=========
إن ابن المبارك كان إذا أعدّ عُدَّته للسفر للحج،
وأزمع المسير إلى البيت الحرام اجتمع إليه
إخوانه وأصدقاؤه من أهل مَرْو،
فيقولون : نصحبك ،
فيقول : هاتوا نفقاتكم ؛ فيأخذ نفقاتهم،
فيجعلها في صندوق ويقفل عليها، ثم يكتري لهم،
(يستأجر) ويخرجهم من مرْو إلى بغداد،
فلا يزال ينفق عليهم، ويطعمهم أطيب الطعام،
وأطيب الحلوى، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي
وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى ...
مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول لكل
واحد منهم : ماذا أمَرَك عيالُك أن تشتري لهم من
المدينة من طُرِفها؟ فيقول: كذا وكذا،
ثم يخرجهم إلى مكة، فإذا قضوا حجهم،
قال لكل واحد منهم :
ماذا أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟
فيقول : كذا وكذا، ثم يخرجهم من مكة،
فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصلوا إلى بلادهم "مرَوْ"،
فيجصص بيوتهم وأبوابهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام
أعـد لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وسُرّوا،
دعا بالصندوق الذي كان قد وضع فيه نفقاتهم،
ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صُرَّته وعليها اسمه،
كاملة لم ينقص منها شيء؛ لأنه جعل الإنفاق
عليهم كله من ماله الخاص ..فيا له من كرم فياض!!
__________________________
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك