”رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش”
حديث شريف حثنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصيام،
ليس فقط من الطعام والشراب بل أيضا من لغو الكلام وحفظ اللسان من الغيبة والنميمة والكذب
والسباب والشتائم وغيرها من الصفات السيئة التي تفسد على المسلم صومه.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم “رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش
ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب”، وقال أيضا “الصوم جُنة” أي راحة للمسلم وأمان له
فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإذا سبه أحد أو قاتله فليقل إني صائم”.
فالصوم لا يكتمل ثوابه وقبوله إلا بعدد من الواجبات والآداب أهمها حفظ اللسان عن كل ما لا ينفع
أو كل كلام اللغو والغيبة والنميمة والسمو بالأخلاق عن هذا الحديث الذي يفسد على المسلم صومه.
وقد قال العلماء إن كل الكلام الذي لا يظهر فيه المصلحة يجب أن يمسك الإنسان عنه،
وعليه أن يميز أوقات الكلام والسكوت لأن كل منهما مطلوب ولكن في وقت يتحول الأمر للنقيض،
فكما يقول العلماء الساكت عن الحق شيطان أخرس والمتكلم بالباطل شيطان ناطق، فالكذب والنميمة
والغيبة والفحش والخوض في الباطل وإيذاء الغير كلها أفعال يجب الامتناع عنها سواء خلال الصيام أو غيره.
ففي حديث شريف قال النبي صلى الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”،
وكذلك “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”، وهكذا فالإسلام حرم الغيبة وجعلها بمثابة الأكل في لحم الآخر ميتا
وهي لا تقف على اللسان فقط بل بالفعل والإشارة والكتابة والحركة. كذلك حدد العلماء السخرية والاستهزاء
بالغير كأحد أمراض اللسان فالاستهانة والتحقير والتركيز على العيوب والنقائص هي أيضا من الآفات
التي يجب البعد عنها حتى لا يأتي المرء يوم القيامة، ويجد نفسه مفلسا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
“إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا،
وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته،
فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار”
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك