يَوْمَ, شَأْنٍ, فِي, هُوَ, كُلَّ
يَوْمَ, شَأْنٍ, فِي, هُوَ, كُلَّ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مدح الله نفسه بهذا الوصف المتضمن قدرته جل في علاه ، وأنه لا يقع شيء
في العالم إلا بإذنه ، فهو كل يوم في شأن ؛ يخفض ويرفع ، يعطي ويمنع
يقبض ويبسط ، يولي ويخلع ، يضحك ويبكي ، يميت ويحيي
يهدي ويضل، يعافي ويبتلي .
كل يوم هو في شأن ؛ يعطي فقيرا ، يهدي حائرا ، يشفي مريضا
يرد غائبا، يرشد ضالا ، يشبع جائعا ، يسقي ظمآن .
كل يوم هو في شأن ؛ يسحق طاغيا، يمزق باغيا ، يكبت فاجرا ، يهزم كافرا
يخذل عدوا ، يرد معتديا ، ينصر وليا ، يحفظ صالحا ، ينجد ملهوفا ، يجيب داعيا
يحمي مظلوما ، يعطي سائلا، يمنح نائلا، يجبر كسيرا ، يعين مسكينا
يرحم ميتا ، يعافي مصابا ، يدحض باطلا، ينصر حقا .
كل يوم هو في شأن ؛ ينزل الغيث ، يسوق الغمام ، يجري الريح ، يسخر البحر
يزيد العابدين ، يوفق الصالحين ، يدل المجتهدين ، ينصر المجاهدين
يؤمن الخائفين ، يتوب على التائبين ، يغفر للمستغفرين .
كل يوم هو شأن ؛ يولج الليل في النهار ، يرسل البرق يكاد يذهب بالأبصار
يجري السفن في البحار ، يحوط المسافرين من الأخطار .
كل يوم هو في شأن ؛ يكشف كربا ، يزيل خطبا ، يغفر ذنبا ، يحل ويبرم
يقدم ويؤخر ، يثيب الطائع ، يحلم على المقصر ، يتجاوز عن المسيء
يستر المذنب ، يمهل العاصي .
كل يوم هو في شأن ؛ يفلق الحب والنوى ، يعلم ما في الأرحام ، يكتب الآجال
يحصي الأعمال ، ينزل الأرزاق، يفك القيود ، يطلق الأسرى ، يكلأ من في البر
والبحر ، يرعى المسافرين ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
كل يوم هو في شأن ؛ يطلع على ما في السرائر ، يعلم ما في الضمائر
يجيب المضطر ، ينقذ من المخاطر ، يعصم من المهالك ، يهدي
من الغي ، يبصر من العمى ، يرشد من الحيرة .
كل يوم هو في شأن ؛ يعزل ولاة ، يخلع ملوكا ، يهلك دولا
يبيد شعوبا، يأخذ المتكبرين ، يقصم المتجبرين .
وإن من ينظر في الكون نظرة المتبصر ويتفكر في المخلوقات
وما يقع في الأرض من أعمال وحوادث يعجب من عظمة الملك الواحد الأحد
وسعة اطلاعه وبالغ علمه ، جل في علاه ، فكل حركة معلومة
وكل لفظة محسوبة ، وكل نقطة أو ورقة أو ثمرة محصية
عالم هائل من الحياة والموت ، والغنى والفقر ، والصلاح والفساد
والسلم والحرب ، والهداية والغواية ، والصحة والمرض
كل ذلك بإذن الملك الحق الذي لا تخفى عليه خافية من أعمال هذه الخليقة
فلا يلتبس عليه أمر ، ولا تختلف عليه لغة ، ولا يعزب عن علمه شيء
ولا تفوته حركة ، ولا تند عن علمه كائنة ، وقد وسع علمه كل شيء
وقد عم فضله وانتشر إحسانه .
إن العالم شركة صاخبة من البناء والنتاج والتزاوج والتولد والاتفاق
والاختلاف والسلم والحرب ، تصالح وتقاتل ، تآلف وتباين ، بيع وشراء
حل وترحال ، يقظة ونوم، حياة وموت ، لكن المذهل أن ذلك بعلم الأحد الصمد
وبتقديره وتدبيره واطلاعه، جل في علاه ! ملائكة تكتب وسجلات تحصي
وأقلام تخط ودواوين محفوظة ، والرقيب الحسيب على ذلك كله
عالم الغيب والشهادة الذي لا تخفى عليه خافية .
د . عائض القرني
|
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
;EgQ~ dQ,XlS iE,Q tAd aQHXkS dQ,XlQ aQHXkS tAd iE,Q ;EgQ~
;EgQ~ dQ,XlS iE,Q tAd aQHXkS dQ,XlQ aQHXkS tAd iE,Q ;EgQ~ ;EgQ~ dQ,XlS iE,Q tAd aQHXkS dQ,XlQ aQHXkS tAd iE,Q ;EgQ~