*الجامعة اﻹلكترونية .. تعليم حديث لكل اﻷعمارجميل جداً أن تتلمس بﻼدنا اﻷنماط الحديثة في كل المجاﻻت، وأن نبتدئ من حيث انتهى اﻵخرون، وخاصة في مجال التعليم سواء العام أو العالي الذي مهما زاد عدد الجامعات لدينا، فإن قدرتها اﻻستيعابية ستظل أقل من إيجاد مقاعد للعدد الهائل من مخرجات الثانوية العامة من البنين والبنات في كل عام.. وفي شهر رمضان من العام الماضي صدرت الموافقة السامية على إنشاء أول جامعة سعودية إلكترونية، وفي السادس من شهر رمضان من هذا العام سيبدأ التسجيل في الجامعة الحديثة، وسيتم قبول نحو ستة آﻻف طالب وطالبة حسبما صرح به مديرها الدكتور عبد الله الموسى، الذي عاصر مسيرة التعليم العالي، وبالذات البعثات الخارجية، باعتبارها نافذة أطل من خﻼلها الدكتور الموسى على أحدث الجامعات العالمية في مختلف أنحاء العالم.وعن الجامعة الجديدة يؤكد مديرها أنها ستوفر لطﻼبها نظاماً تعليمياً متطوراً يعتمد على أحدث وأنسب اﻷنظمة اﻹلكترونية المتخصّصة، حيث يتم الدمج بين أسلوب التعليم اﻹلكتروني والتعليم عن بُعد والتعليم المباشر.ويضرب الدكتور الموسى مثاﻻً من الواقع، حيث يقول إن البنوك السعودية نجحت في أن تجعل العميل موظفاً لديها، حيث يدخل إيداعاته ويقوم بالسحب والتحويل ومعرفة الرصيد بنفسه.. وكل ذلك باستعمال الحد اﻷقصى مما تسمح به التقنية الحديثة، بينما الجامعات لم تستفد حتى اﻵن إﻻ من جزء بسيط من التقنية في التعامل مع طﻼبها.. ويتوقع الدكتور الموسى أن يكون التعليم بعد عشر سنوات فقط يتم إلكترونياً وعن بُعد بنسبة 50 في المائة.وفي الجامعة اﻹلكترونية ميزة تقدم ﻷول مرة، وهي إتاحة الفرصة لمَن فاتهم قطار التعليم، حيث ستقبل الجامعة كبار السن من حملة الثانوية العامة.. حتى من المتقاعدين الذين أشغلتهم الوظائف عن إكمال تعليمهم الجامعي، وسيكون الهدف من التعليم في هذه الحالة طلب العلم ليس للوظيفة وإنما للعلم نفسه.. وهو هدف نبيل بﻼ شك.*ومن مزايا الجامعة اﻹلكترونية أيضاً أنها تختلف عن اﻻنتساب أو الجامعة المفتوحة، حيث لديها نظام متخصّص يعطي المحاضرات من خﻼل اﻹنترنت ويتيح اللقاء مع الطﻼب بشكل مباشر عبر الشبكة بالصوت والصورة وتلقي أسئلة الطﻼب وتتم اﻹجابة عنها، ويشترط فيها وجود اﻷستاذ والطالب في وقت واحد بغض النظر عن أماكن وجودهما.. ويقوم النظام بتسجيل ومتابعة الحضور والغياب إلكترونياً، أي أن هناك ضبطاً وربطاً وﻻ وجود للتسيب في الحضور والتفاعل والمشاركة والمناقشة.وأخيراً: لن يكون هناك وجود للكتب في هذه الجامعة التي تعتبر من أحدث أنماط التعليم، وإنما هناك أجهزة صغيرة للقراءة والتصفح اﻹلكتروني بسهولة ويسر.. والمؤمل أن تساعد هذه الجامعة وفروعها التي سيتم إنشاؤها في مختلف مدن بﻼدنا على منح الدرجات العلمية في برامج وتخصصات تحتاج إليها سوق العمل، وأن توفر التعليم المستمر مدى الحياة، وليس لمجرد الحصول على الشهادة ونتطلع إلى معرفة المزيد عن هذه الجامعة ونقاط القوة في مناهجها وكيف ستتم تهيئة السوق ﻻستقبال خريجي هذا النوع من التعليم.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك