لابد ان تكونوا سمعتم بها او ربما بعضا من مقاطعها الا انني ساقدمها لكم اعزائي متكامله
مع شرح مقتضب عنها امل ان تستمتعوا بها
القصيدة لا يعرف لها شاعر لذلك سميت بالقصيدة الدعدية أو القصيدة اليتيمة, وسميت بالدعدية لانها قيلت فى امرأة جميلة اسمها ( دعد ), ودعد اسم عربى معروف يحدثنا عنه الشاعر جرير فيقول فى دعد: لم تتلفع بفضل مئزرها دعد ولم تسق دعد بالعلب التلفع: الآشتمال بالثوب كلبسة نساء الأعراب والعلب: أوعية من جلد يحلب فيها اللبن ويشرب أى: ليست دعد هذه ممن تشتمل بثوبها وتشرب اللبن بالعلبة كنساء الأعراب الشقيات ولكنها ممن نشأن فى نعمة وكسين احسن كسوة واسمك يادعد يوحى بالامتلاء.
ودعد التى قيلت فيها القصيدة هنا هي ابنة أحد زعماء القوم فى الجاهلية وكانت شاعرة عبقرية وظلت ترفض الزواج من كل من يتقدم اليها بحجة أنها لن تتزوج الا من هو أشعر منها .. فنظم شاعر ( تهامي ) هذه القصيدة التي سميت لاحقا باليتيمة .. وبينما كان في طريقه الى نجد كي يسمع ( دعد ) ماقاله من شعر استضافه أحد ممن مرت ناقته بمكانهم .. فقص عليه حكايته وأنشده قصيدته .. فما كان من الرجل إلا وان قتل هذا الشاعر وأخذ منه القصيدة متوجها بها الى ( دعد ) وحين قرأها أمامها وجدت ان أحد أبياتها يدل قائله انه من ( تهامة ) وهو ( ان تتهمي فتهامة وطني ..... الخ ) فما كان منها ـ حسبما تقول الرواية ـ الا أن صرخت في وجهه وقالت ( هذا قاتل بعلي ) فقبض عليه قومها وأخذوا منه اعترافا بجنايته .
وسميت القصيدة باليتيمة لانها واحدة لاثاني لها, فالذي قالها لم يقل غيرها, ولا يعرف من هو قائلها, وقد قال عنها النقاد القدامى والمحدثون انها من أجود وأروع ما جاء في الشعر العربي بل ذهب البعض منهم للقول بأن سبب تسميتها باليتيمة يعود لجودتها التي تجعلها وحيدة في الروعة بحيث لا تشابهها في مجالها أي قصيدة أخرى .
وتدور (القصيدة اليتيمة ) حول عدة محاور يبدأها الشاعر المجهول بالحديث عن ( الطلل ) كما جرت العادة في قصائد الشعر العربي القديم .. بعدها ينتقل للحديث عن ( دعد ) فيصفها بدقة وعلى نحو أشبه بالاسطوري . ومن ثم يفرد الشاعر مقاطع شجية يبدأها بالبيت الرائع ( إن لم يكن وصل لديك لنا يشفي الصبابة فليكن وعد ) لتتوالى الابيات حول شكواه من الهجر والصدود الى أن يختم قصيدته بالحديث عن أخلاقه وقيمه ومثله .
كما حملت القصيد اجمل بيت شعر قيل وهو ( ضدّان لما اسـتجمعا حَسنا والضـدّ يُظهر حُسّنهُ الضِدّ ) واليكم القصيدة, وتحياتى وتمنياتى لكم باسعد الاوقات.
هـل بالطـوال لسائـل رَدّ ***أم هـل لهـا بتكلّـم عهـدُ
درس الجديد جديـد مَعْهَدِهـا ***فكأنّما هـي رّيْطـة جَـرْد
من طول ما تبكي الغيومُ على ***عَرَصاتهـا ويُقهقـهُ الرعـدُ
وتُلـثُّ ساريـةٌ وغـاديـةٌ ***ويَكـرُّ نحـس خلفـه سعـد
تلقـاء شامـيـةٍ يمانـيـةٌ ***لهما بمَـوْرِ تُرابهـا سَـردُ
فكست بواطنُهـا ظواهرَهـا ***نَـوراً كـأنَّ زَهـاءَه بُـرد
فوقفتُ أسألهـا وليـسَ بهـا ***إلا المهـا ونقانـقٌ رُبــدُ
فتبادرت دِرَرٌ الشئون علـى ***خـدّي كمـا يتناثـرُ العقـد
أو نَضْجُ عزلاءِ الشّعيب وقد ***راح العيـفُ بِمِلئِهـا يَعـدو
لهفي على دَعد ومـا خُلقـت ***إلا لحـرِّ تلهّـفـي دعــدُ
بيضاء قد لبس الأديـمُ بَهـا ***ء الحُسن فهو لجلدهـا جلـد
ويزين فَوْدَيهـا إذا حَسـرت ***ضافي الغدائر فاحـمٌ جَعـدُ
فالوجه مثلَ الصبح مبيـضٌ ***والشعر مثـلَ الليـل مسـودّ
ضدّان لما استجمعـا حَسنـا ***والضدّ يُظهر حُسّنـهُ الضِـدّ
وجبينهـا صَلْـتٌ وحاجبهـا ***شَخْـتُ المخَـطّ أزَجُّ ممتـد
وكأنها وسنـى إذا نظـرتْ ***أو مُدنَـفٌ لمـا يُفِـقْ بعـدُ
بفتور عينٍ مـا بهـا رَمَـدُ ***وبها تُداوى الأعيـنُ الرُّمـد
وتُريـك عِرنينـاً يزيّـنـه ***شَمَـمٌ وخَـدَّاً لونُـهُ الـورد
وتجيل مسواكَ الأراك علـى ***رَتلٍ كـأن رُضابـه الشَهـدُ
والجيد منهـا جيـدُ جازئـة ***تعطو إذا ما طالهـا المـرْد
وامتدّ من أعضادها قصـبٌ ***فَمْـمٌ تلـتـه مَـرافـق دُرْد
والمِعصَمان فما يُرى لهمـا ***من نَعمة وبضاضـةٍ زنـد
ولهـا بنـان لـو أردتَ لـه ***عَقـداً بكفّـكَ أمكـن العقـد
وكأنمـا سُقيـت ترائبُـهـا ***والنحر ماءَ الـورد إذ تبـدو
وبصدرهـا حُقّـان خِلتهمـا ***كافورتيـن علاهمـا نَــدُّ
والبطن مطوىّ كما طُويـتْ ***بيضٌ الرياط يصونها المَلْـد
وبخصرهـا هَيـفٌ يزيّنـه ***فـإذا تنـوء يكـاد ينـقـدُّ
والتـفّ فَخذاهـا وفوقهمـا ***كَفَل يجاذب خصرهـا نَهـد
فقيامُهـا مثنـى إذا نهضـت ***مـن ثقلـه وقعودهـا فَـرد
والسـاق خَرعبـة منعّـمـةٌ ***عَبِلتْ فطَوق الحَجـل منسـدّ
والكَعـب أدرمُ لا يبيـن لـه ***حَجـم وليـس لرأسـه حَـدُّ
ومشت على قدمين خُصرَتـا ***وألينتـا، فتكـامـل الـقـدّ
ما عابَها طـول ولا قِصْـرٌ ***في خَلْقهـا فقِوامُهـا قَصـدُ
إن لم يكن وصل لديـكِ لنـا ***يشفي الصبابةَ فليكـنْ وعـد
لله أشـواقـي إذا نَـزحـتْ ***دارٌ بنـا ونـأى بكـم بُعـدُ
إنْ تُتْهمـي فتهامـةٌ وطنـي ***أو تُنجِدي يكن الهـوى نجـد
وزعمتِ أنكِ تضمرين لنـا ***ودّاً فهـلاّ ينـفـع الــوُدّ!
وإذا المحبّ شكا الصدودَ ولم ***يُعطَف عليـه فقتلـه عَمْـد
تختصّها بالودّ وهـي علـى ***مالا تحبُّ ، فهكـذا الوجـد
أو ما ترى طِمـريَّ بينهمـا ***رجـلٌ ألـحَّ بهزلـه الجِـدُّ
فالسيف يقطَع وهو ذو صَـدا ***والنصل يعلو الهام لا الغِمـد
هل تنفعـنّ السيـفَ حليتـه ***يوم الجـلاد إذا نبـا الحَـدُّ
ولقد علمـتِ بأننـي رجـل ***في الصالحات أرواح أو أغدو
سَلْمٌ على الأدنـى ومَرحمـةٌ ***وعلى الحوادث هـادِنٌ جَلْـدُ
مَتجلببٌ ثوبَ العَفـاف وقـد ***غفل الرقيب وأمكـن الـورد
ومُجانبٌ فعـلَ القبيـح وقـد ***وصل الحبيبُ وساعد السعـدُ
منـع المطامـع أن تُثلّمنـي ***أني لمعْوَلِهـا صفـاً صلـدُ
فأروح حُـراً مـن مذلتهـا ***والحرُّ - حين يطيعها - عبدُ
آليـتُ أمـدح مُقرفـاً أبـد ***ايبقى المديـح ويَنفـدُ الرفـد
هيهات يأبى ذاك لي سَلـفٌ ***خَمدوا ولم يخمد لهـم مجـد
والجد كنـدةُ والبنـون *** هـمُ فزكا البنون وأنجـبَ الجـدّ
فلئن قفـوتُ جميـل فعلهـم ***بذميـم فعلـى إننـي وَغْـد
أجملْ إذا حاولتَ فـي طلـب ***فالجِدّ يغني عنـك لا الجَـدّ
ليكـنْ لديـك لسائـلٍ فَـرجٌ ***إن لم يكـن فَليَحْسُـنِ الـردُّ
وطريد ليـل ساقَـه سَغَـبٌ ***وَهْنـاً إلـيَّ وقـادَه بَــرْد
أوسعتُ جُهدَ بشاشة وقِـرى ***وعلى الكريم لضيفه الجُهـد
فتصـرّمَ المثُنـي ومنزلـه ***رَحْبٌ لـديّ وعيشـه رَغْـد
ثـم اغتـدى ورداؤه نـعَـمٌأ ***سأرتُهـا وردائـي الحمـد
يا ليت شِعـري بعـد ذالكُـمُ ***ومصيرُ كـلّ مؤمـلٍ لحـد
أصريعُ كَلْمٍ أم صريع ضَنـاً ***أودَى فليس من الـرَدى بُـدّ
منقول
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
الله يعطيك الصحة والعافية ابوعبدالرحمن ذكرتني بكتاب اجمل عشرين قصيدة حب
وكانت اليتيمة من اجمل القصائد فيه يعطيك العافيه
و من الجدير بالذكر ان هذه القصيدة يحذف منها بيت من الشعر و ذلك بسبب ان البيت يعتبر فاضحا لاحتوائه على الاسم السادس في اللغة العربية و الذي لا يذكر في مناهجنا الدراسية ايضا فكلنا يعرف ان في اللغة العربية هناك فقط الاسماء الخمسة و الاسم السادس هو ( هنُ )
الله يعطيك الصحة والعافية ابوعبدالرحمن ذكرتني بكتاب اجمل عشرين قصيدة حب
وكانت اليتيمة من اجمل القصائد فيه يعطيك العافيه
و من الجدير بالذكر ان هذه القصيدة يحذف منها بيت من الشعر و ذلك بسبب ان البيت يعتبر فاضحا لاحتوائه على الاسم السادس في اللغة العربية و الذي لا يذكر في مناهجنا الدراسية ايضا فكلنا يعرف ان في اللغة العربية هناك فقط الاسماء الخمسة و الاسم السادس هو ( هنُ )
أبو احمد
شكرا على المرور وعلى الإضافة
دمت بألف خير