صدر، مؤخرا، أول نشيد تربويي مغربي موجه للأطفال يتطرق إلى صعوبات التعلم وعُسر القراءة في المدرسة، من ألحان الفنان توفيق المريني، وأداء مجموعة من الأطفال الصغار، وبإشراف المفتش التربوي، محمد مكاوي، وهو حلقة من مجموعة أعمال استهدفت الأطفال الذين يعانون من مشكل التواصل. إصدار هذا النشيد يعود إلى معاناة أطفال مغاربة، من ذوي عسر القراءة في المدرسة، المتمثلة في عدم فهم الطفل لأسباب الصعوبة التي يجدها حين يجابه كلمات مكتوبة، وما يترتب عن ذلك من أشكال العقاب والتأنيب الأسري والمدرسي، وفي بعض الأحيان يمتد المس بشخصية الطفل إلى الأقران. ضمن البطاقة التقنية، يورد مكاوي أن النشيد حلقة من مجموعة أعمال استهدفت الأطفال، الأسوياء وذوي الإعاقة، لتيسير التواصل فيما بينهم بما ييسر بناء مجتمع للجميع، قائم على العدالة والإنصاف، ومعتز بالفوارق الفردية باعتبارها غنى، وليست مشكلة. وبخصوص محطاته ولقطاته الرئيسة، أوضح مكاوي أن النشيد كُتب في شكل حوار بين شخصية "صعوبات التعلم"، وبين شخصيتي رباب ومروان، حيث في اللقطة الأولى تعرّف صعوبات التعلم بأماكن تواجدها، أي القراءة، والكتابة، والحساب، وتشكيل النصوص، وتحديد الحركات الإعرابية المناسبة. وثانيا تحدد الصعوبات شكل ظهورها؛ مثلا قلب الحروف، وقلب الأعداد، وعدم القدرة على التنظيم. وثالثا تحدد العمليات الذهنية التي تضطرب عند الطفل؛ مثل الانتباه والتركيز. ورابعا تحدد آثارها على الطفل في حالة عدم الانتباه المبكر: العزلة، الخوف من المدرسة، القلق، ثم الاكتئاب. وفي اللقطة الثانية من النشيد، يقلل مروان ورباب من شأن عسر القراءة من خلال التغني بالمشكلة، وهي مكون من مكونات العلاج النفسي للطفل ذي عسر القراءة، حيث يمكن استثمار النشيد في جميع الفضاءات الهادفة إلى خلق جسور التواصل بين الطفل ذي عسر القراءة وذاته، أو بينه وبين الآخرين. وتبعا لمكاوي، فإن النشيد يمكن تحفيظه في الأقسام للتغني به مع الأطفال ذوي صعوبات التعلم، قصد تيسير اندماجهم في المحيط التربوي؛ ويمكن تحفيظه للطفل ليعتز بنفسه مع تقديم النماذج الناجحة التي كانت تعاني من عسر القراءة، "فضلا عن الاعتراف بالاختلاف، وهو عامل مهم يمكنه أن يطمئن الأطفال". ويقدم النشيد في اللقطة الثالثة بعض تقنيات الاشتغال مع الأطفال ذوي عسر القراءة، منها "رسم الحروف" مرفوقة ببعض الأشياء المحبوبة لديهم، واستعمال جميع الحواس لتعلمها؛ "نسير في كل درب" و"الطريقة متعددة الحواس"، والإصرار على النجاح، والتفوق بالصبر والمثابرة. ويعلن الطفلان مروان ورباب أن هذه إعاقة كان يعاني منها عظماء وعباقرة، مثل إنشتاين وأديسون، ولن تثنيهم على تحقيق أحلامهم مع باقي الأطفال، وبذلك يكون هذا الإعلان عن الانتصار على عسر القراءة هدفا من النشيد، فضلا عن تعريف الأطفال غير المعاقين والمعاقين بصعوبات أندادهم ذوي عسر القراءة. من مرامي النشيد، أيضا، وفق مكاوي، دعم مجهودات المجتمع المدني في التعريف بهذه الإعاقة، ومظاهرها وآثارها، ومساعدة الأسر على الانتباه لبعض الأخطاء التي قد تنبههم إلى ضرورة التشخيص، ومساعدة الأساتذة على التحسيس بمشكلات الأطفال ذوي عسر القراءة في اللقاءات التربوية. الخبير التربوي لفت إلى أنه تم الحرص على "تقديم مشكلة الإعاقة في قالب غنائي بكلمات وألحان وأداء مغربي، بعيدا عن الألحان الخليجية التي تنتشر في المواقع الإلكترونية، والتي عالجت هذه الصعوبات بأشكال غير منسجمة مع أذواق الطفل المغربي"، وفق تعبيره.
[/TABLE1]
[/TABLE1]
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك