ماذا يحدث يا ربي!! حفلات نجاح بمبالغ تفوق الوصف، وقدرة الأهل المادية، وتنذر بجيل استهلاكي مروع لن يعود في المستقبل راضياً بأي شيء!!!
الإعداد لسفريات تستحوذ على رواتب العام كاملة أو تزيد لعائلات متوسطة تعيش على الأقساط والبيوت المستأجرة، وإلى دول مكلفة مادياً، كانت في السابق مقتصرة على الأثرياء فحسب...
حفلات ميلاد تقام مرات عديدة في السنة بعدد أفراد الأسرة، تنفذ ببذخ وإرهاق نفسي ومادي للأهل والمدعوين... يخرج بعدها الصغار الحاضرون محتقنين بفكرة محاكاة التجربة وإرغام الأهل بكل ما أوتوا من وسائل الابتزاز العاطفي بأن يكونوا هم أسياد حفل المرة القادمة وبالإمكانات نفسها أو تفوق..
حفلات «ملكة» عقد قران، ما أنزل الله بها من سلطان، تحرق بهجة العروس وهي تؤدي النسخة التجريبية لحفل زواجها، تحجز القاعة مرتين، وتوجه دعوة للناس مرتين، تزف مرتين، وتتصور والعريس مرتين، وتقطع التورتة مرتين، وتقوم بكل طقوس حفل الزفاف، إلا أنها تزف آخر الليل إلى غرفتها المعتادة في بيت أسرتها!!!... لم تكن في السابق حفلات «الملكة» بهذا الترف السافر، كانت عائلية وفي نطاق ضيق.. حميمية... وكان للعروس بهجتها المرتقبة التي لا تنسى يوم الزفاف...
حفلات استقبال المواليد باتت أغلبها مصدراً للاسترزاق وإحراج الناس بالإعلان عنها وتحديدها في وقت بعينه، ورفض الزيارة وتأدية الواجب في أوقات أخرى تناسب أوقات الآخرين، وتدرأ الأعين عنهم بفضح ظروفهم المادية. إذ من غير المنطقي أن تقدم لمولود في جناح ملكي طقم بسيط بمئة أو مئتي ريال في الوقت الذي ترى فيه هدايا الألماس والورود الثمينة التي تذهب غالباً للممرضات، والمبالغ المالية داخل علب مزخرفة، والشوكولاتة التي يوازن ثمن الصينية الفضية المرصوفة فيها ربع راتبك..
الهدايا التي كانت تقدمها أمهاتنا في المناسبات والزيارات؛ طبق لذيذ اعتنت في إعداده، أو كارتون عصير أو حليب... أو سجادة معطرة... أو قماش جميل... باتت الآن عبئاً نفسياً ومادياً مثل الهم على القلب، لأن الناس ما عادت تهتم بالمشاعر الصادقة لمن يقدّم الهدية في مشاركته فرحتك وتمنيه لك كل الخير، إنما بقيمتها الثمينة؛ كم تساوي!!! حتى هدايا النجاح.. ما عاد الطفل يرضى بأقل من آيباد، أو جوال آخر إصدار، أو اشتراك في نادٍ مكلف، أو جهاز سوني، أو ذهب وألماس، أو سفر....
تنافس الناس في زيف وكذب للظهور بمظهر المترفين، فاضطربت الأولويات في حياتهم، وغدت كماليات السفر والمطاعم والهدايا وإقامة المناسبات، والحرص على تصوير ملامح المتع وإغاظة الآخرين، المرسلة إليهم، بها، تستنزف من تفكيرهم وصحتهم، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم: «فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ».
--------
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
ذكرني موضوعك بحالات كنت اعيشها في فرنسا لما كنت بها طالبا
كثيرا ماكان يدخل خليجي الى احد المطاعم ولا يرافقه غير زوجة وابن او اثنان
لكن ما كان يستغرب له الرواد هو الكمية الهائلة من الاكل التي كان يطلبها
والتي لا يتناول منها حتى الثلث في حين مايشتته على الأرض او يعبث به أبناؤه قد يغذي اسرة كبيرة
كنت دوما اسال نفسي :لماذا هذا التبذير ؟
شكرا على الموضوع
الكثير والكثير ولكن من يتعض اسرفت افريقيا فاصابت المجاعات العديد من دولها
واسرفت العراق وسوريا وغيرها من الدول والان يبحثون عن كسرة العيش اليابسه ويتقاسمونها
ماذا ننتظر انا تزول عنا النعم ويحل بنا سخط الله
للهم إِني أعوذُ بك من زوال نعمتك،وتحوُّل عافيتِك،وفُجاءةِ نقمتك،
وجمع سخطك اللهم لاتؤاخذنا بمافعل السفهاء منا
طرح قيم يعطيك العافيه .
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
26-01-2016
