا إلى هذه المنزلة والمرتبة العالية أن يباهي الله -عز وجل- بهم هؤلاء العباد يباهي بهم ملائكته، فكانوا في ذكرٍ لله -عز وجل- اقتداءًا واهتداءًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.

ولو نظرنا في حال الصحابة والله لرأينا الأمر العجاب في اقتدائهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وفي أحوالهم مع هذا الذِّكر، ما إن يسمعوا ذكرًا إلا ويمسكون به ويتقيدون به ويواظبون عليه ويعملون به.

[2]: أن ذكر الله فيه إعانة على الأمور الشاقة، قصة عظيمة وجليلة ورفيعة جدًّا في هذا المعنى قصة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا اشْتَكَتْ مِمَّا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى فِي يَدِهَا , فَأُتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ , فَانْطَلَقَتْ , فَلَمْ تَجِدْهُ , فَلَقِيَتْ عَائِشَةَ , فَأَخْبَرَتْهَا , فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ , فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا , فَذَهَبْنَا نَقُومُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى مَكَانِكُمَا» , فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى صَدْرِي , فَقَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمُونِي إِذَا أَخَذْتُمَا مَضْجَعَكُمَا أَنْ تُكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ , وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ , وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ , فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ»، فقال له أحد جلسائه قال: ولا ليلة صِفِّين؟ يعني في المعركة وفي الحرب وفي القتال؟! يعني حتى في تلك الليلة العصيبة ذكرته؟! يعني تقول أنت ما تركته نهائيًّا، قال: ولا ليلة صفين، ولا ليلة صفين.

وهذا يدل على المواظبة والاستمرار والاقتداء والاتساء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر العظيم، لأنهم يعرفون معاني هذه الأذكار ويعرفون قيمتها ويعرفون منزلة الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.

[3]: أن ذكر الله فيه رفع للدرجات، كذلك ابن عُمر -رضي الله عنه- لما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول عن الذكر الذي جاء على لسانه سمعه النبي -صلى الله عليه وسلم- من أحد الصحابة، وهو (الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بُكرة وأصيلًا)، فقال لها: أقسم النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رآها تصعد إلى السماء. يقول عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- يقول: والذي نفسي بيدي ما تركتها منذ سمعتها من النبي -صلى الله عليه وسلم-.

[4]: الاستمرار والمحافظة على الأذكار، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ» قَالَتْ أَمُّ حَبِيبَةَ: «فَمَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ» وقَالَ عَمْرٌو: «مَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ»، وقَالَ النُّعْمَانُ مِثْلَ ذَلِكَ.. هذا هو حالهم مع الذكر، فهم الذكر والعمل به والاستمرار والمداومة، وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، هذا هو الحال الذي ينبغي علينا أن نستمر عليه.

حتى روى ابن القيم عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية في قراءة آية الكرسي في دُبر كل صلاة مَن قرأها لم يكن بينه وبين الجنة إلا أن يموت، نقل عن شيخه أنه لم يتركها منذ أن سمعها أو منذ أن حفظ الحديث، ورأى هذا الحديث لم يتركها.

وهذا ينبغي أن يكون هو حالنا مع هذه الأذكار العظيمة، أننا عندما نعلم ونتعلم ذكرًا من الأذكار أن نطبِّق وأن نعمل؛ ليكون سببًا -بإذن الله- في رفعة درجاتنا عند ربنا ومولانا.

وبهذا ننتهي من هذا الدرس ونلقاكم في الدروس القادمة













 

قديم 24-02-2019   #6


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: فقه الاذكار .. منصة زادى













الدرس السادس من الوحدة الأولى: أفضل الأذكار.

· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس السادس من الوحدة الأولى: (أفضل الأذكار).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:

· الأول: أفضل الذكر على الإطلاق.

· الثاني: فضل مجالس الذكر.

· العنصر الأول: أفضل الذكر على الإطلاق:

لا شك أن أفضل الذكر وأعلاه وأجلَّهُ وأعظمه هو القرآن، هو كلام الله، هذا هو أفضل الذكر، أفضل الذكر الذي يقوله الإنسان وتتفوه به هاتان الشفتان هو كلام الله الذي {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}. ولو تخيل الإنسان وهو يقرأ القرآن وهو يتلفظ بكلام الله -عز وجل- أنه يناجي الله، يناجي العظيم -عَزَّ في علاه-، عندما يستشعر الإنسان هذا الأمر يستشعر العظمة في تلاوته لكلام الله -عَزَّ في علاه-.

لكن لا بد بيان أن هذه الأفضلية تكون يعني بحسب الوقت، يعني هناك أوقات قد يكون فيها المفضول خيرٌ من الفاضل، بمعنى أن هناك أوقات تفوت فيها بعض العبادات، يعني مثلًا أثناء ترديد مع المؤذن لو قال الإنسان أقرأ القرآن ولا أردد مع المؤذن، نقول أفضل تردد مع المؤذن؛ لأنها عبادة مؤقتة وتنتهي ثم بعد ذلك ترجع إلى تلاوة القرآن، فهنا يعني يعرف الإنسان التفاضل بين العبادات، عبادة مؤقتة وعبادة غير مؤقتة، هنا يستشعر الإنسان أو يعرف الإنسان مثل هذا الأمر حتى يكون عنده ذكاء في اكتساب واقتناص الحسنات واغتنام مثل هذه الأوقات المباركة في ذكر الله -عز وجل-.

لكن في عموم الأمر على الإطلاق كلام الله -عز وجل- هو أفضل الذِّكر، وأيضًا ما جاء على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أفضل الذكر لا إله...، وخير ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء من قبله ((لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))، فالإنسان يجمع بين الأمرين، إذا كان الأمر يعني ليس مقيدًا بذكرٍ معين في وقته فإن أفضل الذِّكر هو كلام الله، قراءة القرآن أو التهليل الذي جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ((خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)).

أما إذا كان مقيدًا بوقت في أدبار الصلوات، أذكار الصباح والمساء، فلا شك أن يتقدم المفضول على الفاضل في هذه الحالة.

· العنصر الثاني: فضل مجالس الذكر:

أن مجالس الذكر لها منزلة عظيمة وعالية، وهي من المجالس التي يحبها الله -عَزَّ وجل-، يحبها الله -عَزَّ وجل-، وهي مجالس تحفها الملائكة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)).

هذه المجالس تكون فيها هذه الفضائل الأربع:

[1]: أنهم تحفهم الملائكة الكرام البرر. فقوله -صلى الله عليه وسلم- (حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ) بمعنى أن هذه حاضرة، أن هذه المجالس تحضرها الملائكة.

[2]: تحفهم من كل مكان الرحمة تغشيهم وكأنها تغطيهم.

[3]: أنهم تنزل عليهم السكينة، والسكينة هي الطمأنينة والراحة والسعادة التي تكون في القلوب، كما قال الله -عز وجل-: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}. فنزول السكينة له أثر كبير في القلب.

[4]: (ويذكرهم الله -عز وجل- فيمَن عنده)، لا شك أن هذا أيضًا من الأشياء العظيمة التي تكون في مجالس الذكر، وأيضًا الله -عز وجل- يباهي بالذاكرين الملائكة، قد مَرَّ معنا حديث معاوية -رضي الله عنه- لما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصحابة واستحلفهم بالله ما الذي أجلسهم هذا المجلس؟ فقالوا: والله يا رسول الله والله ما جلسنا إلا أن نذكر الله. فقال: أما أني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكن أتاني جبريل فقال: إن الله يباهي بكم الملائكة.

فلو تخيل الإنسان عندما يجلس هذه المجالس العظيمة ويذكر الله -عَزَّ وجل- أن الله يباهي بهؤلاء الذاكرين يباهي بهم ملائكته فوق سبع سماوات، لا شك أن هذا يجعل الإنسان يحرص على مثل هذه المجالس العظيمة التي يُذكر فيها الله -عز في علاه-،

ويحرص من مجالس الذكر في المقابل مجالس الغفلة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن مَن جلس مجلسًا لم يذكر الله -عز وجل- فيه كان عليه ترة وحسرة وندامة يوم القيامة؛ لأنه لم يتندم على هذا المجلس الذي جلسه ولم يذكر الله -عز وجل- فيه، فيحرص الإنسان على أن يذكر الله في نفسه أو يعني يتمتم في كل مجلس ألا يفوت ذكر الله -عز وجل- حتى لا يتحسر ولا يتندم على مثل هذه المجالس، ولا أن يقول دعاء كفارة المجلس في آخر المجلس يقول كفارة المجلس، فإن -بإذن الله- تكون سببًا في أن لا يكون هذا المجلس حسرة وندامة عليه يوم القيامة..

وبهذا ننتهي من هذا الدرس ونلقاكم في الدروس القادمة
















 

قديم 24-02-2019   #7


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: فقه الاذكار .. منصة زادى













الدرس الأول من الوحدة الثانية: صيغة الذكر.

· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الأول من الوحدة الثانية: (صيغة الذكر).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:

· الأول: التقيد بألفاظ الذكر الوارد.

· الثاني: بعض الصيغ الواردة فى ذكر الله تعالى.

· العنصر الأول: التقيد بألفاظ الذكر الوارد:

فالأذكار بابها أضيق من الدعاء؛ ولذلك جاء في الصحيحين ((عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- : "إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، فَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ". قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ، قَالَ: «لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ»)).

فلما قال البراء: (ورسولك) رده النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ونبيك). وهذا الرد ليس عبثًا وإنما لحكمة، قال الحافظ في "الفتح" (11/112): (وَأَوْلَى مَا قِيلَ فِي الْحِكْمَةِ فِي رَدِّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى مَنْ قَالَ الرَّسُولَ بَدَلَ النَّبِيِّ أَنَّ أَلْفَاظَ الْأَذْكَارِ تَوْقِيفِيَّةٌ وَلَهَا خَصَائِصُ وَأَسْرَارٌ لَا يَدْخُلُهَا الْقِيَاسُ، فَتَجِبُ الْمُحَافَظَةُ عَلَى اللَّفْظِ الَّذِي وَرَدَتْ بِهِ، وَهَذَا اخْتِيَارُ الْمَازَرِيِّ، قَالَ: فَيُقْتَصَرُ فِيهِ عَلَى اللَّفْظِ الْوَارِدِ بِحُرُوفِهِ، وَقَدْ يَتَعَلَّقُ الْجَزَاءُ بِتِلْكَ الْحُرُوفِ وَلَعَلَّهُ أَوْحَى إِلَيْهِ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَيَتَعَيَّنُ أَدَاؤُهَا بِحُرُوفِهَا).اهـ

· العنصر الثاني: بعض الصيغ الواردة فى ذكر الله تعالى:

1-لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير:

قال -صلى الله عليه وسلم- : أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة: ((لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)). [رواه الترمذي] قال الألباني: حديث حسن أو صحيح.

2- سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- : " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ "، رواه مسلم.

3- سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ " رواه البخاري ومسلم.

4- سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر:

عَنِ ابْنِ مَسْعُود ٍرضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ((لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ)). رواه الترمذي وقال حديث حسن. وهي من أحب الكلام إلى الله، وهي غراس الجنة، فيحرص الإنسان على هذا الذكر بنصِّه؛ لأنه جاء على لسان إبراهيم -عليه السلام- وعَلَّمه لنبينا -صلوات ربي وسلامه عليه- ليبلغه إلى أمته، فيحرص الإنسان على هذا الذكر بنصه، (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر).

5- سبحان الله وبحمده:

عَنْ جَابِرٍرضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ بِهِ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ» رواه الترمذي وقال حديث حسن.

6- لا حول ولا قوة إلا بالله:

يحرص الإنسان عليه ويقوله بنصه (لا حول ولا قوة إلا بالله)، قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: («أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»). رواه البخاري ويتقيد الإنسان باللفظ ليُحصِّل هذا الكنز -بإذن الله-.

وبهذا ننتهي من هذا الدرس ونلقاكم في الدروس القادمة
















 

قديم 24-02-2019   #8


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: فقه الاذكار .. منصة زادى













الدرس الثاني من الوحدة الثانية: الجهر بالذكر.

· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الثاني من الوحدة الثانية: (الجهر بالذكر).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من حكم الجهر بالذكر وهو على قولين:

· الأول: أنَّ رفع الصوت والجهـر بالذكــر جائز.

· الثاني: الجهر بالذكر بدعة إلا فى المواضع.

الأصل في الذِّكر أن يذكر الإنسان الله -عَزَّ وجل- بينه وبين نفسه، يعني لا يرفع صوته عاليًا يزعج الآخرين، وأيضًا حتى يكون بعيدًا عن الرياء الذي قد يدخل على الإنسان برفعه للصوت وسماع الناس الآخرين له، لكن هل رفع الصوت يعني جائز على الإطلاق أو هو يعني بدعة يعني مخالفة للشرع؟

فهناك أقوال لأهل العلم:

· القول الأول: أنَّ رفع الصوت والجهـر بالذكــر جائز .

أنَّ رفع الصوت والجهـر بالذكــر جائز لكن الأفضل أن يراعى مقدار رفع الصوت المأذون به فى الذكر، فلا يجهر بالذكر فوق مايُسمع نفسه إلا فى المواضع التى ورد فيها الجهر.

واستدلوا على جواز الجهر ورفع الصوت بالذكر بما ورد أنَّ النبى -صلى الله عليه وسلم- ذكر عن رب العزة فى الحديث القدســـى أنه يقول ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ)) متفق عليه. وبحديث النبى -صلى الله عليه وسلم- ((إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ)). [متفق عليه]

وجه الدلالة من الأحاديث السابقة، أنَّ هذه الأحـاديث تدل على جواز الجهر ورفع الصوت بالذكر، الذكر فى الملأ لا يكون إلا عن جهر. واستدلوا كذلك بحديث ابن عباس رضي الله عنه الذي فى الصحيحين؛ أنه قال: ((أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ المَكْتُوبَةِ _ يعنى أذكار دبر الصلاة _ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- )).

وعلق الإمام النووي على ذلك فقال "هذا دليلٌ لما قاله بعض السلف أنه يُستحب الجهر بالذكر عقب المكتوبة"، لكن يُستحب الجهر بالذكر عقب المكتوبة ليس على الصورة التى تُصنع فى بعض المساجد من الجهر بأن يُمسك أحدهم مكبر الصوت ويأخذ فى الذكر بطريقة معينة ويذكرون الناس جميعاً بصوتٍ واحد هذه الأذكار، هذا ليس هو المقصود وإنما يُجهر بمثل هذا بحيث لا يُشَوش على الآخرين وبحيث لا نخرج عن السنة فى ذلك. يُجهر بها ولا يُخافت بها.

واستدلوا على أن الأفضل مراعاة مقدار رفع الصوت يعنى لا يجهر بالصوت بالشكل الذى يتجاوز الشكل المناسب أو يتجاوز المعتاد و المألوف و الطبيعى ولا يخافت بطريقة لا تسمع حتى لا يسمع نفسه استدلوا على ذلك بقول الله تعالى فى سورة الاعراف {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205] ووجه الدلالة فى الآية: أن الله سبحانه و تعالى فى هذه الآية أمر بالذكر فى النفس فلا يكون نداءا و لا يكون مخافتا و إنما دون الجهر من القول لا يبلغ درجة العلو و الصراخ و علو الصوت و لا المخافتة شديدة الإسرار، فبهذا أمرنا الله سبحانه و تعالى أن يكون بين هذا وذاك خيفة و تضرعا دون علو صوت.

· القول الثاني: الجهر بالذكر بدعة إلا فى مواضع.

وهذه المواضع التى ورد فيها الجهر:

1. الأذان، لا بد أن يُرفع وأن يُعلن وهذا يعني هذه سُنة وهذا هو الأصل في الأذان أنه يُرفع وأنه يُعلن ويعني يُبيَّن أمام الناس ولا يكون خافتًا.

2. التلبية؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ((سُئِلَ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْعَجُّ، وَالثَّجُّ» [رواه الترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني] العج: أي رفع الصوت بالتلبية.

فالإنسان يُشرع له في الحج أن يرفع صوته، فيشهد له كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ما انتهى إليه صوته من حجر وشجر ومدر، كلهم يشهدون لهذا الإنسان الذي يرفع صوته بالتلبية، هذه مواضع ورد فيها النص برفع الصوت، لكن يبقى بقية المواضع أن الإنسان جالس يعني مثلًا في المسجد ويرفع صوته بالتسبيح أو الاستغفار أو الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويُسمع الآخرين، وهنا قد يكون مدخلًا على الإنسان من الشيطان يدخل عليه وينفث في قلبه يعني شيء من الرياء أو من حُب الظهور أو السُمعة، فيحرص الإنسان أن يبتعد عن هذا الأمر. وكما قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}.

فيحرص الإنسان في غالب أحواله ألا يجهر بهذه الأذكار إلا ما ورد النص فيها كالحج وغيره والاستغفار الذي يكون بعد الصلاة، أما الأصل فيبتعد الإنسان عن هذا الأمر فهو أقرب إلى الإخلاص وإلى أن يَسْلَم الإنسان من مداخل الشيطان عليه.

وبهذا ننتهي من هذا الدرس ونلقاكم في الدروس القادمة















 

قديم 24-02-2019   #9


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: فقه الاذكار .. منصة زادى














الدرس الثالث من الوحدة الثانية: عد الذكر.

· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الثالث من الوحدة الثانية: (عد الذكر).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من ثلاثة عناصر:

· الأول: أقسام الذكر من حيث العد.

· الثاني: من أخطأ في عدّ الأذكار، أو شَكَّ في العدد.

· الثالث: حكم استخدام المسبحة.

· العنصر الأول: أقسام الذكر من حيث العد.

الذكر على قسمين.

القسم الأول: ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تقييده بعدد معين، فهذا يجب التقيد به، فمثلًا التسبيح بعد الصلاة ثلاثًا وثلاثين، والتحميد ثلاثًا وثلاثين، والتكبير ثلاثًا وثلاثين أو التسبيح قبل النوم ثلاثًا وثلاثين، والتحميد ثلاثًا وثلاثين، والتكبير أربعًا وثلاثين.

أو قول (لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) مائة مرة، أو غير ذلك مما ورد فيها العدد، فهنا يتقيد الإنسان بالعدد ولا ينقص؛ لأنه إذا نقص ذهبت الفضيلة التي في هذا العدد، التي نص عليها النبي -صلوات ربي وسلامه عليه-، لكن لو زاد دون أن يتقيد بعدد معين يعني يصل إلى المائة ويزيد فلا بأس بذلك، خصوصًا في الأذكار المطلقة. أما المقيدة التي بعد الصلوات فيتقيد ثلاثة وثلاثين يتقيد بهذا العدد.

القسم الثاني: ما جاء مطلقًا ولم يُقيَّد لم يقيد بعدد، مثل الاستغفار، مثل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وغير ذلك من الأذكار، لا حول ولا قوة إلا بالله، (أحبُّ الكلام إلى الله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، هذه لا يتقيد الإنسان فيها بعدد، إلا إذا أن أراد أن يُقيِّد أو يضبط نفسه هو بينه وبين نفسه دون أن يتعبد الله -عَزَّ وجل- بهذا العدد، يقول مثلًا الآن أنا أريد أن أصل إلى المئتين أو الثلاثمائة ويقدم ويتأخر قليلًا لا يتقيد بهذا العدد ويظن أن فيه فضيلة، الأصل أن ما أُطلِقَ يبقى على إطلاقه، يبقى على إطلاقه ولا يبتدع الإنسان في إيجاد أعداد لم ترد على لسان نبينا وحبيبنا وقدوتنا وإمامنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-.

· العنصر الثاني: من أخطأ في عدّ الأذكار، أو شك في العدد.

فإنه يبني على اليقين، وهو الأقل، فلو شك في قول " سبحان الله " هل أتمها ثلاثا وثلاثين، أو اثنتين وثلاثين؟ فعليه، أن يجعلها اثنتين وثلاثين تسبيحة؛ لأن الأقل هو المتيقن أنه قاله، وما زاد عليه فهو مشكوك فيه، والأصل عدمه.

جاء في " حاشية البجيرمي على الخطيب ": " وَيَأْخُذُ الشَّاكُّ بِالْيَقِينِ، فِي الْمَفْرُوضِ وُجُوبًا، وَفِي الْمَنْدُوبِ نَدْبًا ; لِأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ مَا زَادَ، كَمَا لَوْ شَكَّ فِي عَدَدِ الرَّكَعَاتِ، فَإِذَا شَكَّ هَلْ غَسَلَ ثَلَاثًا أَوْ مَرَّتَيْنِ؟ أَخَذَ بِالْأَقَلِّ وَغَسَلَ أُخْرَى " انتهى.

· العنصر الثالث: حكم استخدام المسبحة.

فيه خلاف بين العلماء:

منهم مَن يرى أنها أن المسبحة بدعة.

ومنهم مَن يرى أنها لا بأس بها وأنها من المُباحات، لكن لو استخدم الإنسان المسبحة في الأذكار المطلقة فلا بأس بذلك، قد ذكر كثير من أهل العلم أنها ليست ببدعة.

رُوي ذلك عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وأيضًا في الزمن الحاضر عن الشيخ ابن عثيمين. لكن هي ترك الأولى، الأولى التسبيح وذكر الله -عَزَّ وجل- بالأصابع، وهكذا النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعقد التسبيح بيمينه، وهذه هي السُّنة، لكن لو فعل التسبيح بالمسبحة فلا بأس بذلك، يعني لا نقول إنها بدعة لكن هو ترك الأولى. لكن لو جعلها الإنسان يعني في الأذكار المُطلقة التي ليست بعدد فلا بأس بذلك -إن شاء الله-.

وبهذا ننتهي من هذا الدرس ونلقاكم في الدروس القادمة















 

قديم 24-02-2019   #10


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: فقه الاذكار .. منصة زادى












الدرس الرابع من الوحدة الثانية: تخصيص الذكر بمكان ووقت معين.

· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلا بطلاب منصة زادي في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الرابع من الوحدة الثانية: (تخصيص الذكر بمكان ووقت معين).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من ثلاثة عناصر:

· الأول: صور التخصيص لذكر الله.

· الثاني: بدع الأزمنة والأمكنة المتعلقة بالذكر.

· الثالث: شروط جواز تقييد العبادة المطلقة.

· العنصر الأول: صور التخصيص لذكر الله.

تخصيص وقت معين، أو مكان معين لذكر الله، يقع على صورتين:

الصورة الأولى: أن يكون هذا التخصيص على سبيل التعبد واعتقاد أن في هذا الوقت أو في هذا الزمان فضل ليس في غيره.

وهذا لا يكون إلا فيما شرعه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحدده بوقتٍ أو بمكانٍ معين، أما ما لم يحدده النبي -صلى الله عليه وسلم- لا بزمنٍ ولا بوقت فإنه إذا فعله الإنسان بوقت وزمان معين أو مكان معين وهو يعتقد الفضل فيه فقد دخل في باب البدعة؛ فقد دخل في باب البدعة لأنه شرع شيئًا لم يشرعه النبي -صلى الله عليه وسلم-، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ) رواه البخاري. أي مردود وغير مقبول، فيحرص الإنسان على ألا يخصص وقتًا معينًا أو مكانًا معينًا لعبادةٍ دون أن تُشرع في دين الله -عز وجل- أو تأتي على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا الحالة الأولى أن يفعل الإنسان هذا تعبدًا.

الصورة الثانية: أن يفعلها الإنسان من باب العادة وأنه أيسر له، وأن هذا الأمر أيسر له دون أن يعتقد في هذا الوقت شيئًا معينًا كأن يقول الإنسان مثلًا أنا يناسبني أو يعني الوقت المناسب لي الجلوس بين المغرب والعشاء في المسجد، أجلس أذكر الله -عز وجل- دون أن يعني يعتقد في هذا الوقت فضيلة معينة، لكن هو الوقت الأنسب له في فراغه في عدم وجود ما يشغله فهو أنسب له.

كذلك قد يكون مثلًا بعد الفجر أو بعد العصر يكون مثلًا مرتبطًا بعمل معين ولا يجد فراغًا إلا في هذا الوقت، فإذا فعل هذه العبادة وقَيَّدَها بزمنٍ بينه وبين نفسه دون أن يعتقد في هذا الوقت فضلًا معينًا فإن هذا لا بأس به -بإذن الله-.

· العنصر الثاني: بدع الأزمنة والأمكنة المتعلقة بالذكر.

1- بدع الأزمنة: الإنسان قد يقع في البدعة وهو لا يشعر، بأن يفعل ذِكرًا معينًا في وقت معين ويعتقد أن في هذا الوقت في هذا الزمان أن فيه فضيلة تميزه عن غيره؛ فلا شك أنه يقع في البدعة كما يحصل مثلًا في ليلة الإسراء والمعراج، في ليلة أو في يوم المولد النبوي، يعني هذه الأذكار التي تقال والأوراد لم يرد تخصيص بزمن معين، لم يرد في الشرع تخصيص لهذا الوقت سواء ليلة الإسراء والمعراج أو المولد هذه كلها أذكار إذا فعلها الإنسان فهي تدخل في باب البدعة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعلها ولم يأمر بها ولم يقرها -صلوات ربي وسلامه عليه-.

2- بدع الأمكنة: أن يأتي الإنسان إلى مكان معين ويتعبد الله -عز وجل- به وهو يظن أن فيه فضيلة وهو ليس فيه فضيلة، يعني في مكان معين بجوار قبرٍ أو بجوار مسجدٍ أو في بقعة معينة، ويظن أن فيها فضيلة، لم يرد فيها فضل في شرعنا وفي ديننا فإنه يدخل في باب البدعة.

· العنصر الثالث: شروط جواز تقييد العبادة المطلقة.

الشرط الأول: أن يكون هذا التقييد خادمًا ووسيلةً إلى تحقيق المقصد الشرعي، = بأن يكون وفق سبب معقول، ومعنى مناسب، لئلا يورثه النفرة والعنت والغلو، كمن يقيد نفسه بصوم الأربعاء وتخصيص الليلة بمزيد من الذكر وقيام الليل؛ لأن يومه خالٍ من العمل، فيكون التقييد أحسن وأرفق به.

الشرط الثاني: ألا يوهم هذا التقييد أو يؤول إلى اعتقاد أنه مقصود شرعا، من باب سد الذرائع وذلك يحصل، بمراعاةِ حالِ العامّة، وعدم إظهاره بينهم، وبتوطيد النفس على ترك التقييد أحيانًا، كمن يصلي صلاة التراويح عشرين ركعةً يداوم عليها، فالالتزام يوهم أنها محددة من الشارع، أو الالتزام بدعاء معين في القنوت

الشرط الثالث: ألا يكون قد عُلم عن الرسول صلى الله عليه وسل تركُ هذا التقييد، أو عُلم تركه عن السلف، مع وجودِ السبب المقتضي، وانتفاء المانع، كاستحسان الدعاء عند ختم القرآن الكريم في الصلاة، والالتزام به في كل سنة، وبهذا يظهر جليا القول ببدعية هذا الفعل في الصلاة.

الشرط الرابع: ألا يفضي التقييد إلى حالٍ أو مآلٍ لمفسدةٍ راجحةٍ، كأن يفوّتَ ما هو أولى منهُ شرعًا، كأن تفضي صلاة الليل إلى فواتِ صلاة الفجر أو التقصير في إقامتها.

وبهذا ننتهي من هذا الدرس ونلقاكم في الدروس القادمة

















 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
.., منصة, الاذكار, زايد, فقه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاذكار المحصنه الدنيا فناء المنتدى الاسلامي العام 4 23-05-2016 02:18 PM
هيا معا لقراءة الاذكار قلب أم المنتدى الاسلامي العام 3 18-05-2016 12:53 PM
أسرار الاذكار 1 قلب أم الافلام ومقاطع الفيديو 4 22-04-2016 02:32 PM
متى يبدأ وقت الاذكار ابو يحيى قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه 2 02-04-2013 09:37 PM
متى يبدأ وقت الاذكار ابو يحيى قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه 2 25-02-2013 11:08 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 07:53 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant