إنما مثل الحياة الدنيا ومتعها الفانية ولذائذها الزائلة كمثل مطر أنزله الله من السماء إلي اﻷرض , فأنبت الله به زروعاً وأشجاراً يأكل الناس حبوبها وثمارها , وحشائش تأكلها الدواب مختلط بعضه ببعض ,حتى إذا بدأ حسن اﻷشجار وجمال الثمار وبهاء اﻷزهار وصارت اﻷرض في ثوب بهيج , وأعتقد أهل هذه المزارع والحدائق أنهم قادرون على حصادها واﻻنتفاع بها ؛ ﻷنها في ملكهم وتحت تصرفهم , جاء القضاء من الله بهﻼكاﻷشجار وبوار الثمار وذبول اﻷزهار في ساعة من ليل أو نهار , فصارت محصودة هشيماً بعد الخضرة والنضرة كأنها ماكانت قائمة , بهيجة مخضرة قبل هذا الهﻼك , فكذلك يقع الفناء على ما تفتخرون به من دنياكم الغرور , ومن متعها الخداعة ,فيحصل الموت لﻸبناء مع ذهاب اﻷموال , وتفرق اﻷحباب , وخراب الدور , ودمار القصور ؛ ﻷن الله كتب على الدنيا وأهلها الفناء , وكما وصف الله لكم حال الدنيا ونهايتها , وأوضح لكم مصيرها يوضح لكم _ سبحانه _ آياته البينات وأدلته الواضحات في كونه وشرعه ليتدبرها أولو اﻷلباب , ويعيها ذوو البصائر .. (التفسير الميسر للشيخ عائض القرني )
سمع الله مقالة اليهود الشنيعة القبيحة _ قاتلهم الله _ التي قالوا فيها : أن الله فقير ؛ ولذلك يطلب القرض منا أن نتصدق وأن ننفق فأخبر الله _ سبحانه وتعالى _ أنه سوف يسجل عليهم هذه المقولة القبيحة , وهذه الكلمة النابية ؛ ليحاسبهم بها , وأيضا سوف يأخذهم بما فعلوه في سابق الزمان من قتلهم ﻷنبياء الله _ عز وجل _ وسوف يوردهم النار ليحرق أجسامهم التي تربت على السحت , ويمزق أوصالهم التي نبتت بالمال الخبيث , فالله _ سبحانه وتعالى _ له ما في السموات واﻷرض , وهو الغني عن كل أحد ,ولكنه أراد من العبد أن يتصدق على نفسه بشيء من المال يعطيه الفقير والمحتاج والمسكين .. (التفسير الميسر للشيخ عائض القرني ) ^ ^
يوم القيامة يشتد الخطب , ويعظم الكرب _ فيأت الله _ تعالى _ لفصل القضاء بين الناس , ويكشف عن ساقه الكريمة التي ﻻ يشبهها شيء, ويأمر الناس بالسجود في العرصات, فالمؤمنون الذين سجدوا له في الدنيا يستطيعون السجود في اﻵخرة, والكفار والمنافقون يصعب عليهم السجود , ويصبح ظهر أحدهم طبقاً واحداً ﻻ ينحني؛ (( ﻷنهم رفضوا السجود في الدنيا )) و أخرج البخاري وغيره عن أبي سعيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنه , ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة , فيذهب ليسجد , فيعود ظهره طبقاً واحدة ... (التفسير الميسر للشيخ عائض القرني ) ^
القائل هنا : هو عبد الله بن أبي رأس المنافقين , وعنى نفسه باﻷعز نفسه ومن معه ,وباﻷذل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه , ومراده بالرجوع رجوعهم من تلك الغزوة .. أخرج اﻹمام احمد عن زيد بن أﻷرقم قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة , فقال عبد الله بن أبي لئن رجعنا إلي المدينة ليخرجن اﻷعز منها اﻷذل قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته , قال : فحلف عبد الله بن أبي أنه لم يكن شيء من ذلك , قال زيد : فﻼمني قومي , وقالوا ما أردت إﻻ هذا ؟ قال : فا انطلقت فنمت كئيباً حزيناً . قال: فأرسل إلي نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : أن الله أنزل عذرك وصدقك . قال : و أنزل هذه اﻵية (التفسير الميسر للشيخ عائض القرني , تفسير القران العظيم )
واذكر أيها النبي _ يوم أوحى الله إليك بأن الله أحاط بالناس علماً وقدرةً , وما جعل الرؤيا التي أراك إياها عيانــــاًﻻمنامــــاً ليلة اﻹسراء والمعراج من عجائب الخلق إﻻ امتحاناً للعباد , ليظهر المصدق من المكذب .. وما جعل الله شجرة الزقوم الملعونة المذكورة في كتاب الله إﻻ امتحانا للعباد أيضا , والواحد القهار يخوف الكفار بأصناف العذاب وأنواع المعجزات , ومع ذلك ﻻ يزيدهم هذا الخوف إﻻ إمعانا في الكفر والعصيان .. (التفسير الميسر للشيخ عائض القرني )
صفة الجنة التي وعد الله عبادة اﻷتقياء اﻷبرار بأن فيها أنهاراً جارية من ماء زﻻل عذب لم يتغير بطول المكث , وانهار من لبن صاف لذيذ لم يتغير طعمه , وانهار من خمر يلتذ بها شاربها بﻼ صداع وﻻ سكر , وانهار من عسل قد صفي من القذى فهو في الغاية في حسن الطعام وتمام النفع , ولﻺبرار في الجنة من كل أنواع الثمار ومختلف اﻷطعمة وارفع من ذلك غفران الله لسيئاتهم والعفو عنهم .. هل من هذا حاله في النعيم ’كمن بقي أبداً في النار ﻻ خروج له منها , وسقوا في نار جهنم ماءً حاراً بلغ الغاية في الحرارة , فلما استقر إلي بطونهم قطع أمعاءهم من شدة حرارته .. هل يستويان !! (التفسير الميسر للشيخ عائض القرني ) ^
اللهم انا نسألك الجنه ونعوذ بكـ من النار
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك