أهالي حلب يرفعون الأنقاض بحثاً عن ناجين من القصف الروسي (رويترز)
اللاذقية - د ب أ بيروت - أ ف ب موسكو - رويترز
قُتِلَ تسعة مدنيين أمس في غارة جوية، يعتقد انها روسية، استهدفت مستشفى مدعوما من منظمة اطباء بلاد حدود جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب بشمال غرب سورية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن بين القتلى طفل. واكدت المنظمة ان "غارة جوية دمرت" مستشفى مدعوما منها في معرة النعمان. وتدعم منظمة اطباء بلا حدود 153 مستشفى ميدانيا ومراكز صحية اخرى في مختلف انحاء سورية.
وقُتِلَ وجرح العشرات من السوريين بقصف للطيران الحربي الروسي صباح أمس بينهم ضحايا كانوا يحتمون في احدى المدارس بريف حلب شمالي البلاد. وقال ناشطون إن 10 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 اخرين، جراء القصف بثلاثة صواريخ باليستية وعنقودية وغارات جوية للطيران الحربي الروسي على منطقة اعزاز بريف حلب الشمالي ومناطق أخرى.
وأضاف ناشطون لوكالة الأنباء الألمانية أمس أن "الطيران الروسي لا يغيب عن المنطقة وهو يقصف بلا رحمة المدنيين قبل العسكريين، ولو كان هذا الحجم الهائل من القصف تجاه داعش كما يُزعم الروس لكانت مُسحَت داعش من كل الاراضي السورية".
وبثت مواقع اعلامية في حلب صورا ومقاطع فيديو أمس تصور حجم الدمار الهائل الذي يخلفه قصف الطيران الروسي الذي يصفه الاهالي والنشطاء هناك ب"الاحتلال الروسي".
وقالت وكالة شهبا برس أن "طائرات الاحتلال الروسي ترتكب مجزرة في بلدة كلجبرين بريف حلب الشمالي، جراء استهدافها لمدرسة تأوي نازحين بالصواريخ الفراغية، وكذلك سقط جرحى ووقعت أضرار مادية كبيرة جراء قصف طال مستشفى الأطفال والنسائية في مدينة اعزاز بريف حلب".
وأضاف ناشطون أن "طائرات الاحتلال الروسي تستهدف ب13 غارة جوية الأحياء السكنية في مدينة اعزاز بريف حلب وهي المنطقة التي كانت الاكثر امانا في الريف بسبب قربها من الحدود مع تركيا الا انها اليوم لم تعد كذلك".
وقال مأمون الخطيب مدير وكالة شهبا برس واحد الاعلاميين الميدانيين ل( د. ب. أ) أن "عشرات الغارات من قبل طيران الاجرام الروسي شُنّت على كل من مدن تل رفعت واعزاز وقرية كلجبرين بريف حلب الشمالي وسقط ثلاثة صواريخ بالستية على مدينة اعزاز، الاول استهدف مستشفى اطفال والاثنين الآخرين عنقوديين استهدفا وسط المدينة".
وأضاف أن "حجم النزوح يتزايد يوميا وأتوقع ان يصل الى نحو مئة الف خلال ايام اذا استمر القصف بهذه الوتيرة، الوضع الانساني مأساوي والاهالي لا يعرفون كيف يتدبرون امورهم الإمدادات الطبية متواضعة وهناك جرحى يموتون نتيجة نقص في المواد الطبية والإسعافات خاصة الاطفال والنساء والكبار في السن".
من جهته قال الناشط الاعلامي محمد المفتي ل ( د. ب. أ) إن "الاجواء بحلب وريفها سيئة للغاية. الجيش السوري الحر في ريف حلب الشمالي الاقصى محاصر من القوات الكردية من طرف وقوات النظام من طرف ثاني وإرهابيي داعش من طرف ثالث والحدود التركية مغلقة من طرف رابع، انها مأساة حقيقية".
وأضاف المفتي وهو ابن حلب أن "القوات الكردية تتقدم ميدانيا بعد القصف الروسي، واضح مدى دقة التنسيق بينهما وهذا التعاون الروسي الكردي يستكمل بتعاون وتنسيق كردي مع قوات النظام ميدانيا والطيران الروسي يقوم بمهمة تمهيد اولا".
وأوضح أن "القصف التركي يبدو متواضعا جدا بالمقارنة بقصف النظام، فالأتراك خلال يوم كامل استخدموا مائة قذيفة، اما قوات النظام فقد قصفت منطقة عندان خلال ساعة واحدة اليوم ب100 قذيفة".
إلى ذلك أعلن الجيش التركي مقتل جندي في اقصى جنوب البلاد خلال اشتباك مع مجموعة حاولت التسلل من الأراضي السورية. واوضحت هيئة اركان الجيش في بيان لها على موقعها الالكتروني ان الحادث وقع في محافظة هاتاي على الحدود مع اللاذقية في شمال غرب سورية، عندما ضبطت دورية للجيش التركي مجموعة من الاشخاص وهم يتسلقون الجدار الفاصل بين البلدين. وقال البيان ان جنديا اصيب بجروح خطيرة خلال محاولة اعتقال المجموعة في ظروف لم يتم توضيحها، قبل ان يفارق الحياة متأثرا باصابته. وقال حاكم محافظة هاتاي ارجان توباكا ان المجموعة تمكنت من الفرار إلى الجانب التركي للحدود، بحسب تصريحات نقلتها وكالة دوغان للانباء.
من جهة أخرى قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في مقابلة إن موسكو لا تعتزم أن تبقى موجودةً عسكرياً في سورية لأجل غير مسمى.
وفي مقابلة مع مجلة تايم سئل ميدفيديف عما إذا كانت روسيا ستساعد حليفها الرئيس بشار الأسد في مسعاه لاستعادة السيطرة على سورية بالكامل.
وقال في نص مكتوب للمقابلة نشرته الحكومة "ليست لدينا خطط... لوجود بلا نهاية في سورية. نحن هناك من أجل هدف محدد وملموس".
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك