الذوق، وسلامة المنطق، وكمال الأدب
الذوق، وسلامة المنطق، وكمال الأدب _ نعمة يهبها الله لمن يشاء من عباده.
وكثافة النفس، وبلادة الحس، ونبوُّ العبارة بلية وأيُّ بلية.
وإن من نعم الله على العبد أن يَجْبُلَهُ على سلامة الذوق، وأدب النفس؛
فذلك عنوان سعادته في العاجل والآجل.
وإن من أعظم الآفات أن يبتلى الإنسان بقلة الأدب، وسماجة الخلق.
وإن من البلايا التي يبتلى بها بعض الناس أن يكون ثقيلاً على جُلاسه،
وطلابه، وقرائه، وسائرِ خلطائه.
وذلك من خلال استعماله لغةَ التعالي، والاستفزاز، وتَعَمُّده الإثارةَ،
فتراه لا يحسن إلا هذا الطرازَ من الكلام، والكتابة.
ولا يراد من ذلك ما يمارسه بعضهم من النقد الهادف، والتسديد المثمر،
والإصلاح المنشود؛ فذلك مطلب ملح، وغاية مبتغاة، والقائم
بذلك مشكور مأجور إن ابتغى ما عند الله.
وإنما المقصود ألا يُغْفِلَ مَنْ يمارس تلك الأعمالَ جانبَ الذوق،
بحيث لا يبالي بمشاعر الآخرين، ولا يأنف من مواجهتهم
بما يكرهون؛ بحجة أنه يروم الإصلاح.
ولا ريب أن مراعاة المشاعر مطلب اجتماعي، ومقصد شرعي؛
فالناس يحبون لِين الجانب، وبسط الوجهِ، والقلوب
تُقْبل على من يتواضع لها، وتَنْفُر ممن يزدريها،
ولا يُكَلِّمها إلا من عَلُ.
ولا يكفي في باب النقد أو الإصلاح أن يكون في يد القائم بذلك
حجة يلقيها في أي صورة شاء.
بل اللائق في ذلك الشأن أن يصوغ كلامه بطريقة
تكون أقرب إلى القلوب والقبول.
[/TABLE1]
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك