عدد الضغطات : 9,160عدد الضغطات : 6,665عدد الضغطات : 6,383عدد الضغطات : 5,596
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :عميد القوم)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :السموه)       :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :محمد الجابر)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 05-08-2020   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا



مَوَاضِعِهِ, مِنَ, الْكَلِمَ, الَّذِينَ, يُحَرِّفُونَ, سَمِعْنَا, عَنْ, هَادُوا, وَيَقُولُونَ

مَوَاضِعِهِ, مِنَ, الْكَلِمَ, الَّذِينَ, يُحَرِّفُونَ, سَمِعْنَا, عَنْ, هَادُوا, وَيَقُولُونَ



قوله تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 46].

أولًا: سبب النزول:
قال البغوي - رحمه الله -: قال ابن عباس رضي الله عنهما: كانت اليهود يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألونه عن الأمر، فيخبرهم، فيرى أنهم يأخذون بقوله، فإذا انصرفوا من عنده حرفوا كلامه، وقال القرطبي رحمه الله: قال ابن عباس: كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: اسمع لا سمعت، هذا مرادهم - لعنهم الله - وهم يظهرون أنهم يريدون اسمع غير مسمع مكروهًا ولا أذى.

ثانيًا: تضمنت الآية كما في سبب النزول ألوانًا من الأقوال والأعمال القبيحة التي كان اليهود يقولونها ويفعلونها للإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى المسلمين، فكانوا يقولون له عليه الصلاة والسلام: (سمعنا)، قولك (وعصينا) أمرك، (واسمع غير مسمع)؛ أي: اسمع منا ولا نسمع منك، (غير مسمع)؛ أي: غير مقبول منك.

وقيل: كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: اسمع، ثم يقولون في أنفسهم: لا سمعت، (وراعنا)؛ أي: ويقولون راعنا، يريدون به النسبة إلى الرعونة، (ليًّا بألسنتهم) تحريفًا، (وطعنًا) قدحًا (في الدين) أن قوله: "وراعنا" من المراعاة، وهم يحرفونه يريدون به الرعونة.

ثالثًا: لما بلغ اليهود هذا المبلغ من الوقاحة وقلة الأدب والحياء مع سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم، أنزل الله تعالى تلك الآيات المباركات دفاعًا عنه، وكبتًا وتأديبًا لليهود، وإليك بيان ما فيها من العلم بعون العليم المعبود:
1- قوله تعالى: ﴿ منَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ﴾: تحريف الشيء إمالته وتغييره، وأصله من الحرف يقال: حرف الشيء عن وجهه: صرفه عنه.

أي من الذين هادوا قوم أو فريق من صفاتهم أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه؛ أي يميلونه عن مواضعه، ويجعلون مكانه غيره، ويفسرونه تفسيرًا سقيمًا بعيدًا عن الحق والصواب.

قال الفخر الرازي: في كيفية التحريف وجوه:
أحدها: أنهم كانوا يبدلون اللفظ بلفظ آخر؛ مثل: تحريفهم اسم «ربعة» عن موضعه في التوراة بوضعهم «آدم طويل»، وكتحريفهم الرجم بوضعهم الجلد بدله.

الثاني: أن المراد بالتحريف إلقاء الشُّبَه الباطلة، والتأويلات الفاسدة، وصرف اللفظ من معناه الحق إلى معنى باطل بوجوه من الحيل اللفظية، كما يفعله أهل البدعة في زماننا هذا بالآيات المخالفة لمذاهبهم، وهذا هو الأصح.

الثالث: أنهم كانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم ويسألونه عن أمر، فيخبرهم ليأخذوا به، فإذا خرجوا من عنده حرفوا كلامه »والذي نراه أولى أن تحريف هؤلاء اليهود للكلم عن مواضعه يتناول كل ذلك؛ لأنهم لم يتركوا وسيلة من وسائل التحريف الباطل إلا فعلوها، أملًا منهم في صرف الناس عن الدعوة الإسلامية، ولكن الله تعالى خيَّب آمالهم.

2- ثم حكى سبحانه لونًا من ضلالتهم، فقال: ﴿ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا ﴾؛ أي: ويقولون للنبي صلى الله عليه وسلم إذا ما أمرهم بشيء: سمعنا قولك وعصينا أمرك، فنحن مع فهمنا لما تقول لا نطيعك؛ لأننا متمسكون باليهودية.

3- ثم حكى سبحانه لونًا ثانيًا من مكرهم، فقال: ﴿ وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ ﴾، وهذه الجملة معطوفة على ما قبلها، وداخلة تحت القول السابق؛أي: ويقولون ذلك في أثناء مخاطبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وهو كلام ذو وجهين، وجه محتمل للشر بأن يحمل على معنى «اسمع»، حال كونك غير مسمع كلامًا ترضاه، ووجه محتمل للخير بأن يحمل على معنى اسمع منا غير مسمع كلامًا تكرهه.

فأنت تراهم لعنَهم الله أنهم كانوا يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المحتمل للشر والخير، موهمين غيرهم أنهم يريدون الخير، مع أنهم لا يريدون إلا الشر، بسبب ما طفحت به نفوسهم من حسد للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين.

4- ثم حكى سبحانه لونًا ثالثًا من خبثهم، فقال: ﴿ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ﴾، وكلمة راعِنا كلمة ذات وجهين أيضًا، فهي محتملة للخير بحملها على معنى ارقُبنا وأمْهلنا، أو انتظرنا نكلمك، ومحتملة للشر بحملها على شبه كلمة عبرانية كانوا يتسابون بها، أو على السب بالرعونة؛ أي الحمق.

قال الراغب: قوله تعالى: ﴿ وراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا ﴾ فِي الدِّينِ كان ذلك قولًا يقولونه للنبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التهكم، يقصدون به رميه بالرعونة، ويوهمون أنهم يقولون: راعنا؛ أي: احفظنا، من قولهم: رعن الرجل يرعن رعنًا، فهو رعن»؛ أي: أحمق.

وأصل كلمة لَيًّا: لويًا؛ لأنه من لويت، فأدغمت الواو في الياء لسبقها بالسكون، و(اللي): الانحراف والالتفات والانعطاف، والمراد أنهم كانوا يلوون ألسنتهم بالكلمة أو بالكلام؛ ليكون اللفظ في السمع مشبهًا لفظًا آخرَ هم يريدونه؛ لأنه يدل على معنى ذميم؛ أي: إنهم كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التهكم والاستهزاء: راعِنا، ويقصدون بهذا القول الإساءة إليه صلى الله عليه وسلم، وينطقون بهذه الكلمة وما يشابهها نطقًا ملتويًا منحرفًا؛ ليصرفوها عن جانب احتمالها للخير إلى جانب احتمالها للشر، ولذا فقد نهى الله تعالى المؤمنين عن مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الألفاظ؛ كما تقدم في سورة البقرة.

5- وقوله تعالى: ﴿ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ﴾؛ أي يقولون ذلك من أجل القدح في الدين والاستهزاء بتعاليمه، وبنبيه صلى الله عليه وسلم.

6- ثم بيَّن سبحانه ما كان بحب عليهم أن يقولوه لو كانوا يعقلون، فقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ ﴾؛ أي: ولو أنهم قالوا عند سماعهم لما يدعوهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من حق وخير، سَمِعْنا قولك سماع قبول واستجابة، وأطعنا أمرك بدل قولهم سمعنا وعصينا.

ولو أنهم قالوا عند مخاطبتهم له صلى الله عليه وسلم وَاسْمَعْ إجابتنا لدعوة الحق، وَانْظُرْنا حتى نفهم عنك ما تريده منا بدل قولهم: ﴿ وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ ﴾، لو أنهم فعلوا ذلك لكان قولهم هذا خيرًا لهم وأعدل من أقوالهم السابقة الباطلة التي حكاها القرآن عنهم.

7- ولكنهم لسوء طباعهم لم يفعلوا ذلك، فحقت عليهم اللعنة في الدنيا والآخرة، وقد صرح القرآن بذلك، فقال: ﴿ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾؛ أي: ولكنهم لم يقولوا ما هو خير لهم وأقوم، بل قالوا ما هو شر وباطل، فاستحقوا اللعنة من الله بسبب كفرهم وسوء أفعالهم: ولفظ (قَلِيلًا) في قوله: ﴿ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾، منصوب على الاستثناء من قوله ﴿ لَعَنَهُمُ ﴾؛ أي: ولكن لعنهم الله إلا فريقًا منهم آمنوا فلم يلعنوا، أو منصوب على الوصفية لمصدر محذوف؛ أي: ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلًا؛ أي: ضعيفًا ركيكًا لا يعبأ به، ولا يغني عنهم من عذاب الله شيئًا؛ لأنه إيمان غير صحيح بسبب تفريقهم بين رُسل الله في التصديق والطاعة.



قوله تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 46].

أولًا: سبب النزول:
قال البغوي - رحمه الله -: قال ابن عباس رضي الله عنهما: كانت اليهود يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألونه عن الأمر، فيخبرهم، فيرى أنهم يأخذون بقوله، فإذا انصرفوا من عنده حرفوا كلامه، وقال القرطبي رحمه الله: قال ابن عباس: كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: اسمع لا سمعت، هذا مرادهم - لعنهم الله - وهم يظهرون أنهم يريدون اسمع غير مسمع مكروهًا ولا أذى.

ثانيًا: تضمنت الآية كما في سبب النزول ألوانًا من الأقوال والأعمال القبيحة التي كان اليهود يقولونها ويفعلونها للإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى المسلمين، فكانوا يقولون له عليه الصلاة والسلام: (سمعنا)، قولك (وعصينا) أمرك، (واسمع غير مسمع)؛ أي: اسمع منا ولا نسمع منك، (غير مسمع)؛ أي: غير مقبول منك.

وقيل: كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: اسمع، ثم يقولون في أنفسهم: لا سمعت، (وراعنا)؛ أي: ويقولون راعنا، يريدون به النسبة إلى الرعونة، (ليًّا بألسنتهم) تحريفًا، (وطعنًا) قدحًا (في الدين) أن قوله: "وراعنا" من المراعاة، وهم يحرفونه يريدون به الرعونة.

ثالثًا: لما بلغ اليهود هذا المبلغ من الوقاحة وقلة الأدب والحياء مع سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم، أنزل الله تعالى تلك الآيات المباركات دفاعًا عنه، وكبتًا وتأديبًا لليهود، وإليك بيان ما فيها من العلم بعون العليم المعبود:
1- قوله تعالى: ﴿ منَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ﴾: تحريف الشيء إمالته وتغييره، وأصله من الحرف يقال: حرف الشيء عن وجهه: صرفه عنه.

أي من الذين هادوا قوم أو فريق من صفاتهم أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه؛ أي يميلونه عن مواضعه، ويجعلون مكانه غيره، ويفسرونه تفسيرًا سقيمًا بعيدًا عن الحق والصواب.

قال الفخر الرازي: في كيفية التحريف وجوه:
أحدها: أنهم كانوا يبدلون اللفظ بلفظ آخر؛ مثل: تحريفهم اسم «ربعة» عن موضعه في التوراة بوضعهم «آدم طويل»، وكتحريفهم الرجم بوضعهم الجلد بدله.

الثاني: أن المراد بالتحريف إلقاء الشُّبَه الباطلة، والتأويلات الفاسدة، وصرف اللفظ من معناه الحق إلى معنى باطل بوجوه من الحيل اللفظية، كما يفعله أهل البدعة في زماننا هذا بالآيات المخالفة لمذاهبهم، وهذا هو الأصح.

الثالث: أنهم كانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم ويسألونه عن أمر، فيخبرهم ليأخذوا به، فإذا خرجوا من عنده حرفوا كلامه »والذي نراه أولى أن تحريف هؤلاء اليهود للكلم عن مواضعه يتناول كل ذلك؛ لأنهم لم يتركوا وسيلة من وسائل التحريف الباطل إلا فعلوها، أملًا منهم في صرف الناس عن الدعوة الإسلامية، ولكن الله تعالى خيَّب آمالهم.

2- ثم حكى سبحانه لونًا من ضلالتهم، فقال: ﴿ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا ﴾؛ أي: ويقولون للنبي صلى الله عليه وسلم إذا ما أمرهم بشيء: سمعنا قولك وعصينا أمرك، فنحن مع فهمنا لما تقول لا نطيعك؛ لأننا متمسكون باليهودية.

3- ثم حكى سبحانه لونًا ثانيًا من مكرهم، فقال: ﴿ وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ ﴾، وهذه الجملة معطوفة على ما قبلها، وداخلة تحت القول السابق؛أي: ويقولون ذلك في أثناء مخاطبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وهو كلام ذو وجهين، وجه محتمل للشر بأن يحمل على معنى «اسمع»، حال كونك غير مسمع كلامًا ترضاه، ووجه محتمل للخير بأن يحمل على معنى اسمع منا غير مسمع كلامًا تكرهه.

فأنت تراهم لعنَهم الله أنهم كانوا يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المحتمل للشر والخير، موهمين غيرهم أنهم يريدون الخير، مع أنهم لا يريدون إلا الشر، بسبب ما طفحت به نفوسهم من حسد للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين.

4- ثم حكى سبحانه لونًا ثالثًا من خبثهم، فقال: ﴿ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ﴾، وكلمة راعِنا كلمة ذات وجهين أيضًا، فهي محتملة للخير بحملها على معنى ارقُبنا وأمْهلنا، أو انتظرنا نكلمك، ومحتملة للشر بحملها على شبه كلمة عبرانية كانوا يتسابون بها، أو على السب بالرعونة؛ أي الحمق.

قال الراغب: قوله تعالى: ﴿ وراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا ﴾ فِي الدِّينِ كان ذلك قولًا يقولونه للنبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التهكم، يقصدون به رميه بالرعونة، ويوهمون أنهم يقولون: راعنا؛ أي: احفظنا، من قولهم: رعن الرجل يرعن رعنًا، فهو رعن»؛ أي: أحمق.

وأصل كلمة لَيًّا: لويًا؛ لأنه من لويت، فأدغمت الواو في الياء لسبقها بالسكون، و(اللي): الانحراف والالتفات والانعطاف، والمراد أنهم كانوا يلوون ألسنتهم بالكلمة أو بالكلام؛ ليكون اللفظ في السمع مشبهًا لفظًا آخرَ هم يريدونه؛ لأنه يدل على معنى ذميم؛ أي: إنهم كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التهكم والاستهزاء: راعِنا، ويقصدون بهذا القول الإساءة إليه صلى الله عليه وسلم، وينطقون بهذه الكلمة وما يشابهها نطقًا ملتويًا منحرفًا؛ ليصرفوها عن جانب احتمالها للخير إلى جانب احتمالها للشر، ولذا فقد نهى الله تعالى المؤمنين عن مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الألفاظ؛ كما تقدم في سورة البقرة.

5- وقوله تعالى: ﴿ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ﴾؛ أي يقولون ذلك من أجل القدح في الدين والاستهزاء بتعاليمه، وبنبيه صلى الله عليه وسلم.

6- ثم بيَّن سبحانه ما كان بحب عليهم أن يقولوه لو كانوا يعقلون، فقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ ﴾؛ أي: ولو أنهم قالوا عند سماعهم لما يدعوهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من حق وخير، سَمِعْنا قولك سماع قبول واستجابة، وأطعنا أمرك بدل قولهم سمعنا وعصينا.

ولو أنهم قالوا عند مخاطبتهم له صلى الله عليه وسلم وَاسْمَعْ إجابتنا لدعوة الحق، وَانْظُرْنا حتى نفهم عنك ما تريده منا بدل قولهم: ﴿ وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ ﴾، لو أنهم فعلوا ذلك لكان قولهم هذا خيرًا لهم وأعدل من أقوالهم السابقة الباطلة التي حكاها القرآن عنهم.

7- ولكنهم لسوء طباعهم لم يفعلوا ذلك، فحقت عليهم اللعنة في الدنيا والآخرة، وقد صرح القرآن بذلك، فقال: ﴿ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾؛ أي: ولكنهم لم يقولوا ما هو خير لهم وأقوم، بل قالوا ما هو شر وباطل، فاستحقوا اللعنة من الله بسبب كفرهم وسوء أفعالهم: ولفظ (قَلِيلًا) في قوله: ﴿ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾، منصوب على الاستثناء من قوله ﴿ لَعَنَهُمُ ﴾؛ أي: ولكن لعنهم الله إلا فريقًا منهم آمنوا فلم يلعنوا، أو منصوب على الوصفية لمصدر محذوف؛ أي: ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلًا؛ أي: ضعيفًا ركيكًا لا يعبأ به، ولا يغني عنهم من عذاب الله شيئًا؛ لأنه إيمان غير صحيح بسبب تفريقهم بين رُسل الله في التصديق والطاعة.

الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





lAkQ hg~Q`AdkQ iQh]E,h dEpQv~AtE,kQ hgX;QgAlQ uQkX lQ,QhqAuAiA ,QdQrE,gE,kQ sQlAuXkQh lAkQ hgX;QgAlQ hg~Q`AdkQ dEpQv~AtE,kQ sQlAuXkQh uQkX iQh]E,h




lAkQ hg~Q`AdkQ iQh]E,h dEpQv~AtE,kQ hgX;QgAlQ uQkX lQ,QhqAuAiA ,QdQrE,gE,kQ sQlAuXkQh lAkQ hgX;QgAlQ hg~Q`AdkQ dEpQv~AtE,kQ sQlAuXkQh uQkX iQh]E,h lAkQ hg~Q`AdkQ iQh]E,h dEpQv~AtE,kQ hgX;QgAlQ uQkX lQ,QhqAuAiA ,QdQrE,gE,kQ sQlAuXkQh lAkQ hgX;QgAlQ hg~Q`AdkQ dEpQv~AtE,kQ sQlAuXkQh uQkX iQh]E,h



 

قديم 05-08-2020   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِع



بارك الله فيك
ونفع الله بك



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مَوَاضِعِهِ, مِنَ, الْكَلِمَ, الَّذِينَ, يُحَرِّفُونَ, سَمِعْنَا, عَنْ, هَادُوا, وَيَقُولُونَ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى... طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 10-07-2020 06:15 PM
سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُو طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 07-07-2020 01:48 PM
تفسير: ﴿ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْر طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 2 11-06-2020 11:59 PM
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 12-03-2020 02:51 PM
من أعظم آيات القرآن (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ..) مصراوي منتدى القرآن الكريم والتفسير 12 02-10-2016 11:36 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 08:54 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant