هولاند ينحني أمام نعش أحد الفرنسيين اللذين قضيا قبل أيام في اعتداء إرهابي
باريس - حسان التليلي
تحقق الشرطة القضائية المتخصصة في شؤون الإرهاب منذ أيام مع شاب فرنسي متهم بالإعداد إلى اعتداءات إرهابية تستهدف سياحا وخاصة السياح الأمريكيين والروس والبريطانيين وكذلك أعوانا من رجال الشرطة والدرك. وقد قبض على هذا الشاب يوم الثالث عشر من شهر يونيو الجاري في مدينة "كاركاسون" الواقعة في جنوب فرنسا وهو يحمل سكينا وساطورا. وتفيد شهادات تم تداولها أمس الجمعة عبر وسائل الإعلام الفرنسية أن هذا الشاب اعتنق الدين الإسلامي في عام 2014 وأنه انحرف بسرعة لعدة أسباب من أهمها أنه كان على قطيعة مع أسرته وأنه كان مواظبا على متابعة مضامين تدعو للتطرف والعنف وتروج لها التنظيمات الإرهابية ولاسيما تنظيم "داعش" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال محامي الشاب الفرنسي إن موكله كان مواظبا على معاينة مشاهد قطع رؤوس ضحايا "داعش" بل إن الأمر وصل بالشاب الفرنسي إلى حد الهوس حسب محاميه.
ونقلت بعض وسائل الإعلام الفرنسية أمس تصريحات نسبتها للشاب الفرنسي كان قد ادلى بها مرارا عديدة ومفادها أنه لم يجد الإمكانات المالية الكافية التي كان من شأنها السماح له بالذهاب إلى سوريا للقتال إلى جانب "داعش". ولذلك فإنه قرر الهجوم على سياح من بلدان تنتمي إليها قوات التحالف الدولي الذي يتصدى لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا وعلى قوات الأمن الفرنسية انطلاقا من مبدأ أن فرنسا تشارك في هذا التحالف.
وقد أبن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند صباح أمس ضابط الشرطة ورفيقته اللذين عمد شاب فرنسي آخر يدعى العروسي عبالة إلى قتلهما بسكين في الليلة الفاصلة بين الاثنين والثلاثاء الماضيين في بلدة " مانيافيل" الواقعة في ضاحية باريس الغربية. وأثنى رئيس الدولة الفرنسية على الجهود الكبيرة التي تقوم بها قوات الأمن والدرك والجيش لحماية الفرنسيين وفي إطار الإجراءات الوقائية الرامية لإفشال مشاريع اعتداءات إرهابية جديدة تطال فرنسا. ووصف العاملين في هذه القوات ب«حراس الجمهورية". وكان تنظيم "داعش" قد تبنى عملية مقتل ضابط الشرطة الفرنسي ورفيقته التي كانت موظفة في أحد مراكز الشرطة بضاحية باريس.
من جهة أخرى، تواصل الجدل في فرنسا حول سبل التصدي للمضامين التي تدعو للتطرف والإرهاب والتي تسعى التنظيمات المتطرفة إلى الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق قرر والد طالبة أمريكية تدعى "نويمي غنزاليز" قضت في اعتداءات باريس خلال شهر نوفمبر الماضي مقاضاة الشركات المشرفة على تمرير مثل هذه المضامين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا "فايسبوك" و"تويتر". ونقلت وسائل الإعلام الفرنسية عن محامي والد الطالبة الأمريكية قوله إنه ينتظر أن ترفع شكاوى مماثلة في قضية الحال التي ينتظر أن يبت فيها القضاء الأمريكي في مدينة أوكلاند في الواحد والعشرين من شهر سبتمبر المقبل.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك