درس الفقه: ما يباح للصائم فِعلُه:
مِن الأمور التي يباح للصائم أن يفعلها ما يأتي:
أولًا: يباح له ما لا يمكن الاحتراز منه، مثل: غبار الطريق، بَلْع الريق.
ثانيًا: المضمضة والاستنشاق، مع عدم المبالغة فيهما؛ عن لَقِيط بن صبرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بالِغْ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائمًا))[17].
ثالثًا: الاغتسال؛ فقد قال أبو بكر: "لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعَرْجِ يصُبُّ على رأسه الماء وهو صائمٌ من العطش، أو مِن الحر"[18].
العَرْج: بفتح العين وسكون الراء: قريةٌ جامعة على طريق مكةَ، بينها وبين المدينة تسعةٌ وتسعون فَرْسَخًا، وهي في الطريق الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة، وسُمِّيَت العَرْجَ بتعريج السيول بها.
وقد نقَلت إحدى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان يُدرِكه الفجر وهو جنبٌ من أهله، ثم يغتسل، ويصوم[19].
رابعًا: استعمال السواك، لكن قبل الزوال؛ أي: الظُّهْر.
خامسًا: الحُقَن، سواء في العضل أو الوريد، إلا الحقنة الشرجية؛ فإنها تُفطِر عند الجمهور، إلا المالكية، فمكروهة.
سادسًا: الاكتحال، عن أنس بن مالك أنه "كان يكتحل وهو صائمٌ"[20].
سابعًا: القُبلة، لِمَن ملَك نفسه؛ عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّلُ وهو صائمٌ، ويباشر وهو صائمٌ، ولكنه أملَكُكم لإِرْبِه[21]، وإذا خاف أن تحرك شهوته، فإنه يكره له ذلك، والأولى تركها.
ثامنًا: استعمال العِطْر والروائح الطَّيبة، قال ابن تيمية: "وشَمُّ الروائح الطيبةِ لا بأسَ به للصائم"[22].
نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان، دار الصفوة بالقاهرة
[1] سبق تخريجه.
[2] البخاري (2012)، مسلم (761).
[3] البخاري (1147).
[4] البخاري (245)، مسلم (255).
[5] مسلم (772).
[6] مسلم (767).
[7] أبو داود (1375)، والنسائي (1364)، وصححه الألباني.
[8] تفسير القرطبي، (ج1، ص429)، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية - القاهرة، ط2/ 1384ه = 1964 م.
[9] لسان العرب، لابن منظور، (ج4، ص267)، فصل الخاء المعجمة، دار صادر - بيروت، ط3/ 1414 هـ.
[10] انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية، (ج3، ص241).
[11] البخاري (3682).
[12] انظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية، (ج10، ص661)، تحقيق: عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية، 1416هـ = 1995م.
[13] فتح الباري، لابن حجر، (ج11، ص184).
[14] شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، (ج4، ص1
62)، دار الوطن للنشر، الرياض، ط/ 1426 هـ.
[15] الترمذي (2151)، وضعَّفه الألباني.
[16] مدارج السالكين
بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، لابن القيم، (ج2، ص175)، تحقيق: محمد المعتصم بالله البغدادي، دار الكتاب العربي - بيروت، ط3/ 1416 هـ = 1996م.
[17] أبو داود (2366)، والترمذي (788)، والنسائي (87)، وابن ماجه (407)، وقال الترمذي: حسن صحيح.
[18] أبو داود (2365)، ومسند أحمد (23223)، وإسناده صحيح.
[19] البخاري (1926).
[20] أبو داود (2378)، وقال الأرناؤوط: حسن موقوف.
[21] مسلم (1106).
[22] انظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية، ج5، ص376، دار الكتب العلمية، ط1/ 1408هـ = 1987م.
الالوكة