أن من آثار الفشل الدراسي اختلال توازن المجتمع وعدم انسجام أفراده واختلال البنية الاجتماعية، فنجد عدم التكافؤ في الأعمال التي يقوم بها أفراد هذا المجتمع من ناحية وتباين طبقاته من ناحية أخرى، ويصبح المجتمع عبارة عن أجزاء متفاوتة؛ قسم متعلم ناجح في دراسته وحياته، وقسم فشل في دراسته ولم يحقق حياة كريمة لنفسه وأصبح عالة على مجتمعه ويتسبب في وجود فجوات واسعة بين مختلف أفراد المجتمع.
وعن علاج هذه المشكلة
أن نجاح الطفل في تعليمه المبكر وتحفيزه على ذلك من أهم العوامل اللازمة لعلاج هذه المشكلة، وذلك لأنه قد يساعده في تكوين مستقبل أفضل وحياة نفسية أهدأ وشعور طيب تجاه المجتمع الذي منحه هذا النجاح. وتظل التربية المستمرة التي يتلقاها الطفل في المنزل أولا ثم في المدرسة ثانيا عاملا مؤثرا على نجاح الطفل وتقدمه وقوة تحصيله الدراسي؛ فلو لم نختر طرق التربية المؤثرة والفعالة ونبتدع وسائل لتخريج أطفال أكثر استيعابا لهذه التربية ونجاحا في تطبيقها فإن ما نفعله سوف يضيع هباء.
ربما يجعل الفشل الدراسي الطلاب غير قادرين على تكوين علاقات قوية وبناءة مع أسرهم أو مع مدرسيهم، بل إن ذلك قد يولد حقدا في نفوسهم على بعض زملائهم وقد يتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك حيث قد يؤدي إلى فقدان الطالب ثقته بنفسه، وهو ما يجعل الفشل سمة غالبة في أي عمل يسند له في المستقبل.
والفشل ربما يؤديإلى الإصابة باضطرابات نفسية خطيرة لدى الطالب الذي يعاني من نقص الفهم والاستيعاب بسبب إحساسه بأنه بهذا النقص، وقد يؤدي ذلك أيضا لنوع من العصبية الزائدة ويتسبب في شكل من أشكال التمرد على المجتمع من خلال ألوان الانحراف المختلفة، وهذا ما تؤكده الدراسات العلمية؛ حيث إن معظم الذين يسلكون سبيل الانحراف هم في واقع الأمر أفراد فشِلوا دراسيا ثم اعتراهم هذا الإحساس بالنقص ففجروا حقدهم على مجتمعهم بأفعالهم غير السوية.
هناك حلول ومقترحات عديدة لعلاج ضعف التحصيل الدراسي وتجنب الفشل في التعليم، ولا بد أن يعرف الجميع أن التعليم يجب أن يرتبط بالتفكير السليم وأن يكون المنهج الذي يدرس للطالب يقوم على استخدام العقل وتنشيطه والعمل على تنمية التفكير على مدار سنوات الدراسة، وعكس هذا يؤدي لا شك لفشل ذريع للطلاب، لذلك فمن ناحية المنهج مطلوب الاستفادة القصوى من التفكير الجاد وتعويد الأبناء على حل مشكلاتهم باستخدام التفكير السليم. وللأسف ما زال هناك مناهج تقوم على حفظ واسترجاع المعلومات فقط دون استخدام التفكير.
ولا بد أيضا أن يرتبط التعليم بحياة الطالب فكلما كان التعليم منطلقا من احتياجات الإنسان الأساسية ازداد الطالب ارتباطا بالتعليم نفسه وأصبح أقدر على الاستمرار فيه وأكثر استيعابا له ومقدرة على الإبداع فيما يتلقاه من دروس علمية.
كما يجب مراعاة الحالة النفسية والاجتماعية لدى الطلاب لأنها تؤثر على تحصيل الطالب العلمي لان أي نشاط يقوم به الطالب في المدرسة لا يبدأ ولا يستمر دون وجود دافع ، فالطلاب مدفوعون للبحث عن المكافأة ، وتجنب العقوبة وهم يبحثون عن الاهتمام والثناء لما ينجزونه من اعمال وذلك من قبل الاهل او المعلمين ، وفي مرحلة لاحقة يظهر لديهم التقييم الذاتي فيعتمدون على انفسهم في تقييم مدى نجاحهم في اداء المهمات .
ان الطلاب يستجيبون للمنطق فيما يتعلق بتوضيح اهمية التعلم لهم ، فالتعلم يساعد في التعامل مع البيئة ويوسع دائرة المعلومات .
ومن الدوافع العامة للتعلم الحرص على مرضاة الوالدين ، والرغبة في النجاح التي تؤدي الى مزيد من المثابرة وتجنب الفشل.
ويؤدي النقص في الدافعية الى ضعف التحصيل ، وبالتالي الاهمال واللامبالاة عند الطلاب وبالتالي الشعور بالاحباط والفشل وعدم القيمة .
هنالك عوامل عديدة تؤثر في ضعف الدافعية للدراسة لدى الطلاب مثل :
* العوامل المدرسية ( معلمين ، مواد دراسية ، طرق تدريس .. )
* عوامل ذاتية ( مثل : تدني تقدير الذات ) .
العوامل الاسرية
هنالك العديد من العوامل الاسرية التي تزيد من شعور الطالب بعدم الرغبة في التعلم وبالتالي ضعف التحصيل وكراهية الدراسة بشكل مؤقت او دائم ، ومن هذه العوامل الاسرية :
1- توقعات الوالدين المرتفعة جداً او الكمالية :
الكثير من الاهل يتوقعون من اولادهم القيام بالدراسة على اكمل وجه والحصول على علامات عالية ، هذه التوقعات المرتفعة جداً احيانا ، تؤثر على الحالة النفسية للطلاب حيث يطورون خوفا من الفشل وضعفا في الدافعية ، بسبب ضغط الاهالي الزائد المتعلق بالتحصيل .
ويكون ذلك صحيحا عندما يستخدم الوالدان اساليب سلطوية قائمة على التحكم الزائد والاستهتار ، في مثل هذه الحالة يميل الطلاب الى الانتقام من الوالدين ومعاقبتهما بسبب موقفهما ، وبالتالي فان الابوين عندما يتوقعان الكمال ، فان الاستجابة الغالبة للطلاب هي الاستسلام والعجز والتهرب ، ما دام هذا الطالب لا يستطيع ان يكون على الدوام قادرا لارضاء الوالدين ، فانه يتوقف عن المحاولة ويشعر مثل هؤلاء الطلاب بالفشل والذنب .
2- التوقعات المنخفضة جداً :
قد يقدر بعض الاباء اولادهم تقديراً منخفضاً وينقلون اليهم مستوى طموح متدنِ ، وهكذا يتعلم الاطفال انه لا يُتوقع منهم الا القليل فيستجيبون تبعاً لذلك ، وغالبا ما يتقبل الاباء السلوك الطفولي ويشجعونه بشكل غير مباشر ، كما ويتوقع مثل هؤلاء الآباء من الاطفال ان يكونوا مطيعين وتابعين ولذا فانهم لا يشجعون الاستقلالية والاعتماد على الذات . أضف الى ذلك قد تكون توقعات الاخوة والاقران داخل العائلة من طفل معين منخفضة بسبب حجمه او مظهره او سلوكه او حالته الصحية .
3- الاهمال وعدم الاهتمام :
كثير من الآباء والامهات يتفرقون في شؤونهم الخاصة فلا يعيرون اي اهتمام بعمل الطفل داخل المدرسة ، إنّ قلة الاهتمام من قبل الاهل وعدم ايجاد وقت حتى للحديث معهم يقلل من تنمية الانسياب اللغوي الجيد لدى الاطفال .
وذلك لان الاتصال اللفظي والتحدث واللعب مع الاطفال يزيد من دافعية الطفل للتأثير على البيئة ومن ثقته بنفسه .
4- التسيُّب :
كثير من الاهل يتركون لأبنائهم أن يسلكوا كما يحلوا لهم دون رقيب او حسيب ، ويمتنعون عن وضع الحدود لاطفالهم ولا يتوقعون منهم الطاعة والنظام ، لان مثل هذه القيم الاجتماعية لا تعتبر جزءاً من الحياة اليومية في بيوتهم .
بعض هؤلاء الآباء يعتقدون بان التسيب يعلم الطفل الاستقلالية ويزيد من دافعيته على التحصيل الا ان التسيب في الواقع يترك لدى الطفل شعورا بعدم الامن ويخفض من دافعيته للتحصيل ولا يتعلم النظام كأسلوب في اداء المهمات المدرسية او الحياتيه بالاضافة الى عدم الاستجابة الى متطلبات الآخرين ، كل هذا يؤدي الى عدم تعلم مثل هؤلاء الاطفال كيف يبذلون جهودهم او كيف يتصرفون بفاعلية في المواقف الضاغطة .
5- النبذ او النقد المتكرر :
يشعر الاطفال المنبوذون باليأس وعدم الكفاءة والغضب ، فيستخدمون الضعف التحصيلي والاهمال كطريقة للانتقام من الوالدين ، ويؤدي النقد الشديد والمتكرر الى استجابة مشابهة ، فالاطفال الذين يكونون موضعا للانتقاد غالبا ما يشعرون بالنبذ .
6- الصراعات الاسرية او الزوجية :
قد تُشغِل المشكلات الاسرية الاطفال ولا تترك لديهم رغبة للنجاح في المدرسة ، أن المشاجرة المستمرة يمكن ان تؤدي الى زيادة حدة الاكتئاب لدى الاطفال وبالتالي العزوف عن القيام بأي عمل مدرسي ، او قد يكون معرضاً لنماذج السلوك الهروبية مثل احلام اليقظة ، والانحراف واستخدام العقاقير ، حيث يدرك مثل هؤلاء الاطفال بانهم مهددون بشكل دائم ويفقدون الرغبة في التحصيل .
من اجل الحد من تأثير هذه العوامل والعمل على زيادة الدافعية للدراسة لدى اطفالنا علينا اعادة النظر في التوقعات ، زيادة تفهم الآباء لتأثيرهم على الاطفال ، تعليم الاطفال طرق متعددة لضبط الذات وتحسين مفهوم الذات ، اضف الى ذلك العمل على استخدام نظام حوافز فعال والامتناع قدر الامكان عن الميل الشديد الى الانتقاد اللاذع الذي يحط من شخصية الطفل ويزيد من شعوره بعدم الامان والاستسلام والسلوك الانتقامي .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
هناك رابط وثيق بين الاسره والمدرسه
في فشل الطالب دراسيا
ولو أهتمت الاسرة بزيارة المدرسه ومتابعة أبنائهم لتحسن مستوى
الطالب ولم نجد أى فشل الاماشاء الله
لقد طرحت موضوع في غاية الاهميه
حقلاوي وأفتخر
لك ألف تحيه واحترام
هناك رابط وثيق بين الاسره والمدرسه
في فشل الطالب دراسيا
ولو أهتمت الاسرة بزيارة المدرسه ومتابعة أبنائهم لتحسن مستوى
الطالب ولم نجد أى فشل الاماشاء الله
لقد طرحت موضوع في غاية الاهميه
حقلاوي وأفتخر
لك ألف تحيه واحترام