عدد الضغطات : 9,101عدد الضغطات : 6,599عدد الضغطات : 6,319عدد الضغطات : 5,540
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :عميد القوم)       :: احذروا سوء الظن (آخر رد :ابو طراد)       :: من فوائد وفضائل الذكر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: هل تريد نخلة في الجنة (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: وانت في مفترق الطرق تذكر... (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: غلط يقع فيه بعض المصلين (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: علماء الأزهر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رائعة جداً (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: ايمانيات (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رحله العمر (آخر رد :فاطمة صلاح)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 21-01-2012   #1


المتوكل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 342
 تاريخ التسجيل :  03 - 09 - 2011
 أخر زيارة : 12-06-2013 (03:28 PM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 التقييم :  326
 اوسمتي
التميز 
لوني المفضل : Cadetblue
جهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله





بحث في جهود المملكة في الدعوة
الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين ، جدد الله به رسالة السماء ، وأحيا ببعثته سنة الأنبياء ، ونشر بدعوته آيات الهداية ، وأتم به مكارم الأخلاق وعلى آله وأصحابه ، الذين فقههم الله في دينه ، فدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهدى الله بهم العباد ، وفتح على أيديهم البلاد ، وجعلهم أمة يهدون بالحق إلى الحق تحقيقاً لسابق وعده : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ} . فشكروا ربهم على ما هداهم إليه من هداية خلقه والشفقة على عباده، وجعلوا مظهر شكرهم بذل النفس والنفيس في الدعوة إلى الله تعالى .
أما بعـد:
فإن تبليغ دعوة الإسلام ، وبيان سماحته ، وسمو مقاصده ، واجب على كل مؤمن بعامة ، وواجب على العلماء بخاصة ، فإذا نهض للقيام بهذا الواجب طائفة فقهت الإسلام وشرائعه وآدابه ، فإن من أعظم واجبات المسلمين في هذا العصر : أن تتضافر جهودهم على إعانة القائمين به ، حتى تتاح الفرصة لبلوغ أفكارهم غاياتها من قلوب الناس وعقولهم ، تجديداً لإبلاغ الدعوة ، وأداء لحق الوراثة في هذا التبليغ {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }( .
وقد مرت الأمة الإسلامية بمنعطفات خطيرة ، وتعرضت لمؤمرات من أعدائها استهدفت تقويض أركان ديننا الحنيف ، مما جعل القيام بالدعوة إلى سبيل الله بالقلم واللسان ، والسيف والسنان ، واجباً منوطاً على كل من يستطيع أن يحمل رسالة الحق والخير ، ويؤديها إلى الناس كافة أداء رغيباً صالحاً ، يدفع عنها الشبه ، ويدحض عنها الأباطيل . وقد كانت الحركة الإصلاحية السلفية على يد إمام الدعوة : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري ، نقطة تحول سياسي إسلامي في تاريخ الدعوة إلى الله ، وقد تأثر بها دعاة الإصلاح في العالم العربي خاصة والإسلامي عامة .
وبفضل هؤلاء الدعاة الذين يضيق المقام عن حصر جهودهم ونتائج أعمالهم تعزى أهم أسباب تعاظم قوة الإسلام والمسلمين في العقود الثلاثة الأخيرة ودخولهم في مرحلة جديدة حاسمة من وقتنا الراهن .
وقد شهدت العقود القليلة الماضية من هذا القرن نمواً مطرداً في الدعوة إلى الله ، وكان للمملكة العربية السعودية النصيب الأوفر في خدمة الدعوة داخلاً وخارجاً ، وسنعني هنا بالدعوة في الداخل فقط، فبفضل الله وجدت المنظمات والمؤسسات والهيئات والوزارات والمجالس والمصالح الحكومية والأنشطة الشعبية والمكاتب الدعوية العاملة في مجال الدعوة ، وكذلك اللجان المتخصصة ، ووسائل الإعلام ، والتعليم ، والمطبوعات والمنشورات ، والمراكز ، والمكتبات العامة والخاصة ، كل هذه الوسائل يتحقق بها وباستعمالها استعمالاً سليماً جانبٌ مهمٌ من جوانب الدعوة إلى الله وكلما انسجمت هذه الوسائل مع الوضع الدعوي ، وأخذت بوسائله وطرائقه كانت أكثر عطاء ، وأكبر أثراً ، وأجدي وسيلة في الدعوة إلى الله تعالى .
والمملكة العربية السعودية –بحمد الله تعالى– تعمل جاهدة في كل هذه المجالات وتستعمل كل هذه الطرق فيما يحقق الدعوة إلى الله .
ثم إن هذه المجالات قابلة للتطوير والتحديث وإعادة النظر في بعض وسائلها وطرائقها ، وتستبدل بها ما يناسب ظروف العصر ومتطلباته .
ولعل هذا البحث المقدم لمؤتمر المملكة في مائة عام يسلط الضوء على بعض جهود الدولة السعودية في دورها الثالث ، وبخاصة في مجال الدعوة ونشرها داخلياً وخارجياً بدءاً من المؤسس الأول : الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود –رحمه الله –حتى اليوم ، ونحن نعيش عهد خادم الحرمين الشريفين ، حيث انفتحت الدولة على العالم من أقصاه إلى أقصاه ، وأصبح دورها الدعوي له صوت مسموع ، وأثر ملموس نسأل الله أن يسدد الخطى ، ويوفق على الدرب ، وأن ينفع بهذه الجهود ، إنه نعم المولي ونعم النصير .


تمهيــــد :
أ – الأطوار الدعوية بالمملكة واكبت تاريخها وتطورها :
الدعوة إلى الله –تعالى– واكبت البشرية منذ بدايتها على عهد آدم أبي البشر عليه السلام ، ثم تجددت الدعوة بإرســـال نوح عليـــه السلام ، ثم بلغت أوجها في نبوة محمد e حيث أكمل الله الدين ، وأتم على عباده النعمة ، ورضي للبشرية كلها الإســـلام دينــا.
وتاريخ الدعوة إلى الله تعالى هو أعرق تاريخ عرفته البشرية ووعاه عقلها ، والأنبياء والرسل جميعاً هم حملة مشعل الهداية بحكم ما اصطفاهم الله له : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )
إن الله تبارك وتعالى أرسل رسله داعين إلى عبادته ، ومعهم البشارة والنذارة ليتعظ الناس فيحيا من حي عن بينة ، ويهلك من هلك عن بينة ، وليقطع على الناس حجة الجهل أو عدم البلاغ ، قال تعالى : { رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } .
ومنذ أن قامت المملكة العربية السعودية ، كان المنهج واضحاً ، والغاية محدودة ، يقــول الملك عبد العزيز – رحمه الله – : " نحن دولة تقوم على كتاب الله وسنة نبيه محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام نناهض كل ما يتعارض مع ذلك أو يخرج بنا عنه " .
وقال –رحمه الله – وهو المؤسس لهذا الكيان يوم دعا علماء الحجاز وأهل الرأي فيه عقب دخوله مكة المكرمة : ( إن أفضل البقاع هي التي يقام فيها شرع الله ، وأفضل الناس من اتبع أمر الله ، وإن لهذا البيت شرفه ومقامه ، منذ رفع سمكه سيدنا إبراهيم عليه السلام )
وقال أيضاً : " لا ينفعنا غير الإصلاح في كل شيء ، الإخلاص في العبادة لله وحده، والإخلاص في الأعمال كلها ، والذي أبغيه في هذه الديار أن يعمل فيها بما في كتاب الله وسنة نبيه في الأمور الأصلية ، أما في الأمور الفرعية فاختلاف الأئمة فيها رحمه " .
ومن توفيق الله – تعالى – أن البلاد لم تحد عن هذه الجادة ، على الرغم من كل الأحداث والمتغيرات والتقلبات السياسية والتيارات والمذاهب والأيدلوجيات التي هبت على هذا العالم خلال خمسين عاماً مضت .
ذلك أن التزام أبناء الملك عبد العزيز –رحمه الله– بهذا المنهج القويم لم يكن محل اختيار أو مراوحة لأسباب عدة :
أولاً : أن الهدف من قيام المملكة العربية السعودية كان هو تصحيح الأوضاع العقدية بعدما شابها من شوائب الجهل والتخلف والتفكك والانقسام والتمزق والرعب الذي ساد الجزيرة العربية وضرب بأطنابه في أرجائها .
ثانياً : أن المملكة العربية السعودية تضم أقدس البقاع وأطهرها ، وتتشرف بخدماتها والقيام عليها ، وتتحمل مسؤولية تيسير أسباب الوصول إليها ، وخدمة المسلمين الذين يأتونها من كل مكان .
ثالثاً : أن المسلمين في كل مكان من هذا العالم ينظرون إلى هذه البلاد على أنها مهبط الوحي ، ومآزر النبوة ، ومصدر الإيمان ، ومحور الوحدة والتلاحم بينهم ، ومن ثمَّ يجدون فيها الآمال والقوة والخير والطمأنينة .
رابعاً : أنه لا يوجد بلد في العالم عليه من المسؤوليات وله من الاحترام والتقدير والمحبة لدى الشعوب المؤمنة ما لهذا البلد ؛ لما توافر له من خصائص ومميزات ، وما استقام فيه من عدل واطمئنان ، بفضل التطبيق الشامل لأحكام الشرع ، والامتثال لأوامر الله ، واجتناب نواهيه . وإذا كان الأمر كذلك ، فهل يستغرب أن يكون الإسلام هو المصدر الوحيد الذي تستمد منه هذه الدولية الشرعية ، ويصبح مصدر قوتها ، وتمسك شعبها ، ومبعث الخير العميم الذي يتفجر في أنحاء أرضها؟
إن الذين يعرفون هذه المنطقة قبل مائة عام ، ثم تابعوا مسيرة هذه البلاد منذ وحدها الملك عبد العزيز – رحمه الله – حتى اليوم يدركون حقيقة الأمن والاستقرار الذي تنعم به ، بل ويجدون تعليلاً منطقياً سليماً للسلام النفسي والاجتماعي الذي يخيم على ربوعها ، ويميز حياة شعبها عن كثيرٍ من الشعوب القلقة وغير المستقرة ، أو البائسة واليائسة بفعل تحياة الخوف والهلع والدمار والاضطراب ، نتيجة البعد عن أوامر الله ، وعدم التزامها بتطبيق شريعته الخالدة .
أما كيف تحقق كل هذا ؟ ! فإن نظرة سريعة إلى الأنظمة والممارسات العامة داخل هذه البلاد توافر إجابة دقيقة على الكثير من التساؤلات التي تبحث عن أسباب النعم الكثيرة التي تحياها المملكة العربية السعودية ، ويتمتع بها المواطن والمقيم والوافد إليها بفضل الله تعالى .
فالمحافظة على القيم الإسلامية ، وتطبيق شريعة الله وترسيخها ونشرها ، والدفاع عن الدين والوطن ، والمحافظة علي الأمن والاستقرار الاجتماعي للبلاد كلها دعامة التنمية في المملكة ومنبع الاستقرار فيها .
أما بالنسبة للسياسة التعليمية في المملكة فإن أهم شئ نحرص عليه في سياستنا التعليمية هو تنشئة الأجيال على الأسس الدينية وربطهم بتاريخ الإسلام وعظمته ) .
ويكفي أن نشير الآن إلى أن لدينا سبع جامعات تركز ثلاث جامعات منها على الدراسات الإسلامية والشرعية ، وهي منارا ت للعلم والهدى ، وهي: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض ، وجامعة أم القرى في مكة المكرمة ، فضلاً عن التخصصات العلمية المماثلة في بقية الجامعات الأخرى ، وكذلك عشرات المعاهد والكليات المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة .
كما تلتزم السياسة الإعلامية بالأهداف والمبادئ والمنطلقات نفسها حيث : تنبثق هذه السياسة من الإسلام الذي تدين به الأمة عقيدة وشريعة ، وتهدف إلى ترسيخ الإيمان بالله –عز وجل– في نفوس الناس ، والنهوض بالمستوى الفكري ، والحضاري والوجداني للمواطنين وإلى تعميق فكرة الطاعة لله و لرسوله وأولى الأمر ، كما تستمد الأنظمة المالية والتجارية والاقتصادية في المملكة مضامينها من الشريعة الإسلامية الخالدة في إداراتها لمسؤولياتها ونهوضها بمختلف النشاطات .
" وجاءت أنظمة الحكم والشورى والمناطق الصادرة بتاريخ 27/8/1412هـ لتؤكد تصميم المملكة العربية الســعودية على استمرارها ، في تمسكها الشديد بالعمل في ضوء شريعة الله ، وهدي نبيه الكريم e .
يقول خادم الحرمين الشريفين: " إن دستورنا في المملكة العربية السعودية هو كتاب الله الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وسنة رسوله e الذي لا ينطق عن الهوى ، ما اختلفنا في شئ إلا رددناه إليهما ، وهما الحاكمان على كل ما تصدره الدولة من أنظمة ... إننا ثابتون – بحول الله وقوته – على الإسلام ، نتواصى بذلك جيلاً بعد جيل ، وحاكماً بعد حاكم .
إن المملكة العربية السعودية كانت وما زالت وسوف تستمر –بإذن الله تعالى– دولة قيم ومبادئ أخلاقية إنسانية ، ونموذج عدل وسلام ومحبة ووئام ، وهو ما جعلها باستمرار مرشحة للمزيد من التفوق والنهوض والاستقرار ؛ لأنها لا تعاني من اختلاف في الموازين والمقاييس ، كما أنها تنطلق في ممارستها من نهج واضح وقويم ، وليس بإمكان أي أحد أن يزايد عليها فيه ، أو يدفعها إلى الخروج عليه ، أو العمل بعيداً عنه وفي الوقت نفسه فإنها لا تتردد لحظة واحدة في مراجعة أنظمتها ، وتجاربها والاستفادة من كل معطى إنساني أو حضاري ينسجم مع ثوابتها ، ويوفر لها فرص العيش في قلب العصر بكل خصائصه المفيدة والمثمرة والبناءة .
وفق الله قادة هذه البلاد لكل خير ، ووقاهم شر المغرضين والحاسدين ، ورد كيد أعدائهم في نحورهم إنه نعم المولي ونعم النصير .

ب – سمات الرسالة الدعوية بالمملكة وأهدافها :
للدعوة بالمملكة سمات واضحة ، وأهداف نبيلة نجملها فيما يأتي :

1- محاربة البدع والقضاء على الوثنية العقدية :
كان أول واجب من واجبات العاملين في مجال الدعوة الإسلامية وخاصة في المملكة العربية السعودية هو الهجوم على الوثثنية العقدية والشرك الجلي من عبادة غير الله ، وتقديم النذور والقرابين لأصحاب القبور والصالحين ، وهذه ذيول منتشرة في كثير من بقاع العالم ، وتخلو منها المملكة العربية السعودية .
2- صيانة الحقائق الدينية والمفاهيم الإسلامية من التحريف والتخبيط :
كذلك كان من أولويات الدعوة في المملكة صيانة الحقائق الدينية والمفاهيم الإسلامية من التحريف والتخبيط ، فإن التوحيد الخالص هو جوهر هذه العقيدة ، وروح الإسلام كله .
3- الجد والاجتهاد في عرض حقائق الإسلام ودرء الشبهات عن رجال الدعوة في المملكة خاصة ، وفي العالم عامة :
إن الدعاة بالمملكة جدوا في أن يعرض الإسلام على أنه لا خيار لأحد في الأخذ به أو رده ، بل هو الصراط المستقيم ، وغيره هو الضلال المبين ، وأن الدعوة إلى الإسلام لا تعني الدعوة المجردة إلى فضائل الإسلام ومحاسن عقيدته وشريعته وبيان فساد ما يخالف هذه العقيدة من حقائق وتصورات وشرائع ، بل يشمل أيضاً الدفاع عن حملة هذا الدين ، وتصحيح مواقفهم ، وتبرير أعمالهم بالحق لا بالباطل ، وفضح مخازي أعدائهم ، وكشف ألاعيبهم ، وتفنيد افتراءاتهم .
4- الدعوة بالحكمة :
الدعوة إلى صراط الله المستقيم وهو الإسلام دين الله الحق بالحكمة والموعظة الحسنة، محل الدعوة التي بعث الله بها نبيه محمد e ، فهم لا يدعون إلى مذهب فلان ولا إلى رأي فلان ، بل يدعون إلى صراط الله المستقيم ، وهو ما دل عليه الكتاب والسنة المطهرة ، وعلى رأس ذلك الدعوة إلى العقيدة الصحيحة ، وإخلاص العبادة لله وحده ، والإيمان باليوم الآخر ، وبكل ما أخبر الله به ورسوله e ، وبهذه الحكمة الدعوية التي تتكئ على الرفق والصبر والعزيمة ، وتدعو الناس بالرسائل والمكاتبات والسلوك العملي إلى توحيد الله والإخلاص له ، وإقامة العبادات ، ويدخل في ذلك الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقيادة الناس وتوجيههم إلى الأخذ بما شرع الله في الطهارة والصلاة والمعاملات والنكاح والطلاق والجنايات والنفقات والحرب والسلم ، حيث إن هذا الدين شامل ، يدعو إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، وينهى عن سفاسف الأخلاق وسيء الأعمال .
5- إصدار الفتاوى وتبصير الناس بأمر دينهم :
الدعوة بالموعظة والمجادلة بالتي هي أحسن وتعظيم أمر الله والإحسان إلى عباده وإصدار الفتاوي ؛ لأن مرتبة الافتاء ، هي القدرة على تبصير الناس بالحلال والحرام ، وما يجوز وما لا يجوز في أمور الدين ، وإنها لمرتبة عالية بلغها بعض الدعاة ، وبعضهم تدرج مترقياً فيها حتى وصل إلى درجة الاجتهاد المطلق ، أو المقيد .
وقد كان ولا يزال للدعاة والمفتين نصيب كبير في نشر الدعوة ، وتصحيح العقائد، وربط الناس بالدين في أمور معاشهم ، وفي شتى مجالات حياتهم الأسرية ، والاجتماعية ، والاقتصادية .
6- نصيحة ولاة الأمر :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمواعظ العامة التي تلقى على عامة الناس ، والإمامة ، والخطابة ، والتأليف ، ونشر عقيدة السلف الصالح ، وشرح مبادئ الدعوة السلفية للحجاج وغيرهم ، وطباعة الكتب وتوزيعها مجاناً ، وتسخير كل الأجهزة والقطاعات والمؤسسات لخدمة الدعوة السلفية والشفاعة لأهل الحاجات لدي ولاة الأمر وغيرهم ، وتيسير جميع الوسائل المعينة على ذلك قولاً وفعلاً ودعماً وغير ذلك كثير من السمات الدعوية التي تتميز بها الدعوة بالمملكة .




الفصل الأول


المكانة الدينية للمملكة

ويشتمل على :
أ‌-تطبيق الحدود الشرعية .
ب‌-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
جـ- رعاية الحجاج وخدمتهم .
د - العناية بالحرمين الشريفين .
هـ - مكانة علماء المملكة في نفوس المسلمين .
أ‌ – تطبيق الحدود الشرعية :
" الشريعة الإسلامية تدعم مقاومة المجتمع لبواعث الجريمة ، ودوافع الانحلال ، وتكبح جماح نوازع الشر الكامنة في النفس الأمارة بالسوء ، وإقامة الحدود جزء من الشريعة الإسلامية .
وقد قرر الإسلام عقوبات رادعة جاءت مفصلة لعدد من الجرائم ، وهي : الردة، وقتل النفس ، والزنا ، والقذف ، والسرقة ، وقطع الطريق ، وشرب الخمر ، وتركت الجرائم الأخرى للقاضي يقدر عقوبتها . هذه تسمي : جرائم التعزير , ومن المعلوم أنه يوجد ارتباط وثيق بين تطبيق الحدود الشرعية وبين استتباب الأمن واستقرار الأمر ، ولهذا كانت الاضطرابات والخلافات السياسية التي وجدت في شبة الجزيرة العربية حيناً من الدهر سبباً في اضطراب الحدود ، فشاع القتل والسلب ، وتفشى الجهل، وسادت العادات والتقاليد البالية ، وساء فهم أحكام الدين ، وساد التعصب للموروث من قيم وعادات وتقاليد لا تتفق وقواعد الشرع الحنيف ، وكان للمملكة من ذلك أوفر الحظ والنصيب .
ولما أذن الله للظلام أن ينقشع ، وللنور أن يتجلى من جديد ، بدأ الملك عبد العزيز – رحمه الله – مسيرة التوحيد في البلاد على هدي الشريعة الإسلامية العادلة فقضى على الجريمة وأسبابها ، ونشر الطمأنينة ، ووضع النواة الأولي لمجتمع إنساني جديد قاده بحركة إصلاح كبيرة ، وشاملة ، ولم يكن يهدف من وراء ذلك الحزم في تطبيق الحدود الشرعية سوي تطهير المجتمع من أدران الرذيلة ، وإقامة الأمن وتوطيده ، بنشر قواعد الشرع الحنيف ، وتنفيذ أحكامه تنفيذاً لا يعرف الهوادة ولا التردد ، ولا المحاباة ، ولا التمييز ، وليس أدل على ذلك من إقامة الحدود بعد صلاة الجمعة مباشرة في ساحة عامة أمام أكبر المساجد في ذلك البلد المقام فيه الحد ، وبذلك تناقصت معدلات الجريمة ، بل وانعدمت في بعض الحدود ، بتوفيق الله تعالى .
" وطبقاً لنصوص النظام الأساسي للحكم ونظام القضاء فإن القاعدة العامة التي أقيمت عليها المملكة العربية السعودية هي أن القضاء والأحكام يتم طبقاً للشريعة الإسلامية ، والكل سواسية أمام حكم الشرع وأمام القضاء ، وحق التقاضي مكفول بالتساوي للمواطنين والمقيمين في المملكة على حد سواء .
وهكذا تحقق للمملكة بل وللجزيرة ما كانت تفتقده من الأمن والأمان والرخاء والاستقرار ، واستطاع عبد العزيز أن يقيم للعالم مثالاً حياً لصلاحية تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في القرن العشرين ، وها هي ذا المملكة العربية السعودية تقف اليوم شامخة بفضل تطبيق أحكام شرع الله ورعاية حدوده في أرضه ، فلله الحمد والمنة .
وأسجل بهذه المناسبة الحقائق الآتية :
الحقيقة الأولى :
هي أنه ربما يخيل لبعض الجهلة بأحكام الشريعة أو لمكابرته ومعاندته أن العقوبات في الإسلام قاسية فظة ، وهذه فرية دندن حولها من وصف بهذا الوصف لسطحية تفكيره أو لتسرعه في الحكم ، فالإسلام يقدر عقوبات رادعة كالجلد وتقطيع الأطراف لفئات شريرة تعطل العمل والإنتاج ، وفي تطبيق الحدود عليها حفظ لمئات الأرواح وآلاف الأطراف والأيدي سليمة طاهرة عاملة منتجة .
والمملكة العربية السعودية مثال حي وواقع ملموس مشهود في ذلك ، إذ يسير فيها الراكب من أدناها إلى أقصاها ولربما لا يرى فيه مشوهاً واحداً أو مكسحاً أو مقطوعاً ليس ذلك لأنهم لا يقيمون للحدود وزناً كلا كلا ، بل إن إقامتهم للحدود قد حالت بين الناس و الجرائم التي تقام بسببها الحدود .
الحقيقة الثانية :
هي أن الحدود تنفذ في مجتمعنا بحمد الله ، وهو قائم على أصول الإسلام ، الحياة فيه منظمة ، والأسس والمناهج منسجمة مع ما قرره الإسلام في تنظيم الحياة ، إننا نعم ننفذ الحدود والعقوبات في مجتمع نظيف لا تخرج فيه النساء متبرجات في الطرقات ، ولا توجد فيه الصور العارية أو الملاهي المثيرة ، وتتوزع فيه الثروة توزيعاً عادلاً ، ويتوافر فيه للناس جميع التسهيلات والتيسيرات التي يؤمن معها وقوعهم في الأخطاء وارتكابهم للمحرمات بتوفيق الله تعالى .
الحقيقة الثالثة :
أن العقوبات في المملكة لا تنفذ جزافاً أو اعتباطاً ، بل إن تنفيذها ينسجم مع قواعد الإسلام من حيث الدقة في شروط الإثبات ، وكفالة حق الدفاع ، ومرور مدة من الزمن لإجراء التحقيق قبل إقامة الحد ، وسعي القضاة لدرء الحد ، وبعد ذلك لا قبله تطبق العقوبة الرادعة على شخص لا يدفعه إلى جريمته مسوغ معقول .
الحقيقة الرابعة :
بهذا الحزم الصارم والإيمان الكامل أصبح الناس في المملكة بحمد الله ينامون ملء جفونهم ، ويغدون ويروحون ليالي وأياماً آمنين ، ويتركون أمتعتهم وبضائعهم في الحوانيت ، ويتوجهون لأداء فريضة الصلاة دون خوف من عبث العابثين أو سطو الطامعين ، وهذا من ثمار بركات تطبيقهم لشرع الله تعالى .
الحقيقة الخامسة :
أن نظاماً كهذا يقوم على تطبيق أحكام الله ، وحكومة عادلة كهذه تنفذ شريعة الله يدان لها بالولاء والطاعة ، كيف لا ؟ ومناهجها إسلامية منبثقة عن إرادة المسلمين، والمسلمون فيها تطلعاتهم وآمالهم منسجمة مع الإسلام ، وخاضعة لحكم الله في أي قضية من القضايا ، وهذه الحكومة المسلمة شريعتها شريعة الله ، وسنتها سنة رسول الله e ، تعمل لتوحيد أمة الإسلام وتعبئ نفسها تعبئة جهادية للقيام بما تقدر عليه من أمر الجهاد لتوحيـــد المسلمين ، وجمـــع كلمتهم ، وهذه الحكومة علامتها في كتاب الله تعالى – ما ذكره الله بقوله : {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ .
الحقيقة السادسة :..........


يتبع

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





[i,] hgllg;m hguvfdm hgsu,]dm td hg]u,m Ygn hggi




[i,] hgllg;m hguvfdm hgsu,]dm td hg]u,m Ygn hggi [i,] hgllg;m hguvfdm hgsu,]dm td hg]u,m Ygn hggi



 

قديم 21-01-2012   #2


المتوكل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 342
 تاريخ التسجيل :  03 - 09 - 2011
 أخر زيارة : 12-06-2013 (03:28 PM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 التقييم :  326
لوني المفضل : Cadetblue
رد: جهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله



الحقيقة السادسة :
أن حكومة كهذه مدعوة إلى أن تثبت وجودها في كل ميدان من ميادين التشريع الإسلامي ، كما أن عليها –دولة وشعباً وحكومة– يقع واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فتحث على الفضيلة وتدعو إليها ، وتحمل عليها ، وتعمل بها ، وتستنكر الرذيلة وما يحرض عليها وما يغري بها ، ولا بد أن تتجنب المفاسد التي تنخر في عظامها، فتنشر الأثرة في كيانها ، وتثير الشهوات في أركانها ، وعلى كل مسلم يعيش في كنف مثل هذه الحكومة أن يكون لديه الإحساس والشعور بالمسؤولية .
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله – في تفسير قوله تعالى : { وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ ...} الآية . قال – t – : ( ألا إنها ليست على الوالي وحده، ولكنها على الوالي والمولى عليه ، ألا أنبئكم بما لكم على الوالي من ذلك وبما للوالي عليكم منه ، إن لكم على الوالي من ذلك أن يأخذكم بحقوق الله عليكم ، وأن يأخذ لبعضكم من بعض ، وأن يهديكم للتي هي أحسن وأقوم ما استطاع ، وأن عليكم من ذلك الطاعــة غير المبزوزة ولا المستكره بها ، ولا المخالف سرها علانيتهــا
إن بلداً قد أنعم الله على أهله بالأمن والاستقرار ، وامتن عليهم فجعلهم درة ناصعة في جبين العالم بما حباهم به من تطبيق لشرعه في عالم سادته الجاهليات بكل أشكالها وجميع صورها لجدير بأن يحرص كل فرد فيه – حاكماً أو محكوماً – على هذه المكاسب ، ويحافظ عليها بكل ما أوتي من وسيلة فإذا ما دب في ربوعه داء أو ظهر بين أهله وباء يهدد أخلاقهم ويقوض بنيانهم ، فإن محاربته بكل قوة وحزم وعزم واجتذذه من جذوره واجب شرعي لا يجوز القعود عنه والتهاون فيه ، روي مسلم في صحيحه عن تميم الداري – t – قال : قال رسول الله e : " الدين النصيحة " قلنا لمن ؟ قال: " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
ب – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
تاريخ الحسبة في المملكة :
نظام الحسبة الذي تميز به دين الإسلام قد قام به رسول الله e وخلفاؤه من بعده، واستمر في سائر عصور الخلافـــة الإسلامية ، وقد كان ولا يزال– بحمد الله تعالى – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركيزة من أهم ركائز نظام الدولة السعودية منذ نشأت في منتصف القرن الثاني عشر الهجري ، ومروراً بأدوارها الثلاثة ، حيث قامت على مبدأ الدعوة لتنقية المجتمع الغارق في ذلك الوقت في ظلمات الجهل ومنكرات العقيدة ، فقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أكتاف رجال نحسبهم والله حسيبهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه حيث انعقد لواء الدعوة والجهاد بين الشيخ محمد ابن عبد الوهاب مصلحاً وموجهاً ومحتسباً والإمام محمد بن سعود – رحمه الله – قائداً وأميراً ، فانتظم عقد الإصلاح في البلاد على لواء المصحف والسيف .
وبعد وفاة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أوائل القرن الثالث عشر الهجري نهض بهذه المهمة الشريفة أبناؤه وتلامذته ، كما ورث الخلف من الأمراء السعوديين سلفهم في إقامة شرع الله تعالى ، إلا أنه لم ينفرد بالحسبة شخص معين في ولاية مستقلة عن الولاية الأخرى في الدور الأول والثاني من الأدوار السعودية الثلاثة ، ابتداءً من قيام الدولة السعودية الأولي إلى نهاية القرن الثالث عشر الهجري حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري ، ولم تكن الحسبة آنذاك مستقلة بجهاز ولا قائمة على نحو ظاهر ، وحين استقرت البلاد واتسع الحكم بعد استرداد الملك عبد العزيز – رحمه الله – الرياض عام 1319هـ قام بأعضاء يساعدونه في مهمته ، وبعد وفاة الشيخ عبد العزيز بن عبداللطيف –رحمه الله– جعل الملك عبد العزيز أحد الأعضاء وهو الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ – رحمه الله – رئيساً لزملائه ، ثم ضم إليه النظر في الحسبة في المنطقة الوسطي والشرقية والحدود الشمالية، وبعد أن استرد الملك عبد العزيز –رحمه الله – الحجاز عام 1343– 1344هـ بدأ بالنظر في تعيين رجال يقومون بالاحتساب ، وفي ذلك جرت مكاتبات بينه وبين الشيخ عبد الله بن بليهد رئيس القضاة في الحجاز ، اتفق فيها على أن يكون الشيخ عبد الله الشيبي رئيس تلك الهيئة ، وفي يوم السبت الموافق 3/9/1396هـ صدر مرسوم ملكي يقضي بتوحيد فرعي الغربية والوسطي في رئاسة واحدة .
وقد استمرت هذه الهيئة تؤدي رسالتها المناطة بها في ظل الإمكانات المتاحة لها ، بتوجيه أصحاب المعالي رؤسائها الذين تعاقبوا على إدارتها ، وبذلوا جهدهم وكل ما في وسعهم للنهوض بها ، والرفع من عطائها برعاية قادة هذه البلاد الذين ما فتئوا يعنون بهذا الجهاز ويؤازرونه ، ويقدمون له الدعم المادي والمعنوي منذ نشأته وإلى يومنا الحاضر إدراكاً منهم – وفقهم الله لأهمية الرسالة التي يؤديها والدور الرائد الذي يقوم به في خدمة الدين والمجتمع .
وقد نالت الرئاسة حظاً وافراً من هذا الدعم ، وتلك المؤازرة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين .
وبما أن الله –تعالى– أعز هذه الدولة بتحكيم الشريعة الإسلامية حيث جعلتها منهاجاً لأنظمتها ، لذلك فلا غرابة أن يكون لهذا الجهاز صفة الشمولية في العامل مع سائر الأجهزة والقطاعات ، ويشمل جميع مناحي الحياة ، ومنها :
- النواحي الاقتصادية في مراقبة الغش والاحتكار والمعاملات والسلع المحرمة .
- والنواحي الثقافية في الاحتساب على ما يؤثر على العقيدة والأخلاق شعراً كان أم نثراً ، أدباً وإبداعاً أم فكراً مجرداً ، وكذلك من يشتبه في تعامله بالدجل والسحر والكهانة ...
- ويشمل أيضاً : تتبع حقوق العمال والأجراء في ذلك الوقت ، وأنهم يعاملون معاملة إنسانية كريمة ، وأنهم لا يبخس من مالهم شئ كل ذلك إلى جانب متابعتهم الجادة للمنكرات الواضحة كتبرج النساء والجرائم غير الأخلاقية أو الخلوة المحرمة أو المعاكسات من ضعاف النفوس والإيمان ، بالإضافة إلى تتبعهم فعل المعروف وتوجيه المتهاون بأداء الصلاة والصيام في رمضان والزكاة ، وملاحظة ما يجري في المساجد من أداء الأئمة والمؤذنين رسالتهم على علم والتزام بمسؤولياتهم .
- هذه المسئولية المتكاملة للاحتساب ، وهذه النظرة الشمولية في مناحي الحياة جعلت العلاقة بين الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائر أجهزة الدولة في عصرنا هذا علاقة تكامل في الأداء فيما يحقق الصالح العام .
- إذن فلا عجب إذا قلنا : إن تعاوناً يتم بين الرئاسة وقطاعات وزارة الداخلية ، فمثلاً يتم التعاون الرسمي بينها وبين إدارة مكافحة المخدرات تعاوناً مؤثراً .
- وكذلك التعاون مع إدارات السجون ومراكز الشرطة ، ومن بين ذلك توعية نزلائها، ومحاولة إصلاح من تردى منهم في المنكرات ، والإشراف على تنفيذ بعض الأحكام التعزيرية فيها .
- وكذلك شاركت بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني في ضبط بعض الحوادث .
- ومع المديريـــة العامة للجـــوازات بضبــط الجوازات والإقامات المزورة وتتبع المزوريــن.
- وهناك أيضاً تعاون قائم بين الرئاسة ووزارة الشئون البلدية والقروية .
- وكذلك التعاون مع وزارة العدل ممثلة في المحاكم ؛ حيث يكون هناك مرافقة للسجينات في حالة الانتقال والسفر ، والتعاون مع وزارة الإعلام في مراقبة المطبوعات المقروءة والمرئية والمسموعة .
- كذلك هناك تعاون بين الهيئة ووزارة التجارة في مراقبة السلع التي تحمل أي مخالفات شرعية بالإضافة إلى الغش التجاري ، وكذلك مع وزارة المعارف في إلقاء المحاضرات والكلمات التوجيهية للطلاب .
- وكذلك مع رئاسة تعليم البنات في الوعظ والإرشاد عبر الدائرة التلفازية المغلقة بالنسبة للدعاة الذكور، ومتابعة الانصراف من المدارس والكليات ، ومراقبة بعض التصرفات السيئة من بعض المراهقين والسفهاء .

- وما دامت مهمة الهيئة بهذه المنزلة فلا عجب أن توليها الدولة كل هذا الاهتمام والرعاية ، ولكي يستمر عطاء هذه الهيئة في مجال الدعوة إلى الله ، فإننا نرى أن تدعم مادياً ومعنوياً ليتواصل عطاؤها ، ويقوى جانبها ، فتساير العصر ، وتوكب التطور بمشيئة الله تعالى ، فهذه المؤسسة الشامخة المؤيدة من حكومتنا الرشيدة لا نظير لها في العالم ، لما لها من إسهامات عظيمة في مجال الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة ، والقضاء على المنكرات ، والمخالفات الشرعية التي تتنافى مع ديننا الحنيف ، وإذا كان لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا العمل البارز في نشر الأمن ، والاستقرار في هذا البلد المبارك فضلاً عن أنها تقوم بتوجيه العباد إلى ما فيه الخير والصلاح فإن الدولة – حرسها الله – لا تألوا جهداً في إمدادها بالمال والطاقة البشرية والأجهزة والوسائل الحديثة لتؤدي عملها المنوط بها على أحسن وجه .
جـ ـ رعاية الحجاج وخدمتهم :
أهمية الحج في الإسلام :
الحج ركن من أركان الإسلام ومبانيه العظام ، وهو عبادة العمر ، وختام الأمر ، وتمام الإسلام ، وكمال الدين ، فيه أنزل الله –عز وجل– قوله : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .
والحج من أكبر الوسائل الدعوية ، حيث يجتمع أكبر عدد من أجناس المسلمين في مكان واحد من كل بقاع الأرض ، وهو بمثابة مؤتمر كبير يلتقي فيه القاصي والداني لتأدية شعائر هذا الركن العظيم ، حيث يقول تعالى : {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ . وإنه لموسم عظيم وفرصة ثمينة للدعاة إلى الله بتذكير المسلمين بواجباتهم والنهوض بهم ، وتزكية روح الإسلام فيهم ، وهو مناسبة تتكاثف خلالها كل وسائل الدعوة لخدمة ضيوف الرحمن .
والحق أنه لم تظهر الاستفادة الإيجابية من موسم الحج في العصور المتأخرة إلا بعد انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونشرها في الداخل والخارج ، ولم تبدأ إلا في مدة متأخرة ، وذلك بعد أن تمكنت الدولة السعودية من الحرمين الشريفين ، أم قبل ذلك فقد كانت الاستفادة من موسم الحج لمحاربة الدعوة ، ونشر الأكاذيب والافتراءات عليها ، وبثها بين المسلمين الذين يفدون إلى بيت الله الحرام من كل مكان لأداء فريضة الحج ، مما أعطى فرصة لسماع الناس بأخبار تلك الدعوة ولفت الأنظار إليها .
( فبعد أن تمكنت الدعوة من مكة المكرمة والمدينة المنورة ، واستقرت الأوضاع بدأت الاستفادة الحقيقية من موسم الحج في تبصير المسلمين بأمور دينهم ، وبيان البدع والخرافات التي علقت بهم وبمعتقداتهم ، ووجوب التخلص منها للرجوع إلى جادة الدين ، وإلى الطريق المستقيم بإخلاص العبادة لله وحده وتخليصها من شوائب الشرك التي دخلتها ، واختلطت بها ، واقترنت هذه المرحلة الإعلامية بالنسبة للدعوة بمؤثرات قوية تثبت تلك التعاليم والمبادئ في النفس ، ألا وهي التطبيق العملي والواقعي لتلك المباديء ؛ حيث اختلط أتباع الدعوة ودعائتها وتطبيقهم لشرع الله ، وتبين من الخوارج، وأنهم طائفة خارجة عن الدين إلى غير ذلك من الأكاذيب التي نسبت إليهم .
فكان لهذا الواقع العملي أكبر الأثر في نفوس المسلمين وفي تثبيت قواعد الدعوة ومبادئها وترسيخها في أذهانهم ، وقد فاق هذا التأثير بمراحل كبيرة تأثير الدعوة المجردة عن التطبيق .
وهذه المرحلة الدعوية المستفادة من موسم الحج بعد أن استقرت الأوضاع في كل من مكة والمدينة هي التي استمرت إلى وقتنا هذا .
يقول ابن بشر معبراً عن ازدهار الدعوة في موسم الحج بعد استقرار الأوضاع " وفشا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة فلا يشرب التنباك في أسواقها ، وأمر (سعود) أن يجعل في أسواقها من يأمرهم بالصلاة إذا دخل الوقت ، فكان إذا أذن المؤذن دار رجال ينادون في الأسواق الصلاة الصلاة ) وبعد أن أدى فريضة الحج سنة 1225هـ وتشرف بزيارة بيت الله الحرام ، وصف ما شاهده هناك – والكلام لابن بشر – فقال: ( وحججت في تلك السنة وشاهدت سعوداً وهو راكب مطيته محرماً ، ونحن مجتمعون في نمرة لصلاة الظهر ، وخطب خطبة بليغة ، ووعظ الناس فيها ، وعلمهم به من الاعتصام بكلمة لا إله إلا الله ، وما أعطى الله في ضمنها من الاجتماع بعد التفرق، وأما السبل وكثرة الأموال وانقياد عتاة الرجال ، وأن الضعيف يأخذ حقه كاملاً من أكبر كبير من مشايخ البوادي ، وأعظم عظيم من رؤساء البلدان ، ونادى وهو على ظهرها لا يحمل في مكة سلاح ، ولا تتبرج امرأة بزينة ، وتوعد من فعل ذلك من جميع رعيته، وهكذا استثمر موسم الحج استثمار طيباً في نشر الدعوة الإسلامية ، وتبصير المسلمين بأمور دينهم ، وتوضيح البدع التي علقت بعادتهم وتقالديهم ، وتوجيههم إلى التخلص منها حتى تكون العبادة خالصة لوجه الله تعالى ، ومنذ عهد الملك عبد العزيز إلى يومنا هذا ، وفي موسم الحج خاصة تشارك جميع القطاعات الحكومية في خدمة ضيوف الرحمن ، كل بحسب ما يناط به من مسؤوليات ، وما يمكن أن يقوم به من واجبات ، وتتكاثف الخدمات في هذا المجال كما أسلفت .
د ـ العناية بالحرمين الشريفين :
العناية بالحرم المكي :
" بادر صحابة رسول الله – e – والتابعون إلى توسعة المسجد الحرام كلما اقتضت الحاجة ذلك ، فكانت أول توسعة للمسجد الحرام في خلافـــة عمر بن الخطاب – t – وكانت توسعة عمر للمسجد الحرام في العام السابع عشر من الهجرة ؛ حيث دهم السيل المسجد الحرام ، واقتلع حجر المقام من مكانه ، وذهب به إلى أسفل مكة ، فلما علم عمر – t – خرج من المدينة قاصداً مكة ، فقيست المسافات ، ووضع المقام محله ، فلما رأى عمر كثرة الناس وازدحامهم بالمسجد اشترى الدور الملاصقة للمسجد الحرام، ثم هدمها وأدخلها في أرض المسجد ، وأبى قوم من جيران المسجد أن يبيعوا ، فهدم بيوتهم ووضع لهم الأثمان حتى أخذوها بعد ، واتخذ له جداراً قصيراً دون المقامة كانت المصابيح توضع عليه ، فكان عمر أول من وسع المسجد الحرام ، وأول من أحاطه بجدار ، وجعل له أبواباً .
وبعد ما كثر عدد المسلمين بعد الفتوحـــات الإسلاميــــة في عهد عثمان بن عفان – t– كثر تبعاً لذلك الوافدون إلى بيت الله الحرام ، فكر عثمان بن عفان بتوسعة المسجد الحرام ، وتحسين بنائه ليتمشى مع التطور العمراني في المجتمع الإسلامى بما لا يقتضي الزخرفة ، فبدأ – t – بشراء الدور الملاصقة بجدار المسجد وهدمها ، وتمت التوسعة في سنة ست وعشرين هجرية ، وأقام عثمان – t – الأروقة بالمسجد الحرام، فكان أول من اتخذ الأروقة بالمسجد وكسا الكعبة والقباطي .
وفي سنة خمس وستين هجرية وبعد أن انتهى عبد الله بن الزبير من عمارة الكعبة المشرفة بدأ بتوسعة المسجد الحرام وعمارته ، فاشترى المنازل المجاورة للمسجد وأدخلها في مساحته ، وزاد في المسجد زيادة كبيرة من جانبه الشرقي والشامي واليماني .
ثم بعد ذلك توالت التوسعات والتحسينات ، وتعاقب على توسعته وعمارته حكام المسلمين على مر التاريخ ، فعمره المماليك ، ثم العثمانيون حتى كانت العمارة والتوسعة العملاقة في العهد السعودي بدءاً من الثوابت والأسس التي أرساها الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وانتهاء ، بتوسعة خادم الحرمين الشريفين ، وستأتي ذكرها بعد إن شاء الله .
العناية بالحرم المدني :
( كما قام صحابة رسول الله e والتابعون بتوسعة المسجد الحرام فلم يقصروا في عمارة المسجد النبوي الشريف وتوسعته، فأول توسعة للمسجد النبوي الشريف كانت في حياة الرسول e إلى توسعة المسجد ، فبادر عثمان بن عفان – t – بالقيام لتكاليف هذه التوسعة ، فعن قتادة t قال : كانت بقعة إلى جنب المسجد ، فقال النبي e ، " من يشتريها ويوسعها في المسجد وله مثلها في الجنة " . فاشتراها عثمان فوسعها في المسجد .
وفي عهد أبي بكر الصديق – t – احتاج المسجد إلى بعض الإصلاحات فجدده أبو بكر t ، ففي حديث ابن عمران أن مسجد النبي – e – كانت حواريه على عهد رسول الله – e – من جذوع النخل ، وبجريد النخل ، ثم إنها نخرت في خلافة عثمان فبناها بالآجر ، وقبله في خلافة عمر بن الخطاب قام عمر – t – بتوسعته وبنائه سنة سبع عشرة للهجرة .
وفي عهد عثمان – t – جدد عثمان بناءه تجديداً كاملاً سنه تسع وعشرين هجرية ، وزاد فيه زيادة كبيرة فزاد فيه من ناحية القبلة ، ومن الغرب ، وزاد فيه من الشمال أيضا . وبنى جداره بالحجارة المنقوشة ، وطلى الجدران بالقصة أي ( الجبس ) ، وجعل عمده من الحجارة بدلاً من اللبن ، وسقفه بخشب الساج ، وفتح نوافذ في أعلى الجدار قرب السقف .
ثم بعد ذلك توالت التوسعات وتقدمت العمارة حتى أعاد الخليفة الوليد بن عبدالملك بناءه فيما بين سنتي ثمان وثمانين وإحدى وستين هجرية ، وذلك على يد واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، فزاد فيه من جهة الشرق والغرب والشمال، وأدخل فيه حجر زوجات النبي e ، وكان البناء من الحجارة المنقوشة ، وجعل سواريه من الحجارة المطابقة ، وحشيت بعمد الحديد والرصاص ، وزخرف حيطانه ، وأحدث فيه المحراب والشرفات ، وجعل له أربع مآذن .
وعني خلفاء بني العباس بعمارة المسجد النبوي كما عني بها من قبلهم فأعاد المهدي بناءه ، وزاد فيه من ناحية الشمال ، ثم تعاقب على توسعته وأعماره حكام المسلمين فأعاد بناءه السلطان الأشرف قايتباي المملوكي بعد حريقه ، ثم جدد عمارته السلطان عبد الحميد العثماني بعدما تعرض بعض أجزائه للوهن .
توسعة الحرمين الشريفين في العهد السعودي :
( ومع مرور الزمن ، كان عدد المسلمين يتكاثر ، ولكن الديار المقدسة ، مكة والمدينة وبقية المشاعر المقدسة ، كانت تقصر على استيعاب الحجاج وتوفير التسهيلات، ولا تقل الخدمات لهم ) .
ومرت سنون بل مئات من السنين على آخر توسعات الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة على حالها . ودار الزمن دورته ، وكلل الله جهاد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود بالنصر المؤزر ، الذي أسفر عن قيام المملكة العربية السعودية على أساس من شريعة الله التي أعلن الملك المؤسس أنها إطار حياتنا ومدار نشاطنا وحدود كل ما نفعل ونقول .
وبدأ في الديار المقدسة – مدناً ومشاعر– عهد جديد ، وانتشر الأمن الكامل في جميع ربوع المملكة ، وأمن الحاج – لأول مرة منذ سنين عديدة – على روحه وماله .
وباتت قوافل الحجيج تأتى ملبية دعوة الله لتنصرف إلى أداء مناسكها وعبادتها في أمن واطمئنان وزاد الاهتمام بالحرمين الشريفين ومدنتهما بل وجميع المشاعر المقدسة ، منذ عهد الملك عبد العزيز ، فكانت أول خطوات جلالته البدء بتنظيم الحج و شئون الحجاج ، والسهر على راحتهم وفق الإمكانات المتاحة آنذاك .
وباتت المملكة تنعم بالشرف الذي أولاها الله – تعالى – إياه بالقيام على خدمة الحرمين الشريفين ، والعمل على تيسير الحج على ضيوف الرحمن ، وعمل كل ما يمكن عمله للأخذ بأسباب ذلك الشرف .
وسار ملوك المملكة العربية السعودية الذين تسلموا الأمانة بعد عبد العزيز على النهج نفسه في التوسعة والتطوير .
( فأنشأت إدارة خاصة للإشراف على شؤون الحرمين من نواح مختلفة ، وهذه الإدارة أنشئت في 4 رمضان سنة 1384هـ بأمر من الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله ، وكانت تعرف باسم ( الإشراف الديني بالمسجد الحرام بمكة المكرمة ) ومهمتها تنحصر في الأمور الدينية في الحرم المكي فقط ، وكان المسجد النبوي تابعاً لوزارة الحج والأوقاف ، وظلت إدارة الإشراف الديني تؤدي واجبها حتى تحول اسمها إلى ( إدارة شئون الحرمين ) ، حيث ضم إليها الإشراف على أمور المسجد النبوي مع توسيع مسؤولياتها من الناحية التنظيمية أيضاً، وسميت هذه الإدارة منذ 30 المحرم 1390هـ الرئاسة العامة لشئون مزاولة مسؤولياتها في خدمة شئون الحرمين الشريفين ابتداء من شهر المحرم 1398هـ وسميت فيما بعد ( بالرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي .

وتشرف هذه الرئاسة على شئون الحرمين وتلبية متطلباتها من جميع النواحي الدينية والتنظيمية والإدارية وغيرها .
توسعة الحرمين الشريفين في عهد خادم الحرمين الشريفين :
اليوم ينظر المسلمون في شتى بقاع المعمورة إلى مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي على أنه درة الأعمال الجليلة التي يضطلع بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في خدمة الإسلام والمسلمين، وعقد من الآلئ التي ترصع التاريخ الإسلامي على مر العصور .
لقد وضع الملك المفدى هذا المشروع الذي تفخر به الشعوب الإسلامية في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة ، وأسبغ عليه كريم عنايته ورعايته ، وإشرافه الشخصي انطلاقاً من إيمانه العميق بأن أمانة هذه الدولة ومسؤوليتها مرتبطتان بما يوفق الله –تعالى– قيادتها لإنفاقه وبذله عليهما أداء للواجب واضطلاعاً بالمسؤولية دونما انتظار شكر أو ثناء من أحد ، وإنما رجاء المثوبة والأجر عند الله تعالى ، والاحتساب لديه بخير الأعمال وصالحها ، وتسهيل أداء المسلمين مناسكهم ، وتوفير الأمن والطمأنينة لهم ، ويجسد هذه العناية والرعاية واقع الحرمين الشريفين الآن الذي لمسه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ولإنجاز هذه الآمال الجليلة أنفقت حكومة المملكة العربية السعودية بتوجيه من الملك المفدى ما يزيد على 42 مليار ريال على توسعة الحرمين الشريفين ، منها 12 ملياراً أنفقت في السنوات الأخيرة فقط لتوسعة المسجد الحرام و 30 مليار ريال أنفقت لتوسعة المسجد النبوي الشريف التي أنجزت بالكامل وقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز طيلة الأعوام الماضية خلال جولاته التفقدية السنوية الطيبة على متابعة مراحل العمل في هذا المشروع العملاق ، ومعرفة ما أنجزه ، ومناقشة المختصين عن كل صغيرة وكبيرة، حرصاً منه على أن يظهر المشروع في قمة الدقة والإتقان جزى الله حكامنا وولاة أمرنا خيراً على جهودهم الحثيثة وسعيهم المشكور في خدمة الدين والوطن ، ونفع الإسلام والمسلمين بدءاً من المؤسس الأصيل لهذا الكيان حتى رائد نهضتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.

هـ ـ مكانة علماء المملكة في نفوس المسلمين :
( لم يخل عصر من العصور التي أعقبت ظهور الإسلام من دعاة في مختلف الأقطار سواء أكانت إسلامية أم غير إسلامية ، منهم من يدعو بلسانه ، ومنهم من يدعو بقلمه ، وما زالت آثارهم ناطقة بلسان الدعوة في كتبهم حتى اليوم ) .
جاء في كتاب ( رجال الفكر والدعوة في الإسلام ما نصه : ( إن الأديان والعقائد لا تقوم بنفسها ، ولا تستطيع النهوض لمجرد أن الله شرعها وأنزلها على رسله، بل لا بد لازدهارها من رجال يخلفون في الحفاظ عليها الرسل والأنبياء حتى يحفظوها من تيارات الزيف وسيول الشبهات التي لا يخلو منها عصر من العصور ) ، ثم أتبع قائلاً : ( إن أي عصر إسلامي مهما بالغ التاريخ في تعظيم سوءاته وتضخيم هناته ، لم يكن يخلو من مسلمين وموحدين يعارضون الانحراف ، ويحاربون الافتراق ، رغم تجاهل التاريخ لجهودهم ، وعكوف المؤرخين على ترجيح كفة خصومهم ، وهذا التصور على نشأة الدعوة السلفية بالدرعية بتوفير جهود الإمامين الفاضلين الشيخ محمد ابن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود ) .
فعندما وفد الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى أمير الدرعية محمد بن سعود بن مقرن فاراً بدعوته من منطقة العيينة من تآمر شيوخ بعض القبائل آنذاك ضده وضد دعوته ، وتوجسهم من آثار انتشارها على مكانتهم الاجتماعية استقبله الأمير محمد بن سعود ، وأكرم وفادته ، بعد أن استفسر منه عن مضمون دعوته ، ووجد أنها تدعو إلى العودة لأصول الدين الحنيف ، تبنى ابن سعود دعوة الشيخ ، وتعهد بنصرتها ونشرها .
هذا الإكرام الذي لقيه الداعية المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الإمام محمد بن سعود كان هو ديدن الحكام من آل سعود مع أهل العلم على مر العصور ، فقد حظي العلماء في كنفهم بكل رعاية واهتمام واحترام وتبجيل ، وأفسح القادة من آل سعود للعلماء مواقع رفيعة في صفوف المجتمع ، ووفروا لهم كل الدعم لأداء مهمتهم في شرح أصول الدين ، وتعميق العقيدة في النفوس .
وهذا كان من توجيهات الدولة السعودية التي أقيمت على عقيدة الإسلام ، فقد أفسحت للعلماء كل المواقع ، لكي يشاركوا في مختلف المجالات القضائية والدينية والتعليمية والتنظيمية وغيرها .
ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – حظي العلماء في كنف هذه الدولة بكل تقدير وتكريم
وقد حرص الحكام من آل سعود على رعاية العلماء وعونهم في مهامهم ، يؤكد هذا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بقوله :( إن العلماء وطلبة العلم هم أبناء وإخوان مخلصون ، يحظون بكل الاهتمام . وقد تجسد هذا الاهتمام والتكريم في أشكال شتى :
( حيث يحرص الملك وولي العهد على استقبال العلماء والمشايخ بترتيب ثابت ، مرة واحدة على الأقل أسبوعياً ، لتأكيد مكانة هؤلاء العلماء لدى ولاة الأمر ، وحفظ مركزهم ، وهيبتهم أمام عامة الناس ، إضافة إلى أن أبوب مجالسهم مفتوحة جميعها أمام أي رجال العلم من أجل أي شأن يراه أو رأي يبديه أو مشورة يتقدم بها ) .
( كما يحرص الملك وولي العهد والأمراء على إجلال العلماء وتوقيرهم وإحاطتهم بأكبر قدر من العناية الشخصية والاجتماعية ، كما أنه من منطلق الأسس الإسلامية التي أسست عليها المملكة العربية السعودية ، فإن للعلماء دوراً مهماً وعليهم مسؤولية كبيرة في المجتمع السعودي في الداخل والخارج .
وبالإضافة إلى وظائف القضاء يشارك العلماء في تولي العديد من الوظائف المهمة، التعليمية والإعلامية والثقافية خاصة في مجالات الدعوة الإسلامية ، وتدريس علوم الفقه والحديث والسنة وعلوم القرآن الكريم ، وبذلك نستطيع أن نقول : إن قطاعات الدولة السعودية لها إسهامات ملموسة في مجال الدعوة ) .
فنسأل الله أن يحفظ هذه البلاد وييسر لها السبل والوسائل لتثبيت دعائم الدين ، ومناصرة الدعوة ، وأن يوفق قادتها ، ويمنحهم العون والتوفيق ، ويقيهم شر المغرضين والحاقدين ، ويرد كيد أعدائهم في نحورهم ، إنه ولي ذلك والقادر عيه وهو نعم المولى ونعم النصير . يتبع...................



 

قديم 21-01-2012   #3


المتوكل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 342
 تاريخ التسجيل :  03 - 09 - 2011
 أخر زيارة : 12-06-2013 (03:28 PM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 التقييم :  326
لوني المفضل : Cadetblue
رد: جهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله



الفصل الثاني
نماذج من جهود الدعوة داخلاً وخارجاً

أ – الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء ودورها الدعوي.
ب – المؤسسات التعليمية بالمملكة ودورها في الدعوة إلى الله وتشتمل على :
1- التعليم بالمملكة يصاغ من منطلقات إسلامية ومؤسسات تخدم الدعوة .
2- الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .
3- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
4- جامعة أم القرى بمكة المكرمة .
جـ– رابطة العالم الإسلامي ودورها الدعوي داخلياً وخارجياً .
د – الأنشطة الدعوية التي تعنى بالقرآن الكريم .
1- الجامعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم .
2- المسابقة الدولية لتلاوة القرآن الكريم وتجويده .
3- مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ودوره في خدمة القرآن الكريم والدعوة .
هـ – منظمة المؤتمر الإسلامي .
و – الندوة العالمية للشباب الإسلامي .
ز – مؤسسة الملك فيصل الخيرية ودورها في مجال الدعوة ومن الأنشطة التي تعنى فيها بالدعوة:
(1) مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية .
(2) جائزة الملك فيصل العالمية .
ح – هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية .
ط – وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ودورها في مجال الدعوة .
ي – المساجد ودورها وعناية المملكة العربية السعودية بها .
ك – المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .
ل– مجلس الدعوة والإرشاد
م– الإعلام السعودي في خدمة الدعوة الإسلامية
ن – دور وزارة الدفاع والطيران في مجال الدعوة إلى الله .
س – الحرس الوطني والإدارات التي تعنى بالدعوة به .
ع – المملكة العربية السعودية رائدة الدعوة بقيادة خادم الحرمين الشريفين .

أ‌ الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء ودورها الدعوي :
الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء حالياً ( الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد سابقاً ) : هي مؤسسة إعلامية / دعوة ، تقوم بجهد عظيم يتمثل في : نشر الدعوة الإسلامية في داخل المملكة العربية السعودية وخارجياً ، لبيان أحكام العقيدة والشريعة الإسلامية للناس جميعاً ليتسنى لهم فهم الإسلام فهماً صحيحاً على ضوء الكتاب والسنة ، وذلك بإعداد الدعاة إلى الله من أجل الذود عن حياض هذه الشريعة ، وإقامة الفتاوى للمسلمين كافة لإزالة الغموض والشبهات بخصوص الإسلام .
إنشاء الرئاسة وما يسند إليها من أعمال :
وقد أنشئت الرئاسة العامة تحت اسم دار الإفتاء والإشراف علي الشؤون الدينية والمعاهد ، في شهر رمضان من عام 1374هـ برئاسة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس قضاتها رحمه الله . وأسند إليها أمر الإفتاء ، ومراقبة المطبوعات ، وترشيح أئمة المساجد والجوامع والإذن بإقامة الجمعة ، وإدارة المكتبة السعودية وتوزيع الكتب العلمية ، وطباعة ما يستحق الطباعة على نفقتها أو تحت إشرافها ؛ ونظراً إلى أن سماحة رئيسها إذ ذاك كان رئيساً للقضاء في الوقت نفسه فقد أعطاها سماحته مسؤولية ممارسة تميز الأحكام الصادرة من القضاء قبل تشكيل هيئة التمييز قي مكة والرياض ، والنظر فيما يختلف فيه أعضاؤها ، أو يكون موضوع نظر من المقام السامي بعد تشكيلها ، وامتدت رئاسته لها وفاته – رحمه الله – في شهر رمضان لعام 1389هـ .
وبعد وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله – بدأت تلك النشاطات تنفصل تدريجياً ، فصدر الأمر السامي الكريم رقم أ/ 139 وتاريخ 8/7/1391 هـ بتسميتها ( الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعة والإرشاد ) تحت رئاسة معالي الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ – وزير العدل سابقاً – بموجب المرسوم الملكي رقم أ/ 139 وتاريخ 8/7/1391هـ ، واستمرت لها حتى شهر شوال من عام 1395هـ حيث تولى سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز منذ ذلك التاريخ رئاستها بموجب المرسوم الملكي رقم أ/ 247 وتاريخ 14/10/1395هـ ، وما زال متولياً رئاستها حتى الوقت الحاضر ، وفي 20 من المحرم عام 1414هـ أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أمراً ملكياً بتعيين سماحة الشيخ عبدالعزيز عبد الله بن باز مفتياً عاماً للمملكة ورئيساً لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء .
وقد أولى الحكام والعلماء هذه المؤسسة العناية والرعاية ومواصلة العمل ، مما جعلها أشبه بخلية نحل ، يقصدها فئات مختلفة من الناس لقضاء حاجاتهم مما يقع تحت اختصاصها .
نشاطها في مجال الدعوة :
تشتمل الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء على أقسام عدة هي :
القسم الأول : يتعلق بالإفتاء ( إفتاء المسلمين ) ، وهو قسمان :
أ‌- قسم يتعلق باللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المسائل الشخصية .
ب‌- قسم يتعلق بهيئة كبار العلماء في المسائل العامة .
القسم الثاني : يتعلق بإعداد البحوث العلمية وتعدها اللجنة ، والباحثون سواء أكانت البحوث تتعلق بهيئة كبار العلماء فيما يطلبون ، أم تتعلق باللجنة الدائمة فيما يتعلق بالرئيس العام لما ينبني عليه من بحوث تتعلق بالفتوى التي يتولاها بنفسه أم ما يعد للنصيحة والدعوة والتوجيه ونحو ذلك .
القسم الثالث : يتعلق بنشر الكتب وتوزيعها في الداخل والخارج بين الأفراد والمكتبات والجمعيات والمراكز الإسلامية والدول الإسلامية .
القسم الرابع : يتعلق بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، ويتولى ما يتعلق بالهيئة من تحضير البحوث ، وعرضها عليهم ، وتحديد الجلسات ، وعرض ما يتعرض من كتب أو مقالات أو موضوعات تأتي من الدولة ، أو تأتي من بعض الأعضاء ، ثم تعرض على المجلس للنظر فيها ، ويتبع هذه الأمانة موظفون باحثون وآخرون لإعداد ما يلزم .
القسم الخامس : يتعلق بالأمانة العامة للدعوة الإسلامية التابعة للهيئة العليا للدعوة ، التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير / سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ، وتنظر فيما يحال إليها من الشئون الإسلامية ومساعدات الجمعيات أو المراكز الإسلامية ، فتنظر فيها الهيئة ، ثم يرفع ما يتم إلى خادم الحرمين الشريفين ليرى ما يلزم نحوه ، وهذه المؤسسة الإعلامية بأقسامها المختلفة استعملت الوسائل الإعلامية المتاحة بحسب طاقتها لما تتميز به من تأثير شديد على المجتمعات البشرية دفاعاً عن الإسلام لتكون كلمة الله هي العليا وفق تخطيط وتنظيم جيد ، كان له الأثر الكبير في نشر الدعوة إلى الله داخل المملكة وخارجها .
ب - المؤسسات التعليمية بالمملكة ودورها في الدعوة إلى الله :
1- التعليم بالمملكة يصاغ من منطلقات إسلامية ومؤسساته تخدم الدعوة وتساندها .
2- الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .
3- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .
4- جامعة أم القرى بمكة المكرمة .

1- التعليم بالمملكة يصاغ من منطلقات إسلامية ومؤسساته تخدم الدعوة وتساندها :
( المملكة العربية السعودية دولة إسلامية يحكم الإسلام فيها جميع جوانب الحياة، لذا فقد سعت إلى صياغة العملية التعليمية بكاملها من منطلقات إسلامية من حيث الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم ، وكذلك أهدافه وغايته ووسائله ومناهجه ومؤسساته ، وقد أدرك المخططون للتعليم في هذا البلد الكريم أهمية هذه الحقيقة منذ أول يوم لنشأة التعليم ، حيث جعلوا أساس الأسس للتعليم في المملكة هو الإيمان بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد e نبياً ورسولاً ، ويمكن في هذه العجالة تلخيص ملامح النظام التعليمي في المملكة مع إطلالة موجزة على المؤسسات التي تعنى بالدعوة .
ملامح النظام التعليمي بالمملكة :
غاية التعليم – كما أسلفت – هي فهم الإسلام فهماً صحيحاً متكاملاً ، وغرس العقيدة الإسلامية ، ونشرها ، وتزويد الطالب بالقيم الإسلامية وبالمثل العليا ، وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة ، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة لديه ، وتطوير المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وفكرياً ، وتهيئة الفرد ليكون عنصراً نافعاً في مجتمعه.
كما أن من أسس التعليم بالمملكة توجيه العلوم والمعارف بمختلف أنواعها وموادها منهجاً وتأليفاً وجهة إسلامية في معالجة قضاياها ، والحكم على نظرياتها ، وطرق استثمارها ، حتى تكون منبثقة من الإسلام متناسقة مع التفكير الإسلامي السديد .
كما حددت السياسة التعليمية العديد من المعايير التي يجب توافرها في مناهج التعليم في جميع المراحل ، ومن أهم هذه المعايير أن العلوم الدينية مادة دراسية في جميع مراحل التعليم الابتدائي والمتوسطة والثانوية بفروعه ، والثقافة الإسلامية مادة أساسية في جميع سنوات التعليم العالي ، كما يتميز الفكر التربوي بالمملكة بأنه يمزج بين نوعين من العلوم ، وهما : العلوم الشرعية التي تشمل علوم القرآن والحديث وعلوم الفقه ، وما إلى ذلك ، ثم العلوم التي سميت بالعلوم العقلية ، وهي العلوم التي تنفع الإنسان المسلم والمجتمع والدولة الإسلامية في حياتها وتطوراتها ، ( ويمكن القول بأن السياسة التعليمية بالمملكة العربية السعودية تنبثق من الإسلام الذي تدين به الأمة عقيدة وخلقاً وشريعة وحكماً ونظاماً متكاملاً للحياة ) .
( وقد عمدت حكومة المملكة – رعاها الله – إلى بناء صروح العلم ، وأنشأت وزارة المعارف عام 1373هـ / 1953م ، وأضحت مظهراً من مظاهر النهضة التعليمية الحديثة ، وخصصت جامعات كاملة لبناء المسلم وترسيخ قواعد وشرائع الدين الحنيف ، حيث يلتئم شمل المسلمين ، وتتحد غاياتهم وأهدافهم ، ويكون الدين كله خالصاً لله .
فارتفعت صروح العلم والنور في كل مكان من البلاد ، تقف شاهدة على مدى التطور الذي حققته في مسيرة قصيرة ، بحساب الزمن كثيرة بحساب ما حققته من إنجازات .
وسأتحدث باختصار عن بعض هذه القلاع الشامخة للدعوة بالمملكة العربية السعودية ، ونخص من هذه القلاع :
·الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .
·جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .
·جامعة أم القرى بمكة المكرمة .
2- الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ودورها الدعوي داخلياً وخارجياً :
أ – نشأة الجامعة وأهدافها الدعوية .
ب – من المراكز المهتمة بالدعوة في الجامعة ومهماتها .
جـ – وسائل أخرى تتخذها الجامعة لتحقيق أهدافها .
د – نشأة الجامعة وأهدافها الدعوية .
كان من توفيق الله – تعالى – لهذه الحكومة السنية إنشاء هذه الجامعة لتكون مناراً علمياً في مهبط الوحي، وفي دار الهجرة والإيمان، وعاصمة الإسلام الأولى، واستهدفت من تأسيسها إيقاظ أبناء العالم الإسلامي الوافدين إليها ، وإرشادهم إلى طريق ربهم وسبل نجاتهم وسعادتهم ودعوة أممهم إلى دين الله الحق الذي ارتضاه لهم ، وكان من ثمارها الطيبة أنه ما من قطر من أقطار العالم الإسلامي إلا ومنه في الجامعة الإسلامية طالب دارس ، ومتخرج عامل في حقل إسلامي
نشأت هذه الجامعة 1380– 1381هـ لخدمة العالم الإسلامي ، وإمداده بالعلماء والدعاة والمدرسين والأئمة حيث خصص بها 85% من الطلاب من غير السعوديين ، وهم يمثلون 120 جنسية أو تزيد ، وعن نشاطها الدعوي في العالم الإسلامي يقول الدكتور عبد الله بن أحمد القادري بعد العودة من جولته الواسعة في مشارق الأرض ومغاربها وكان عضواً في وفد الجامعة : لقد لمسنا نفع المتخرجين من الجامعة الإسلامية أينما حللنا ، لما يتمتعون به من فهم مباشر لكتاب الله وسنة رسوله عن طريق اللغة الأصلية لهما ، ولكونهم أحسن سلوكاً من غيرهم في الغالب .
من المراكز المهتمة بالدعوة في الجامعة ومهماتها :
منها مركز شئون الدعوة :
وقد أنشئ هذا المركز مع إنشاء مركز خاص بشئون الدعوة بالجامعة ، وذلك عام 1395هـ ، والمركز يحتوي من الناحية التنظيمية على أقسام متعددة على حسب المسؤوليات والمجالات المختلفة .
ويتعاون مع الهيئات الدعوية والمؤسسات العلمية في المملكة ، لتنسيق الجهود في مجال الدعوة والتعليم بما يساعد على تحقيق الأهداف الدعوية للجامعة .
جـ – وسائل أخرى تتخذها الجامعة لتحقيق أهدافها :
هناك وسائل أخرى تتخذها الجامعة لتحقيق أهدافها كإحياء التراث الإسلامي ، ومآثر علماء المسلمين ، وقد شكلت الجامعة لذلك إدارة خاصة باسم " المجلس العلمي"، تشرف هذه الإدارة على أعمال التحقيق والتمحيص والدراسة والمخطوطات والكتب التي تنوي نشرها ، وتقوم بالإشراف على طبعتها في مطبعة الجامعة نفسها أو مطابع أخرى ، ثم توزعها على العالم بوساطة مركز شئون الدعوة .

كذلك تزود الجامعة المؤسسات التعليمية في البلاد الإسلامية بالأساتذة والمدرسين الذين يدرسون مختلف العلوم الإسلامية واللغة العربية في تلك المؤسسات .
كما تقدم الجامعة الإسلامية منحاً دراسية للطلاب الذين يقبلون بإحدى كلياتها أو بالمعاهد والدور التابعة لها من شتي أنحاء العالم ، وتوزيع هذه المنح قبل بدء العام الدراسي .
والجامعة في ذلك تنتهج المناهج والأساليب نفسها التي تنتهجها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وجامعة أم القرى لنشر الدعوة الإسلامية داخل المملكة وخارجها




.
3- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ودورها الدعوي داخل المملكة وخارجها :
تمهيد :
أ – نشأة الجامعة
ب – الأهداف الدعوية للجامعة .
جـ – مواقع العمل الدعوي للجامعة بالخارج .
تمهيد :
لا نبالغ إذا قلنا : إن الغرض من إنشاء هذه الجامعة إنما هو تخريج الدعاة إلى الله ونشر الدعوة الإسلامية في داخل المملكة وخارجها ، سواء أكانت بلاداً إسلامية أم غيرها من بلدان العالم ، فالهدف الأساس من إنشائها استقبال الطلاب من داخل المملكة وخارجها ، واحتضانهم في رحابها لتعليم أمور الدين والعقيدة وأحكام الشرعية المستنبطة من الكتاب والسنة ، وتلقينهم أهمية الدعوة الإسلامية ، وإعدادهم دعاة ومعلمين ومرشدين وقضاه ، وكلها أوعية تنصب مباشرة في مجال الدعوة الإسلامية .
نعم إن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي المؤسسة الإسلامية الكبيرة التي تفتح صدرها دائماً ، وتبسط ذراعيها أبداً لاستقطاب أبناء المسلمين واستقبالهم ، وعلى مدار العام ، لتصقلهم ، وتثقفهم ، وتهذبهم ، وتطبعهم على طابع الدين الإسلامي الصحيح ، وتصبهم في قالب الشريعة ، وتجعل منهم الدعاة الهداة الذين يدعون إلى دين الله ، ويحملون رسالة الإسلام ، ويؤدونها كاملة ، وينشرونها سابغة شاملة في كل أصقاع الدنيا ، وهذه الجامعة تجمع بين الحرص على مستوى الطالب الملتحق بها في ناحيته المظهرية والجوهرية بحيث يتحتم عليه أن يسلك نمطاً خاصاً من السلوك ، وينتهك منهجاً أخلاقياً يجعله يقارب بين الإسلام والناس في غمار المجتمع وضجة الدنيا وزحمة الحياة .
أ‌- نشأة الجامعة :
كان تعليم العلوم الشرعية والعربية في المملكة منوطاً بالمساجد وبعض بيوت علمائنا الأجلاء الذين تخرج على أيديهم كثير من القضاة والعلماء . ومع بداية النهضة العلمية الشاملة سنة 1370هـ افتتحت حكومة جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله – معهد الرياض العلمي – وكلية اللغة العربية للكليات والمعاهد العلمية " وفي 23/8/1394هـ صدر المرسوم الملكي رقم م/ 50 المبني على قرار مجلس الوزراء رقم 110 وتاريخ 17/8/1394هـ بالموافقة على نظام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وعدها مؤسسة تعليمية وثقافية ودعوية ، ومنذ إنشاء الجامعة وهي في توسع مستمر إذ يوجد بها عشر كليات ومعهد عال للقضاء بالرياض ، وآخر للدعوة الإسلامية بالمدينة المنورة ( كلية الدعوة والإعلام حالياً ) ، وما يزيد على ستة معاهد بالخارج ، وفروع لكلية الشريعة واللغة العربية ومعاهد لتعليم اللغة العربية في جهات عديدة كأندونيسيا واليابان ، وواشنطن ورأس الخيمة وموريتانيا وجيبوتي وغيرها ، أما المعاهد فقد زاد عددها على ستين معهداً منتشرة في أنحاء المملكة .
ب‌- الأهداف الدعوية للجامعة :
·توفير أسباب التعليم والدراسات العليا في العلوم الإسلامية وعلوم اللغة وغيرها من العلوم الاجتماعية .
·العناية بالبحوث الإسلامية والعناية بترجمتها ونشرها وتنظيم العلاقة بين الجامعة وجامعات العالم الإسلامي .
·العناية بالبحوث الفقهية .
·إعداد علماء متخصصين في العلوم الإسلامية وعلوم اللغة العربية والإنجليزية والعلوم الاجتماعية والتاريخية وإعداد القضاة والدعاة المؤهلين .
·الإسهام في تلبية حاجات البلاد الإسلامية التي تخصص طائفة من أبنائها للدعوة حيث تقوم الجامعة بتوفير مقاعد لطلاب المنح للدارسة من شتى أنحاء العالم ، ويرتبط بالجامعة كليات ومعاهد في الداخل والخارج ، وكلها تعنى بالدعوة ، ويدرس فيها العلم الشرعي الصحيح .

جـ ـ مواقع العمل الدعوي للجامعة بالخارج :
لم تقتصر رسالة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تبليغ رسالة الإسلام إلى جميع أمم الأرض على داخل البلاد فحسب ، بل إنها استشعرت أهمية الانتقال إلى مواقع العمل الدعوي ، وتهيئة المدرسين والدعاة والأئمة في مجتمعاتهم ؛ ولذلك رأينا الجامعة تبدأ انطلاقاتها الجديدة – بالمساندة والدعم من قيادة هذه البلاد الراغبة في الإسلام الحريصة على نشره ، تبدأ انطلاقاتها الجديدة بإنشاء معهد العلوم الإسلامية والعربية في رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة في بداية عام 1388هـ ، ليكون باكورة نشاط الجامعة خارج المملكة ، وليتولى توسيع قاعدة الفرص التعليمية للراغبين في دراسة العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية ، ونتيجة للنجاح الذي حققه أول المعاهد؛ ونظراً لاحتياج منطقة أخرى في بلادنا العربية إلى تنشيط العمل الدعوي بها فصدرت الموافقة بإنشاء معهد العلوم الإسلامية والعربية إلى تنشيط العمل الدعوي بها فصدرت الموافقة بإنشاء معهد العلوم الإسلامية والعربية في موريتانيا في العام الدراسي 1399 – 1400 هـ ، ونتيجة للإقبال الشديد على المعهد فقد توسع كمثيله في رأس الخيمة ، ليضم قسم للدراسات الجامعية افتتح في عام 1406هـ ، ونتيجة للإقبال الشديد على المعهد فقد توسع كمثيله في رأس الخيمة ، ليضم قسم للدراسات الجامعية افتتح في عام 1406هـ ، ويمتد نشاط جامعة الإمام إلى مكان آخر إلى دولة عربية أخرى هي بأمس الحاجة إلى توفير معلمي اللغة العربية والعلوم الشرعية ، فتصدر الموافقة بإنشاء معهد العلوم الإسلامية والعربية في جيبوتي سنة 1401– 1402هـ ، ويستمر الامتداد الدعوي لجامعة الإمام ، ويتواصل إلى أماكن أوسع وأرحب في العالم ، فتصدر الموافقة بإنشاء معهد لتعليم اللغة العربية في أكبر دولة إسلامية وهي إندونيسيا عام 1400هـ ، ويحقق هذا المعهد نجاحاً طيباً في إيصال العلم الشرعي إلى الآلاف من المسلمين المتعطشين لمثل هذه العلوم ، ويشارك في معظم المحاضرات واللقاءات الفكرية والإسلامية التي تعقد في أنحاء إندونيسيا ، ويشارك مشاركة مؤثرة في نشاط الجمعيات الإسلامية المنشرة بها وبماليزيا ، وتنتقل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى دولة أخرى مستمرة في حمل رسالتها الدعوية ، فتصدر الموافقة بإنشاء المعهد العربي الإسلامي في طوكيو باليابان في عام 1403هـ ، ويقدم المعهد رسالة دعوية نبيلة من خلال دورات ولقاءات ومحاضرات ونشرات تعريفية بالإسلام ، ويحقق نجاحاً جيداً في مجتمع تحكمه الآلة الصناعية ، و يتصل بأجهزة الإعلام ، وآخر امتداد لجامعة الإمام في مجال الدعوة ونشر العلوم الإسلامية والعربية هو معهد العلوم الإسلامية والعربية في أمريكا ، قد صدرت الموافقة بإنشائه سنة 1403 هـ بواشنطن العاصمة ، ويضم أقساماً للعلوم الإسلامية واللغة العربية والتعليم المتواصل وقوى المجتمع ، والدراسات المساعدة ، ومركزاً للبحث العلمي ومركزاً للإعلام والنشر، ومركزاً للتقنيات الإسلامية، ومركزاً للحضارة والتراث ، ومركزاً للحاسب الآلي ، ومكتبة تضم أمهات الكتب الإسلامية والعربية ، ويشاك مشاركة فعالة في إقامة الدورات القصيرة والطويلة لأبناء المسلمين في المجتمع الأمريكي ، وقد اشترك ويشارك في المؤتمرات واللقاءات الإسلامية فيها والمحاضرات الدعوية المتخصصة ، وذلك عن طريق أساتذة المعهد وغيرهم من العلماء الذين يفدون إلى أمريكا للدعوة إلى الله على هدى وبصيرة ، وهذه الأنشطة التي قامت وتقوم بها جامعة الإمام إنما تعد جزءاً من رسالة المملكة العربية السعودية في رعاية هذا الدين.

4–جامعة أم القرى بمكة المكرمة وما تقدمه من جهود في مجال الدعوة :
أ‌-نشأة الجامعة .
ب‌-أهداف الجامعة في مجال الدعوة .
جـ - الإصدارات التي تعنى بشؤون الدعوة .
أ – نشأة الجامعة :
إن جامعة أم القرى لم تنشأ من فراغ ، بل مرت بمراحل وأطوار مختلفة حتى وصلت إلى المرحلة التي تعيشها الآن ، وإن نقطة البداية ترجع إلى إنشاء كلية الشريعة عام 1369هـ ، ثم أسندت مهمة إعداد المعلمين لهذه الكلية في عام 1380، 1381هـ، وسميت كلية الشريعة والتربية وفي عام 1382هـ أنشئت كلية التربية مستقلة عن كلية الشريعة ، وكانت الكليتان تابعتين لوزارة المعارف ، ثم ضمتا إلى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عام ، 1390– 1391هـ . وفي 22/6/1401هـ صدر قرار مجلس الوزراء رقم 96 بإنشاء جامعة أم القرى بناء على التوجيه السامي الكريم أعقبه صدور المرسوم الملكي رقم م /39 وتاريخ 28/9/1401هـ بالموافقة على نظام الجامعة ، فأصبح لها كيانها الخاص بها حيث تضم كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ، وكلية التربية ، وقد افتتح في عام 1402هـ كلية التربية بالطائف ، وكلية الدعوة وأصول الدين، وكلية العلوم التطبيقية والهندسة ، وكلية اللغة العربية .
وتحتوي على أكثر من (50) قسماً للبنين والبنات ، ومعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها ، وفي عام 1402–1403هـ صدر قرار المجلس الأعلى للجامعة بالموافقة على إنشاء كليتين هما كلية العلوم الاجتماعية وكلية العلوم الزراعية ، وبذلك تصبح الجامعة تضم ثماني كليات ، كما أنشىء معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي.
ب - أهداف الجامعة في مجال الدعوة :
وتهدف الجامعة إلى إعداد الكوادر التعليمية من الطلاب والطالبات في مجالات الكليات الأدبية واختصاصاتها والدراسات العليا ، وتسهيل تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها ، وتشجيع البحث العلمي من خلال المراكز العلمية والفنية المتوافرة في الجامعة .
جـ - الإصدارات العلمية التي تعنى بشئون الدعوة :
تصدر من مختلف الجهات في الجامعة الإصدارات الآتية :
1- مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية : مجلة سنوية ، تصدر منذ عام 1393هـ
2- مجلة مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي : مجلة سنوية ، تصدر منذ عام 1398هـ .
3- مجلة ثمرات الإيمان : تصدر عن قسم الطالبات في الجامعة منذ عام 1399هـ .
4- مجلة الإعلام الإسلامية تصدر عن قسم الإعلام بكلية الدعوة وأصول الدين .
5- مجلة المركز العالمي للتعليم الإسلامي : تصدر عن المركز العالمي للتعليم الإسلامي، وهي نصف سنوية .
ج – رابطة العالم الإسلامي ودورها الدعوي داخلياً وخارجياً :
في عام 1381هـ/1962م افتتح الملك سعود – رحمه الله – رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ، ونص نظامها الأساس على أن تضم ممثلين من مختلف البلاد الإسلامية ، وأن تعمل على دعم تضامن المسلمين ، والاهتمام بنشر الفكر الإسلامي ، والدعوة إلى دين الله تعالى ، ودعم جهاد الشعوب المسلمة .
وقد حققت رابطة العالم الإسلامي إنجازات جديرة بالتقدير ، فهي رابطة مستقلة تمثل المسلمين في جميع أنحاء العالم ، بعيداً عن الاعتبارات الرسمية ، وتقوم بنشاطاتها كأي مؤسسة عالمية ذات شخصية اعتبارية .
وكان من أهم ما عنيت به الرابطة متابعة شئون المسلمين في جميع أنحاء العالم، وجمع المعلومات وتبويبها وتحليلها ، واستخلاص خطط عمل لمد يد المساعدة لمن يحتاجها من الشعوب الإسلامية ، والدفاع عن قضاياها ، وإجراء الاتصالات الرسمية والشخصية مع كبار علماء المسلمين وسياسة العالم ، وتنسيق الجهود الإسلامية الجماعية بما يعطى أفضل مردود ممكن .
والمملكة العربية السعودية – بحمد الله تعالى – كانت منذ نشأتها داعية إلى دين الله وتضامن المسلمين ، وما زالت تدعم كل جهد إسلامي جماعي فيه وحدة الكلمة ولم الشمل ، لا تنشد من ذلك سوى وجه الله تعالى ، وخدمة دينه القويم .
·بدأت تلك السياسة في عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله ، واستمر عليها أبناؤه الذين خلفوه على هذه المسؤولية .
·ففي عهد الملك سعود – رحمه الله – كان إنشاء رابطة العالم الإسلامي .
·وفي عهد الملك فيصل – رحمه الله – كان تجديد الدعوة من خلال مفهوم شامل يتناسب مع طبيعة الإسلام لكونه ديناً للحياة الدنيا والآخرة .
بدءاً من تضامن المسلمين جميعاً في موقف واحد ، به تشتد سواعدهم ، فيشكلون قوة عالمية يحسب لها حساب .
وقد ركز الملك فيصل على ضرورة عقد مؤتمر قمة إسلامي يضم ملوك الدول الإسلامية وأمراءها ورؤوسها وقادتها منطلقاً يهدف إلى بلورة مبدأ التضامن الإسلامي، وجعله حقيقة أساسية من حقائق العصر .
وبحكم المسئولية الكبرى للمملكة – الملقاة على عاتقها بثقلها وحجمها ، ودورها المؤثر على الصعيد العربي والإسلامي والدولي ، ومكانتها الإسلامية الكبرى حيث تحتضن على أرضها الحرمين الشريفين – فإنها تطبق أسلوباً متطوراً ومفهوماً جديداً في المساعدات الخارجية تتفق وهذا الدور المهم والمؤثر لرابطة العالم الإسلامي .
ومن نماذج هذه المساعدات خدمة للدعوة إلى الله تعالى :
·تكثيف برامج الدعوة والدورات التعليمية داخل الأقليات المسلمة .
·الاهتمام بهذه الأقليات عن طريق عمل برامج للعناية بهم دينياً ومالياً واجتماعياً وإعلامياً ، فتمدهم بالعون المالي .
·ترجمة الكتب والدراسات الإسلامية للتعريف بالإسلام ، وإرسالها إلى العالم للانتفاع بها .

·الاستفادة من موسم الحج ، كي يكون مجالاً إعلامياً خصباً لالتقاء المسلمين من الجنسيات المتعددة ، وتدارس مشكلاتهم ومحاولة علاجها وتوضيح جوانب الإسلام لهم على يد دعاة مهرة .
·ولمزيد من الاهتمام والتركيز أنشأت الرابطة ضمن جهازها بالأمانة العامة إدارة الأقليات الإسلامية في عام 1392هـ ، كما أحدثت في التشكيل الجديد إدارة أبحاث الأقليات الإسلامية ومكافحة التيارات الهدامة ، وقد صارت فيما بعد إدارة الدراسات والبحوث .
·إرسال المدرسين والدعاة إلى الدول التي توجد فيها الأقليات المسلمة .
·تقديم مساعدات مادية وأدبية للمدارس والمعاهد والمراكز الإسلامية والمساجد والإسهام في إنشاء المزيد منها ، وإنشاء المراكز لإغاثة الأقليات المسلمة .
·دعم المنظمات والجمعيات الإسلامية والتعاون معها في نشر الثقافة الإسلامية .
·توزيع الكتب الإسلامية وترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية وغيرها .
·إعطاء منح دراسية لأبناء الأقليات المسلمة .
·إقامة دورات تدريبية ومحاضرات إسلامية في البلدان ذات الأقليات المسلمة .
·إنشاء قطاعات خاصة بالتعليم والثقافة والبحوث ضمن جهاز الأمانة العامة للرابطة لدعم أنشطتها في هذه المجالات .
·عقد ندوات عن الأقليات المسلمة والمشاركة فيها .
·دعوة بعض الشخصيات من الأقليات المسلمة لأداء مناسك الحج ، وإضافتهم، وإلقاء محاضرات إسلامية عليهم .
·إعداد مناهج للتعليم الإسلامي لتوزيعها على الدول والأقليات المسلمة .
·إقامة مؤتمرات وندوات في الدول التي فيها أقليات إسلامية لدعم الدعوة الإسلامية في أوساطها ، ولإبراز الاهتمام بقضاياها وبمساعدتها مادياً وأدبياً .
·زيادة الدولة التي فيها الأقليات الإسلامية ، والاتصال بالمسؤولين في حكوماتها لحثهم على الاهتمام بمصالح المسلمين ، والمحافظة على حقوقهم المشروعة .
·طبع معاني القرآن الكريم وترجمتها وتوزيعها بالتعاون مع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ، كما عنيت الرابطة بطباعة الكتب الإسلامية الأخرى بلغات بعض الأقليات الإسلامية .
د – الأنشطة الدعوية التي تعنى بالقرآن الكريم والدور الرائد للمملكة في مجال العناية بها :
من هذه الأنشطة :
1- الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم .
2- المسابقة الدولية لتلاوة القرآن الكريم وتجويده وتفسيره .
3- مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة .
إن المملكة العربية السعودية وقد أمضت جيلاً بعد جيل وهي ترسخ مبادئ العقيدة الإسلامية ، وتعمل على تأصيلها في النفوس ، فعملت على نشر كتاب الله بمختلف الوسائل والإمكانات ، بما حباها الله من نعمة الإسلام ، ووجود الحرمين الشريفين على ثراها الطيب ، تتجه إليه أفئدة المسلمين وقلوبهم ، ومن ثم لم يكن غريباً أن يصبح البيت العتيق مقصداً للمسلمين ، وأن تصبح المملكة قدوة ومثلاً وأسوة لغيرها من بلدان العالم الإسلامي ، يترسمون خطاها في سبيل إقامة شرع الله ودينه .
من هنـــا فإن خادم الحرمــــين الشريفــــين الملك فهد بن عبد العزيز قــــد أولى القرآن الكريم جل عنايته واهتمامه إدراكاً منه أنه ليس هناك ما يستحق الرعاية والاهتمام في حياة الأمة الإسلامية أكثر مما يستحقه كتاب الله تعالى الذكر الحكيم , والنور المبين ، وحبل الله المتين ، والشفاء لما في الصدور ، والهداية والرحمة والنور لقوم يوقنــــون .
ومن جملة اهتمامات المملكة بالقرآن الكريم نذكر :
1- الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
ما تقوم به الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم من جهود دعوية :
تعد العناية بالقرآن الكريم من أهم الجوانب الدعوية لترسيخ العقيدة ومحبة كتاب الله والعناية به ، حفظاً ، وعملاً ، والجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تمثل صورة من هذه العناية ، ومن أهم ما حققته في هذا المجال :
1- توثيق صلة المسلم بكتاب الله لتحسين قراءته وتجويده وحفظه .
2- التحلي بأخلاق القرآن وآدابه .
3- تخريج الحفاظ لكتاب الله ، فتحيا بذلك من جديد روح الإيمان في قلب المسلم كما كان في عصور الإسلام الزاهية .
4- تخريج المعلمات المتقنات للقرآن الكريم تلاوة وتجويداً وحفظاً .
5- الدعوة إلى الله وإلى كتابه ، والعمل بما جاء فيه واتباعه .
وفي إطار ذلك وضعت الحوافز المادية لحفظة كتاب الله ليكون دافعاً لبذل الجهد وصرف الوقت في دراسة القرآن الكريم .
والجماعة الخيرية بفروعها المنتشرة في جميع أنحاء المملكة تولي هذا الأمر عناية خاصة في كل مكان ، فتخصص جزءاً من الواردات المالية لصرفها للمتفوقين من الطلاب والطالبات ، وكل من أنجز قدراً معيناً من الحفظ كل بحسبه ، وهذا الدور الرائد الذي تضطلع به الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم يتم تحت إشراف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
2- المسابقة الدولية لتلاوة القرآن الكريم وتجويده وتفسيره :
وقد جاء تنظيم الاحتفال السنوي لمسابقة القرآن الكريم الدولية منذ ثلاثة عشر عاماً ، بتأييد مبارك من لدن خادم الحرمين الشريفين الذي يدعمها ويشجعها سنة بعد أخرى .
ونحمد الله أنه بفضل هذه المبادرة الكريمة والدعم المتواصل من حكومتنا الرشيدة انتشرت المسابقات القرآنية في عدد كبير من الدول الإسلامية شارك فيها العديد من أبناء هذه الدول .
تاريخ إجراء المسابقة وولادة فكرتها :
بدأت ولادة فكرة المسابقة في مهرجان " تونس " الذي عقد في ربيع الأول سنة 1397هـ الذي اتفق على إقامة مسابقة سنوية دولية لتلاوة القرآن الكريم ، وتبنت وزارة الحج والأوقاف ( سابقاً ) هذه الفكرة ، ونقلت إلى خادم الحرمين الشريفين الذي ساند وأيد تنفيذها على أرض أم القرى ، وفي مهبط الوحي والنور .
تلكم المسئولية العظمى تجاه القرآن الكريم وحملته تنطلق من المبادئ والأهداف السامية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة المطهرة ، التي شاء الله –تعالى– أن يكون منطلقها من هذه البلاد لتوجيه العالم الإسلامي في كل مكان .
3– مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ودوره في خدمة القرآن الكريم والدعوة .
أ - أهمية هذا المشروع الإسلامى العظيم وأهدافه الدعوية :
تولي المملكة العربية السعوديـــة القرآن الكريم عناية فائقة ، وتبذل قصارى جهدها في رعايته بشتى الوسائل الممكنة ، ولسنا في معرض استعراض جميع الجهود المبذولة في هذا الصدد ، ونكتفي بما توج هذا العمل العظيم ، وهو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ، وقد وضع حجر أساس هذا المجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد في 16، المحرم عام 1403هـ ، قائلاً : ( بسم الله وعلى بركة الله العلي القدير ، إننا نرجو أن يكون هذا المشروع مشروع خير وبركة لخدمـــة القرآن الكريم والإســـلام والمسلمين ، راجياً من الله العون والتوفيق في كل أمورنـــا الدينية والدنيويـــة ، وأن يوفق هذا المشروع الكبير لخدمة ما أنشئ من أجله ، وهو القرآن الكريم ينتفـــع به المسلمـــون ، وليتدبروا معانيه) (ثم أزاح الستار عن اللوحة التذكارية إعلاناً ببدء العمل فيه في 6 صفر 1405هـ / 31 تشرين الأول ( أكتوبر 1984م ) .
وتغطي منشآت هذا المجمع مساحة تقدر بـ ( 141950 متر مربع ) ، وتستطيع المطبعة إنتاج قرابة ثمانية آلاف نسخة من مقاسات مختلفة من المصحف ، كما أنها أنتجت (2.5 مليون شريط ) سمعي لكبار المقرئين ، وتقدر الطاقة الإنتاجية السنوية للمجمع في الوردية الواحدة بثمانية ملايين نسخة من مختلف الإصدارات ، بما فيها الترجمات والتسجيلات ، ويقوم المجمع بإصدار ترجمات لمعاني القرآن الكريم بمختلف اللغات التي يتكلم بها المسلمون في كل مكان ، طالما توافرت الترجمة التي تخضع للدراسة والفحص والتدقيق من قبل الهيئة والمشاركة في المجمع ، التي تضم علماء متخصصين في علوم القرآن ومباحثه ، والهدف من ذلك هو تزويد كل مسلم بنسخة من كتاب الله المجيد تتضمن ترجمة سليمة لمعاني القرآن الكريم باللغة التي يتحدث بها ، وتؤدي المعنى المقصود المتفق مع صحة العقيدة .
ب– إصدارات المجمع ودوره في خدمة القرآن الكريم وعلومه :
·إصدار ترجمات لتفسير معاني القرآن الكريم بمختلف اللغات التي ترجمت إليها هذه التفاسير المتفق على دقتها وصحتها وسلامة ما تؤديه من معنى .
·إصدار مصاحف مرتلة على أشرطة التسجيل بصوت مشاهير القراء في العالم الإسلامي ، وبمختلف القراءات المشهورة ليكون القرآن الكريم المعلم لطريقة تلاوة القرآن وتجويده .
·سد حاجة المملكة العربية السعودية ، وخصوصاً الحرمين الشريفين ، والمساجد والمدارس والجامعات والفنادق وجامعات تحفيظ القرآن الكريم والأسواق وغيرها من المصاحف والترجمات والتسجيلات .
·سد حاجة العالم العربي والإسلامي من المصاحف عن طريق تزويد وزارات الأوقاف والشئون الإسلامية والجمعيات والمراكز الإسلامية في الخارج بالمصاحف.
·جعل المجمع مركزاً للبحث العلمي الدقيق للقرآن الكريم وعلومه والسنة النبوية المطهرة وعلومها ، وكذلك بإجراء الدراسات والبحوث العلمية الخاصة بالقرآن والسنة من قبل علماء متخصصين ، وتكوين مكتبة متخصصة لذلك .
·قيام المجمع بطباعة جميع الإصدارات من المصاحف الشريفة بأحجامها ونوعياتها المختلفة ، وعلى مستويات عالمية في الدقة والجودة ، تتناسب مع قدسية كتاب الله تعالى .

يتبع..............


 

قديم 21-01-2012   #4


المتوكل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 342
 تاريخ التسجيل :  03 - 09 - 2011
 أخر زيارة : 12-06-2013 (03:28 PM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 التقييم :  326
لوني المفضل : Cadetblue
رد: جهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله



هـ – منظمة المؤتمر الإسلامي :
تاريخ إنشاء ( منظمة المؤتمر الإسلامي ) :
إثر اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في مدينة جـــــدة ( 15– 20 المحرم 1390هـ / 22–26 آذار ( مارس 1970م ) بقرار من مؤتمر القمة الإسلامى الأول ، وبذلك ظهرت إلى الوجود منظمة قائمة على أسس متينة من الإجماع الإسلامي على دعمها وترسيخ أسسها .
أهدافها في مجال الدعوة :
تأسست منظمة المؤتمر الإسلامي لتحقيق أهداف تخدم الدعوة الإسلامية ، من هذه الأهداف :
1- نشر الدعوة وبث روح الوعي بالتراث الإسلامي .
2- تعميق روح الأخوة الإسلامية بين الأعضاء .
3- التخطيط لتنسيق البث الإذاعي والبرامج الإذاعية والمعلومات التي تشعر الأعضاء بروح الأخوة الإسلامية .
كما تنوي المنظمة إنتاج برامج تلفازية وإذاعية من أجل تعزيز أهداف المؤتمر الإسلامي . وكان لجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين – في دعم الهيئات واللجان – أثره الكبير في بذل المزيد من النشاط من أجل العمل نحو تضامن الأمة الإسلامية ، كما نادى بضرورة إقامة السوق الإسلامية المشتركة .
و– الندوة العالمية للشباب الإسلامي هيئة عالمية مستقلة لخدمة الدعوة الإسلامية :
يواجه الجيل المعاصر من الشباب المسلمين تحديات فكرية عديدة ، فالمبادئ المعروضة في سوف الأفكار كثيرة ، والاتجاهات الاجتماعية والفكرية والسياسية أكثر من أن تحصى ، والمروجون لها يستعملون شتى وسائل الإغراء ، وأساليب الدعاية التي بلغتها حضارة العصر ، لتزيينها وجعلها مقبولة لدى الناس ، ويتخذون من الشباب بشكل خاص هدفاً وغرضاً لأفكارهم الهدامة ؛ ذلك لأن الشباب في كل أمة يمثلون القوة الدافعة لتيار الحياة ، فلا عجب إذا كان هدفاً لسهام تلك الأفكار . ولا غرابة كذلك إذا تعددت أشكال المنظمات في أوساط الشباب ، وتكاثرت أنشطتها وأعمالها ، حتى أصبح للباطل وسط الشباب أعوان كثيرون ، وللشر بينهم جنود لا يستهان بهم عدداً وعدة ، ومن هنا كان لزاماً على الغيورين على الشباب المسلم لكونه المعول عليه بعد الله في المستقبل ، والمؤتمن على حياة الأمة في شتى جوانبها ، أن يبذلوا جهدهم لترشيد مسيرة الشباب ، وذلك بتحصينهم بالفكر الإسلامي الصحيح ، وحمايتهم من التيارات الهدامة ، وتأصيل معاني الخير المتوازن فيهم ليكونوا عناصر بناء لا تخريب ، وتطوير لا تدمير ، واعتدال لا غلو ، وأناة لا تسرع ، متخذين في ذلك شتى الوسائل والأساليب التي لا تقل كفاءة وقدرة عن وسائل الأعداء إن لم تتفوق عليها ، تحقيقاً لأمر لله تعالى: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ...}
وقد كانت نقطة البدء لتحقيق ما سبق تكوين الندوة العالمية للشباب الإسلامي لتكون وسيلة لاستكمال منظمات العمل الإسلامي عدتها ، وترقية برامجها ووسائلها وأداة لتوثيق روابط التعاون والتنسيق بينها .
أهداف الندوة في مجال الدعوة إلى الله :
وتتلخـــص أهداف النــــدوة العالميــة للشباب الإسلامي في مجال الدعوة إلى الله فيما يأتي :
·خدمة الفكر الإسلامي على أساس التوحيد الخالص ، والعمل على تعميق الشعور بالعزة الإسلامية بين صفوف الشباب المسلم وتسليحه بالحجة ، والإقناع الكامل ، بسمو الشريعة الإسلامية في مواجهة جميع النظم الأخرى .
·الإسهام في توضيح مهمة الشباب الإيجابية في بناء المجتمع ومؤسسات الأمة الاجتماعية والاقتصادية .
·إقامة المخيمات الطلابية والشبابية ، المحلية منها والإقليمية والعالمية .
·تنظيم المؤتمرات والاجتماعات ، وحلقات البحث .
·تأليف كتب من قبل مؤلفين أكفاء ، أو من لجان لبحث الموضوعات الإسلامية المختلفة ومعالجتها ، التي تهم الأمة والشباب المسلم .
·توزيع الكتب الجيدة والمجلات والنشرات الهادفة على المنظمات والأعضاء في الندوة وعلى الأفراد .
·إصدار نشرة دورية ، تخدم فكرة الندوة ، وتعرض نشاط أعضائها على العالم الإسلامي، وتتابع أحواله وقضاياه وترسل إلى جميع الهيئات والجمعيات والشخصيات الإسلامية .
·نشر الكتب الإسلامية ، بلغات متعددة على حسب الحاجة ، تستهدف :
oعرض الإسلام بصورته المشرقة .
oدحض دعاوى خصومة .
oخدمة الشريعة الإسلامية .
ز – مؤسسة الملك فيصل الخيرية ودورها في مجال الدعوة :
لا يخفى على أحد ما قام به جلالة الملك فيصل – رحمه الله – نحو الإسلام والمسلمين من خدمات جليلة وجهود جبارة .
كانت وما زالت لها آثار بعيدة المدى في مجالات مختلفة ، وستظل بارزة في التاريخ الإسلامي .
وإنه لجهد يعترف به القاصي والداني ، فمنجزات الفيصل للملكة العربية السعودية وللعالم الإسلامي بل للعالم أجمع جديرة بأن يسطرها التاريخ البشري بحروف من نور .
وقد وجدت هذه المؤسسة ( مؤسسة الملك فيصل الخيرية ) عندما قام أبناء الملك فيصل –رحمه الله– بمؤازرة جلالة الملك خالد –رحمه الله –وتعضيده باقتراح إنشاء المؤسسة ، ووضع نظام أساس لها ، ولها شخصية اعتبارية مستقلة ، ومدتها غير محدودة.

وتتلخص أهداف المؤسسة في تبني البرامج والمشاريع الخيرية والإنفاق عليها ، وتشمل النشاط التعليمي والعلمي ، وأوجه البر المختلفة مثل المساجد والمدارس بأنواعها، ومراكز البحث العلمي ، وتوفير الخبرات الفنية ، وتقديم المعونات ، والمنح للباحثين والدارسين في مختلف أنواع العلوم والدراسات لتتاح الفرصة أمام المسلمين من الاستزادة من ألوان المعرفة والثقافة ، والمشاركة في بناء النهضة الإنسانية والعلمية ، كما تقوم أيضاً بتقديم المساعدات ، وإنشاء المستشفيات والمصحات ، ودور العلاج والرعاية والتأهيل التي تهدف بصفة عامة إلى رفع مستوى الفرد في المجتمعات الإسلامية من جميع النواحي ، وذلك في داخل المملكة وخارجها .
ومن الأنشطة التي تعنى بالدعوة في هذه المؤسسة المباركة :
1- مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية .
2- جائزة الملك فيصل العالمية .
1- مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ودوره المؤثر في مجال الدعوة :
يقوم المركز بدور مؤثر في تحقيق أهداف الدعوة الإسلامية ، وذلك من خلال أهدافه التي نصت عليها لائحته الرئيسة التي منها :
·الإسهام في إبراز دور الحضارة الإسلامية وما قدمته للبشرية في شتى الميادين ، وما تميزت به عن سائر الحضارات الأخرى على مر العصور .
·دعم حركة البحث العلمي ، وتطويرها على أسس علمية في المجالات المتعلقة بالدراسات والحضارة الإسلامية ، وتشجيع الباحثين والدارسين على مختلف المستويات العلمية والأكاديمية ، وتهيئة الوسائل والإمكانات اللازمة للمتفرغين للبحث سواء في المركز أو خارجه ، وتقديم الخدمات والتسهيلات اللازمة لهم بتوفير ما يمكن توفيره من الكتب والمخطوطات ومواد المعلومات الأخرى ، ومساعدتهم في الحصول على المادة المطلوبة من المكتبات ، أو مراكز البحث المختلفة ، أو الجامعات في المملكة العربية السعودية وخارجها .
·الإسهام في إعداد علماء متخصصين في العلوم الإسلامية واللغة العربية والعلوم الاجتماعية .
·إعادة تقديم التراث الإسلامي بمختلف فروعه في صورة تحفظه من الضياع ولإهمال ، وذلك بحفظه وصيانته وتنظيمه ، والتعريف به من خلال المعارض السنوية التي يقيمها المركز .
·إقامة المحاضرات والندوات والمؤتمرات – العامة والمتخصصة – التي تتناول القضايا الحضارية والموضوعات الحيوية التي تهم المسلمين في حاضرهم ومستقبلهم وتربطهم بماضيهم العريق .
·العمل على اقتناء المخطوطات الأصلية أو صوراً منها .
·ترجمة الدراسات والبحوث التي تناسب أهداف المركز إلى اللغات غير العربية .
·دعم البحوث في مجال اختصاص المركز وتشجيعها ، والتعريف بأخبار المركز ونشاطاته .
2– جائزة الملك فيصل العالمية وإسهامها في الدعوة :
والحق أن هذه المؤسسة أسهمت – كما أسلفت – في كل الأعمال الخيرية الإسلامية والإنسانية على المستوى العالمي ، ومن أهدافها المهمة تقديم جائزة عالمية سنوية في مجالات عدة إلى العلماء والمفكرين والأشخاص الذين قاموا بخدمات إسلامية وإنسانية بارزة فيها .
وقد قامت هذه المؤسسة بإعلان هذه الجائزة لجملة أهداف منها:
1- العمل على خدمة الإسلام والمسلمين في المجالات الفكرية والعلمية والعملية.
2- تحقيق النفع العام للمسلمين في حاضرهم ومستقبلهم والتقدم بهم نحو ميادين الحضارة للمشاركة فيها .
3- الإسهام في تقدير البشرية جمعاء ، وإثراء الفكر الإسلامي .
4- تأصيل المثل والقيم الإسلامية في الحياة وإبرازهم للعالم .
حـ ـ هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية :
أ –إنشاؤها ومكانها وتمويلها:
هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية أمل إسلامي عظيم انبثق عن رابطة العالم الإسلامي ، وبرزت الهيئة للوجود في عام 1398 هـ ، وهي هيئة شعبية تحتضنها المملكة العربية السعودية وتحيطها برعايتها ، وتلقى دعماً مشكوراً من المسلمين في مختلف بقاع العالم . ويعد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده الأمين في قمة من يدعمون الهيئة وجهودها ، وقد كان لوقوعها في رحاب البلد الطاهر أثره في أن يزدهر عملها ، ونظم دورها بما تمدها به أيدي الخير والأمن .
وتشرف على الهيئة لجنة شرعية تضم صفوة من خيرة العلماء بالمملكة العربية السعودية ، وهي تحرص على أن تصل للمستحقين في مختلف بلدان العالم الإسلامي ، ولذلك كسبت ثقة الهيئات الإسلامية العاملة في مجال الإغاثة .
وتقوم هيئة الإغاثة الإسلامية بدعم سخي من المملكة العربية السعودية بجهود كبيرة في الدعوة إلى الله لمساعدة المسلمين في كل مكان من خلال الأعمال الخيرة والنبيلة.
ب – جهود المملكة في مد يد العون للمسلمين في كل مكان ودور هيئة الإغاثة في ذلك:
دأبت حكومة خادم الحرمين الشريفين ومنذ أرسى قواعدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن – رحمه الله – على بذل الجهود تلو الجهود للتعرف على أحوال المسلمين في كل مكان ، ومن ثم تقديم المساعدات والمعونات التي تخفف من وطأة الأحوال المتردية لإخوانهم المسلمين في المناطق المصابة والمنكوبة ، ولا تزال هذه القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده الأمين تعمل جاهدة للتعرف على أحوال المسلمين لتقديم معونات وإسهامات مؤثرة وجادة ، وفي صور متعددة وأشكال متنوعة ، وهذا أمر طبعي عهدناه كما عهده جميع المسلمين في هذا البلد الكريم والمعطاء ، ويمكن أن نقول : إن هيئة الإغاثة الإسلامية التي هي إحدى الوسائط الأساسية في إيصال المعونات الغذائية والطبية والمادية لمختلف الشعوب الإسلامية المحتاجة لها خير شاهد على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين واهتمامها بهذه الأعمال الإنسانية .
وهناك تسهيلات كبيرة حصلت وتحصل عليها هيئة الإغاثة الإسلامية بصورة دائمة ومستمرة لإيصال ما يحتاجه المسلمون في المناطق المنكوبة في أسرع وقت .
إذ يقول خادم الحرمين الشريفـــين: ( من واجبنا كدولـــة شرفها الله بخدمــــة الحرمين الشريفـــين الوقوف بجانب إخواننا المسلمين ، ومد يد العون لهم بالقدر الذي يمكنهم من توفير أسباب الأمن والاستقرار والرخاء دون أن نتدخل في شئونهم أو نربط مساعداتنا لهم بأيــــة شـــروط ) .
ط وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ودورها في مجال الدعوة
أ‌-التعريف بهذه الوزارة .
ب‌- نشأتها .
جـ - أهدافها ونشاطها في مجال الدعوة .
أ - التعريف بهذه الوزارة :
وزارة الشــؤون الإسلامية مؤسسة دعوية ، تقوم بجهد عظيم يتمثل في نشر الدعوة الإسلامية في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها لبيان أحكام العقيدة والشريعة الإسلامية للناس جميعاً ليتسنى لهم فهم الإسلام فهماً صحيحاً على ضوء الكتاب والسنة ، وذلك بإعداد الدعاة إلى الله من أجل الذود عن حياض هذا الدين الحنيــــف .
ب – نشأة الوزارة :
في إطار اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية برعاية الشئون الإسلامية فقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود أمراً ملكياً بتاريخ 20/1/1414هـ بإنشاء وزارة تسمى وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وتعيين معالي الدكتور / عبد الله بن عبد المحسن التركي وزيراً لها .

جـ – أهداف الوزارة ونشاطها في مجال الدعوة :
الهدف الأول : حماية العقيدة الإسلامية والتراث الديني والفكري القائم على عقيدة التوحيد وحرصاً من أولي الأمر في هذه البلاد المقدسة على حماية العقيدة الإسلامية والتراث الديني والفكري القائم على عقيدة التوحيد من كل تحريف أو تشويه أو فساد ، فقد أسند إلى وزارة الشئون الإسلامية مهمة تحقيق هذا الهدف ، فهي تعمل على بذل الجهود من أجل حماية العقيدة وسد المنافذ أمام محاولات التسلل الفكري والعقدي المعادي للشريعة الإسلامية ، والمستهدف من ورائه التشكيك في العقيدة الإسلامية ، ونشر البدع والمحدثات لتحلل المسلمين من عقيدتهم وتشكيكهم في دينهم الحنيف .
الهدف الثاني : الدعوة إلى الله في الداخل والخارج :
من أهداف الوزارة وأنشطتها الدعوة إلى الله –عز وجل– في الداخل والخارج وتحسين أوضاع المسلمين ، والعناية بالعقيدة السلفية والدعوة لها ، وتوجيه الدعاة إلى هذا الأمر حتى يقوموا به .
ولهذا تعد الدعوة إلى الله هدفاً أساسياً لخطط التنمية في المملكة العربية السعودية ، وبناء على ذلك فإن الوزارة جهاز مسئول في هذا المجال يقوم برسالة الدعوة إلى الله في الداخل والخارج خير قيام ، وتكثف الجهود لنشرها ، كما تقوم الوزارة برسالة الدعوة إلى الله من خلال هذه الإدارات بوساطة دعاتها التابعين لها والمعينين على ميزانيتها ، والموزعين على ما يزيد على واحد وعشرين مركزاً في الداخل ودول الجزيرة العربية .
وتقوم مراكز الدعوة والإرشاد بتنظيم محاضرات أسبوعية متنوعة في المساجد والقاعات العامة والقطاعات الحكومية والوزارات والإدارات والمؤسسات والشركات في مختلف الموضوعات العقدية والفقهية والسلوكية والوعظية ذات الارتباط المباشر باحتياج المسلم وتثقيفه وتوجيهه يشارك فيها نخبة من العلماء المتميزين من أساتذة الجامعات وغيرهم ، كما تتولى إدارة الدعوة في الداخل الإشراف على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات ، وتقوم هذه المكاتب بمساعدة ومؤازرة وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف لها بمهمات دعوية متميزة في توعية الجاليات غير المسلمة ، ودعوتهم لدين الله والعناية بحديثي العهد بالإسلام ، وتبصيرهم بأمر دينهم وتعميق صلاتهم بإخوانهم المسلمين ، وتزويدهم بالكتب المترجمة النافعة والخاصة بالتعريف بالإسلام بلغاتهم الأصلية .
ومن جملة اهتمامات الوزارة بالدعوة إلى الله بالداخل أيضاً إدارة شئون المساجد التي تضمها هذه الوزارة ، وتعنى بها عناية تامة في المدن والقرى والهجر والحواضر والبوادي .
وإدراكاً منا لأهمية المسجد ودوره المؤثر في الدعوة والإرشاد ، وتتميماً للفائدة أوجز مكانة المسجد في الإسلام ودوره في الدعوة وعناية المملكة العربية السعودية به وإليك البيان :
ي – المساجد ودورها الدعوي وعناية المملكة العربية السعودية بها :
إن المساجد في المملكة العربية السعودية بحمد الله تعالى كانت وما زالت عنوان المجتمع المسلم ، وهي الرمز الحي الذي تتركز فيه كل أوجه النشاط التي تقوم عليها صلاح الدين والدنيا معاً ، فهي نقاط الالتقاء بين المسلمين ، يتعبدون فيها ، ويدرسون فيها ، ويجتمعون فيها متآلفين تتعمق الصلات الاجتماعية بينهم ، وتقوى روح الأخوة والتضامن بينهم ، وقد كانت ولا زالت مجامع الأمة ومواضع الأئمة ، وهي مصدر التوجيه الروحي والمادي ومعقد لحلقات تعليم العلم الشرعي ، وجامعة يتلقى فيها طلاب العلم والمعرفة قواعد الإسلام وشرائعه وآدابه وتوجيهاته ، وهي مؤسسات مستقلة تعمل للإسلام على هدى وبصيرة .
ومهما تنوعت وتباينت المؤسسات التربوية في المملكة فإن المسجد يتبوأ مكان الصدارة بين تلك المؤسسات ، بل هو أول مؤسسة لها أثرها البارز في الدعوة والتثقيف والتوجيه ، وقد ارتبط بوجدان المسلمين في المملكة وحاجاتهم وحركتهم فتخرج فيه أفاضل العلماء وأساطين العلم والمعرفة ، الذي قاموا بجهود عظيمة في الدعوة الإسلامية وعلوم القرآن والسنة النبوية .
فمنذ عهد الملك عبد العزيز –رحمه الله – حتى يومنا هذا والمسجد يمثل منارة إشعاع وتوجيه لمن يقنطون هذه البلاد المباركة ، كما كان كذلك منذ عهد النبوة فقد عمل – رحمه الله – على أن تستعيد المساجد دورها في المجتمع توجهاً وعلماً وتربية وتثقيفاً تنبض بالحركة والعطاء ، لتؤدي دورها الرائد في المجتمع ، وتقوم بواجبها في ميدان التوعية والتوجيه ، وتظل المراكز هداية وإشعاع ، وظهرت أوجه العناية بالمساجد من وجوه عديدة ، فأعاد – رحمه الله – تنظيم التدريس المفتوح في المسجد الحرام ، وحدد أهدافه وموضوعاته ، وكان من أوائل النظم التعليمية في المملكة مع إطلالة ربيع الثاني من عام 1345هـ ؛ إذ افتتح معهد الحرم المكي ، وضم المراحل الثلاث الابتدائي والإعدادي والثانوي ، وأنشأت الوزارة إدارة خاصة للإشراف على شئون الحرمين ، وجاء بعده أبناؤه البررة من حكام هذه البلاد وقادته فأولوا المساجد جل عنايتهم ورعايتهم حساً ومعنى .
فشيدت المساجد على أحدث الطرز الحديثة في العمارة ، واستفادت من تكنولوجيا العصر الحديث زخرفة ومظهراً ومنظراً ، وتعددت بها الخدمات ، وكثرت في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية والمناطق الصناعية والأندية والمعسكرات والحدائق والمخيمات ، وأنشأت الوزارة إدارة خاصة في وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تسمى إدارة شئون المساجد والدعوة والإرشاد ، وأنيط بها مسئوليات كثيرة فنياً وإدارياً ومالياً ومراقبة وإشرافاً وتوجيهاً ، ويخصص جزء كبير كل عام من الميزانية العامة للدولة للمساجد إعماراً وتأثيثاً ونظافة وترميماً ، وعقدت مؤتمرات وندوات صدر عنها توصيات وقرارات كثيرة ، وكلها تركز على أهمية المسجد في الدعوة الإسلامية ، وأخذ الجانب العملي في الاعتبار عند إعداد الدعاة والتنسيق بين كليات الدعوة في العالم الإسلامي ، وإقامة المساجد المتعددة الخدمات ، وأهمية أن يقترن وجود المسدد بالمدارس والجامعات والمصانع والأندية والمعسكرات ، واهتمام المساجد بالشباب والمرأة ، وإبراز أثر المساجد في التعليم ، وأن تتوافر في أئمة المساجد الشروط الكفيلة بتحقيق رسالة المسجد ، وقد أخذت المملكة بنصيب وافر من هذه التوصيات ، انطلاقاً من الواجب الإسلامي ، وإيماناً منها بضرورة العناية بتعمير المساجد وإحياء رسالتها في شتى بقاع العالم ، وقد دعت رابطة العالم الإسلامي إلى مؤتمر عالمي بمكة المكرمة في شهر رمضان المبارك من عام 1395هـ بعنوان مؤتمر رسالة المسجد ، حضره ممثلو الشعوب والهيئات والمنظمات الإسلامية والعلماء والمفكرون والشخصيات الإسلامية من مختلف بلدان العالم ، وانبثق عنه إنشاء المجلس الأعلى العالمي للمساجد ، وإنشاء المجالس القارية العالمية ، وانبثق عنه إنشاء المجلس الأعلى العالمي للمساجد وإنشاء المجالس القارية والمحلية للمساجد ، في بعض عواصم دول العالم ، ليتم من خلالها التعاون لتعمير المساجد وإحياء رسالتها وحمايتها من الاعتداء عليها ، ومتابعة أوضاع المساجد في مختلف بلدان العالم ، وإعداد الدعاة والأئمة والخطباء للقيام بواجباتهم الإسلامية على نحو صحيح ، ولهذا الغرض قامت الرابطة بإنشاء معهد لإعداد الأئمة والدعاة بمكة المكرمة منذ عام 1395هـ ، بناءً على توصيات مؤتمر رسالة المسجد والمجلس الأعلى العالمي للمساجد والمجلس التأسيسي للرابطة وقراراته .
ك– المجلس الأعلى للشئون الإسلامية :
لا نضيف جديداً إذا قلنا : إن الدولة السعودية –حماها الله –قامت على أساس عقدي وفكري واضح ، منذ أطوارها الأولى ، منذ أكثر من قرنين من الزمان ، ومنذ ذلك الحين التزمت التزاماً كاملاً بحماية العقيدة الإسلامية ، وسهرت على صيانة المقدسات الإسلامية مستمدة توجهاتها الأساسية من العقيدة الإسلامية الصحيحة . وعلى هذا الأساس صيغت أنظمتها ، وتجسدت سياستها في مختلف مناحي الحياة ، وكان هذا المسار ولا يزال عملية مستمرة في مراحل مترابطة تقوم جميعها ، على الالتزام بالأسس الجوهرية ومواكبة التطورات التي يفرزها العصر .
لهذا كانت الحقبة الحالية للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين متصلة بسابقتها ومميزة في عطائها ، من حيث الإنجاز والعطاء ، تأخذ بكل جديد يناسب ظروف العصر ومتطلباته ، وفي إطار هذه المثل العليا صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية .
فبتاريخ الأربعاء الموافق ( 30 ربيع الآخر سنة 1415هـ / أكتوبر 1994م ) صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز على إنشاء المجلس الأعلى للشئون الإسلاميــة برئاسة صاحب السمــو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ، ويضم هذا المجلس في عضويته لفيفاً من أصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار العلماء في المملكة .
ل – مجلس الدعوة والإرشاد :
في إطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين بهذا المرفق الحيوي والشريان الرئيس بالدولة اطلعت على صدور أوامره بإنشاء مجلس الدعوة والإرشاد ، ويسرني أن أنقل لك نص هذا البيان
( صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشاء مجلس الدعوة والإرشاد برئاسة معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، ويضم المجلس في عضويته عدداً من أصحاب المعالي والفضيلة العلماء والمسؤولين ، ويتولى هذا المجلس التخطيط والإشراف على التنفيذ والمتابعة في كل ما يتعلق بشئون الدعوة ، واعتماد برامجها وخططها ، وتحديد وسائلها ، وتحديد الصفات التي ينبغي توافرها في الدعاة وطريقة اختيارهم ، ومتابعة أعمالهم وتقويمها ) .
كما يتولى ما يتعلق بالمساجد من الناحية التوجيهية مما له صلة برسالة المسجد ، ويحدد صفات الأئمة والخطباء وطريقة اختيارهم وتوجيههم ، وتأهيلهم وتدربهم والرفع من مستواهم .
م – الإعلام السعودي في خدمة الدعوة الإسلامية :
أ‌-أهمية الإعلام بالنسبة للدعوة عموماً .
ب‌-أهمية الإعلام بالنسبة للدعوة في المملكة العربية السعودية والدور الذي تؤديه وسائل الإعلام من خدمة للدعوة .
أ أهمية الإعلام بالنسبة للدعوة عموماً :
الدعوة والإعلام جهدان اتصاليان يجب النظر إلى كل منهما على أنه عملية اتصالية لا يمكن دراستها بمعزل عن بعناصره وبيئته ، والهدف المرجو منه والدعوة إلى الله عمل إعلامي من الدرجة الأولى .
فالتعريف بالإسلام وشرح أهدافه وإقناع الناس باعتناقه والعمل بما جاء به لا يتحقق دون اتصال بين الداعية والجمهور المستهدف بإبلاغ الدعوة ، ومهما اختلفت الوسائل وتعددت الأساليب قديماً وحديثاً فإنها تظل في إطار الاتصال بالجماهير .



 

قديم 21-01-2012   #5


المتوكل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 342
 تاريخ التسجيل :  03 - 09 - 2011
 أخر زيارة : 12-06-2013 (03:28 PM)
 المشاركات : 818 [ + ]
 التقييم :  326
لوني المفضل : Cadetblue
رد: جهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله



أهمية الإعلام بالنسبة للدعوة في المملكة العربية السعودية ، والدور الذي تؤديه وسائل الإعلام من خدمة للدعوة :
لا شك في أن الإذاعة المسموعة والمرئية هما من أهم وسائل الاتصال بالجماهير وأقوى أدوات الإعلام أثراً فيهم ، والإذاعة المسموعة والمرئية في المملكة العربية السعودية تترجم سياسة الدولة ، وتعبر عن إستراتيجيتها ، وتشرح أهدافها .
وقد حدد خادم الحرمين الشريفين إستراتيجية الإعلام لخدمة الدعوة منذ أن تأسست المملكة على يد الملك عبد العزيز الذي جاهد لبناء دولة التوحيد والشريعة الإسلامية والدعوة السلفية رمز الإسلام الحقيقي ومظهره العملي حيث يلتحم الدين بالدنيا ، وتسير الأمة كلها في طريق الله طريق الجهاد الصادق والعمل المثابر ، ويوضح هوية المملكة ودورها في الدعوة إلى الله ؛ إذ قال : ( المملكة العربية السعودية هي واحدة من دول الإسلام هي منهم ولهم نشأت أساساً لحمل لواء الدعوة إلى الله ، ثم شرفها بخدمة بيته وحرم نبيه e ) .
واستكمالاً لتصور القيادة السعودية لإستراتيجية الإذاعة المسموعة والمرئية ودورها وتحديد أسلوب عملها وأخلاقياتها المستمدة أساساً من أدب الإسلام وتوجيه القرآن ومنهج الدعوة في الإسلام ، نذكر بعض الأمور التي توضح ما قررناه .
فمن مهمة الإذاعة بث شرائع الدين الإسلامى في الداخل والخارج ، وحمل لواء الدعوة إليه في العالم ، من خلال إحداث إذاعات بلغات مختلفة وبأساليب تتفق وطبيعة كل أمة ، وتعميم الوعي الثقافي ، ومحاولة القضاء على الأمية ، وتركيز مكارم الأخلاق في النفوس ، والترغيب فيها ، والترهيب من سوء العادات والتقاليد ، ورفع مستوى الذوق الاجتماعي ، وتيسير تعلم اللغة العربية الفصحى ، ومحاولة تعميم فهمها ، وتداولها بين عامة الأمة ، ورفع مستوى كل فئة من فئات الأمة ، وإشباع مطالبها الثقافية والاجتماعية من خلال تقديم أركان خاصة بها ، وأركان تثقيفية عامة، وإحياء الآداب العربية إلى آخره ، كما أنه من مهمة الإذاعة : العمل على تحقيق الفكرة الإسلامية في وحدة العالم الإسلامى وتعاونه على البر والتقوى ، والمحافظة على شعور الصداقة والتعاون بين المملكة والبلاد العربية الأخرى والبلاد الإسلامية ، بل وجميع دول العالم كلما أمكن ذلك ، وهكذا أثبتت القيادة السعودية إدراكها الواعي لمسئوليتها في مجال الدعوة الإسلامية وأبعادها منذ أن أسس هذا لصرح الشامخ الملك عبد العزيز – رحمه الله – إلى يومنا هذا ، وإدراكا لهذه الحقائق واعتزازاً بها فإن الإعلام السعودي المسموع والمرئي وبخاصة إذاعة القرآن الكريم يؤدي عملاً أساسياً في خدمة الدعوة الإسلامية .
ولا يقف أثر الإذاعة والتلفزيون السعودي عند هذا الحد ، بل إنهما في خدمة الدعوة الإسلامية يشركان العلماء عن طريق الندوات واللقاءات والحوارات الدينية والدروس ، والحوارات العلمية في وضع خطط الدعوة ، وإبداء الرأي فيها .
كما أنهما يؤديان رسالة مهمة في حماية المسلم من الأفكار الهدامة الوافدة من الشرق أو من الغرب ، وتسليحه ضدها بالفهم الواعي والإقناع .
وفي هذا المجال لم يغفل الإعلام السعودي دوره تجاه أبناء الوطن، في الخارج من طلابنا الذين يتلقون العلم وخاصة في أوربا وأمريكا ومختلف البعثات السعودية التي تؤدي واجبها في الخارج .
وقد استطاعــت الإذاعة أن تغطي بموجاتها معظم أماكن التجمعات التي يوجد فيها أبناء الوطن ، فأصبح صوت المملكة العربية السعودية مسموعاً في كثير من أرجاء الدنيــــا .
ن– دور وزارة الدفاع والطيران في مجال الدعوة إلى الله وأثر ذلك :
أ – إنشاء " إدارة الأمور العسكرية " ودروها في الدعوة :
الجند هم حماة الوطن ودرعه الحصين من الاعتداءات ، وقد كان ولا يزال لحكومة المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الدفاع والطيران أثر مهم في نشر العقيدة الصحيحة بين منسوبي قواتها المسلحة منذ تأسيس لبنتها الأولى تحت اسم " إدارة الأمور العسكرية سنة 1348هـ " في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله ، وجعل الجنة منقلبه ومثواه .
وبعد إنشاء " إدارة الأمور العسكرية " في عهد الملك عبد العزيز – رحمه الله – عين إماماً للجيش ، ومن أهم أعماله الدعوية التي كان يقوم بها إمام الجيش بين أوساط منسوبي القوات المسلحة إضافة إلى الإمامة :
1- التدريس في المدرسة العسكرية التي أنشئت في مكة المكرمة سنة 1354هـ التي تعد بمثابة النواة الأولى لكلية الملك عبد العزيز الحربية التي افتتحت في جمادى الأولى من عام 1375هـ بمدينة الرياض .
2- إجراء الاختبار لكل إمام جديد يطلب تعيينه في ألوية الجيش السعودي وشعبه وفرقه .
3- التجوال داخل صفوف القوات المسلحة لإلقاء الدروس والمواعظ .
4- إصدار النشرات والتوجيهات الدينية في المناسبات المختلفة .
5- إعداد برامج التوعية الإسلامية بين صفوف القوات البرية ، وتنسيق مواد القرآن الكريم والثقافة الإسلامية في مناهج كليات القوات البرية ومعاهدها ومدارسها ، وتنسيق مواد القرآن الكريم والثقافة الإسلامية في مناهج كليات القوات البرية ومعاهدها ومدارسها مع إدارة التدريب في القوت البرية والإشراف على تنفيذها ، ثم أنشئت إدارة الشئون الدينية للقوات المسلحة عام 1392هـ ، وأنشئت الإدارات الفرعية المنبثقة عنها ، ومن ضمن اختصاصات هذه الإدارات :
1. التنسيق مع إدارة الشئون الدينية للقوات المسلحة في الأمور الشرعية .
2. محاربة الأفكار والمعتقدات الهدامة المضادة للدين الإسلامية .
3. عقد الندوات الإسلامية ، وإلقاء المحاضرات الدينية والثقافية ، والاستغاثة في ذلك بكبار المرشدين والموجهين ، وذلك بالتنسيق مع إدارة الشئون الدينية للقوات المسلحة .
4. التعاون والتنسيق بين هذه الإدارة ومراكز التوعية والتوجيه الديني في المملكة ، وتبادل الآراء النافعة في سبيل دعم التوعية الإسلامية بين صفوف القوات البرية ، وغير ذلك من الاختصاصات .
س الحرس الوطني والإدارات التي تعنى بالدعوة به :
أ‌-تشكيل اللجان الفنية بالحرس الوطني ودورها في إثراء وظيفته ومهماته .
ب‌-الإدارات التي تعنى بالدعوة والثقافة الإسلامية بالحرس الوطني .
ت‌-إدارة الشئون الدينية .
ث‌-الإدارة العامة للثقافة والتعليم .
ج‌-إدارة العلاقات العامة والتوجيه .
تشكيل اللجان الفنية بالحرس ودورها في إثراء وظيفته ومهماته :
بعد أن تولى الأمير عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله – رئاسة الحرس الوطني في عام 1382هـ كان لا بد لسموه من وقفة متأنية متعمقة يدرس فيها احتياجات الحرس الوطني دراسة تفصيلية مستفيضة ، فشكل اللجان الفنية المتعددة ، واستعان بالكثير من الخبراء من ذوي الاختصاصات المتنوعة ، حتى إذا نضجت الدراسات وارتسمت أمام سموه خيارات عديدة دفع بانطلاقــــه الحرس الوطني في مســــارات واضحــــة ، فشرع – حفظه الله – في إطار بناء القوى العسكرية للبلاد في إعادة بناء الحرس الوطني بوصفه قطاعاً مهماً من قطاعات القوات المسلحة السعودية ، وما يزال يشغل سموه هذا المنصب، وهو اليوم ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وفقه الله لكل خير .

ومن الإدارات التي تعنى بالدعوة والثقافة الإسلامية بالحرس الوطني :
1- الإدارة العامة للشئون الدينية .
2- الإدارة العامة للثقافة والتعليم .
3- إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي .
الإدارة العامة للشئون الدينية ودورها الدعوي :
كانت الدعوة إلى الخير والعمل الصالح وعميق الولاء للعقيدة الإسلامية جزءاً مهماً في حياة منسوبي الحرس الوطنى ، منذ لحظة ميلاده ؛ لأن الحرس الوطني امتداد لشعب يؤمن إيماناً عميقاً بأن القرآن دستوره وربيع قلبه ، ويؤمن أن تطبيق أوامره ونواهيه واتباع السنة المطهرة عمل يومي وسلوك ثابت للمسلم في مناحي الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية كلها ، ورعاية لهذه الشئون الدينية ، تضمن ملاك الحرس الوطني وظيفة واعظ ومرشد وشغل هذه الوظائف عدد من طلبة العلم الأخيار الذين عرفوا بصحة العقيدة وسلامة المنهج .
وقد تطورت هذه الإدارة ، وتوسعت حتى صارت جهازاً كبيراً يؤدي العديد من الواجبات والنشاطات منها :
·الإشراف الديني العام :
ويشمل رئاسة الحرس الوطني وألويته ، وفرقه وسرياه ، ويتضمن الرد على الفتاوى والإشراف على الوعظ والإرشاد وتنظيمه ووضع برامجه لجميع وحدات الحرس الوطني .
·طباعة الكتب :
تسهم الإدارة في الإشراف على طباعة الكتب الدينية والعربية والمترجمة التي تطبع أو يعاد طبعها على نفقة الحرس الوطني .
·مدارس تحفيظ القرآن الكريم :
تشرف الإدارة على مدارس تحفيظ القرآن الكريم للحرس الوطني ، وقد جرى حديثاً مراجعة المناهج المقررة بحيث يحفظ الخريجون القرآن كاملاً ، ويدرسون من المواد الإسلامية والعربية والعلوم الأخرى ما يرقى بمستواهم الفكري والعلمي .
·المسابقة القرآنية :
تنظم الإدارة ، وتشرف على المسابقة القرآنية السنوية التي يجريها الحرس الوطني في جميع مناطق المملكة ، وتحض منسوبي الحرس الوطني على حفظ القرآن الكريم ، وترصد لذلك الغرض الجوائز التشجيعية الكبيرة .
·الأئمة والمؤذنون :
تعنى الإدارة بتعيين الأئمة والمؤذنين في مساجد الحرس الوطني في كل فرقه ووحداته وألويته ، وتفرش هذه المساجد وتزودها بكل ما تحتاج من المصاحف والكتب النافعة .
·المعاملات الشرعية :
تقوم الإدارة بتسهيل المعاملات الشرعية لمنسوبي الحرس الوطني على حفظ القرآن الكريم ، وترصد لذلك الغرض الجوائز التشجيعية الكبيرة .
·برامج الحج :
تشرف الإدارة على البرنامج الثقافي في الحج الذي يقدمه الحرس الوطني في منى ومزدلفة كل عام ، وتدعمه بالمرشدين والمحاضرين الذين يتولون توجيه الحجاج والرد على أسئلتهم وتسهيل تأدية المناسك على خير وجه .
·الأحكام الشرعية :
تشرف الإدارة على تنفيذ الأحكام والحدود الشرعية الصادرة بحق مرتكبي المخالفات الشرعية ، وذلك بالتعاون مع الشرطة العسكرية .
·الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
تتولى الإدارة القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع مناطق تجمع وحدات الحرس الوطني وتشكيلاته المختلفة ، وتسعى إلي ترسيخ العقيدة السمحة ، وتعميق قيم الإسلام في قلوب منسوبي الحرس الوطني وعقولهم ، كي يبقى الإسلام هو النبع الصافي الذي ترتوي منه النفوس ، وتزكو به الأرواح .
الإدارة العامة للثقافة والتعليم :
كما أنشأ الحرس الوطني ( إدارة عامة للثقافة والتعليم ) تشرف على توصيل العلم والزاد الفكري الرفيع لمنسوبي الحرس وترعى نشاطاتهم الثقافية المتنوعة ؛ إذ إن من أهداف الحرس الوطني تخريج الجندي المؤمن المتعلم ، المنفذ لواجبه تنفيذاً واعياً منبثقاً عن وعي الجندي لذاته ، وعن معرفته لأمته ، وفهمه لعصره وولائه لعقيدته .
1- إدارة العلاقات العامة والتوجيه :
كما تؤدي إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي عملاً بارزاً في نشر الوعي والثقافة والمعرفة بين منسوبي الحرس باستعمال وسائط الإعلام المتنوعة من صحافة وإذاعة وتلفزة وكتب ، وتسخر هذه الإدارة جميع الوسائل السمعية والبصرية في هذا الميدان مثل الندوات الدينية والمحاضرات ، ونشر المطبوعات والكتب ، وحضور المعارض والمؤتمرات ، والبث الإذاعى الإعلامي ، كما يعنى قسم الإعلام بالاشتراك في الصحف والدوريات ، ونشر المقالات ، كما أن إدارة الشئون الدينية تضم مكتبة مركزية لتوفر الزاد الفكري والثقافي والديني والعلمي ، وتشكل قاعدة للبحوث والدراسات ، وتشارك في معارض الكتب بالمملكة ، وتسهم في توزيع مجموعات من الكتب الثقافية العامة والدينية والتاريخية على منسوبي الحرس وغيرهم ، كما أن مجلة الحرس الوطني تعد منتدى يستقطب أصحاب الأقلام في الفنون المتنوعة العلمية والعسكرية ، وتعد منبراً لرجال الفكر الإسلامي والأدب ، وتشع التثقيف البناء والكلمة الطيبة الندية المورقة بالدعوة إلى الخير والحق والمعرفة والعلم .
ولم أرد هنا الاستقصاء ، ولكن أردت لمحات عما يجرى وعما تم من إنجازات وما تحقق من أهداف دعوية تضطلع بها حكومة المملكة تمتد لتغطي احتياجات منسوبي الحرس الوطني من العلم والمعرفة مستظلة بالمثل العليا عامة في إطار الخطة العامة بالدولة على تخريج جيل قادر على السير في دروب التقدم والتنمية والحضارة مستضيئة بنور العلم والإيمان .

ع – المملكة العربية السعودية رائدة الدعوة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبد العزيز آل سعود :
منذ مائة عام بدأ الملك عبد العزيز برامجه الإصلاحية ، فوضع الأسس الإدارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لإدارة هذه الدولة حتى توفاه الله في 16 ربيع الأول عام 1373هـ / 19/11/1953م ، فاستمرت هذه الدولة على الأسس القويمة نفسها على يد أبنائه .
ومن نافلة القول أن نقول : إن الدولة السعودية قامت على نحو ما سلف على أساس عقدي وفكري واضح تماماً منذ أكثر من قرنين من الزمان .
ومنذ ذلك الالتزام الكامل بالعقيدة الإسلامية استمدت المملكة توجيهاتها الأساسية منذ توحيدها تحت اسمها الحالي في بداية هذا القرن ، ففي الثاني عشر من جمادى الأولى عام 1351هـ / 22/9/1932م صدر مرسوم ملكي بتوحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية .
وعلى الأساس نفسه صيغت أنظمتها ، وتجسدت سياستها في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمة وغيرها . وهكذا كان مسار المملكة العربية السعودية وتطورها عملية مستمرة في مراحل مترابطة تقوم جميعها على أساس عنصرين هما : الالتزام بالأسس الجوهرية التي قامت عليها الدولة ، ومواكبة تطوراتها الاجتماعية والتنموية والاقتصادية وغيرها .
ومن هذا المفهوم جاءت الحقبة الحالية للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لتمثل مرحلة متصلة بسابقتها من حيث الأسس ومميزة في عطائها من حيث الإنجاز .
فهي مرحلة ترسيخ الأسس الإسلامية للدولة في الداخل والخارج ، وهي مرحلة تجسد الهوية الإسلامية للدولة في شكل صروح إسلامية وتنظيمات ومؤسسات ، وهي مرحلة تعميق رسالة المملكة الخالدة تجاه العقيدة والدعوة الإسلامية وتجاه الحرمين الشريفين والحجاج وتجاه المسلمين وقضاياهم في كل مكان .
وفي الكلمة الأولى التي وجهها عقب مبايعته ملكاً على البلاد في 21/8/1402هـ قال الملك فهد عقب طوافه بالبيت العتيق في 26/8/1402هـ :
إنني أحمد الله –سبحانه وتعالى– أن أكرمنا بخدمة الحرمين الشريفين ، ولا شك أن ما نحن فيه من نعمة الأمن والاستقرار مرده إلى تمسكنا بالعقيدة الإسلامية ، إن ما يمر به العالم الإسلامي يستوجب عودة صادقة إلى المنهج القويم ، وإن لنا في قيمنا الإسلامية وأخلاقنا العربية ما يكفل حل جميع مشكلاتنا بالاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله e وما يربطنا من قيم ومبادئ وأخلاقيات ، ثم اتبع قائلاً أيده الله ومتعه بالصحة والعافية:
إن المملكة العربية السعودية نشأت أساساً لحمل لواء الدعوة إلى الله وشرفها الله بخدمة بيته وحرم نبيه ، فزاد بذلك حجم مسئولياتها وتميزت سياستها وتزايدت واجباتها، وهي إذ تنفذ تلك الواجبات على الصعيد الدولي تمتثل لما أمر الله به من الدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وتتحسس ما كان يفعله رسول الهدي e عندما كان يواجه الشدائد وعظائم الأمور ، يستعمل العقل استعماله للقوة ، فالإسلام دين الرحمة والعقل والقوة يأبى التخريب ويحارب الغوغاء محاربته للذل والضعف والاسترخاء هذه هي منطلقات سياستنا في الداخل والخارج ، ولذلك فعلى المؤمنين بالله من قادة المسلمين وعلمائهم مسئولية كبرى هي مؤازرتنا والسير في طريق الدعوة ، وتطبيق أحكام الشريعة في شتى فروع الحياة .
وبذلك جسدت قيادة الملك فهد للمملكة نموذج القيادة الإسلامية في الداخل والخارج ، كما جسدت الالتزام العملي المتواصل بنهج الإسلام قولاً وعملاَ ، وليس أدل على ذلك من الاستغناء عن اسم صاحب الجلالة وكل ألقاب التبجيل الأخرى بلقب – خادم الحرمين الشريفين –.



خاتمة البحث وأهم النتائج :
أولاً : المملكة العربية السعودية تتبوأ مكانة عظيمة في العالم العربي والإسلامي ، بل والعالم أجمع ، فهي دولة قيم ومبادئ أخلاقية ، ومثال عدل وسلام ومحبة ووئام ، وهي مرشحة لمزيد من التفوق والنهوض والاستقرار .
ثانياً : إذا كان تبليغ دعوة الإسلام وبيان سماحته وسمو مقاصده واجب شرعي على كل مؤمن بعامة ، فإنه ألزم وأوجب على دولة تضم أقدس البقاع وأطهرها ، وتتشرف بخدمتها ، والقيام عليها ، وحقاً ما يكنه كل مسلم في أرجاء المعمورة من محبة وتقدير لهذه البلاد وأهلها ، فإنها مهبط الوحي ، ومآزر النبوة ، ومصدر الإيمان ومحور الوحدة والأخوة والتلاحم بين المسلمين ، ومطمح الأمان والخير والطمأنينة لهم .
ثالثاً : الدعوة بالمملكة واكبت تاريخها وتطورها على مختلف أطوارها ، وتعاقب حكامها ، وكانت وما زالت سماتها واضحة ، وأهدافها نبيلة ، وهي لذلك تسخر كل الأجهزة والقطاعات والمراكز والمؤسسات لخدمة الدعوة السلفية ، وتيسر جميع الوسائل المعنية على ذلك قولاً وفعلاً ودعماً .
رابعاً : استطاع الملك عبد العزيز – رحمه الله – أن يعيد الأمن والأمان والرخاء والاستقرار في ربوع الجزيرة العربية ، ويقيم في مدة وجيزة في حساب الزمن أن يقيم للعالم مثالاً حياً لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في القرن العشرين والمملكة – بفضل الله ثم بفضل تطبيق شرع الله ورعاية حدوده – تقف اليوم شامخة ، وتتلألأ درة في جبين هذا الدهر .
خامساً : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورعاية الحجاج وخدمتهم العناية بالحرمين الشريفين واحترام العلماء وتقديرهم كلها أمثلة حية ، وجهود مباركة ، تقوم بها المملكة ، وهي عملية مستمرة في مراحل مترابطة أضاء شعلتها الأفذاذ الأوائل من آل سعود ، وأرسى دعائمها أبناؤهم وأحفادهم .
سادساً : الأنشطة الدعوية في المملكة داخلاً وخارجاً لها أثر كبير بفضل الله تعالى ، ثم بفضل الدعم والتأييد المتواصل من لدن حكامها ، وجماعية العمل في مجال الدعوة نشاط ملموس يشهد له القاصي والداني ولا يجحده إلا جاهل أو مكابر معاند ، أو حقود حاسد .
سابعاً : عني البحث بذكر أمثلة من الأنشطة الدعوية ، وهي لفيف من المؤسسات والهيئات والجامعات والوزارات والمنظمات وغيرها ، وكلها تجسد الهوية الإسلامية للدولة ، وترسخ دعائم الدعوة ، وتعمق الرسالة الإسلامية بكل فخر واعتزاز إن المملكة اليوم وكل يوم –بإذن الله –تعد واحة إسلامية ظليلة للمسلمين كافة
وتتواصل الجهود ىفي العهد الميمون عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير نايف بن عبد العزيز، أسأل أن يسدد الخطى ، ويوفق على الدرب ، وينفع بهذه الجهود المباركة ، إنه نعم المولى ونعم النصير .



 

قديم 21-01-2012   #6


مآتحدـآني غير حبكـ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  14 - 05 - 2011
 أخر زيارة : 20-05-2016 (01:14 AM)
 المشاركات : 226 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Cadetblue
رد: جهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله



جهود كبيره
ومنها الامن والامان
يسلمو اخ متوكل



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التعليم في المملكة العربية السعودية.. ابو يحيى منتدى التعليم العام 12 03-07-2014 06:20 PM
ملوك المملكة العربية السعودية خديج الثقافه العامه 5 10-02-2014 12:57 PM
شرح مناسك الحج خطوة .. خطوة :: إصدار وزارة الدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ابو يحيى قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه 2 15-10-2013 06:35 PM
القصة التي هزت المملكة العربية السعودية الشرقاوي عالم القصة والروايات 5 21-10-2011 07:33 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 03:09 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant