الزوجة هي نصف المجتمع، فلا يمكن أن تقوم الحياة الأُسرِية بدونها، وهي التي يتم الإعتمادُ عليها في بناء الأُسرة وتربية النشء. يقوم عِماد البيت على الزوجة لأنها تُمثِّل العاطفة التي تحتاجها الأسرة لتستمر في مسيرتها وتدوم الحياة معها وبها، ولذلك نرى أن الكيثيرين يُعوِّلون على المرأة في أمور البيت أكثر من الرجل، فهي المسؤولة عن تنظيم أمور البيت الداخلية؛ بينما الأمور الخارجية والمالية هي مسؤولية الرجل. تحلّي بالذكاء يجب على الزوجة أن تتحلى بالذكاء وسرعة البديهة في إدارتها لشؤون بيتها؛ وفي طريقة وفن التعامل مع زوجها حتى تكسب قلبه في كل يومٍ أكثر من اليوم الذي سبقه. يجب أن تتحلى المرأة بالرقة والنعومة، فزوجكِ لم يتزوجك لأنكِ على نفس درجة القوة والخشونة، كوني الأُنثى في أبهى حُلَلِها، اكسبي قلبه بكونكِ أنتِ، ليكُن سلوكك على درجة من الذوق كما أنتِ في ملبسكِ، اكشِفي غورَ زوجكِ بطريقة ذكِية، لا تتعجلي معه الأمور، بل دعي مجرى الحياة يسيرُ بوتيرته الطبيعية، فإسراعُ الوتيرة من شأنه أن يؤدي إلى الملل في نهاية الأمر؛ حيث انه لم يعُد هناك جديد في حياتكما. الحياة لا تسير على خطٍّ واضح أو بشكلٍ مستقيم، فالحياة مثل تخطيط القلب، فيه ارتفاع وانخفاض، والخط المستقيم في تخطيط القلب يعني بأن الإنسان قد مات، فالمرأة الذكية هي من تعرف أن الحياة لا يمكن أن تكون على وتيرة واحدة، بل فيها سعادة وشقاء، راحة وتعب، فتكون المرأة الذكية على استعداد لكل هذه المواقفِ في حياتها، فلا تكون صلبة فتُكسر، أي لا تكون مع زوجها في أوقات السعادة؛ وضِدَّهُ إذا جاء وقت الشقاء فتزيد من شقائه، احفظي زوجكِ في وقت شِدَّته ليحفظك أكثر مما تُريدين في وقت سعادته، فتكونين أنتِ الوحيدة في هذه الأوقات؛ ولستِ مجرَّد امرأة يضمن وجودها في بيته وقتما أراد. تجنّبي الروتين اعملي على ألا تكوني امرأةً روتينية، فالروتين يولِّد الملل عند الزوج، فلا تبلسي كل يوم نفس الملابس أو نفس الموديل، لا تعملي نفس الأكل في كل مرة؛ أو يكون بنفس الطريقة، التنويع مطلوبٌ في الحياة الزوجية وفي كل الأمور؛ فالتشويق والغموض يُكسِبان الحياة طعماً حلواً. المرأة الذكية تعرف تماماً أوضاع زوجها المادية والنفسية، فلا تُرهِقه بالطلبات وهي تعلمُ انها فوق طاقته، ولا تطلب منه ما قد يضعُ أعباءاً كثيرةً عليه. راعي نفسية زوجكِ في الأوقات الصعبة التي يمكن أن يمرُّ بها، قد لا يكون الوضع ماديا ولكن نفسياً بحتاً، وهو في هذه الحالة يحتاجُ إلى طبيبه النفسي الخاص؛ والذي هو أنتِ، كوني له الصديقة والزوجة، اجعليه يأتيكِ طلباً للراحة؛ لا أن يبحثَ عنها في أي مكانٍ آخر. كوني ذكية بتلبية احتياجات زوجك حتى قبل أن يطلبها منكِ، اقرئي بين السطور حتى تعرفي ما يُريدُ، لا تبخلي عليه فتأخذين ما تطلبين؛ وأيضاً قبل أن تطلبي. اعلمي أن أهله هم أغلى ما في حياته، وإن وضعتِ نفسك في كفة ميزان وكان أهله في الكفة الأخرى؛ فإن كفَّتهم هي الراجحة، وأنت ستذهبين من حياته إلى بلاد اللا عودة، احترمي أهله وضعي راحتهم نصب عينيكِ، هم الأصل وأنت دخيلة عليهم، فإن لم يعتبروكِ منهم فهو لن يعتبركِ كذلك؛ وسوف تعيشين في جحيمٍ يُسمى
"أهل الزوج". حافظي على أسرار زوجكِ أسرار الزوج لها قُدسية خاصة عنده، فإياكِ ثُم إياكِ أن يعرف أحدٌ عن أسراره وخصوصاً أهلك، فالرجل ملكٌ في مملكته؛ وإخراجُ أسراره خارج أسوار مملكته سيوصِله إلى مكانٍ لا ترغبين فيه، فما يحدثُ في البيت لا يُغادر البيت، لأنه لو غادره؛ فأنتِ أيضاً ستغادرين – للأسف – وتكونين مذمومة عنده، حيث أنك غير مؤتمنة على أسراره؛ فسيكون لكِ كالصندوق المُغلق الذي لن تستطيعين فتحه نهائياً. إن التقليل من احترام زوجك أما الناس هو أمرٌ لا يمكن أن يغفره الرجل، فله كرامته وكيانه ووجوده، وأي تعدٍّ منك على أحدِ هذه الأمور ستوقِعكِ في مشاكل لا حصر لها. تجنَّبي أي أمر يكرهه الرجل، لا تحاولي إثارة غيرته أو حفيظته، لا تحاولي استفزازه بالحديث في مواضيع تعلمين تمام العلم أنه يكرهها، مثل أن تقولي له كم من الخُطَّاب تقدَّم لكِ وكنتِ ترفضينهم وتزوجتِ منه، فهذا الأمر من شانه أن يُقلل من حبه لكِ؛ كونكِ تقارنين بينه وبين غيره من الرجال، وقد يصل الأمر إلى حدِّ النفور. لا تحاولي أن تعرفي عن زوجكِ ما لا يريده، فلا تحاولي أن تقرئي رسائله أو تفتشي في هاتفه من ورائه، فهذه كلها دلالات على التشيك وعدم الثقة، وإن شعر الزوج بأن ثقتكِ فيه قد انعدمت أو بدأت تقِل؛ فإنه سيُبادركِ نفس الشعور وتزول الثقة بينكما.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
اكثروا من الحمد
.. استغفر الله الحمد لله ..
يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء :
تسعة منها في اعتزال الناس وواحدة في الصمت 🤐
- الإمام علي بن أبي طالب
_ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ _